#أحدث الأخبار مع #رايموندستوكالبشاير٠٩-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالبشايرد. رؤوف رشدي يكتب: رايموند ستوك… الظل الرقيق لنجيب محفوظالجمعة من كل أسبوع، في تمام الخامسة عصرًا على ضفاف النيل، يستطيع أي عابر لنهر النيل في مركب أن يلمح ثلة من الرجال يتصايحون في كازينو قصر النيل حول العظيم نجيب محفوظ، حيث شلة الحرافيش علي سالم، نعيم صبري، فرج فودة، إلهامي بولس، محمد الكفراوي، عبد الله رزة، بليغ بطرس، د. فتحي، أحمد سعيد المصري، رؤوف رشدي، ويندس بينهم شاب أجنبي وسيم فضي الشعر يمسك دائمًا بورقة وقلم يُدعى رايموند ستوك . رايموند هو الأكاديمي والمترجم الأمريكي الذي لم يكن مجرد صديق مقرّب للأديب المصري نجيب محفوظ، بل كان شاهدًا على تحوّلاته الإبداعية ورفيقًا له في أصعب مراحل حياته. ارتبط اسم 'ستوك ' بمحفوظ عبر عقود من العمل على ترجمة أعماله وكتابة سيرته الأولى الشاملة، مما جعله أحد أبرز المُقرّبين الذين كشفوا جوانب خفيّة من شخصية الأديب الحائز على جائزة نوبل تعود علاقة رايموند ستوك بمحفوظ إلى عام 1990، عندما انتقل إلى القاهرة للعمل كمحرر في الجامعة الأمريكية. التقى الأديب لأول مرة خلال زيارة محفوظ الأسبوعية لمكتب الجامعة لجلب بريده، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقة إلى صداقة امتدت 14 عامًا. خلال هذه الفترة، أصبح ستوك مرافقًا دائمًا لمحفوظ في صالوناته الأدبية، التي كانت تُعقد في فنادق القاهرة، حيث اجتمع المثقفون لمناقشة الأدب والسياسة . في أكتوبر 1994، بينما ذهب د. فتحي الطبيب البيطري لإحضار الأستاذ من بيته بالعجوزة إلى ندوة قصر النيل (بدوني هذه المرة لأني كنت ذاك اليوم مع خطيبتي لشراء الستائر)، تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال على يد أحدهم، مما ألحق ضررًا عصبيًّا بذراعه اليمنى وأعاق قدرته على الكتابة لسنوات. خلال فترة تعافيه، كان رايموند ستوك حاضرًا ليسجل تفاصيل هذه المرحلة، واصفًا إصرار محفوظ على استئناف الكتابة يدويًّا بعد خمس سنوات من العلاج . بل إن ستوك كان يُترجم تعليقات محفوظ خلال جلسات النقاش، مثل مقارنته الساخرة بين الهجوم الأمريكي على العراق ورواية 'الغريب' لألبير كامو . برز ستوك كمُترجِم رئيسي لأعمال محفوظ المستوحاة من التاريخ الفرعوني، مثل 'حكمة خوفو' و'أصوات من العالم الآخر'. وأشار في مقابلاته إلى أن هذه الأعمال، رغم تجاهلها النقدي المبكر، تمثل تجارب أدبية فريدة تجمع بين الفلسفة واللغة الشعرية. وقد ساهم في إعادة إحياء هذه النصوص عبر ترجمتها ونشرها بالتعاون مع 'الجامعة الأمريكية بالقاهرة'، مما أتاح لها الانتشار الدولي . يعمل ستوك منذ سنوات على كتابة السيرة الأولى الشاملة لمحفوظ، التي تُركّز على حياته الشخصية أكثر من أعماله الأدبية. ويؤكد أن محفوظ كان 'مزيجًا من البساطة المصرية والانضباط الألماني'، مع التركيز على تفاصيل مثل تاريخ ميلاده الحقيقي (10 ديسمبر 1911)، الذي تزامن مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل. كما يسلط الضوء على دور الصالونات الأدبية في الحفاظ على روح محفوظ بعد محاولة الاغتيال . واجه رايموند ستوك تحديات في بحثه، منها النزاع العائلي حول مخطوطات محفوظ التي سُحبت من مزاد صالة 'سوثبيز' في لندن عام 2011 بسبب نزاع على الملكية. معبرا عن قلقه من ضياع أرسيف أديب نوبل، معتبرًا إياه كنزًا أدبيًّا يجب الحفاظ عليه لتوثيق إرث اديبنا العظيم لم يقتصر دور رايموند ستوك على الترجمة، بل أمتد إلى تدريس اللغة العربية في جامعة لويزيانا، حيث ينقل تجاربه مع محفوظ إلى طلابه. يُعدّ ستوك جسرًا ثقافيًا بين الشرق والغرب، لا سيما عبر جهوده في كشف التعقيدات الأدبية لمحفوظ، مثل 'اللغة الثالثة' التي تجمع بين الفصحى والعامية، والتي رأى فيها محفوظ وسيلةً للحفاظ على الوحدة العربية . عندما يقرا رايموند هذا المقال ربما يبتسم أو يندهش لأنه عرف أن أحدهم هنا مازال يتذكره. نعم، نذكرك أيها الحارس لإرث نجيب محفوظ الإنساني والأدبي عبر توثيقك الدقيق لتفاصيل حياة الأديب الكبير، وإصرارك على إبراز أعماله المنسية . تحية لك من القاهرة تثبت أن الصداقة بين المثقفين يمكن أن تُخلّد أعمالًا تتجاوز حدود الزمان والمكان .
