#أحدث الأخبار مع #ديريكوالكوت،صحيفة الخليج٢٦-٠٤-٢٠٢٥ترفيهصحيفة الخليج«الكاريبي» .. احتفاء بالتنوع والاختلاف والانفتاحأبوظبي: عبد الرحمن سعيد يواصل معرض (أبوظبي للكتاب 34) انفتاحه على الثقافات العالمية، مسلّطاً الضوء على ثقافة الكاريبي ضمن برنامج «ضيف الشرف» لهذا العام، في مبادرة تحتفي بأحد أكثر المشاهد الأدبية والفكرية والفنية تنوعاً وثراءً في العالم، فالكاريبي، بأرخبيله المكوّن من أكثر من 700 جزيرة، ليس مجرد منطقة جغرافية، بل بوتقة ثقافات وذاكرات وصراعات، وصوت أدبي لا يُشبه سواه. وتحظى دورة هذا العام من المعرض بروح الثقافة الكاريبية كضيف شرف، بما تحمله من تنوع غني وتاريخ حافل، وإبداع أدبي نابض بالحياة، وتمثل الكاريبي فسيفساء ثقافية تجمع بين التأثيرات الإفريقية الأوروبية والآسيوية، لتشكل هوية أدبية وإنسانية فريدة من الشعر والموسيقى إلى الرواية والفكر، ويقدّم نافذة مفتوحة على عوالم الكاريبي الملهمة، وفرصة للتقاطع الثقافي، واكتشاف صوت أدبي ممتد من الجزر إلى العالم. أدب الكاريبي ينتمي الأدب الكاريبي إلى ما يمكن تسميته بـ«الأدب المركّب»؛ حيث تتقاطع فيه اللغات الأوروبية (الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والهولندية) مع اللهجات الكريولية، وتتشابك فيه مواضيع الهوية، والعبودية، والاستعمار، والنضال، والمنفى، والحنين، إنه أدب شعوب دفعت ثمن موقعها الاستراتيجي على خريطة العالم عبر قرون من الاستغلال، لكنه أيضاً أدب الحلم، والنهضة، والحرية، والتجذر في الذاكرة الحية. برزت أسماء أدبية وفكرية كبرى من منطقة الكاريبي، استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً مرموقاً في سجل جائزة نوبل العالمية؛ من أبرز هذه الأسماء الشاعر ديريك والكوت، الذي نال جائزة نوبل للآداب عام 1992، والروائي ف. س. نايبول، الحائز عليها عام 2001، كما تُعدّ الكاتبة ماريز كوندي من أبرز المرشحين الدائمين للجائزة، وقد حصلت على الجائزة البديلة لنوبل عام 2018، وإلى جانب هذه الأسماء يبرز اسم إيمي سيزير، أحد مؤسسي حركة الزنوجة، والمفكر الشاعر إدوارد غليسان، الذي ساهم في تجديد الفكر ما بعد الكولونيالي. ولا يقتصر حضور الكاريبي على نوبل للأداب، بل يشمل أيضاً الاقتصاد؛ حيث حصل الاقتصادي ويليام آرثر لويس، من سانت لوسيا، على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1979، تقديراً لإسهاماته الرائدة في اقتصاديات التنمية. تُجسّد هذه الأسماء ثراء الثقافة الكاريبية وتعدّديتها؛ إذ لا تعكس كتاباتهم وأفكارهم واقع جزرهم فحسب، بل تعبّر عن رؤى إنسانية تتجاوز الجغرافيا، وتطرح أسئلة عميقة عن الهوية، والعدالة، والحرية. استضافة الكاريبي هذا العام في أبوظبي ليست مجرد دعوة للاطلاع، بل تثبيت لعلاقة ثقافية كانت تتشكّل بهدوء منذ عقود؛ فرغم البعد الجغرافي، تتقاطع التجارب الكاريبية والعربية عند مفاصل كثيرة، مثل الاستعمار والشتات والهوية المهدّدة والوطن ومآلات ما بعد الاستقلال، هذه الموضوعات هي عماد الأدبين العربي والكاريبي، ما جعل الترجمة أداة فعالة لمدّ الجسور. شهدت السنوات الأخيرة نمواً في ترجمة الأدب الكاريبي إلى العربية، لا سيما أعمال نايبول، وغليسان، وكوندي، ووالكوت، وجين ريس، وغيرهم، وقد أسهم هذا الحضور في بلورة وعي عربي جديد تجاه أدب «الهامش»، الذي يُعيد مساءلة المركز ويكشف عمق الهويات المتعددة في زمن العولمة. اختيار الكاريبي ضيف شرف المعرض هو احتفاء بالتنوع والاختلاف والانفتاح، لا بوصفها شعارات ثقافية، بل بوصفها قضايا وجودية تعيشها شعوب العالم؛ إنه تكريم لأدب يُعيد للعالم أصواته المنسيّة، ويسائل المفاهيم السائدة، ويمنح الآخر المختلف فرصة الحضور والتأثير. وتقدّم هذه الخطوة فضاءً رحباً لمدّ جسور التعاون بين صنّاع النشر من العالمين العربي والكاريبي، عبر الترجمة والتوزيع وتبادل الحقوق، مما يُسهم في إثراء المشهد الثقافي المشترك، وتعزيز الحضور المتبادل في الأسواق العالمية، كما أنها فرصة ثمينة أمام القارئ العربي والباحث والمترجم للاطلاع على تجارب أدبية تشبهنا في عمقها، حتى وإن بدت مختلفة في مظهرها.
