أحدث الأخبار مع #ذاإيكونومست،


العين الإخبارية
١١-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- العين الإخبارية
الذكاء الاصطناعي يساعد الصناعات غير النظيفة على التحول الأخضر
قبل أكثر من قرن، كانت السفن المغادرة من ميناء روتردام من أوائل السفن المجهزة بالتلغراف اللاسلكي والإشارات البحرية، كأحدث تقنية وقتها. أما الآن، فإن في أكثر موانئ أوروبا ازدحامًا تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل نظام PortXChange، الذي طوره الميناء وانفصل عنه ككيان مستقل. وبحسب صحيفة ذا إيكونومست، فإن هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي يستخدم لتحليل عشرات العوامل التي تتتبع السفن وانبعاثات الميناء وأوقات الوصول المتوقعة. ويُعد نظام "التسرع والانتظار" الشائع بين السفن التي تسرع للوصول إلى الموانئ المزدحمة مصدرًا كبيرًا لهدر الوقود. وقد ساعد هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي شركات عدة، أبرزها شركة "شل"، عملاق النفط، على تقليل وقت ركن السفن، مما ساهم في سرعة مغادرة الصنادل والشحنات السائبة في جميع الموانئ، بنسبة 20%، وتستخدم هذه الأداة الآن من قبل الشركات والموانئ حول العالم. وليس الهولنديون وحدهم، إذ تطبق الشركات حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي، لخفض استهلاك الطاقة والانبعاثات في هذا القطاع. وتكثر الأمثلة حتى في الصناعات كثيفة الاستهلاك للوقود الأحفوري، مثل صناعة الصلب وصيانة المباني والنقل، والتي تُسهم بنسبة هائلة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية. وتعتبر صناعة الصلب مثالاً هو الأبرز على ذلك، فهي مسؤولة عن حوالي عُشر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويصعب إزالة الكربون من الصلب عند تصنيعه من خام الحديد الخام في أفران الصهر التقليدية، لأن الفحم يُستخدم كوقود وعامل اختزال. وهناك مسار واعد بشكل أكبر يتمثل في تصنيع الصلب من الخردة المعدنية في أفران القوس الكهربائي التي تعمل بالطاقة النظيفة. وتكمن المشكلة في أن الخردة تأتي على دفعات تحتوي على شوائب متفاوتة، مما قد يزيد من تعقيد تشغيل هذه المصانع ويزيد من استهلاكها للطاقة. وهنا يأتي دور شركة Gerdau، وهي شركة برازيلية كبيرة لصناعة الصلب ذات عمليات عالمية، في تطبيق التعلم الآلي، حيث قامت شركة Fero Labs، وهي شركة برمجيات، بتحليل بيانات إنتاج لسنوات من منشأة Gerdau في أمريكا الشمالية لمعرفة كيف تؤثر وصفات المواد المُدخلة المختلفة على جودة المخرجات. ويقيس نظامها محتويات كل دفعة من الخردة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لاقتراح الحد الأدنى من كمية السبائك اللازمة لإنتاج المعادن التي تلبي المعايير المطلوبة. وهذا يوفر الوقت ويحد من الإفراط في استخدام المواد المضافة، ومنذ عام 2024، وبدون أي تغيير في الأجهزة، خفضت هذه الجهود انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بصنع نوع شائع الاستخدام من الفولاذ بنسبة 3.3%. وفي تقرير صدر في 10 أبريل/نيسان، تقدر وكالة الطاقة الدولية أن الاستخدام الصناعي الواسع النطاق لأدوات الذكاء الاصطناعي هذه يمكن أن يوفر ثمانية إكساجول (EJ) من الطلب على الطاقة بحلول عام 2035، أي ما يعادل الطاقة التي تستهلكها المكسيك اليوم. كما أن الاستخدام الواسع النطاق في القطاعات غير الصناعية يمكن أن يوفر حوالي 5 إكساجول أخرى. ويُعد التعدين مجالًا غير نظيف آخر يتقدم فيه الذكاء الاصطناعي، وتُطبق شركة فورتسكيو، وهي شركة أسترالية عملاقة، الذكاء الاصطناعي في تصميم الأنظمة الحالية وإعادة تصميم عمليات التعدين والطاقة المستقبلية بهدف التخلص من الوقود الأحفوري. وتعمل خوارزمياتها على أتمتة مهام مثل حساب كيفية استخدام الطاقة والمسارات التي تسلكها المركبات الثقيلة ذاتية القيادة. وما إذا كانت توقعات الطقس تشير إلى هطول أمطار، مما يعني انخفاض إنتاج الطاقة الشمسية، فإن الشركة تعطي الأولوية للمهام كثيفة الاستهلاك للطاقة مع استمرار قدرتها على استخدام الطاقة الشمسية النظيفة. وتعتقد الشركة أن البرنامج الذي يُمكّن هذا النوع من مرونة الأحمال قد سمح لها بخفض السعة المطلوبة لنظام الطاقة الذي بنته بنسبة 9%، مما وفر ما يقرب من 500 مليون دولار. وتُعتبر المباني مسؤولة عن ما يقرب من خُمس غازات الدفيئة الناتجة عن الإنسان، ولأنها تدوم طويلًا، فقد يكون من الصعب الحد من تأثيرها المناخي، ولحسن الحظ، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في هذا الصدد أيضًا. وساعدت BrainBox AI، وهي شركة تقنية كندية استحوذت عليها مؤخرًا شركة Trane Technologies الإيرلندية، شركة Dollar Tree، وهي شركة أمريكية لبيع التجزئة بأسعار مخفضة، على نشر أنظمة تدفئة وتهوية وتكييف هواء ذاتية التشغيل في أكثر من 600 متجر. وبدمج البيانات الداخلية مع توقعات الطقس، خفضت الأنظمة الجديدة استهلاك الكهرباء بما يقرب من 8 غيغاوات ساعة في عام واحد، مما وفر للشركة أكثر من مليون دولار. aXA6IDIzLjI2LjYyLjg2IA== جزيرة ام اند امز NL


النهار
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- النهار
هدية ترامبية ثمينة للصين... نحو مبادرة الحزام والطريق در!