البشاير٠٩-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالبشايرد. رؤوف رشدي يكتب: رايموند ستوك… الظل الرقيق لنجيب محفوظالجمعة من كل أسبوع، في تمام الخامسة عصرًا على ضفاف النيل، يستطيع أي عابر لنهر النيل في مركب أن يلمح ثلة من الرجال يتصايحون في كازينو قصر النيل حول العظيم نجيب محفوظ، حيث شلة الحرافيش علي سالم، نعيم صبري، فرج فودة، إلهامي بولس، محمد الكفراوي، عبد الله رزة، بليغ بطرس، د. فتحي، أحمد سعيد المصري، رؤوف رشدي، ويندس بينهم شاب أجنبي وسيم فضي الشعر يمسك دائمًا بورقة وقلم يُدعى رايموند ستوك . رايموند هو الأكاديمي والمترجم الأمريكي الذي لم يكن مجرد صديق مقرّب للأديب المصري نجيب محفوظ، بل كان شاهدًا على تحوّلاته الإبداعية ورفيقًا له في أصعب مراحل حياته. ارتبط اسم 'ستوك ' بمحفوظ عبر عقود من العمل على ترجمة أعماله وكتابة سيرته الأولى الشاملة، مما جعله أحد أبرز المُقرّبين الذين كشفوا جوانب خفيّة من شخصية الأديب الحائز على جائزة نوبل تعود علاقة رايموند ستوك بمحفوظ إلى عام 1990، عندما انتقل إلى القاهرة للعمل كمحرر في الجامعة الأمريكية. التقى الأديب لأول مرة خلال زيارة محفوظ الأسبوعية لمكتب الجامعة لجلب بريده، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقة إلى صداقة امتدت 14 عامًا. خلال هذه الفترة، أصبح ستوك مرافقًا دائمًا لمحفوظ في صالوناته الأدبية، التي كانت تُعقد في فنادق القاهرة، حيث اجتمع المثقفون لمناقشة الأدب والسياسة . في أكتوبر 1994، بينما ذهب د. فتحي الطبيب البيطري لإحضار الأستاذ من بيته بالعجوزة إلى ندوة قصر النيل (بدوني هذه المرة لأني كنت ذاك اليوم مع خطيبتي لشراء الستائر)، تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال على يد أحدهم، مما ألحق ضررًا عصبيًّا بذراعه اليمنى وأعاق قدرته على الكتابة لسنوات. خلال فترة تعافيه، كان رايموند ستوك حاضرًا ليسجل تفاصيل هذه المرحلة، واصفًا إصرار محفوظ على استئناف الكتابة يدويًّا بعد خمس سنوات من العلاج . بل إن ستوك كان يُترجم تعليقات محفوظ خلال جلسات النقاش، مثل مقارنته الساخرة بين الهجوم الأمريكي على العراق ورواية 'الغريب' لألبير كامو . برز ستوك كمُترجِم رئيسي لأعمال محفوظ المستوحاة من التاريخ الفرعوني، مثل 'حكمة خوفو' و'أصوات من العالم الآخر'. وأشار في مقابلاته إلى أن هذه الأعمال، رغم تجاهلها النقدي المبكر، تمثل تجارب أدبية فريدة تجمع بين الفلسفة واللغة الشعرية. وقد ساهم في إعادة إحياء هذه النصوص عبر ترجمتها ونشرها بالتعاون مع 'الجامعة الأمريكية بالقاهرة'، مما أتاح لها الانتشار الدولي . يعمل ستوك منذ سنوات على كتابة السيرة الأولى الشاملة لمحفوظ، التي تُركّز على حياته الشخصية أكثر من أعماله الأدبية. ويؤكد أن محفوظ كان 'مزيجًا من البساطة المصرية والانضباط الألماني'، مع التركيز على تفاصيل مثل تاريخ ميلاده الحقيقي (10 ديسمبر 1911)، الذي تزامن مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل. كما يسلط الضوء على دور الصالونات الأدبية في الحفاظ على روح محفوظ بعد محاولة الاغتيال . واجه رايموند ستوك تحديات في بحثه، منها النزاع العائلي حول مخطوطات محفوظ التي سُحبت من مزاد صالة 'سوثبيز' في لندن عام 2011 بسبب نزاع على الملكية. معبرا عن قلقه من ضياع أرسيف أديب نوبل، معتبرًا إياه كنزًا أدبيًّا يجب الحفاظ عليه لتوثيق إرث اديبنا العظيم لم يقتصر دور رايموند ستوك على الترجمة، بل أمتد إلى تدريس اللغة العربية في جامعة لويزيانا، حيث ينقل تجاربه مع محفوظ إلى طلابه. يُعدّ ستوك جسرًا ثقافيًا بين الشرق والغرب، لا سيما عبر جهوده في كشف التعقيدات الأدبية لمحفوظ، مثل 'اللغة الثالثة' التي تجمع بين الفصحى والعامية، والتي رأى فيها محفوظ وسيلةً للحفاظ على الوحدة العربية . عندما يقرا رايموند هذا المقال ربما يبتسم أو يندهش لأنه عرف أن أحدهم هنا مازال يتذكره. نعم، نذكرك أيها الحارس لإرث نجيب محفوظ الإنساني والأدبي عبر توثيقك الدقيق لتفاصيل حياة الأديب الكبير، وإصرارك على إبراز أعماله المنسية . تحية لك من القاهرة تثبت أن الصداقة بين المثقفين يمكن أن تُخلّد أعمالًا تتجاوز حدود الزمان والمكان .