logo
#

أحدث الأخبار مع #درونز

ضرورة استثمار الأردن في الاقتصاد منخفض الارتفاع
ضرورة استثمار الأردن في الاقتصاد منخفض الارتفاع

الغد

timeمنذ 15 ساعات

  • أعمال
  • الغد

ضرورة استثمار الأردن في الاقتصاد منخفض الارتفاع

محمد صالح هل تعلم أن حجم سوق الاقتصاد منخفض الارتفاع (Low-Altitude Economy) سيتجاوز (300) مليار دولار بحلول 2030؟ الأردن أمام فرصة ذهبية ليكون لاعبا رئيسيا في هذا المجال، لكن الوقت يمر بسرعة! اضافة اعلان يسهم الاقتصاد منخفض الارتفاع في إعادة تشكيل مشهد الصناعة والنقل والابتكار الريادي على مستوى العالم، مستندا إلى ثورة في تقنيات الطيران الخفيف غير المأهول، ليفرض نفسه كمجال جديد يربط بين الاقتصاد الرقمي، والتحول التكنولوجي، وذكاء الخدمات. بحيث لم يعد مجرد تقدم تقني، بل تحول هيكلي في الطريقة التي تُقدم بها الخدمات وتُدار بها الموارد، وما من دولة تطمح إلى مواكبة المستقبل يمكنها تجاهل هذا القطاع الناشئ. نقصد بالاقتصاد منخفض الارتفاع مجموع الأنشطة الاقتصادية المعتمدة على الطائرات بدون طيار (الدرونز) والمركبات الجوية الكهربائية الخفيفة (eVTOL)، التي تعمل على ارتفاعات دون الطيران المدني التقليدي، ويشمل هذا المجال تطبيقات متزايدة في قطاعات التوصيل السريع، والزراعة الذكية، وخدمات الطوارئ، والمراقبة، والتصوير، مدعوما ببنية تحتية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ونظم الملاحة منخفضة الارتفاع. تُقدر قيمة هذا الاقتصاد عالميا وفقا لبعض الدراسات بنحو (210) مليارات دولار أميركي، وتقود الصين وحدها هذا التوسع بتحقيق أكثر من نصف تريليون يوان (69 مليار دولار أميركي) في عام 2024، مع توقعات بتجاوزه حاجز التريليون خلال السنوات المقبلة. هذا النمو اللافت يعكس زخما عالميا نحو الاستثمار في هذا القطاع وتطوير أنظمته، على الرغم من مختلف التحديات التشريعية والتنظيمية والتقنية. وعند محاولة تفكيك وفهم هذا الاقتصاد نرى أنه يتشكل من منظومة مترابطة من القطاعات تشمل الصناعات الجوية الخفيفة، تقنيات الذكاء