logo
بالفيديو: عبدالله النعيمي لـ 'البلاد': القوات الجوية البحرينية نفذت أكثر من 300 طلعة قتالية لتحرير الكويت

بالفيديو: عبدالله النعيمي لـ 'البلاد': القوات الجوية البحرينية نفذت أكثر من 300 طلعة قتالية لتحرير الكويت

إعداد ولقاء: راشد الغائب وحسن عدوان
أفصح عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق عبدالله النعيمي، عن ذكرياته ومشاهداته خلال فترة تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي.
وأوضح النعيمي أن بدء عملية التحرير جاء بتوجيهات سياسية رفيعة المستوى، وصدرت التعليمات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين ونشر رسالة الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن هذه التوجيهات لم تكن مجرد أوامر بل كانت انعكاساً لإرادة القيادة السياسية في الحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والتحضير للعملية العسكرية.
وفيما يلي مقابلة 'البلاد' مع عبدالله النعيمي، عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق الذي كان في قلب المشهد في فترة غزو وتحرير الكويت. وجزء من المقابلة ضمن محتوى العمل الوثائقي الجديد الذي أنتجته 'البلاد' بعنوان 'عاصفة الصحراء... شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو'.
التوجيهات السياسية
كيف بدأت البحرين التعامل مع الغزو العراقي للكويت؟
مع اندلاع الغزو العراقي للكويت، جاءت التوجيهات السياسية رفيعة المستوى من المغفور له أمير البلاد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي وجه المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين، ونشر الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ولم تكن هذه التوجيهات مجرد أوامر، بل كانت انعكاسا لرؤية القيادة السياسية للحفاظ على استقرار المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والاستعداد للعملية العسكرية.
القرارات المصيرية
كيف كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية خلال تلك الفترة؟
في تلك الفترة، كنت من المديرين التنفيذيين وكنا بغرفة العمليات على مدار الساعة طوال فترة الاحتلال والتحرير التي استمرّت لمدة ٨ أشهر، وكنا نعمل على مدار الساعة في غرفة العمليات لاتخاذ القرارات المصيرية.
كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية على أعلى مستوى، إذ كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة (ولي العهد القائد العام آنذاك) الذي قاد الإجراءات العسكرية وبمتابعة من المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين (وزير الدفاع نائب القائد العام آنذاك)، وقد انعكس ذلك في اجتماعات متواصلة تضمنت مناقشة التفاصيل الدقيقة للإجراءات والتوجيهات السامية، مما ساهم في تعزيز الثقة بين جميع الأجهزة الحكومية والعسكرية، وضمان استعدادها الكامل للتصدي لأي تهديد.
والاجتماعات المتواصلة والمناقشات الدقيقة للتوجيهات العسكرية والسياسية عززت من جاهزية القوات وقدرتها على مواجهة أي تهديد.
قوة الواجب عيسى
ما أبرز الاستعدادات العسكرية التي قامت بها البحرين لدعم عملية التحرير؟
كانت الاستعدادات العسكرية شاملة ومدروسة، ولم تبدأ فقط مع إعلان عملية التحرير، بل منذ بداية الاحتلال العراقي للكويت في أغسطس 1990. تم تجهيز القطاعات البرية والجوية والبحرية لضمان الاستعداد الكامل. ومن أهم الخطوات التي اتُخذت تشكيل 'قوة الواجب عيسى'، التي ضمت حوالي 250 ضابطًا وجنديًا، مدعومين بالدبابات والمدفعية، ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في العمليات العسكرية.
أصعب أنواع القتال
كيف شاركت القوات البحرينية في العمليات العسكرية على أرض الميدان؟
كان للقوات البحرينية دورٌ حيويٌ في تحرير الكويت، حيث شاركت القوات البرية في معارك حضرية شديدة الخطورة عند دخول المدن والقطاعات الكويتية.