صحيفة الخليج٢٦-٠٤-٢٠٢٥ترفيهصحيفة الخليج«الكاريبي» .. احتفاء بالتنوع والاختلاف والانفتاحأبوظبي: عبد الرحمن سعيد يواصل معرض (أبوظبي للكتاب 34) انفتاحه على الثقافات العالمية، مسلّطاً الضوء على ثقافة الكاريبي ضمن برنامج «ضيف الشرف» لهذا العام، في مبادرة تحتفي بأحد أكثر المشاهد الأدبية والفكرية والفنية تنوعاً وثراءً في العالم، فالكاريبي، بأرخبيله المكوّن من أكثر من 700 جزيرة، ليس مجرد منطقة جغرافية، بل بوتقة ثقافات وذاكرات وصراعات، وصوت أدبي لا يُشبه سواه. وتحظى دورة هذا العام من المعرض بروح الثقافة الكاريبية كضيف شرف، بما تحمله من تنوع غني وتاريخ حافل، وإبداع أدبي نابض بالحياة، وتمثل الكاريبي فسيفساء ثقافية تجمع بين التأثيرات الإفريقية الأوروبية والآسيوية، لتشكل هوية أدبية وإنسانية فريدة من الشعر والموسيقى إلى الرواية والفكر، ويقدّم نافذة مفتوحة على عوالم الكاريبي الملهمة، وفرصة للتقاطع الثقافي، واكتشاف صوت أدبي ممتد من الجزر إلى العالم. أدب الكاريبي ينتمي الأدب الكاريبي إلى ما يمكن تسميته بـ«الأدب المركّب»؛ حيث تتقاطع فيه اللغات الأوروبية (الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والهولندية) مع اللهجات الكريولية، وتتشابك فيه مواضيع الهوية، والعبودية، والاستعمار، والنضال، والمنفى، والحنين، إنه أدب شعوب دفعت ثمن موقعها الاستراتيجي على خريطة العالم عبر قرون من الاستغلال، لكنه أيضاً أدب الحلم، والنهضة، والحرية، والتجذر في الذاكرة الحية. برزت أسماء أدبية وفكرية كبرى من منطقة الكاريبي، استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً مرموقاً في سجل جائزة نوبل العالمية؛ من أبرز هذه الأسماء الشاعر ديريك والكوت، الذي نال جائزة نوبل للآداب عام 1992، والروائي ف. س. نايبول، الحائز عليها عام 2001، كما تُعدّ الكاتبة ماريز كوندي من أبرز المرشحين الدائمين للجائزة، وقد حصلت على الجائزة البديلة لنوبل عام 2018، وإلى جانب هذه الأسماء يبرز اسم إيمي سيزير، أحد مؤسسي حركة الزنوجة، والمفكر الشاعر إدوارد غليسان، الذي ساهم في تجديد الفكر ما بعد الكولونيالي. ولا يقتصر حضور الكاريبي على نوبل للأداب، بل يشمل أيضاً الاقتصاد؛ حيث حصل الاقتصادي ويليام آرثر لويس، من سانت لوسيا، على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1979، تقديراً لإسهاماته الرائدة في اقتصاديات التنمية. تُجسّد هذه الأسماء ثراء الثقافة الكاريبية وتعدّديتها؛ إذ لا تعكس كتاباتهم وأفكارهم واقع جزرهم فحسب، بل تعبّر عن رؤى إنسانية تتجاوز الجغرافيا، وتطرح أسئلة عميقة عن الهوية، والعدالة، والحرية. استضافة الكاريبي هذا العام في أبوظبي ليست مجرد دعوة للاطلاع، بل تثبيت لعلاقة ثقافية كانت تتشكّل بهدوء منذ عقود؛ فرغم البعد الجغرافي، تتقاطع التجارب الكاريبية والعربية عند مفاصل كثيرة، مثل الاستعمار والشتات والهوية المهدّدة والوطن ومآلات ما بعد الاستقلال، هذه الموضوعات هي عماد الأدبين العربي والكاريبي، ما جعل الترجمة أداة فعالة لمدّ الجسور. شهدت السنوات الأخيرة نمواً في ترجمة الأدب الكاريبي إلى العربية، لا سيما أعمال نايبول، وغليسان، وكوندي، ووالكوت، وجين ريس، وغيرهم، وقد أسهم هذا الحضور في بلورة وعي عربي جديد تجاه أدب «الهامش»، الذي يُعيد مساءلة المركز ويكشف عمق الهويات المتعددة في زمن العولمة. اختيار الكاريبي ضيف شرف المعرض هو احتفاء بالتنوع والاختلاف والانفتاح، لا بوصفها شعارات ثقافية، بل بوصفها قضايا وجودية تعيشها شعوب العالم؛ إنه تكريم لأدب يُعيد للعالم أصواته المنسيّة، ويسائل المفاهيم السائدة، ويمنح الآخر المختلف فرصة الحضور والتأثير. وتقدّم هذه الخطوة فضاءً رحباً لمدّ جسور التعاون بين صنّاع النشر من العالمين العربي والكاريبي، عبر الترجمة والتوزيع وتبادل الحقوق، مما يُسهم في إثراء المشهد الثقافي المشترك، وتعزيز الحضور المتبادل في الأسواق العالمية، كما أنها فرصة ثمينة أمام القارئ العربي والباحث والمترجم للاطلاع على تجارب أدبية تشبهنا في عمقها، حتى وإن بدت مختلفة في مظهرها.