الاصطناعي والملاحة، الخدمات اللوجستية، الزراعة الدقيقة، الأمن والمراقبة، والإغاثة، إلى جانب قطاعي السياحة والتصوير الرقمي. كما يشهد القطاع دفعا متزايدا من التجارة الإلكترونية والتنقل الجوي الحضري، ما يعزز تنوعه وقدرته على النمو المتسارع في بيئات متعددة، وهي مجالات أبدى الأردن اهتماما كبيرا في الاستثمار في الكثير منها عبر السنوات الماضية. في هذا السياق، يبدو من الحيوي والضروري أن يبادر الأردن إلى وضع إستراتيجية وطنية واضحة لتبني الاقتصاد منخفض الارتفاع وتطبيقاته، بوصفه فرصة نوعية لاستثمار النضوج الرقمي، وتحقيق الكفاءة في الخدمات، واستحداث فرص اقتصادية مبتكرة. فالأردن، بما يملكه من موقع جغرافي إستراتيجي، وكفاءات تقنية، وقاعدة جامعية متقدمة، قادر على أن يصبح مركزا لتطوير وصناعة وتدريب واختبار التطبيقات الجوية الخفيفة. كما أن إدماج هذه التقنيات في قطاعات الزراعة، والخدمات اللوجستية، والطوارئ، سيعزز من مرونة الدولة في مواجهة التحديات، ويوفر حلولا متقدمة لمشكلات التوصيل، والإدارة الذكية للموارد، وحوكمة الأمن. إلى جانب ذلك، فإن التدخل المبكر في صياغة الأطر التنظيمية والتشريعية سيحمي المجال من الفوضى، ويشجع الاستثمار، ويضمن الاستخدام الآمن والفعال لهذه التقنيات. وعلى الرغم من المحاولات والمبادرات الجيدة التي خاضها الأردن في هذا المجال، فإنها ما زالت دون التطلعات حيث نجد انها تقتصر على محاولات تنظيم استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) دون العمل بشكل شمولي على تطوير وتنمية الاقتصاد منخفض الارتفاع والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يقدمها. الاقتصاد منخفض الارتفاع لم يعد ترفا تقنيا أو خيارا ثانويا، بل ضرورة إستراتيجية تمس كفاءة الخدمات وجذب الاستثمارات. الأردن يمتلك المواهب والبنية التحتية، لكنه يحتاج إلى خطة واضحة، واستثمارات جريئة، وأطر تشريعية مرنة. السؤال ليس: هل نستطيع؟ بل: متى نبدأ؟ لأن التأخر يعني التحول إلى سوق مستهلك، عوضا عن أن نكون روادا في اقتصاد المستقبل.