هذه المعارك كانت من أصعب أنواع القتال، حيث تمركزت المدافع في المباني والشوارع الضيقة، مما تطلب شجاعة وإقدامًا استثنائيًا من الجنود. بالإضافة إلى ذلك، نفذت القوات الجوية أكثر من 300 طلعة جوية قتالية، إلى جانب حوالي 400 طلعة جوية للإسناد والمرافقة، كما قامت الطائرات العمودية بأكثر من 400 طلعة لنقل الإمدادات والمواد اللوجستية. أما القوات البحرية، فقد أدت دورًا متميزًا في حماية الموانئ، وإرشاد السفن التجارية والقتالية لتأمين عمليات الدعم البحري.
التنسيق بين القطاعات
كيف تم ضمان التنسيق اللوجستي بين القطاعات المختلفة خلال العملية؟
كان التنسيق بين القطاعات العسكرية واللوجستية محوريًا في نجاح العملية. عمل مجلس الدفاع العسكري على مدار الساعة لتوفير الإمدادات اللازمة للقطاعات الجوية والبحرية والبرية، تم استغلال جميع المرافق في المملكة لدعم العملية، بما في ذلك القواعد الجوية والبحرية، التي شكلت مراكز استقبال وتزويد للقوات بالذخائر والمؤن.
وكان لقاعدة الشيخ عيسى الجوية دورٌ بالغ الأهمية، حيث استقبلت الطائرات العسكرية الكويتية وتم تزويدها بالمستلزمات الضرورية، مما عزز من قدرة العمليات الجوية وساهم في تأمين استمراريتها.
روح وطنية
كيف انعكس التعاون بين البحرين والكويت على مجريات العملية العسكرية؟
كانت هناك روح وطنية وتلاحم كبير بين البحرين والكويت، حيث لم يقتصر الأمر على الجانب العسكري فقط، بل شمل دعمًا معنويًا ولوجستيًا واسع النطاق.
واستقبلت البحرين القوات الكويتية بحفاوة، ووفرت لها الدعم والتدريب، ما ساعد في رفع جاهزيتها القتالية وهذا التعاون الوثيق كان تجسيدًا للإرادة الحقيقية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وجعلنا نعمل كجسد واحد لمواجهة العدوان العراقي.
محطة فاصلة
كيف كان شعوركم أثناء المشاركة في هذه العملية التاريخية؟
كان شعورًا مزيجًا من الفخر والمسؤولية الوطنية، فقد كنا ندرك أن هذه اللحظة ليست مجرد معركة عسكرية، بل محطة فاصلة في تاريخ المنطقة. كنا نشعر أننا لا ندافع فقط عن الكويت، بل عن أمن البحرين ودول الخليج ككل.
والمشاركة في تحرير الكويت كانت دليلًا على وحدة الصف الخليجي وقدرتنا على التصدي لأي تهديدات تمس سيادتنا واستقرارنا.
معارك مباشرة
ما أبرز التضحيات التي قدمتها البحرين خلال هذه العملية؟
قدمت البحرين تضحيات كبيرة خلال عملية التحرير، حيث لم يكن الأمر مجرد مشاركة عسكرية، بل التزاما كاملا بالوقوف إلى جانب الأشقاء في الكويت.
والعديد من الضباط والجنود شاركوا بشجاعة في معارك مباشرة، وواجهوا تحديات ميدانية خطيرة. وأوجه كل التحية والتقدير لمن ساهم في هذه العملية، خصوصا من قدموا أرواحهم فداءً للوطن والقيم التي ندافع عنها.
التخطيط والتنفيذ
ما الدروس المستفادة من هذه التجربة التاريخية؟
أحد أهم الدروس المستفادة هو أهمية التحالف والتنسيق العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي.
ولقد أثبتنا أننا قادرون على مواجهة التحديات ككيان موحد، مما يعزز من قوة ومتانة العلاقات الخليجية. كما أن الاحترافية العالية في التخطيط والتنفيذ العسكري كانت عنصرا أساسيا في نجاح العملية، وهو ما يجب أن نبني عليه في المستقبل لضمان الأمن والاستقرار في منطقتنا.
المحبة والتضامن
ما هي رسالتك حول هذه الذكرى؟
أود أن أوجه رسالة تقدير وشكر لكل من ساهم في تحرير الكويت، سواء من القيادات السياسية والعسكرية أو من الجنود الذين خاضوا المعارك بشجاعة.
كما أدعو إلى استمرار التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز العلاقات المبنية على المحبة والتضامن، لأن وحدتنا هي الضامن الأكبر لاستقرار وأمن منطقتنا. يجب أن نستمر في بناء مستقبل يسوده السلام والتعاون، مستلهمين من هذه التجربة روح العزيمة والإصرار على حماية أوطاننا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رصدت انسحاب الجيش العراقي والكويتيون قاتلوا بصمود
رصدت انسحاب الجيش العراقي والكويتيون قاتلوا بصمود

