#أحدث الأخبار مع #دولالعربصحيفة الخليجمنذ 3 أيامسياسةصحيفة الخليجنقطة الصفرتُنوِّع دول العالم في تحالفاتها ومسارات مصالحها، هرباً من هيمنة قطب أو اثنين على مُقدّرات البشرية وما يفرضه ذلك من تغييب للإرادات الوطنية. ولا يزال البعض يراهن على أن الدول العربية لكي تنجح في هذا المنحى، أي الوعي بقيمة تنوع التحالفات واتجاهات المصالح، عليها أولاً أن تتحرك وتتفاوض ككتلة لديها ثروات طبيعية وبشرية ومواقع جغرافية تجعلها فاعلة في الملفات الدولية الكبرى. والدول العربية في هذا الصدد أكثر من فريق، بعضها وعى مبكراً قيمة تحرر القرار من العلاقة بحليف واحد أو اثنين، وسعى في أكثر من اتجاه تحقيقاً لمصالحه ومصالح الكتلة العربية، وبعض آخر جامد متمسك بنظرياته القديمة، ولا يكتفي بذلك، بل يحمل على من يسبقه ويكشف تأخره، أما البعض الثالث، فهو الدول التي قُدّر لها أن تدور في فلك أزماتها الداخلية، وكلما لاح سبيل لتجاوزها أعمى الطمع السياسي أصحاب القرار فيها، فأمعنوا في الاحتراب، وعادوا بدولهم وشعوبهم إلى نقطة الصفر. وآفة الفريقين الثاني والثالث في الكتلة العربية أنهما لا ينظران إلى التجارب القريبة منهما بعين الاعتبار والتعلم، بل يكابران ويقعان في أخطاء متكررة تخاصم مبادئ القيادة والعمل السياسي الذي تتوحّد فيه رؤى القيادة والشعب عند نقطة متفق عليها للنهوض، ومن ثم البدء في العمل المخلص غير المرتهن لإملاءات خارجية أو أطماع داخلية، فتكون النتيجة الطبيعية خطوات تتسارع نحو المستقبل، بينما البقية تتمسك بصفرها، والأنكى أنها تلوم من يسبقها. ندرك جميعاً أن من الصعوبة، في الظروف الحالية على الأقل، تكوين تكتل عربي واحد يخاطب التجمعات الإقليمية والدولية بصوت واحد، فكل الأزمات التي تحفل بها دولنا تعرقل أية محاولة لوحدة الصف. لذلك، سيبقى الدفاع عن المصالح الحقيقية ومصائر الشعوب العربية مهمة عدد قليل من الدول، مهما كانت محاولات تعطيلها عن الذهاب إلى المستقبل. والأهم من ذلك أن تدرك الجبهتان الكسولة الجامدة، والمتاجرة بأرواح أوطانها وشعوبها أن ثمن ذلك يتضاعف، وأن الحساب أمام التاريخ والبشر عسير، فالأمر لا يتعلق باجتهادات أو نظريات تخضع للتجربة بحسن نية، لكنها لا تثمر إلا الضياع، إنما هو تخلٍّ مقصود عن واجب مقدس وخيانة لأمانة المسؤولية عن أرواح أجيال وحقهم في الحياة الكريمة. الثمن بمعناه المادي يمكن تعويضه، وبمساعدة الأشقاء أيضاً، إذا خلصت نوايا أصحاب القرار في دول عربية منكوبة بالاقتتال المزمن، لكن الأرواح الضائعة ستكون وبالاً عليهم، وستطاردهم أينما كانوا. منذ أكثر من عشر سنوات في بعض هذه الدول، وأقل في بعضها الآخر، وخريطة الطريق التي بدأت في رسمها تحركات شعبية أو تدخلات خارجية، بأيدي عابثين يحملهم الطموح السياسي إلى الجنوح، والجنون، أو يأخذهم الارتهان لقرار خارجي إلى قطع الصلة بكل معاني الوطنية أو احتكار تفسيرها على نحو يخدم مصالحهم فقط، بينما دولهم وشعوبهم تعود إلى نقطة الصفر.
