منذ 3 أيام
موكب البجع على التايمز: تقليد ملكي يحرس التاريخ
لمعت الملابس الموحَّدة قرمزية اللون على ضفة النهر، وتحرَّكت الزوارق الخشبية في تشكيلات. رُفعت بجعة صغيرة برفق من الماء، وجرى قياس حجمها وفحصها، وبعد ذلك أُطلق سراحها.
جاء ذلك في إطار انطلاق التعداد السنوي للبجع، تحت رعاية الملك تشارلز الثالث، المعروف باسم «سوان أبينغ»، ويستمرّ 5 أيام، على ضفاف نهر التايمز لتقييم حالته الصحية.
أحد ألقاب الملك البريطاني الأقلّ شهرة هو «سيد البجع» (رويترز)
ويعلم كثيرون أنّ أحد ألقاب الملك البريطاني الأقلّ شهرة هو «سيد البجع»، ووفق تقاليد عتيقة، يملك الملك جميع أنواع البجع الصامت الموجودة في المياه البريطانية المفتوحة. وفي كلّ عام، يُكلَّف فريقٌ من المجدّفين المختارين بعناية –«سوان أبرز»– بالعثور على البجع في امتداد نهر التايمز.
وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنه عندما يرصد الفريق عائلةً من البجع، تحيط القوارب بالطيور بسرعة، وتحدّدها، وتتحقّق من وجود أيّ علامات مرض، أو إصابة.
في هذا السياق، قال ديفيد باربر، الذي يرتدي سترة قرمزية، وريشة بجعة بيضاء في قبعته، ويحمل لقب «صانع علامات البجع التابع للملك»: «هذا يعطينا فكرة عمّا يجري في جميع أنحاء البلاد. إنه تقليد، لكنني أعتقد أنه يؤدّي غرضاً مفيداً كذلك».
تقليد ملكي يُحصي البجع ويحميه (رويترز)
وتولى باربر قيادة هذا الحدث منذ أكثر من 30 عاماً. ويرافقه في جهده طبيب بيطري، ومجدّفون يرتدون 3 ألوان: الأحمر، رمزاً للملك؛ والأبيض، في إشارة إلى شركة صانعي النبيذ الموقرة؛ والخطوط الزرقاء، في إشارة إلى شركة الصبّاغين الموقرة. ويشير الاسمان الأخيران إلى نقابتين تجاريتين في لندن في العصور الوسطى، مُنحتا ملكية بعض بجع نهر التايمز في القرن الـ15.
ويعود تقليد إجراء التعداد إلى القرن الـ12، حين كان البجع يُعدُّ طعاماً مهمّاً في الولائم، والاحتفالات الملكية.
وأضاف باربر أنه رغم أنّ البجع يتمتّع الآن بحماية قانونية من الصيد، فإنه يواجه تهديدات من الأمراض، والتلوّث، والتخريب، والقسوة، مشيراً إلى أنّ أعداده انخفضت خلال العامين الماضيين، نتيجة تفشّي إنفلونزا الطيور في جميع أنحاء بريطانيا، ولم يُعثَر إلا على 86 بجعة صغيرة خلال فعالية «تعداد البجع» العام الماضي، أيّ أقل بنسبة 45 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه.
الزوارق تُحيي طَقْس البجع العريق (أ.ب)
ورغم ذلك، بدا باربر متفائلاً في نهاية اليوم الأول من الفعالية، إذ سُجِّل ما مجموعه 16 بجعة صغيرة.
ويستمرّ التعداد حتى الجمعة، ويمتدّ من سنبري، على مشارف لندن، إلى أبينغدون، على بُعد 80 ميلاً (130 كيلومتراً) أعلى النهر.