البلاد البحرينية

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

رصدت انسحاب الجيش العراقي والكويتيون قاتلوا بصمود

إعداد ولقاء: راشد الغائب وحسن عدوان يقدم الصحافي البحريني القدير عدنان الموسوي، الذي كان حاضرا خلال غزو الكويت وتحريرها، سردًا حيًا لتجربته في توثيق أحداث تلك الفترة الحرجة، كما عكست شهادته في وثائقي 'البلاد' بعنوان 'عاصفة الصحراء.. شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو' معاناة وصمود شعب الكويت أمام الدمار والحرب، وكشفت عن المخاطر والتحديات التي يواجهها الصحفيون في ساحة المعركة. ويعتبر الموسوي أول صحافي في العالم يدخل الكويت بعد غزوها. وفيما يأتي نص الحوار: مرتان كيف بدأت رحلتك إلى الكويت خلال فترة الغزو والتحرير؟ دخلت الكويت على مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، دخلت بعد أسبوع من بدء الغزو العراقي، حيث كنت شاهدا على حجم الدمار الذي لحق بالبلاد ومعاناة الشعب الكويتي تحت الاحتلال. أما في المرحلة الثانية، فقد عدت إلى الكويت بعد أربعة أيام من تحريرها، حيث كانت الأوضاع لا تزال مشبعة بأجواء الحرب، وكان الدمار حاضرا في كل مكان، لكن مشاعر الفرح بالتحرير كانت تجتاح نفوس الناس. الانطباع كيف كان انطباعك الأول عند دخول الكويت خلال تلك الفترة؟ عندما وصلت إلى المنفذ الحدودي للكويت (النويصيب) على الحدود بين السعودية والكويت، كانت الأجواء مشحونة ومقلقة وحديثي هنا عن مرحلة الغزو، رائحة الحرب كانت لا تزال في الأجواء، وقررت دخول الكويت من حدود مزارع النويصيب، وبعد دخولنا دوهمنا بثلاث دبابات وتم القبض علينا من قبل الجيش العراقي واقتيادنا إلى نادي الفروسية، أسندوا وجوهنا للجدار وجاء ضابط ونطق بالحكم علينا (إعدام)، وضعوا الرشاشات خلف ظهورنا وبعد فترة جاء الضابط القائد للقاعدة وطلب مقابلتنا وتساءل 'لماذا دخلتم حدود العراق'، وأجبته بأن الرئيس العراقي صدام حسين يقول إن بلاد العرب ليس لها حدود، وبهذه المقولة نجونا من الإعدام، وهناك تفاصيل كثيرة تتعلق بالغزو. ودخلت الكويت مرة أخرى في التحرير وعلى مداخل البر سمعنا أصوات تفجيرات الألغام تتردد في الأرجاء. وعندما دخلت الكويت، وجدت دولة منهارة بالكامل، كل شيء كان مدمرا، والحياة فيها شبه معدومة، لكن رغم ذلك، كان هناك شعب يقاتل من أجل البقاء والصمود. الظروف الصعبة كيف تعاملتم كصحافيين مع الظروف الصعبة أثناء التغطية؟ لم تكن تغطيتنا تقتصر فقط على نقل مشاهد الدمار، بل سعينا للقاء شخصيات ومسؤولين لفهم ما حدث بشكل أعمق. استُقبلنا بترحيب كبير من قبل المسؤولين في الكويت، ما سهل علينا الحصول على المعلومات الضرورية، كما تمت مقابلة شخصية من وزارة الاعلام ساعدتنا في تيسير مهامنا الصحافية. كذلك، تم استضافتنا في شقة بمنطقة الصوابر من قبل عائلة كويتية كريمة، مما أتاح لنا الفرصة للقيام بجولات ميدانية يومية لتوثيق كل التفاصيل الدقيقة للأحداث. عنف واضطرابات هل واجهتم مشاهد عنف واضطرابات خلال تغطيتكم للأحداث؟ نعم، لقد شهدنا العديد من المشاهد الدامية والمروعة، في منطقة الصوابر، عندما دخلنا موقف السيارات، رأينا ثلاثة جنود عراقيين مقتولين، ورصدنا أثناء انسحاب الجيش العراقي حالة من الفوضى والارتباك، حيث رأيت جنديًا يحاول أن يلتحق بالجنود المنسحبين بالسيارات ولكنه سقط على رأسه متعثرًا، وسط مشهد يعكس مدى التخبط في الانسحاب. بالإضافة إلى ذلك، زرنا مواقع دمرت بالكامل، مثل بيت القرين وبيت الضابط المسؤول عن الحماية الخاصة أحمد قبازرد، حيث كان الدمار شاهداً على عنف المعارك والمعاناة التي شهدتها الكويت. تحديات الحدود ما أبرز التحديات التي واجهتكم أثناء عبور الحدود من الكويت إلى السعودية؟ كان عبور الحدود تحديا كبيرا، فقد اضطررنا للتنقل عبر وسائل مؤقتة وسط أجواء مشحونة بالمخاطر. كانت هناك مطاردات ومناورات، حيث كنا نحاول تفادي أي اعتداءات محتملة من الجنود العراقيين المتبقين في المنطقة الحدودية. كان علينا التحرك بحذر شديد لضمان سلامتنا أثناء الرحلة. لحظات بارزة هل كانت هناك لحظات بارزة في تغطيتكم لتحرير الكويت؟ بالتأكيد، من أهم اللحظات التي شهدناها كان لقاؤنا مع جنرال أميركي، برفقة ضباط كويتيين وأميركيين، وأعلنوا رسميًا تحرير الكويت بالكامل. كما كنا جزءًا من الاحتفالات الشعبية التي عمت البلاد، حيث استمرت الاحتفالات وإطلاق الرصاص لمدة ثلاث ساعات في شارع الخليج العربي. ورغم خطورة الوضع وانتشار المسلحين، كان الناس يحتفلون بانتهاء الاحتلال واستعادة بلدهم. آثار الدمار كيف رصدت التغيرات التي طرأت على الكويت بعد التحرير؟ بعد التحرير، تغيرت الأجواء تمامًا، انتقل الوضع من قبضة حديدية دامت ثمانية أشهر إلى حياة جديدة مليئة بالأمل. لم يكن الأمر مقتصرًا على إزالة آثار الدمار، بل كان هناك إصرار واضح من الشعب الكويتي على إعادة بناء وطنهم بكل ما تعنيه الكلمة. اليوم، نرى أن الكويت قد عبرت من محطات آلامها، بل شهدت أيضًا عبورًا شاملا آخرًا عبر نهضة ثقافية وإنسانية وعلمية تعكس إرادة هذا الشعب القوي. المخاطر كيف تصف دور الصحافيين في تغطية هذه الأحداث رغم المخاطر؟ الصحافة مهنة مليئة بالمخاطر، خاصة عندما تكون في ساحة المعركة. كصحافي، كل صباح يحمل تحديًا جديدًا، وكل مساء قد ينتهي بمخاطر غير متوقعة. لكن رغم ذلك، فإن التغطية الإعلامية كانت ولا تزال أداة رئيسية في توثيق التاريخ وكشف الحقائق، نحن نتحمل مسؤولية نقل الأحداث بموضوعية وشجاعة، حتى لو كان ذلك يعني تعريض أنفسنا للخطر. رسالة ومسؤولية ما الرسالة التي تود توجيهها للأجيال القادمة حول أهمية الإعلام في مثل هذه الأحداث؟ رسالتي للأجيال القادمة هي أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة ومسؤولية. عندما نغطي الأحداث التاريخية، نحن لا نوثق الماضي فقط، بل نساهم في تشكيل وعي الأجيال القادمة. يجب أن يظل الإعلام صوت الحقيقة، مهما كانت الظروف والتحديات. وشهادتي في فيلم 'عاصفة الصحراء' هي بمثابة توثيق لتاريخ لا ينبغي أن يُنسى، ودليل على أن الصحافة قادرة على نقل الصورة الحقيقية حتى في أحلك اللحظات.