المركز الوطني للرقابة: نجاح "استجابة 16" بتحسن قياسي لمكافحه التلوث البحري الساحلي
المركز الوطني للرقابة: نجاح "استجابة 16" بتحسن قياسي لمكافحه التلوث البحري الساحلي

سعورس

timeمنذ 7 أيام

  • علوم
  • سعورس

المركز الوطني للرقابة: نجاح "استجابة 16" بتحسن قياسي لمكافحه التلوث البحري الساحلي

أعلن المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي نجاح فرضية التمرين التعبوي " استجابة 16 " لمكافحة تسرب بقعة زيت افتراضية بنحو 15 ألف برميل في عرض البحر ومحاكاة مكافحة وتطهير آثار التلوث في حال وصوله وانتشاره على مساحات واسعة في شواطئ منطقة جازان. وأوضح قائد الحدث في استجابة 16 المهن د س راكان القحطاني أن معدل الاستجابة والتفاعل مع هذ ه الأ نو ا ع من ا لحوادث البيئية ارتفع في هذا التمرين بشكل ملحوظ للجهات المشاركة بنسبة 25 ٪ مقارنة مع " استجابة 13 " العام الماضي مما يعكس فاعلية التخطيط وتكامل الأدوار في الميدان لكافة الجهات المشاركة والتي تجاوزت في هذه النسخة 44 جهة حكومية وخاصة. و أ ضاف ال قحطا ني بأن تفعيل وتحسين التقنيات المستخدمة في المراقبة والتحكم والتي ت قوم بتنفيذها شركة (سيل) للأعمال البحرية ساهمت في رفع مستوى الاستجابة له ذه ال حوادث في إشارة إ لى غرفة مراقبة متنقلة وقدرات رصد جوي يستخدم بها طائرات درون ز ، مما دعم متخذي القرار بمعلومات مباشرة خلال تنفيذ السيناريو. ولرفع الجاهزية وتعزيز التنسيق تم إعداد السيناريو " استجابة 16 " المعتمد في التمرين بناء على سجل المخاطر البيئية في المنطقة، مع إضافة هيكل للقيادة والعمليات يعزز من كفاءة الأداء ويوضح توزيع المهام خلال حالات الطوارئ بين الجهات المشاركة، ولوحظ تحسن ملحوظ في وقت الاستجابة بنسبة مرتفعة مقارنة مع تمرين " استجابة 13 " بنسبة 25% ، وفي سياق متصل أ وضح المتحدث الرسمي ل تمرين " ا ستجابة 16 " سعد المطرفي أن أكثر من 820 من الكوادر الوطنية من كافة الجهات شاركوا في هذا التمرين وأثبتوا كفاءاتهم العالية في قدراتهم الفنية سواء في سفن الطوارئ وطائرات ال رش المشتتة للتلوث و ال زوارق ال سريعة بالإضافة إلى الوحدات البرية التي فرضت طوقاً أمنياً حول مناطق التمرين المتضررة افتراضياً استخُدم فيه 15 كاشطة و 3800 متر من الحواجز المطّاطية والمئات من الحواجز والوسائد الماصّة ، وأشار المطرفي إلى أن نجاح التمرين جاء نتيجة التعاون والتنسيق والتكامل بين كافة القطاعات الأمنية والصحية ومنظومة البيئة مع القطاعات الخاصة المتواجدة في منطقة التمرين مثل شاطئ الاستاد وشاطئ الشباب، بالإضافة إلى قيادة العمليات البحرية التي تنفذها شركة سيل للأعمال البحرية . وقال المطرفي إن الجهات المشاركة أثبتت قدرتها على التعامل مع سيناريوهات متعددة دون تعطل الحركة الملاحية أو إيقاف عمليات الصيد وتأثر الموائل