صحيفة الخليجمنذ 3 أيامسياسةصحيفة الخليجنقطة الصفرتُنوِّع دول العالم في تحالفاتها ومسارات مصالحها، هرباً من هيمنة قطب أو اثنين على مُقدّرات البشرية وما يفرضه ذلك من تغييب للإرادات الوطنية. ولا يزال البعض يراهن على أن الدول العربية لكي تنجح في هذا المنحى، أي الوعي بقيمة تنوع التحالفات واتجاهات المصالح، عليها أولاً أن تتحرك وتتفاوض ككتلة لديها ثروات طبيعية وبشرية ومواقع جغرافية تجعلها فاعلة في الملفات الدولية الكبرى. والدول العربية في هذا الصدد أكثر من فريق، بعضها وعى مبكراً قيمة تحرر القرار من العلاقة بحليف واحد أو اثنين، وسعى في أكثر من اتجاه تحقيقاً لمصالحه ومصالح الكتلة العربية، وبعض آخر جامد متمسك بنظرياته القديمة، ولا يكتفي بذلك، بل يحمل على من يسبقه ويكشف تأخره، أما البعض الثالث، فهو الدول التي قُدّر لها أن تدور في فلك أزماتها الداخلية، وكلما لاح سبيل لتجاوزها أعمى الطمع السياسي أصحاب القرار فيها، فأمعنوا في الاحتراب، وعادوا بدولهم وشعوبهم إلى نقطة الصفر. وآفة الفريقين الثاني والثالث في الكتلة العربية أنهما لا ينظران إلى التجارب القريبة منهما بعين الاعتبار والتعلم، بل يكابران ويقعان في أخطاء متكررة تخاصم مبادئ القيادة والعمل السياسي الذي تتوحّد فيه رؤى القيادة والشعب عند نقطة متفق عليها للنهوض، ومن ثم البدء في العمل المخلص غير المرتهن لإملاءات خارجية أو أطماع داخلية، فتكون النتيجة الطبيعية خطوات تتسارع نحو المستقبل، بينما البقية تتمسك بصفرها، والأنكى أنها تلوم من يسبقها. ندرك جميعاً أن من الصعوبة، في الظروف الحالية على الأقل، تكوين تكتل عربي واحد يخاطب التجمعات الإقليمية والدولية بصوت واحد، فكل الأزمات التي تحفل بها دولنا تعرقل أية محاولة لوحدة الصف. لذلك، سيبقى الدفاع عن المصالح الحقيقية ومصائر الشعوب العربية مهمة عدد قليل من الدول، مهما كانت محاولات تعطيلها عن الذهاب إلى المستقبل. والأهم من ذلك أن تدرك الجبهتان الكسولة الجامدة، والمتاجرة بأرواح أوطانها وشعوبها أن ثمن ذلك يتضاعف، وأن الحساب أمام التاريخ والبشر عسير، فالأمر لا يتعلق باجتهادات أو نظريات تخضع للتجربة بحسن نية، لكنها لا تثمر إلا الضياع، إنما هو تخلٍّ مقصود عن واجب مقدس وخيانة لأمانة المسؤولية عن أرواح أجيال وحقهم في الحياة الكريمة. الثمن بمعناه المادي يمكن تعويضه، وبمساعدة الأشقاء أيضاً، إذا خلصت نوايا أصحاب القرار في دول عربية منكوبة بالاقتتال المزمن، لكن الأرواح الضائعة ستكون وبالاً عليهم، وستطاردهم أينما كانوا. منذ أكثر من عشر سنوات في بعض هذه الدول، وأقل في بعضها الآخر، وخريطة الطريق التي بدأت في رسمها تحركات شعبية أو تدخلات خارجية، بأيدي عابثين يحملهم الطموح السياسي إلى الجنوح، والجنون، أو يأخذهم الارتهان لقرار خارجي إلى قطع الصلة بكل معاني الوطنية أو احتكار تفسيرها على نحو يخدم مصالحهم فقط، بينما دولهم وشعوبهم تعود إلى نقطة الصفر.