بالفيديو: عبدالله النعيمي لـ 'البلاد': القوات الجوية البحرينية نفذت أكثر من 300 طلعة قتالية لتحرير الكويت
بالفيديو: عبدالله النعيمي لـ 'البلاد': القوات الجوية البحرينية نفذت أكثر من 300 طلعة قتالية لتحرير الكويت

البلاد البحرينية

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

بالفيديو: عبدالله النعيمي لـ 'البلاد': القوات الجوية البحرينية نفذت أكثر من 300 طلعة قتالية لتحرير الكويت

إعداد ولقاء: راشد الغائب وحسن عدوان أفصح عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق عبدالله النعيمي، عن ذكرياته ومشاهداته خلال فترة تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي. وأوضح النعيمي أن بدء عملية التحرير جاء بتوجيهات سياسية رفيعة المستوى، وصدرت التعليمات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين ونشر رسالة الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشار إلى أن هذه التوجيهات لم تكن مجرد أوامر بل كانت انعكاساً لإرادة القيادة السياسية في الحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والتحضير للعملية العسكرية. وفيما يلي مقابلة 'البلاد' مع عبدالله النعيمي، عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق الذي كان في قلب المشهد في فترة غزو وتحرير الكويت. وجزء من المقابلة ضمن محتوى العمل الوثائقي الجديد الذي أنتجته 'البلاد' بعنوان 'عاصفة الصحراء... شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو'. التوجيهات السياسية كيف بدأت البحرين التعامل مع الغزو العراقي للكويت؟ مع اندلاع الغزو العراقي للكويت، جاءت التوجيهات السياسية رفيعة المستوى من المغفور له أمير البلاد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي وجه المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين، ونشر الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ولم تكن هذه التوجيهات مجرد أوامر، بل كانت انعكاسا لرؤية القيادة السياسية للحفاظ على استقرار المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والاستعداد للعملية العسكرية. القرارات المصيرية كيف كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية خلال تلك الفترة؟ في تلك الفترة، كنت من المديرين التنفيذيين وكنا بغرفة العمليات على مدار الساعة طوال فترة الاحتلال والتحرير التي استمرّت لمدة ٨ أشهر، وكنا نعمل على مدار الساعة في غرفة العمليات لاتخاذ القرارات المصيرية. كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية على أعلى مستوى، إذ كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة (ولي العهد القائد العام آنذاك) الذي قاد الإجراءات العسكرية وبمتابعة من المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين (وزير الدفاع نائب القائد العام آنذاك)، وقد انعكس ذلك في اجتماعات متواصلة تضمنت مناقشة التفاصيل الدقيقة للإجراءات والتوجيهات السامية، مما ساهم في تعزيز الثقة بين جميع الأجهزة الحكومية والعسكرية، وضمان استعدادها الكامل للتصدي لأي تهديد. والاجتماعات المتواصلة والمناقشات الدقيقة للتوجيهات العسكرية والسياسية عززت من جاهزية القوات وقدرتها على مواجهة أي تهديد. قوة الواجب عيسى ما أبرز الاستعدادات العسكرية التي قامت بها البحرين لدعم عملية التحرير؟ كانت الاستعدادات العسكرية شاملة ومدروسة، ولم تبدأ فقط مع إعلان عملية التحرير، بل منذ بداية الاحتلال العراقي للكويت في أغسطس 1990. تم تجهيز القطاعات البرية والجوية والبحرية لضمان الاستعداد الكامل. ومن أهم الخطوات التي اتُخذت تشكيل 'قوة الواجب عيسى'، التي ضمت حوالي 250 ضابطًا وجنديًا، مدعومين بالدبابات والمدفعية، ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في العمليات العسكرية. أصعب أنواع القتال كيف شاركت القوات البحرينية في العمليات العسكرية على أرض الميدان؟ كان للقوات البحرينية دورٌ حيويٌ في تحرير الكويت، حيث شاركت القوات البرية في معارك حضرية شديدة الخطورة عند دخول المدن والقطاعات الكويتية. هذه المعارك كانت من أصعب أنواع القتال، حيث تمركزت المدافع في المباني والشوارع الضيقة، مما تطلب شجاعة وإقدامًا استثنائيًا من الجنود. بالإضافة إلى ذلك، نفذت القوات الجوية أكثر من 300 طلعة جوية قتالية، إلى جانب حوالي 400 طلعة جوية للإسناد والمرافقة، كما قامت الطائرات العمودية بأكثر من 400 طلعة لنقل الإمدادات والمواد اللوجستية. أما القوات البحرية، فقد أدت دورًا متميزًا في حماية الموانئ، وإرشاد السفن التجارية والقتالية لتأمين عمليات الدعم البحري. التنسيق بين القطاعات كيف تم ضمان التنسيق اللوجستي بين القطاعات المختلفة خلال العملية؟ كان التنسيق بين القطاعات العسكرية واللوجستية محوريًا في نجاح العملية. عمل مجلس الدفاع العسكري على مدار الساعة لتوفير الإمدادات اللازمة للقطاعات الجوية والبحرية والبرية، تم استغلال جميع المرافق في المملكة لدعم العملية، بما في ذلك القواعد الجوية والبحرية، التي شكلت مراكز استقبال وتزويد للقوات بالذخائر والمؤن. وكان لقاعدة الشيخ عيسى الجوية دورٌ بالغ الأهمية، حيث استقبلت الطائرات العسكرية الكويتية وتم تزويدها بالمستلزمات الضرورية، مما عزز من قدرة العمليات الجوية وساهم في تأمين استمراريتها. روح وطنية كيف انعكس التعاون بين البحرين والكويت على مجريات العملية العسكرية؟ كانت هناك روح وطنية وتلاحم كبير بين البحرين والكويت، حيث لم يقتصر الأمر على الجانب العسكري فقط، بل شمل دعمًا معنويًا ولوجستيًا واسع النطاق. واستقبلت البحرين القوات الكويتية بحفاوة، ووفرت لها الدعم والتدريب، ما ساعد في رفع جاهزيتها القتالية وهذا التعاون الوثيق كان تجسيدًا للإرادة الحقيقية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وجعلنا نعمل كجسد واحد لمواجهة العدوان العراقي. محطة فاصلة كيف كان شعوركم أثناء المشاركة في هذه العملية التاريخية؟ كان شعورًا مزيجًا من الفخر والمسؤولية الوطنية، فقد كنا ندرك أن هذه اللحظة ليست مجرد معركة عسكرية، بل محطة فاصلة في تاريخ المنطقة. كنا نشعر أننا لا ندافع فقط عن الكويت، بل عن أمن البحرين ودول الخليج ككل. والمشاركة في تحرير الكويت كانت دليلًا على وحدة الصف الخليجي وقدرتنا على التصدي لأي تهديدات تمس سيادتنا واستقرارنا. معارك مباشرة ما أبرز التضحيات التي قدمتها البحرين خلال هذه العملية؟ قدمت البحرين تضحيات كبيرة خلال عملية التحرير، حيث لم يكن الأمر مجرد مشاركة عسكرية، بل التزاما كاملا بالوقوف إلى جانب الأشقاء في الكويت. والعديد من الضباط والجنود شاركوا بشجاعة في معارك مباشرة، وواجهوا تحديات ميدانية خطيرة. وأوجه كل التحية والتقدير لمن ساهم في هذه العملية، خصوصا من قدموا أرواحهم فداءً للوطن والقيم التي ندافع عنها. التخطيط والتنفيذ ما الدروس المستفادة من هذه التجربة التاريخية؟ أحد أهم الدروس المستفادة هو أهمية التحالف والتنسيق العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي. ولقد أثبتنا أننا قادرون على مواجهة التحديات ككيان موحد، مما يعزز من قوة ومتانة العلاقات الخليجية. كما أن الاحترافية العالية في التخطيط والتنفيذ العسكري كانت عنصرا أساسيا في نجاح العملية، وهو ما يجب أن نبني عليه في المستقبل لضمان الأمن والاستقرار في منطقتنا. المحبة والتضامن ما هي رسالتك حول هذه الذكرى؟ أود أن أوجه رسالة تقدير وشكر لكل من ساهم في تحرير الكويت، سواء من القيادات السياسية والعسكرية أو من الجنود الذين خاضوا المعارك بشجاعة. كما أدعو إلى استمرار التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز العلاقات المبنية على المحبة والتضامن، لأن وحدتنا هي الضامن الأكبر لاستقرار وأمن منطقتنا. يجب أن نستمر في بناء مستقبل يسوده السلام والتعاون، مستلهمين من هذه التجربة روح العزيمة والإصرار على حماية أوطاننا.

