أحدث الأخبار مع #دونالدجيهترمب


أخبارنا
منذ 10 ساعات
- سياسة
- أخبارنا
بشار جرار : «مطرقة منتصف الليل» وشمس إيران
أخبارنا : للمهام الخاصة تسميات يراد بها إرسال أكبر قدر من الرسائل المؤثرة، أو رسالة واحدة مقتضبة مركّزة. لا يعني ما سأقول معلومة ولا نبوءة ولا أمنية، ليس الأمر أكثر من تأملات ذاتية قد تصيب وقد تخطأ وتشطح! صحيح أن التسميات في العمليات العسكرية والأمنية تندرج ضمن اختصاص القائمين عليها سيما الشؤون التعبوية أو الحرب النفسية، إلا أن للقيادة السياسية أيضا دورها. فإن افترضنا لغايات العصف الذهني أن الرئيس بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة هو الذي اختار اسم عملية القضاء على برنامج إيران النووي، فما الذي يعنيه دونالد جيه ترمب الحريص على البر بوعوده الانتخابية في ثلاث حملات بأن يبني «السلام عبر القوة» وهو في الأصل شعار سلفه الرئيس الجمهوري الأيقوني رونالد ريغان. والقوة عند ترمب لا تعني القوة العسكرية فقط وإنما الاقتصادية، من قبل ومن بعد. ما الذي يعنيه اختيار اسم «المطرقة» ومعروفة استخداماتها في عالم المقاولين وصناع الصفقات الذي ينتمي إليه ترمب، إضافة إلى عالم الشهرة؟ في اللغة الإنجليزية، بنطقها ورسمها الأمريكي والثقافة الأمريكية، يقال إنه لا بد من إتمام الصفقة بعمل ما. تستخدم كلمة «هَمَرْ» هنا اسما وفعلا فتصبح أداة المطرقة ليست أداة تحطيم وتهشيم، بل إنجاز أو صياغة، أو على نحو أدق، صهر وصقل «فورجِنغ» ومن ثم «هَمَرِنغ» الصفقة. وكأن بترمب -الذي استخدم الكرات المعدنية الضخمة الثقيلة المعروفة بكرة الهَدَدْ أو «المَهَدِّة»، «رِكِنغ بول» لتحطيم المباني الآيلة للسقوط- كأنه يهدم فوردو ونطنز وأصفهان ليصهر ويصقل صفقة القرن مع رأس ما سمى نفسه «محور المقاومة والممانعة»، تفاديا لما قد تصير بحق «أم المعارك»! التي لا يخفى على عاقل ولا منصف دور نظام ملالي طهران فيها، طبعا دون أن نغفل دور الجانبين الأمريكي والإيراني ودول عربية تحالفت مع خميني في حرب الثماني أعوام أو ما عرف ب «قادسية صدام»! الشطر الثاني من اسم العملية -ليلة السبت على الأحد- لا يحمل إلا معنى واحدا ألا وهو أن الليل بتلك الضربة قد انتهى، وأن «الصبح» قريب. وزير الدفاع الأمريكي بيت هِغْزِث أكد صباح الأحد في البنتاغون غداة الضربة، أن إدارة ترمب ليست بصدد تغيير النظام. قبلها بأيام، أعلن ترمب أن مخبأ «المرشد» معروف، لكنه «حتى الآن» شَهَرَ الفيتو بوجه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، بعدم التعرض لحياة خامنئي الذي قيل إنه اختار ثلاثة لخلافته إن تم استهدافه بضربة أمريكية أو إسرائيلية وإنه فوض صلاحياته كمرشد إلى المجلس الأعلى «للثورة الإسلامية» في إيران. على غرار هذه التسمية، وبصرف النظر عن نتائجها على المديين القريب والمتوسط، فإن العالق بين المطرقة والسنديان ظالم نفسه إلى حد الانتحار. ولأولئك العالقين في عقد الماضي وهواجس الحاضر، الغافلين عن أي استشراف حقيقي للمستقبل، أهمس في أذن أولئك المعلّقين «الشّبَحيّين التشبيحيّين» إن جاز التعبير، بأن واقع الحال في عالم فيه طائرات شبحية من طراز «بي تو- سْبِرِتْ يناشدكم بأن اتقوا الله في بلادكم، في ثرواتها وموقعها ومخزونها الحضاري الممتدّ آلاف السنين. إن كانت الكرة في ملعب إيران كما أعلن ترمب وكثير من الحلفاء، فإن للجيران كلمتهم أيضا، الأقرب فالأقرب. آن الأوان أن تبزغ شمس المستقبل الآمن الزاهر الواعد سواء عادت الشمس رمزا لعلم إيران، أو غابت زهاء نصف قرن هي وأسدها وسيفه.. ــ الدستور