الطبيعية والبيئة البحرية أو نفوق الكائنات الحية وتأثر المواقع الحيوية في المنطقة، مضيفاً أن الأرقام المسجلة لكل جهة في تعاملها مع الحالات الطارئة ترتفع مقارنة بالتمارين السابقة، وأن الجهات تمتلك قدرة وجاهزية عالية للتعامل مع الظروف غير التقليدية والتي وضعت لها سيناريوهات عدة، يتم وفقاً لها تقدير المعدات اللازمة والكوادر البشرية القادرة على حماية البيئة البحرية والاقتصاد والإنسان . وفي ختام حديثه، شدد المطرفي على أهمية استمرار تنفيذ هذه التمارين والفرضيات التي تساهم في رفع القدرات البشرية والإمكانات التقنية للقطاعات المشاركة، وتأتي وفقاً للخطة الوطنية لمكافحة الانسكابات الزيتية والمواد الضارة، حيث باتت حماية المياه الإقليمية ضرورة ملحة للمساهمة في حفظ الموائل البحرية التي تساعد على خلق اقتصاد مستدام. ‹ › ×

«أمم أفريقيا» للشباب على «أون تايم سبورت»
«أمم أفريقيا» للشباب على «أون تايم سبورت»

بوابة ماسبيرو

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • رياضة
  • بوابة ماسبيرو

«أمم أفريقيا» للشباب على «أون تايم سبورت»

تستعد إدارة البرامج الرياضية بالتليفزيون لنقل نهائيات كأس أمم أفريقيا للشباب تحت 20 عاما التى تقام فى مصر خلال الفترة من 27 أبريل الحالى حتى 18 مايو المقبل، على ملاعب استادات القاهرة و30 يونيو وهيئة قناة السويس، ويتم نقلها بوحدات إذاعة خارجية حديثة ومتطورة على قناة أون سبورت على التردد الفضائى والأرضى، من خلال 22 كاميرا بكل وحدة مزودة بخاصية الفور كيه وكاميرا محمولة على طائرة درونز لتقديم صورة مبهرة من أعلى، بالإضافة إلى استوديو تحليلى يضم كوكبة من نجوم التحليل فى مصر لرصد أهم كواليس المباريات ورسائل من الملعب نتعرف منها على تشكيل كل فريق. وأسفرت قرعة نهائيات كأس أمم أفريقيا للشباب عن وقوع المنتخب الوطنى للشباب مواليد 2005 على رأس المجموعة الأولى التى تضم منتخبات زامبيا وسيراليون وجنوب أفريقيا وتنزانيا، كما ضمت المجموعة الثانية منتخبات نيجيريا وتونس وكينيا والمغرب، أما المجموعة الثالثة فشملت منتخبات السنغال وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية. ووفقا للوائح البطولة يتأهل إلى الدور ربع النهائى متصدر ووصيف المجموعات الثلاث، إلى جانب أفضل منتخبين بين أصحاب المركز الثالث فى المجموعات الثلاث.. كما يتم استبعاد نتائج صاحب المركز الخامس فى المجموعة الأولى ثم مقارنة نتائج أصحاب المركز الثالث لحسم المقعدين الأخيرين فى الدور ربع النهائى. وستقام المباراة الافتتاحية للبطولة فى السابع والعشرين من الشهر الحالى، وتجمع بين منتخب الشباب بقيادة مديره الفنى أسامة نبيه وجنوب أفريقيا، ثم يخوض الفريق مباراته الثانية أمام سيراليون يوم 30 أبريل، وبعدها يلتقى زامبيا ثم تنزانيا يومى 3 و9 من مايو المقبل.

