أحدث الأخبار مع #راشدالغائب


البلاد البحرينية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- البلاد البحرينية
نسخة نادرة لمجلة بحرينية منسية تظهر بالصدفة عند الباحث عبدالجليل أحمد
فريق العمل: · إعداد: راشد الغائب · التعليق الصوتي: أحمد السعيد · تصوير: أيمن يعقوب وسارة الحايكي · مونتاج وإخراج: سارة الحايكي فتح الباحث البحريني عبدالجليل أحمد، مؤسس دار متخصصة لجمع الوثائق التاريخية، صندوق ذاكرته ووثائقه، كاشفًا عن نسخة نادرة من مجلة 'هذه بلادنا'، التي صدرت في البحرين بثمانينات القرن الماضي. المجلة، التي لم ترد في أي من أرشيفات الصحافة الوطنية، أُدرجت ضمن مقتنيات عبدالجليل بالصدفة، ليعيد تسليط الضوء عليها اليوم بوصفها 'حلقة ناقصة من تاريخ الصحافة البحرينية'، في خطوة تؤكد أهمية جهود التوثيق الأهلي بجانب المؤسسات الرسمية. وشارك عبدالجليل في تقرير الصحيفة بعنوان: هذه بلادنا... وثائقي 'البلاد' عن مجلة بحرينية منسية'. وفيما يأتي نص الحوار الكامل معه: نود أن نتحدث عن مجلة 'هذه بلادنا'، وهي عدد نادر لم نشاهد منه سوى هذه النسخة التي بحوزتك. حدثنا عن قصة حصولك عليها.. متى وأين وكيف حصلت عليها؟ وكم دفعت مقابلها؟ - نحن نحصل على المواد إما مباشرة من أشخاص يريدون بيعها، أو عبر المزادات. بالنسبة لهذا العدد تحديدًا، لا أستطيع أن أذكر المصدر، لكننا اشترينا مجموعة كاملة من الوثائق والكتب والمجلات، وعندما بدأنا في فرزها، لاحظت تميز هذا العدد، خصوصا أنه بحريني ولم يسبق لي قراءته أو رؤيته من قبل، فاحتفظت به جانبًا. كانت هذه القصة قبل نحو خمس سنوات، والمصدر بحريني. ترمى هل هذه المجلات والمقتنيات عادة ما تكون من مكتبات أشخاص متوفين؟ - نعم، في كثير من الأحيان تصلنا مقتنيات من منازل أناس توفاهم الله، فيتم التخلص من ممتلكاتهم، ولا يدرك الورثة أهمية هذه المواد، فتُرمى. لذلك لم أقتنِ هذا العدد بشكل فردي، بل كجزء من مجموعة أكبر، وبعد الشراء نبدأ بفرزها. غير مرتفع ما تقديرك لأهمية العدد النادر من مجلة 'هذه بلادنا'؟ وإذا تم عرضه في مزاد، كم تتوقع أن يكون سعره؟ - لا أستطيع تحديد سعر دقيق، لكني لا أتوقع أن يكون مرتفعًا، لأن العدد حديث نسبيًا، يعود إلى ثمانينات القرن الماضي. المشكلة أن الناس لا يعرفون قيمة هذا العدد أو حتى وجود مجلة اسمها 'هذه بلادنا' صدرت في البحرين. لذلك لا يمكن تقييمها ماديًا، لكن قيمتها بالنسبة لي أنها ستكون إضافة مهمة لركن الصحافة في داري الصغيرة. إدمان ما الذي يدفعك إلى الاحتفاظ بهذه المقتنيات؟ ما سر شغفك بها؟ - بصراحة، الأمر أصبح إدمانًا، فأنا أحب جمع كل ما له علاقة بالبحرين، خصوصًا القديم منها. لدي مجموعة لا بأس بها، وهي ليست مجرد ديكور. أي باحث أو مهتم يستطيع زيارتها والاستفادة منها. الباب مفتوح للجميع. مدخول جيد بما أنك تحتفظ بعدد كبير من المجلات والصحف، هل وجدت ما يميز مجلة هذه بلادنا مقارنة بما لديك؟ - نعم، لدينا كم كبير من المجلات والجرائد التي صدرت في تاريخ البحرين، ويصعب تغطيتها كلها دون جهد بحثي منظم. ما يميز هذه بلادنا أنها مجلة شهرية شاملة، تحتوي على محتوى ديني ورياضي ومحلي، كما تضم عددًا كبيرًا من الإعلانات، وهذا يعني أنها كانت تحظى بمدخول جيد يدعم استمرارها. لكني لا أعرف إلى متى استمرت في الصدور، وأتمنى أن أجد الإجابة. حلقة ناقصة نحن نعتبر هذه المجلة من المجلات المنسية في ذاكرة الصحافة البحرينية. برأيك، ما الذي قد يجذب القارئ أو المهتم عند معرفة أن هذه المجلة كانت موجودة؟ - أعتقد أن الأهم هو أن هذه المجلة تكمل حلقة ناقصة في تاريخ الصحافة البحرينية. الآن، مع الكشف عنها، يمكن للمهتمين أن يعيدوا البحث في التاريخ الصحافي، وربما يكتشفون مجلات أخرى منسية أيضًا. هذه فرصة لتوثيق أكثر دقة للصحافة البحرينية، والفضل في هذا يعود لصحيفة 'البلاد' التي بادرت إلى تسليط الضوء على هذا العدد. منسية كلمتك الأخيرة في هذا الحوار؟ - أشكر صحيفة 'البلاد' على الجهد الكبير في تسليط الضوء على موضوعات منسية، خصوصًا في تاريخ الصحافة البحرينية.


البلاد البحرينية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- البلاد البحرينية
الباحث والمؤرخ د. سرحان: 11 مجلـة بحرينيـة صـدرت فـي الثمانينيـات
فريق العمل: · إعداد: راشد الغائب · التعليق الصوتي: أحمد السعيد · تصوير: أيمن يعقوب وسارة الحايكي · مونتاج وإخراج: سارة الحايكي سلّط الكاتب والمؤرخ د. منصور سرحان الضوء على عقد الثمانينيات بوصفه محطة فارقة في مسيرة الصحافة البحرينية، حيث شهد هذا العقد طفرة في إصدار المجلات، منها ما استمر ومنها ما اندثر وغاب عن التوثيق. من بين المجلات المنسية تبرز 'هذه بلادنا'، التي لم يعرفها حتى كبار الباحثين، ما يجعل اكتشافها اليوم إضافة مهمة لأرشيف الصحافة الوطنية. وشارك سرحان في تقرير الصحيفة بعنوان 'هذه بلادنا... وثائقي (البلاد) عن مجلة بحرينية منسية'. وفيما يأتي نص الحوار الكامل معه: طفرة في عقد الثمانينيات، ظهرت مجلات كثيرة في البحرين. ما الذي يميز هذه الفترة؟ - البحرين بدأت بإصدار المجلات منذ عام 1950 مع مجلة 'صوت البحرين'، واستمرت حتى عام 1954. وفي كل عقد زمني، ظهرت مجلات جديدة، لكن الثمانينيات كانت فترة مميزة بطفرة في الإصدارات. حسب ما وثقته، صدرت إحدى عشرة مجلة جديدة، إلى جانب أربع مجلات بدأت في السبعينيات واستمرت في الثمانينيات. أبرز ما صدر في بداية العقد كان مجلة 'الوثيقة' عام 1981، وهي من المجلات المهمة والمشهورة في ذلك الوقت. وفي عام 1983 وحده صدرت ست مجلات، من بينها 'المحامي'، 'بانوراما'، و'فيديو ترونيك' التي كانت تهتم بالسينما وتطبع في مصر. الأبرز ما أبرز المجلات التي صدرت في الثمانينيات؟ - من المجلات المهمة 'الوثيقة'، 'بانوراما الخليج'، 'المحامي'، 'فيديو ترونيك'، ومجلة 'كلمات الأسرة'. هذه المجلات كانت متنوعة من حيث المضمون، وتغطي الجوانب الثقافية والدينية والرياضية والمحلية، وبعضها احتوى على إعلانات تشير إلى وجود مردود مالي يساعد على استمراريتها. لم أسمع عنها بالنسبة لمجلة 'هذه بلادنا'، هل تعتقد أنها لم تأخذ حقها في التوثيق؟ - هذه أول مرة أرى فيها هذه المجلة، ولم أسمع بها من قبل أثناء بحثي. ربما لم تكن مشهورة مثل غيرها، ولم يكن لها نفس الأثر أو الحضور الإعلامي. المجلات التي اشتهرت في ذلك الوقت كان لها صدى واضح، مثل 'الوثيقة' و'بانوراما'، أما هذه المجلة فربما لم يكن لها نفس الحضور، ولهذا لم يتم توثيقها سابقًا. توقفت هل المجلات التي صدرت في الثمانينيات استمرت في التسعينيات؟ - معظمها توقف في نفس العقد بسبب ظروف مالية أو صعوبات في الاستمرار، وبعضها تأثر بظهور الصحف اليومية التي غطت مجالات مشابهة، فقليلة هي المجلات التي استمرت بعد الثمانينيات. قلة التعقيد كيف تقارن وضع المجلات في البحرين بما كان يحدث في الخليج والدول العربية في نفس الفترة؟ - البحرين لم تكن بعيدة عن المشهد الخليجي، بل كانت سبّاقة من حيث العدد. الكويت كانت رائدة في الصحافة، لكن البحرين تميزت بسهولة الإجراءات وقلة التعقيد في إصدار التراخيص، ما ساعد في تنوع الإصدارات. بيئة مناسبة هل كان للبحرين دور في استقطاب صحف من الخارج؟ - نعم، بعض الصحف السعودية اتخذت من البحرين مقرًّا لها مثل صحيفة 'الرياضي'، التي كانت تصدر من البحرين بكامل طاقمها التحريري. البحرين كانت توفر بيئة مناسبة بسبب التسهيلات والكادر المؤهل. الخمسينيات ما رأيك في مقارنة عقد الثمانينيات بعقد الخمسينيات من حيث الصحافة؟ - الخمسينيات تميزت بالصحف، والثمانينيات بالمجلات. مثلًا في الخمسينيات صدرت 'صوت البحرين'، 'القافلة'، و'الوطن'، بينما الثمانينيات شهدت تركيزًا على المجلات الثقافية والاجتماعية.


البلاد البحرينية
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
رصدت انسحاب الجيش العراقي والكويتيون قاتلوا بصمود
إعداد ولقاء: راشد الغائب وحسن عدوان يقدم الصحافي البحريني القدير عدنان الموسوي، الذي كان حاضرا خلال غزو الكويت وتحريرها، سردًا حيًا لتجربته في توثيق أحداث تلك الفترة الحرجة، كما عكست شهادته في وثائقي 'البلاد' بعنوان 'عاصفة الصحراء.. شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو' معاناة وصمود شعب الكويت أمام الدمار والحرب، وكشفت عن المخاطر والتحديات التي يواجهها الصحفيون في ساحة المعركة. ويعتبر الموسوي أول صحافي في العالم يدخل الكويت بعد غزوها. وفيما يأتي نص الحوار: مرتان كيف بدأت رحلتك إلى الكويت خلال فترة الغزو والتحرير؟ دخلت الكويت على مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، دخلت بعد أسبوع من بدء الغزو العراقي، حيث كنت شاهدا على حجم الدمار الذي لحق بالبلاد ومعاناة الشعب الكويتي تحت الاحتلال. أما في المرحلة الثانية، فقد عدت إلى الكويت بعد أربعة أيام من تحريرها، حيث كانت الأوضاع لا تزال مشبعة بأجواء الحرب، وكان الدمار حاضرا في كل مكان، لكن مشاعر الفرح بالتحرير كانت تجتاح نفوس الناس. الانطباع كيف كان انطباعك الأول عند دخول الكويت خلال تلك الفترة؟ عندما وصلت إلى المنفذ الحدودي للكويت (النويصيب) على الحدود بين السعودية والكويت، كانت الأجواء مشحونة ومقلقة وحديثي هنا عن مرحلة الغزو، رائحة الحرب كانت لا تزال في الأجواء، وقررت دخول الكويت من حدود مزارع النويصيب، وبعد دخولنا دوهمنا بثلاث دبابات وتم القبض علينا من قبل الجيش العراقي واقتيادنا إلى نادي الفروسية، أسندوا وجوهنا للجدار وجاء ضابط ونطق بالحكم علينا (إعدام)، وضعوا الرشاشات خلف ظهورنا وبعد فترة جاء الضابط القائد للقاعدة وطلب مقابلتنا وتساءل 'لماذا دخلتم حدود العراق'، وأجبته بأن الرئيس العراقي صدام حسين يقول إن بلاد العرب ليس لها حدود، وبهذه المقولة نجونا من الإعدام، وهناك تفاصيل كثيرة تتعلق بالغزو. ودخلت الكويت مرة أخرى في التحرير وعلى مداخل البر سمعنا أصوات تفجيرات الألغام تتردد في الأرجاء. وعندما دخلت الكويت، وجدت دولة منهارة بالكامل، كل شيء كان مدمرا، والحياة فيها شبه معدومة، لكن رغم ذلك، كان هناك شعب يقاتل من أجل البقاء والصمود. الظروف الصعبة كيف تعاملتم كصحافيين مع الظروف الصعبة أثناء التغطية؟ لم تكن تغطيتنا تقتصر فقط على نقل مشاهد الدمار، بل سعينا للقاء شخصيات ومسؤولين لفهم ما حدث بشكل أعمق. استُقبلنا بترحيب كبير من قبل المسؤولين في الكويت، ما سهل علينا الحصول على المعلومات الضرورية، كما تمت مقابلة شخصية من وزارة الاعلام ساعدتنا في تيسير مهامنا الصحافية. كذلك، تم استضافتنا في شقة بمنطقة الصوابر من قبل عائلة كويتية كريمة، مما أتاح لنا الفرصة للقيام بجولات ميدانية يومية لتوثيق كل التفاصيل الدقيقة للأحداث. عنف واضطرابات هل واجهتم مشاهد عنف واضطرابات خلال تغطيتكم للأحداث؟ نعم، لقد شهدنا العديد من المشاهد الدامية والمروعة، في منطقة الصوابر، عندما دخلنا موقف السيارات، رأينا ثلاثة جنود عراقيين مقتولين، ورصدنا أثناء انسحاب الجيش العراقي حالة من الفوضى والارتباك، حيث رأيت جنديًا يحاول أن يلتحق بالجنود المنسحبين بالسيارات ولكنه سقط على رأسه متعثرًا، وسط مشهد يعكس مدى التخبط في الانسحاب. بالإضافة إلى ذلك، زرنا مواقع دمرت بالكامل، مثل بيت القرين وبيت الضابط المسؤول عن الحماية الخاصة أحمد قبازرد، حيث كان الدمار شاهداً على عنف المعارك والمعاناة التي شهدتها الكويت. تحديات الحدود ما أبرز التحديات التي واجهتكم أثناء عبور الحدود من الكويت إلى السعودية؟ كان عبور الحدود تحديا كبيرا، فقد اضطررنا للتنقل عبر وسائل مؤقتة وسط أجواء مشحونة بالمخاطر. كانت هناك مطاردات ومناورات، حيث كنا نحاول تفادي أي اعتداءات محتملة من الجنود العراقيين المتبقين في المنطقة الحدودية. كان علينا التحرك بحذر شديد لضمان سلامتنا أثناء الرحلة. لحظات بارزة هل كانت هناك لحظات بارزة في تغطيتكم لتحرير الكويت؟ بالتأكيد، من أهم اللحظات التي شهدناها كان لقاؤنا مع جنرال أميركي، برفقة ضباط كويتيين وأميركيين، وأعلنوا رسميًا تحرير الكويت بالكامل. كما كنا جزءًا من الاحتفالات الشعبية التي عمت البلاد، حيث استمرت الاحتفالات وإطلاق الرصاص لمدة ثلاث ساعات في شارع الخليج العربي. ورغم خطورة الوضع وانتشار المسلحين، كان الناس يحتفلون بانتهاء الاحتلال واستعادة بلدهم. آثار الدمار كيف رصدت التغيرات التي طرأت على الكويت بعد التحرير؟ بعد التحرير، تغيرت الأجواء تمامًا، انتقل الوضع من قبضة حديدية دامت ثمانية أشهر إلى حياة جديدة مليئة بالأمل. لم يكن الأمر مقتصرًا على إزالة آثار الدمار، بل كان هناك إصرار واضح من الشعب الكويتي على إعادة بناء وطنهم بكل ما تعنيه الكلمة. اليوم، نرى أن الكويت قد عبرت من محطات آلامها، بل شهدت أيضًا عبورًا شاملا آخرًا عبر نهضة ثقافية وإنسانية وعلمية تعكس إرادة هذا الشعب القوي. المخاطر كيف تصف دور الصحافيين في تغطية هذه الأحداث رغم المخاطر؟ الصحافة مهنة مليئة بالمخاطر، خاصة عندما تكون في ساحة المعركة. كصحافي، كل صباح يحمل تحديًا جديدًا، وكل مساء قد ينتهي بمخاطر غير متوقعة. لكن رغم ذلك، فإن التغطية الإعلامية كانت ولا تزال أداة رئيسية في توثيق التاريخ وكشف الحقائق، نحن نتحمل مسؤولية نقل الأحداث بموضوعية وشجاعة، حتى لو كان ذلك يعني تعريض أنفسنا للخطر. رسالة ومسؤولية ما الرسالة التي تود توجيهها للأجيال القادمة حول أهمية الإعلام في مثل هذه الأحداث؟ رسالتي للأجيال القادمة هي أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة ومسؤولية. عندما نغطي الأحداث التاريخية، نحن لا نوثق الماضي فقط، بل نساهم في تشكيل وعي الأجيال القادمة. يجب أن يظل الإعلام صوت الحقيقة، مهما كانت الظروف والتحديات. وشهادتي في فيلم 'عاصفة الصحراء' هي بمثابة توثيق لتاريخ لا ينبغي أن يُنسى، ودليل على أن الصحافة قادرة على نقل الصورة الحقيقية حتى في أحلك اللحظات.


البلاد البحرينية
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
بالفيديو: عبدالله النعيمي لـ 'البلاد': القوات الجوية البحرينية نفذت أكثر من 300 طلعة قتالية لتحرير الكويت
إعداد ولقاء: راشد الغائب وحسن عدوان أفصح عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق عبدالله النعيمي، عن ذكرياته ومشاهداته خلال فترة تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي. وأوضح النعيمي أن بدء عملية التحرير جاء بتوجيهات سياسية رفيعة المستوى، وصدرت التعليمات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين ونشر رسالة الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشار إلى أن هذه التوجيهات لم تكن مجرد أوامر بل كانت انعكاساً لإرادة القيادة السياسية في الحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والتحضير للعملية العسكرية. وفيما يلي مقابلة 'البلاد' مع عبدالله النعيمي، عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق الذي كان في قلب المشهد في فترة غزو وتحرير الكويت. وجزء من المقابلة ضمن محتوى العمل الوثائقي الجديد الذي أنتجته 'البلاد' بعنوان 'عاصفة الصحراء... شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو'. التوجيهات السياسية كيف بدأت البحرين التعامل مع الغزو العراقي للكويت؟ مع اندلاع الغزو العراقي للكويت، جاءت التوجيهات السياسية رفيعة المستوى من المغفور له أمير البلاد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي وجه المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين، ونشر الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ولم تكن هذه التوجيهات مجرد أوامر، بل كانت انعكاسا لرؤية القيادة السياسية للحفاظ على استقرار المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والاستعداد للعملية العسكرية. القرارات المصيرية كيف كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية خلال تلك الفترة؟ في تلك الفترة، كنت من المديرين التنفيذيين وكنا بغرفة العمليات على مدار الساعة طوال فترة الاحتلال والتحرير التي استمرّت لمدة ٨ أشهر، وكنا نعمل على مدار الساعة في غرفة العمليات لاتخاذ القرارات المصيرية. كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية على أعلى مستوى، إذ كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة (ولي العهد القائد العام آنذاك) الذي قاد الإجراءات العسكرية وبمتابعة من المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين (وزير الدفاع نائب القائد العام آنذاك)، وقد انعكس ذلك في اجتماعات متواصلة تضمنت مناقشة التفاصيل الدقيقة للإجراءات والتوجيهات السامية، مما ساهم في تعزيز الثقة بين جميع الأجهزة الحكومية والعسكرية، وضمان استعدادها الكامل للتصدي لأي تهديد. والاجتماعات المتواصلة والمناقشات الدقيقة للتوجيهات العسكرية والسياسية عززت من جاهزية القوات وقدرتها على مواجهة أي تهديد. قوة الواجب عيسى ما أبرز الاستعدادات العسكرية التي قامت بها البحرين لدعم عملية التحرير؟ كانت الاستعدادات العسكرية شاملة ومدروسة، ولم تبدأ فقط مع إعلان عملية التحرير، بل منذ بداية الاحتلال العراقي للكويت في أغسطس 1990. تم تجهيز القطاعات البرية والجوية والبحرية لضمان الاستعداد الكامل. ومن أهم الخطوات التي اتُخذت تشكيل 'قوة الواجب عيسى'، التي ضمت حوالي 250 ضابطًا وجنديًا، مدعومين بالدبابات والمدفعية، ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في العمليات العسكرية. أصعب أنواع القتال كيف شاركت القوات البحرينية في العمليات العسكرية على أرض الميدان؟ كان للقوات البحرينية دورٌ حيويٌ في تحرير الكويت، حيث شاركت القوات البرية في معارك حضرية شديدة الخطورة عند دخول المدن والقطاعات الكويتية. هذه المعارك كانت من أصعب أنواع القتال، حيث تمركزت المدافع في المباني والشوارع الضيقة، مما تطلب شجاعة وإقدامًا استثنائيًا من الجنود. بالإضافة إلى ذلك، نفذت القوات الجوية أكثر من 300 طلعة جوية قتالية، إلى جانب حوالي 400 طلعة جوية للإسناد والمرافقة، كما قامت الطائرات العمودية بأكثر من 400 طلعة لنقل الإمدادات والمواد اللوجستية. أما القوات البحرية، فقد أدت دورًا متميزًا في حماية الموانئ، وإرشاد السفن التجارية والقتالية لتأمين عمليات الدعم البحري. التنسيق بين القطاعات كيف تم ضمان التنسيق اللوجستي بين القطاعات المختلفة خلال العملية؟ كان التنسيق بين القطاعات العسكرية واللوجستية محوريًا في نجاح العملية. عمل مجلس الدفاع العسكري على مدار الساعة لتوفير الإمدادات اللازمة للقطاعات الجوية والبحرية والبرية، تم استغلال جميع المرافق في المملكة لدعم العملية، بما في ذلك القواعد الجوية والبحرية، التي شكلت مراكز استقبال وتزويد للقوات بالذخائر والمؤن. وكان لقاعدة الشيخ عيسى الجوية دورٌ بالغ الأهمية، حيث استقبلت الطائرات العسكرية الكويتية وتم تزويدها بالمستلزمات الضرورية، مما عزز من قدرة العمليات الجوية وساهم في تأمين استمراريتها. روح وطنية كيف انعكس التعاون بين البحرين والكويت على مجريات العملية العسكرية؟ كانت هناك روح وطنية وتلاحم كبير بين البحرين والكويت، حيث لم يقتصر الأمر على الجانب العسكري فقط، بل شمل دعمًا معنويًا ولوجستيًا واسع النطاق. واستقبلت البحرين القوات الكويتية بحفاوة، ووفرت لها الدعم والتدريب، ما ساعد في رفع جاهزيتها القتالية وهذا التعاون الوثيق كان تجسيدًا للإرادة الحقيقية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وجعلنا نعمل كجسد واحد لمواجهة العدوان العراقي. محطة فاصلة كيف كان شعوركم أثناء المشاركة في هذه العملية التاريخية؟ كان شعورًا مزيجًا من الفخر والمسؤولية الوطنية، فقد كنا ندرك أن هذه اللحظة ليست مجرد معركة عسكرية، بل محطة فاصلة في تاريخ المنطقة. كنا نشعر أننا لا ندافع فقط عن الكويت، بل عن أمن البحرين ودول الخليج ككل. والمشاركة في تحرير الكويت كانت دليلًا على وحدة الصف الخليجي وقدرتنا على التصدي لأي تهديدات تمس سيادتنا واستقرارنا. معارك مباشرة ما أبرز التضحيات التي قدمتها البحرين خلال هذه العملية؟ قدمت البحرين تضحيات كبيرة خلال عملية التحرير، حيث لم يكن الأمر مجرد مشاركة عسكرية، بل التزاما كاملا بالوقوف إلى جانب الأشقاء في الكويت. والعديد من الضباط والجنود شاركوا بشجاعة في معارك مباشرة، وواجهوا تحديات ميدانية خطيرة. وأوجه كل التحية والتقدير لمن ساهم في هذه العملية، خصوصا من قدموا أرواحهم فداءً للوطن والقيم التي ندافع عنها. التخطيط والتنفيذ ما الدروس المستفادة من هذه التجربة التاريخية؟ أحد أهم الدروس المستفادة هو أهمية التحالف والتنسيق العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي. ولقد أثبتنا أننا قادرون على مواجهة التحديات ككيان موحد، مما يعزز من قوة ومتانة العلاقات الخليجية. كما أن الاحترافية العالية في التخطيط والتنفيذ العسكري كانت عنصرا أساسيا في نجاح العملية، وهو ما يجب أن نبني عليه في المستقبل لضمان الأمن والاستقرار في منطقتنا. المحبة والتضامن ما هي رسالتك حول هذه الذكرى؟ أود أن أوجه رسالة تقدير وشكر لكل من ساهم في تحرير الكويت، سواء من القيادات السياسية والعسكرية أو من الجنود الذين خاضوا المعارك بشجاعة. كما أدعو إلى استمرار التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز العلاقات المبنية على المحبة والتضامن، لأن وحدتنا هي الضامن الأكبر لاستقرار وأمن منطقتنا. يجب أن نستمر في بناء مستقبل يسوده السلام والتعاون، مستلهمين من هذه التجربة روح العزيمة والإصرار على حماية أوطاننا.


البلاد البحرينية
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- البلاد البحرينية
العمل الوثائقي الجديد من صحيفة البلاد بعنوان: عاصفة الصحراء
ترقبوا العمل الوثائقي الجديد من صحيفة البلاد بعنوان: عاصفة الصحراء.. شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو يبث العمل الوثائقي عبر منصات الصحيفة الرقمية تزامنا مع العيد الوطني الرابع والستين ويوم التحرير الرابع والثلاثين لدولة الكويت إعداد ولقاء راشد الغائب وحسن عدوان التعليق الصوتي أحمد السعيد إضاءة وتصوير سيد علي حسن وعلاء كرايمة مونتاج سارة الحايكي كاليغرافي كميل عاشور