٠٤-٠٥-٢٠٢٥
300 ألف وحدة جديدة لقطاع العقارات بدبي 2028
في إطار خطة دبي الحضرية 2040، من المقرر أن يقدم سوق العقارات في الإمارة أكثر من 300 ألف وحدة سكنية جديدة بحلول 2028، مع تخصيص 81,084 وحدة لعام 2025 وحده.
وتضمن هذه الخطوة توفير إمدادات كافية من الوحدات السكنية، مما يعزز مكانة دبي كمركز عالمي للاستثمار العقاري مع تلبية الطلب المتزايد من السكان والمستثمرين على حد سواء. وفقاً لتقرير سوق العقارات في دبي للربع الأول من عام 2025 الصادر عن "بروفيدانت استيت" (Provident Estate)، فإن استمرار ازدهار السوق العقاري مدفوع بثقة المستثمرين، والتخطيط العمراني الاستراتيجي، وقطاع المشاريع قيد الإنشاء المتنامي."
وشهد الربع الأول من عام 2025 نشاطاً غير مسبوق في السوق. وارتفع حجم المعاملات إلى 42,273 معاملة، بزيادة قدرها 50% على أساس سنوي، مما يعكس ثقة قوية بمنظومة العقارات في دبي. وبلغت قيم المبيعات 114.15 مليار درهم، مدفوعةً بتدفقات رأس المال المحلية والدولية. وارتفع متوسط سعر البيع إلى 2.7 مليون درهم، مما يؤكد نضج دبي كسوق عقاري عالي القيمة.
وقالت لورا آدامز، مديرة المبيعات الثانوية في "بروفيدنت إستيت": "يتصدر المشهد مجمعات سكنية مثل قرية جميرا الدائرية، والخليج التجاري، والفرجان المشهد، حيث توفر فرصاً متنوعة للمستثمرين والمستخدمين النهائيين". وقد هيمن سوق العقارات قيد الإنشاء، حيث تم تسجيل أكثر من 25,000 وحدة سكنية و 6,600 وحدة تاون هاوس وفيلا.
ساهمت خطط الدفع المرنة والأسعار التنافسية التي يقدمها المطورون في هذا الزخم، لا سيما للشقق المدمجة في المناطق النامية مثل قرية جميرا الدائرية، حيث تصدرت وحدات الاستوديو والوحدات المكونة من غرفة نوم واحدة الطلب. وبلغ سعر القدم المربع للشقق قيد الإنشاء 1,926 درهماً إماراتياً، بزيادة قدرها 28.6% عن الربع الثالث من عام 2024. كما شهدت مجمعات الفلل الفاخرة قيد الإنشاء، مثل ذا فالي ونخلة جبل علي، مبيعات كبيرة، حيث اكتسبت منازل التاون هاوس المكونة من أربع غرف نوم إقبالاً كبيراً بين العائلات.
واصل قطاع العقارات الفاخرة مساره التصاعدي، حيث ارتفعت أسعار الفلل بنسبة 13% مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024، مدفوعةً بالطلب على المساكن الفسيحة والفاخرة. ووفقاً لخبراء السوق، يشهد سوق العقارات الفاخرة في دبي ازدهاراً ملحوظاً مع سعي الأفراد ذوي الثروات العالية إلى امتلاك عقارات حصرية في مواقع مميزة.
تصدرت المجمعات السكنية المطلة على الواجهة البحرية، مثل مرسى دبي ونخلة جميرا، اتجاهات البحث عن الشقق والفلل على التوالي، بينما سجّلت دبي هيلز استيت والفرجان أيضاً مراكز متقدمة في سوق التاون هاوس المُخصص للعائلات. وفي سوق العقارات الجاهزة، ظلّ الطلب على المنازل بأسعار معقولة ومتوسطة الدخل ثابتاً. وتصدرت الشقق بغرفة نوم واحدة في قرية جميرا الدائرية صفقات البيع، تلتها دبي مارينا وخليج الأعمال. أما بالنسبة للتاون هاوس والفلل، فقد استقطبت داما لاجونز وداماك هيلز 2 ودبي هيلز استيت المشترين الباحثين عن بيئات تُلبي احتياجاتهم.
تعزز نشاط الرهن العقاري، حيث تمت معالجة أكثر من 26,000 قرض عقاري، مما يشير إلى توفر خيارات تمويلية قوية. ويدعم التخطيط العمراني الاستراتيجي لدبي هذا النمو. وتهدف الخطة الحضرية الشاملة 2040 إلى تحسين جودة المعيشة والاستدامة، من خلال الاستثمار في البنية التحتية والمساحات الخضراء. وتضمن الخطة بقاء دبي وجهةً جاذبةً للمستثمرين العالميين، مع تلبية احتياجات السكان المتنامية.
وتؤكد بيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي هذه الرؤية المتفائلة، حيث أشارت إلى زيادة بنسبة 34% في الاستثمار الأجنبي في الربع الأول من عام 2025 مقارنةً بالربع الأول من عام 2024. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة. فالتطوير العقاري السريع يثير مخاوف بشأن فائض العرض، لا سيما في شريحة السوق المتوسطة. وقد حذّر مستشارو العقارات من أنه على الرغم من قوة الطلب، يجب على المطورين موازنة العرض لتجنب تصحيح الأسعار.
كما حذّروا من أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يؤثر على القدرة على تحمل تكاليف الرهن العقاري، مع أن خيارات التمويل المرنة في دبي تُخفف من هذا الخطر. ولا يزال التنوع الاقتصادي في الإمارات العربية المتحدة والسياسات المُيسّرة للمستثمرين، مثل التأشيرات الذهبية وقوانين التملك المُيسّرة، يُعززان السوق.
في عام 2024، نما الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لدبي بنسبة 3.9%، وفقاً لمركز دبي للإحصاء، مما يدعم مرونة القطاع العقاري. ومع استعداد دبي لتسليم 81,084 وحدة سكنية في عام 2025، فإن مزيجاً من النمو الاستراتيجي في العرض، وتنوع الطلب، والتخطيط الحضري المتين، يُهيئ المدينة لتحقيق نجاح مستدام.