من أيلول الأسود.. إلى أبريل الأسود !
من أيلول الأسود.. إلى أبريل الأسود !

العربية

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

من أيلول الأسود.. إلى أبريل الأسود !

في عام 1970، اندلعت اشتباكات دامية بين تنظيمات فلسطينية علمانية، وبين الجيش والشارع الأردني، لقد كانت نتيجة لانتقال التنظيمات إلى الأردن وتحويله لحديقة خلفية ينفذون من خلاله عملياتهم العسكرية دون الأخذ في الحسبان المصالح الوطنية الأردنية. إنه الخلاف الدائم بين التنظيمات والدول الوطنية، من يأخذ قرار الحرب والسلم، وهل يجب أن تسلم الدول مصير شعوبها بيد تنظيمات طائشة ومتحمسة لا تفهم آثار الحرب وتداعياتها، وهو ما شهده الشرق الأوسط في معظم الحروب التي نشأت بسبب قرارات خاطئة من شخصيات أو تنظيمات متسرعة وغير واقعية. لم يكن إعلان السلطات الأردنية اكتشاف خلية إرهابية -خلال أبريل الجاري- تعمل بشكل سري منذ خمس سنوات (2021) حدثاً عاديّاً يمكن أن يمر دون أن يلفت الانتباه، فكأن هناك من أراد إعادة إنتاج أيلول الأسود، ولكن بوجه إسلاموي هذه المرة بدلاً من الوجه العلماني. المخطط لم يكن الأول الذي تعلن الأردن اكتشافه أو إحباط عمليات إرهابية، لكنها تعيدنا بالذاكرة خمسين عاماً إلى الوراء، إلى أحداث «أيلول الأسود» التي وقعت بين 16 و27 سبتمبر 1970، واستمرت حتى 17 يوليو 1971. الخلية التي كُشِفَ أنها تنتمي للتيار الإسلامي لم تهبط على الأردن ببراشوت، بل هي جزء من المكون الإسلاموي في الأردن، ومعظم المقبوض عليهم كوادر في تنظيمات متعددة، ونشطاء في المظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت الأردن بحجة الدفاع عن قرار 7 أكتوبر. المجموعة اختارت أن تكون إرهابية لا مدنية، واستخدمت العمل السلمي غطاءً -كما أثبتت السلطات- لتهيئة الأجواء لأعمالها الإرهابية المستقبلية، وأسست لمناخ معادٍ ضد الدولة الأردنية، فضلاً عن استثمارها أحداث السابع من أكتوبر للتأجيج واتهام السلطات بالتقصير وإثارة الكراهية ضد الدولة ورموزها. بالتأكيد أن التنظيم كان عنقوديّاً في عمله وتشكيلاته، وحظي- بلا شك- بدعم وتمويل عابر من الخارج، ولا أدل على ذلك من بيانات التأييد التي صدرت من التنظيم الأم، إضافة إلى تمكين من التنظيمات الحاضنة له داخليّاً. عمل التنظيم وطريقته تذكرنا أيضاً بالتنظيمات التكفيرية القطبية التي نشأت في مصر أواسط السبعينيات والتي انتهجت خطّاً تكفيريّاً ضد محيطها الاجتماعي واستبداله بإنشاء مجتمع ما يسمى الهجرة لداخل التنظيم. المجموعة -كما ذكر البيان الأمني الأردني- بدأت نشاطها (2021) أي قبل أحداث السابع من أكتوبر بثلاثة أعوام؛ بمعنى أنها لم تكن ردة فعل كما يصور البعض، بل كانت فعلاً منظّماً ومقصوداً، وكأن هناك تنسيقاً استباقيّاً بين من قام بـ 7 أكتوبر وبينهم. العملية هدفت لإثارة الاحتراب الداخلي وتنفيذ عمليات إجرامية تجر البلاد والعباد إلى مستنقع حرب أهلية وتحويل الأردن لدولة فاشلة.. أما لماذا صناعة دولة فاشلة؟ فلأن ذلك يمكن التنظيمات الإرهابية من العمل فوق الأرض من دون وجود سلطة مركزية قادرة على حماية مصالح الشعب الأردني أولاً، أو على الأقل وجود دولة ضعيفة تتحكم فيها التنظيمات الإرهابية. الخلية الإرهابية شكّلت تنظيماً عصابيّاً، وطوّرت بنية عسكرية، وصنعت أسلحة ومتفجرات، وهرّبت طائرات درونز للاغتيالات، لقد كان عملاً متطوراً؛ يهدف لبناء صراع طويل وممتد. ليس غريباً تبدل الأدوار بين اليساريين المتطرفين والإسلاميين المتطرفين، فكلاهما يتخادمان ويتبادلان الأدوار؛ بهدف تطويع الدول لصالح أجنداتهم أو فرض وصايتهم عليها، ولو قدر لنفس الإرهابي الذي قبض عليه قبل أيام أن يكون موجوداً في عام 1970، أيام حرب أيلول الأسود، لكان كادراً علمانيّاً يصرخ في المظاهرات باسم نايف حواتمة وجورج حبش، ويخبئ الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ عمليات باسمهم، بينما يصرخ اليوم باسم سيد قطب وينفذ تعاليمه وينتهج منهجه، نعم اختلفت المرجعيات، لكن الأسلوب والأهداف واحدة.