قوة الدفاع ممثلة بسلاح الجو الملكي البحريني تقيم ندوة المنامة للقوة الجوية
قوة الدفاع ممثلة بسلاح الجو الملكي البحريني تقيم ندوة المنامة للقوة الجوية

البلاد البحرينية

time١٢-١١-٢٠٢٤

  • البلاد البحرينية

قوة الدفاع ممثلة بسلاح الجو الملكي البحريني تقيم ندوة المنامة للقوة الجوية

تحت عنوان " القوة الجوية في الحرب الشاملة "، أقامت قوة دفاع البحرين ممثلة بسلاح الجو الملكي البحريني ندوة المنامة للقوة الجوية بنسختها الخامسة وذلك صباح اليوم في فندق السوفوتيل بمنطقة الزلاق. شارك في الندوة التي تزامن عقدها ضمن فعاليات معرض البحرين الدولي للطيران 2024م، عدد من قادة القوات الجوية وكبار الخبراء من جميع أنحاء المنطقة والعالم حيث نوقشت خلالها أهم الموضوعات المتعلقة بالقوة الجوية وكيفية تعزيزها وفاعليتها في مختلف الحروب. وألقى السيد رياض قهوجي الرئيس التنفيذي لشركة سيغما كلمة ترحيبية في بداية الندوة. ثم ألقى اللواء الركن طيار الشيخ حمد بن عبد الله آل خليفة قائد سلاح الجو الملكي البحريني كلمة ترحيبية نقل فيها تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وصاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين. ونوه قائد سلاح الجو الملكي البحريني إلى أنه من الواجب مساندة الدول الصديقة التي تعاني من وجود المليشيات على أراضيها وغير القادرة على مواجهتها ليتم تفكيك الجماعات المتطرفة ووقف خطوط الامداد لها كما يجب مساندة الدول المستهدفة من قبل هذه الجماعات بتعزيز إمكانياتها الدفاعية ضد الهجمات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة. وقال قائد سلاح الجو الملكي البحريني: نتمنى من الشركات العالمية المعنية بصناعة المنظومات الدفاعية الإسراع في تطوير وإنتاج منظومات دفاعية عالية الكفاءة لردع التهديد الإرهابي والتقدم بخطوات أمام ما تطوره المليشيات من أسلحة مدمره. وأضاف قائد سلاح الجو الملكي البحريني إن ما يحدث من متغيرات ستؤثر على استراتيجية الدفاع والردع العسكري مما يستوجب تطوير العقيدة الدفاعية لدى الدول المستهدفة من أجل حماية شعوبها والدفاع عن أمنها واستقرارها كما يتوجب تطوير أساليب القتال لضمان سلامة المدنيين والالتزام بالشرعية الدولية والمبادئ الإنسانية. وقال قائد سلاح الجو الملكي البحريني في كلمته: نرجو من دول العالم المحبة للسلام والاستقرار العمل على وقف جميع الحروب القائمة في كل بقعة من بقاع الأرض وتنظيم حوار عالمي يتم التركيز من خلاله على تجريد الجماعات الإرهابية من جميع أنواع الدعم المادي والمعنوي ونتمنى من دول الإقليم التعاون والتنسيق من أجل الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة من خلال