هدية ثمينة "محتملة" قدّمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الصين، مع إقرار السياسات الضريبية الجديدة التي من المفترض أن تقلّص حجم الصادرات إلى الولايات المتحدة. تداعيات كبرى قد تواجهها المنظومة التجارية العالمية مع توقعات بركود اقتصادي، لكن الصين قد تجد في الإجراء الترامبي فرصة ذهبية لتوسيع شبكة المواصلات والنقل الدولية وإيجاد أسواق بديلة وجديدة. هذا الطرح يعيد البحث إلى مبادرة الحزام والطريق التي من المفترض أن تربط الصين بأوروبا والبحر المتوسط مروراً بآسيا الوسطى، وتحديداً قيرغيزستان وأوزبكستان، وفي هذا السياق، تشير صحيفة "ذا إيكونومست" إلى بدء العمل رسمياً بهذا المشروع الذي "قد يصبح أكثر أهمية" للصين في ضوء الحرب التجارية والعراقيل التي عطّلت جزئياً خطوط نقل محورية، كروسيا والبحر الأحمر. مصلحة أوروبية – صينية مسار سكك الحديد الذي يبلغ طوله 520 كيلومتراً من الصين إلى أوزبكستان يمكنه أن يمتد أكثر إلى كازاخستان أو تركمانستان، فيصل إلى بحر قزوين، ومنه إلى البحر الأسود ثم أوروبا أو الشرق الأوسط. هذا الطرح لم يعد "مجرد خيار إضافي" للصين والعالم، بل أصبح "تدريجاً خط نقل رئيسياً"، وفق ما كتب باحثان من جامعة لانزهو في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة. هذه النظرة البحثية تترجم سياسياً، وقد حضرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين القمة الأولى للاتحاد الأوروبي مع قادة آسيا الوسطى في أوزبكستان يومي 3 نيسان (أبريل) الجاري و4 منه، وتطرّقت إلى سبل تطوير طريق المواصلات من خلال بحر قزوين في محادثاتها، طمعاً بالمواد الخام من آسيا الوسطى، بما في ذلك المعادن النادرة واليورانيوم. طريق سكك الحديد حاجة أوروبية وصينية، لتعويض خسائر الصادرات نحو الولايات المتحدة بعد تراجعها حكماً بسبب التعريفات الجمركية، والأخيرة قد تكون عامل دفع "لتسريع" إنجاز المشروع، وفق ما يرى وارف قميحة، رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث، الذي يقول لـ"النهار" إن الصين "ماضية في مخططها كجزء من استراتيجية شاملة لتنويع طرقات التجارة وتأمين منفذ مستقر نحو الأسواق الأوروبية" في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة. عوائق أمام المشروع لكن تعبيد مسار تنفيذ هذا المشروع دونه عوائق، منها لوجستية لتحضير البنية التحتية، ووفق تقرير "ذا إيكونومست"، سوف يستغرق بناء خط السكة الحديد عبر قرغيزستان وأوزبكستان سنوات عدّة، فيما تقول الأخيرة إن الصين ستقدم قرضاً بقيمة 2.35 مليار دولار لإنجاز المخطّط، وبالتوازي، تقوم الصين ودول أخرى بإجراء تحسينات أخرى على الممر الأوسط. وقد تدخل أوروبا على خط الدعم أيضاً في ظل مصلحتها بإيجاد أسواق مصدّرة ومستوردة بديلة. قميحة يشير إلى هذه العوائق، وبينها التضاريس الصعبة في بعض دول آسيا الوسطى والبنى التحتية المترهلة، لكن برأيه فإنها "ليست خارج نطاق المعالجة"، والصين تمتلك "الخبرة والإمكانيات التكنولوجية والمالية" لتذليل العقبات، ووفق معلوماته، فإن الصين تسعى إلى "تقديم صيغ تمويل مرنة، تضمن استمرار المشاريع دون إرهاق الشركاء". تجد الصين في أوروبا بديلاً مفترضاً للأسواق الأميركية، والعكس محتمل أيضاً، وإن كانت القطارات تحمل من الصين إلى أوروبا كميات أكبر من البضائع مقارنة بالعكس، وبحسب قميحة، الأسواق الأوروبية "متطورة وذات طلب مستقر"، وتعد أحد الشركاء التجاريين "الكبار" للصين، والشرق الأوسط يؤدي "دوراً مركزياً" كسوق استهلاكية "واعدة" ومركز لوجيستي وجغرافي بالغ الأهمية. في المحصلة، فإن سياسة ترامب الحمائية قد تكون فرصة ذهبية للصين الباحثة عن توسّع تجاري، ومحفزاً لبدء تنفيذ مشاريع مواصلات تعزّز التبادل التجاري بين الأسواق المتطورة وأخرى الناشئة التي قد تكون بديلة من السوق الأميركي، وإن كانت الأسواق المالية والتجارية بانتظار النتائج الفعلية البعيدة الأمد لضرائب ترامب، فإن المنظار السياسي يرصد عزلة أميركية وتوسعاً صينياً.