من أيلول الأسود.. إلى أبريل الأسود !
من أيلول الأسود.. إلى أبريل الأسود !

عكاظ

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عكاظ

من أيلول الأسود.. إلى أبريل الأسود !

في عام 1970، اندلعت اشتباكات دامية بين تنظيمات فلسطينية علمانية، وبين الجيش والشارع الأردني، لقد كانت نتيجة لانتقال التنظيمات إلى الأردن وتحويله لحديقة خلفية ينفذون من خلاله عملياتهم العسكرية دون الأخذ في الحسبان المصالح الوطنية الأردنية. إنه الخلاف الدائم بين التنظيمات والدول الوطنية، من يأخذ قرار الحرب والسلم، وهل يجب أن تسلم الدول مصير شعوبها بيد تنظيمات طائشة ومتحمسة لا تفهم آثار الحرب وتداعياتها، وهو ما شهده الشرق الأوسط في معظم الحروب التي نشأت بسبب قرارات خاطئة من شخصيات أو تنظيمات متسرعة وغير واقعية. لم يكن إعلان السلطات الأردنية اكتشاف خلية إرهابية -خلال أبريل الجاري- تعمل بشكل سري منذ خمس سنوات (2021) حدثاً عاديّاً يمكن أن يمر دون أن يلفت الانتباه، فكأن هناك من أراد إعادة إنتاج أيلول الأسود، ولكن بوجه إسلاموي هذه المرة بدلاً من الوجه العلماني. المخطط لم يكن الأول الذي تعلن الأردن اكتشافه أو إحباط عمليات إرهابية، لكنها تعيدنا بالذاكرة خمسين عاماً إلى الوراء، إلى أحداث «أيلول الأسود» التي وقعت بين 16 و27 سبتمبر 1970، واستمرت حتى 17 يوليو 1971. الخلية التي كُشِفَ أنها تنتمي للتيار الإسلامي لم تهبط على الأردن ببراشوت، بل هي جزء من المكون الإسلاموي في الأردن، ومعظم المقبوض عليهم كوادر في تنظيمات متعددة، ونشطاء في المظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت الأردن بحجة الدفاع عن قرار 7 أكتوبر. المجموعة اختارت أن تكون إرهابية لا مدنية، واستخدمت العمل السلمي غطاءً -كما أثبتت السلطات- لتهيئة الأجواء لأعمالها الإرهابية المستقبلية، وأسست لمناخ معادٍ ضد الدولة الأردنية، فضلاً عن استثمارها أحداث السابع من أكتوبر للتأجيج واتهام السلطات بالتقصير وإثارة الكراهية ضد الدولة ورموزها. بالتأكيد أن التنظيم كان عنقوديّاً في عمله وتشكيلاته، وحظي- بلا شك- بدعم وتمويل عابر من الخارج، ولا أدل على ذلك من بيانات التأييد التي صدرت من التنظيم الأم، إضافة إلى تمكين من التنظيمات الحاضنة له داخليّاً. عمل التنظيم وطريقته تذكرنا أيضاً بالتنظيمات التكفيرية القطبية التي نشأت في مصر أواسط السبعينيات والتي انتهجت خطّاً تكفيريّاً ضد محيطها الاجتماعي واستبداله بإنشاء مجتمع ما يسمى الهجرة لداخل التنظيم. المجموعة -كما ذكر البيان الأمني الأردني- بدأت نشاطها (2021) أي قبل أحداث السابع من أكتوبر بثلاثة أعوام؛ بمعنى أنها لم تكن ردة فعل كما يصور البعض، بل كانت فعلاً منظّماً ومقصوداً، وكأن هناك تنسيقاً استباقيّاً بين من قام بـ 7 أكتوبر وبينهم. العملية هدفت لإثارة الاحتراب الداخلي وتنفيذ عمليات إجرامية تجر البلاد والعباد إلى مستنقع حرب أهلية وتحويل الأردن لدولة فاشلة.. أما لماذا صناعة دولة فاشلة؟ فلأن ذلك يمكن التنظيمات الإرهابية من العمل فوق الأرض من دون وجود سلطة مركزية قادرة على حماية مصالح الشعب الأردني أولاً، أو على الأقل وجود دولة ضعيفة تتحكم فيها التنظيمات الإرهابية. الخلية الإرهابية شكّلت تنظيماً عصابيّاً، وطوّرت بنية عسكرية، وصنعت أسلحة ومتفجرات، وهرّبت طائرات درونز للاغتيالات، لقد كان عملاً متطوراً؛ يهدف لبناء صراع طويل وممتد. ليس غريباً تبدل الأدوار بين اليساريين المتطرفين والإسلاميين المتطرفين، فكلاهما يتخادمان ويتبادلان الأدوار؛ بهدف تطويع الدول لصالح أجنداتهم أو فرض وصايتهم عليها، ولو قدر لنفس الإرهابي الذي قبض عليه قبل أيام أن يكون موجوداً في عام 1970، أيام حرب أيلول الأسود، لكان كادراً علمانيّاً يصرخ في المظاهرات باسم نايف حواتمة وجورج حبش، ويخبئ الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ عمليات باسمهم، بينما يصرخ اليوم باسم سيد قطب وينفذ تعاليمه وينتهج منهجه، نعم اختلفت المرجعيات، لكن الأسلوب والأهداف واحدة. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store