المشاركة في التكتلات والتحالفات العسكرية الإقليمية والعالمية. واشتملت فعاليات الندوة على ثلاث جلسات رئيسية حيث أدار الجنرال متقاعد غاري نورث نائب رئيس إدارة البرامج بشركة لوكهيد مارتن الجلسة الأولى والتي تضمنت على عدد من المحاور، حيث تحدث في المحور الأول الفريق أول ديريك فرانس قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية: عن "العمليات المشتركة بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة: وسائل مضاعفة التأثير". فيما ناقش المحور الثاني والذي حمل عنوان "الحفاظ على التفوق التكنولوجي لقدرات القوة الجوية والدفاع الجوي" كل من العميد الركن عبد الله النعيمي، والعقيد الركن طيار علي محمود، والعقيد مهندس خالد كمال من سلاح الجو الملكي البحريني. أما الجلسة الثانية أدارها السيد رياض قهوجي الرئيس التنفيذي لشركة سيغما، وتناولت ثلاث محاور وكان المحور الأول بعنوان "تحسين العمليات الجوية والبحرية والكفاءة في عصر الأنظمة المستقلة" قدمه الفريق بحري جورج وايكوف قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية قائد الأسطول الخامس الأمريكي. أما المحور الثاني فتحدث فيه الفريق غونتر كاتز قائد قيادة القوات الجوية العامة للقوات الجوية الألمانية عن "دور الذكاء الاصطناعي في التدريب المتقدم للطائرات المأهولة وغير المأهولة ". أما المحور الثالث فتحدث فيه اللواء طيار بالابارثي فينكات شيفاناند نائب قائد القوات الجوية الهندية عن "دور المنصات الجوية في زيادة فعالية (C4ISR) في العمليات متعددة المجالات". أما الجلسة الثالثة فأدارها الجنرال متقاعد غاري نورث نائب رئيس إدارة البرامج بشركة لوكهيد مارتن ففي المحور الأول تحدث الفريق أوريليو كولاغراند نائب رئيس أركان القوات الجوية الإيطالية عن "الأدوار المتعددة مقابل المهام المحددة: اختيار الجيل القادم من طائرات الهليكوبتر". أما المحور الأخير من الجلسة الثالثة فتحدث فيه الفريق طيار متقاعد مارتن سامبسون المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط تناول "تعزيز قابلية التشغيل المتبادل بين الأجيال في العمليات الجوية متعددة الجنسيات". الجدير بالذكر أنه أعقبت كل جلسة حلقات نقاشية حول محتوى المحاور، وتعد ندوة هذا العام ملتقي فكري لتبادل الأفكار والاطروحات البناءة والاستفادة من الخبرات التراكمية والدولية في مجال القوات الجوية حيث واكبت مناقشات وجلسات الندوة أحدث ما توصلت إليه منظومات وتقنيات الطيران العسكري ومدى تأثيرها في الحروب الراهنة، كما وتمثل قيمة مضافة لمسؤولي الدفاع وصناع القرار للاطلاع على آخر المستجدات في هذا المجال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store