الدستور
منذ 11 ساعات
- سياسة
- الدستور
«مطرقة منتصف الليل» وشمس إيران
للمهام الخاصة تسميات يراد بها إرسال أكبر قدر من الرسائل المؤثرة، أو رسالة واحدة مقتضبة مركّزة. لا يعني ما سأقول معلومة ولا نبوءة ولا أمنية، ليس الأمر أكثر من تأملات ذاتية قد تصيب وقد تخطأ وتشطح! صحيح أن التسميات في العمليات العسكرية والأمنية تندرج ضمن اختصاص القائمين عليها سيما الشؤون التعبوية أو الحرب النفسية، إلا أن للقيادة السياسية أيضا دورها. فإن افترضنا لغايات العصف الذهني أن الرئيس بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة هو الذي اختار اسم عملية القضاء على برنامج إيران النووي، فما الذي يعنيه دونالد جيه ترمب الحريص على البر بوعوده الانتخابية في ثلاث حملات بأن يبني «السلام عبر القوة» وهو في الأصل شعار سلفه الرئيس الجمهوري الأيقوني رونالد ريغان. والقوة عند ترمب لا تعني القوة العسكرية فقط وإنما الاقتصادية، من قبل ومن بعد. ما الذي يعنيه اختيار اسم «المطرقة» ومعروفة استخداماتها في عالم المقاولين وصناع الصفقات الذي ينتمي إليه ترمب، إضافة إلى عالم الشهرة؟ في اللغة الإنجليزية، بنطقها ورسمها الأمريكي والثقافة الأمريكية، يقال إنه لا بد من إتمام الصفقة بعمل ما. تستخدم كلمة «هَمَرْ» هنا اسما وفعلا فتصبح أداة المطرقة ليست أداة تحطيم وتهشيم، بل إنجاز أو صياغة، أو على نحو أدق، صهر وصقل «فورجِنغ» ومن ثم «هَمَرِنغ» الصفقة. وكأن بترمب -الذي استخدم الكرات المعدنية الضخمة الثقيلة المعروفة بكرة الهَدَدْ أو «المَهَدِّة»، «رِكِنغ بول» لتحطيم المباني الآيلة للسقوط- كأنه يهدم فوردو ونطنز وأصفهان ليصهر ويصقل صفقة القرن مع رأس ما سمى نفسه «محور المقاومة والممانعة»، تفاديا لما قد تصير بحق «أم المعارك»! التي لا يخفى على عاقل ولا منصف دور نظام ملالي طهران فيها، طبعا دون أن نغفل دور الجانبين الأمريكي والإيراني ودول عربية تحالفت مع خميني في حرب الثماني أعوام أو ما عرف ب «قادسية صدام»! الشطر الثاني من اسم العملية -ليلة السبت على الأحد- لا يحمل إلا معنى واحدا ألا وهو أن الليل بتلك الضربة قد انتهى، وأن «الصبح» قريب. وزير الدفاع الأمريكي بيت هِغْزِث أكد صباح الأحد في البنتاغون غداة الضربة، أن إدارة ترمب ليست بصدد تغيير النظام. قبلها بأيام، أعلن ترمب أن مخبأ «المرشد» معروف، لكنه «حتى الآن» شَهَرَ الفيتو بوجه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، بعدم التعرض لحياة خامنئي الذي قيل إنه اختار ثلاثة لخلافته إن تم استهدافه بضربة أمريكية أو إسرائيلية وإنه فوض صلاحياته كمرشد إلى المجلس الأعلى «للثورة الإسلامية» في إيران. على غرار هذه التسمية، وبصرف النظر عن نتائجها على المديين القريب والمتوسط، فإن العالق بين المطرقة والسنديان ظالم نفسه إلى حد الانتحار. ولأولئك العالقين في عقد الماضي وهواجس الحاضر، الغافلين عن أي استشراف حقيقي للمستقبل، أهمس في أذن أولئك المعلّقين «الشّبَحيّين التشبيحيّين» إن جاز التعبير، بأن واقع الحال في عالم فيه طائرات شبحية من طراز «بي تو- سْبِرِتْ يناشدكم بأن اتقوا الله في بلادكم، في ثرواتها وموقعها ومخزونها الحضاري الممتدّ آلاف السنين. إن كانت الكرة في ملعب إيران كما أعلن ترمب وكثير من الحلفاء، فإن للجيران كلمتهم أيضا، الأقرب فالأقرب. آن الأوان أن تبزغ شمس المستقبل الآمن الزاهر الواعد سواء عادت الشمس رمزا لعلم إيران، أو غابت زهاء نصف قرن هي وأسدها وسيفه..