logo
#

أحدث الأخبار مع #رجبأردوغان

بين قمتي الرياض وبغداد
بين قمتي الرياض وبغداد

المدن

timeمنذ 21 ساعات

  • سياسة
  • المدن

بين قمتي الرياض وبغداد

لا يمكن تحاشي المقارنة بين جولة ترامب الخليجية، وبالأخص حضوره للقمة الخليجية في الرياض، وبين القمة العربية الـ34 التي استضافتها بغداد بعد أيام قليلة من اختتام الرئيس الأميركي لزيارته. في الرياض وعلى وقع الصفقات الترليونية، يعلن ترامب عن نيته رفع العقوبات المفروضة على سوريا، و"منحها فرصة جديدة"، حسب قوله. إعادة تأهيل سوريا والعودة إلى دمجها في الإقليم والمجتمع الدولي بوصاية سعودية-تركية، تنال سريعاً وبيسر مباركة واشنطن. الزيارة الأميركية تحولت إلى قمة إقليمية مصغرة، ضمت بالإضافة إلى ولي العهد السعودي وضيفه الأميركي، الرئيس السوري أحمد الشرع، وأيضاً وعن بعد حضر الرئيس التركي رجب أردوغان. لم تقتصر مخرجات القمة السعودية الأميركية على حسم الملف السوري، أو على الأقل تسريع القرار الأميركي بشأنه، بل وكذلك رجحت كفة الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران عبر التفاوض، مع استبعاد العمل العسكري الذي لا تحبذه العواصم الخليجية. ولعل القرار الأميركي بوقف الهجمات على جماعة الحوثي في اليمن، وهو القرار السابق على جولة ترامب، كان بمثابة التمهيد للقرارات اللاحقة، وعلامة على انزياح في الميل الأميركي، على نحو أصبحت فيه مرجعية واشنطن بشأن القرارات المتعلقة بالمنطقة تميل ناحية الرياض ومعها الدوحة وأبوظبي، وليس تل أبيب. بوضوح، القرارات الأميركية بشأن سوريا واليمن وإيران هي على العكس من الرغبات الإسرائيلية، إلى حد أن المسؤولين الأميركيين وجدوا أنفسهم مضطرين لاحقاً للتأكيد على أن الولايات المتحدة "لن تتخلى عن إسرائيل". لا يعني هذا بالضرورة أن مخرجات زيارة الرياض كانت موجهة ضد تل أبيب، لكنها كانت بلا شك خصماً من رصيد تل أبيب في واشنطن، لصالح مراكمة للأرصدة الخليجية في الأسواق الأميركية، ومعها دوائر صنع السياسية. أما فيما يخص الحرب في غزة، وهي القضية التي نالت الحد الأدنى من التعليقات أثناء جولة ترامب، فهناك ما يوحي بتغير ولو طفيف لكنه حاسم في البوصلة الأميركية، وهو ما أضاف إلى الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو، ودفعها إلى الإعلان عن البدء في دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ثمة نشوة يمكن تلمسها في العاصمة السعودية، لا تتعلق فقط بالنجاح في عقد "الصفقات" الباهظة مع البيت الأبيض، لكن والأهم التأكيد على موقع الرياض كعاصمة للمنطقة، أو على الأقل أحد عواصمها الكبرى. مقارنة بولاية ترامب الأولى، تبدو السعودية في موقع أفضل بكثير، وهي اليوم متحررة من حربها الطويلة في اليمن، وفي توافق مع جيرانها الخليجيين، وفي وفاق مع الأتراك، بل وأيضاً تتحسن علاقاتها مع طهران منذ استعادة العلاقات بوساطة صينية. هذا الموقع المثالي يعزز من التأثير المتنامي للصوت الخليجي في الأذن الأميركية، وهو الأمر المكلف بشكل مبالغ فيه، وغير المضمون استمراريته على المدى الطويل. في المقابل، تظهر القمة العربية في بغداد على النقيض من قمة الرياض. حضر ثمانية قادة فقط إلى القمة من بينهم رئيس وزراء العراق الدولة المضيفة وشاركت 13 دولة بوفود تمثيل أقل، وغابت ليبيا عن الحضور بينما حل رئيس الوزراء الإسباني ضيفاً على القمة. ولم يحضر من القادة الخليجيين سوى أمير قطر، ومن الدول المحورية لم يحضر سوى الرئيس المصري. الحضور الفاتر في تلك اللحظة الفارقة يعكس تاريخ طويل من ضعف فاعلية جامعة الدول العربية، وتدهور متتابع لدورها، ويعكس أيضاً انتقال القرار العربي إلى الخليج، وبعيداً عن عواصم تمتعت بأوزان معتبرة في الماضي، مثل القاهرة وبغداد ودمشق. اقتصرت مخرجات القمة العربية على ما يشبه التوصيات والمناشدات بشأن أماكن الصراع الملتهبة من غزة واليمن إلى ليبيا والسودان. وأما ما يخص الشأن السوري، فاكتفى الحضور بمباركة رفع العقوبات عن دمشق، أي ببساطة مجرد الترحيب بمخرجات الرياض.

صائد الفرص التركي والمأزق المزدوج
صائد الفرص التركي والمأزق المزدوج

البناء

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البناء

صائد الفرص التركي والمأزق المزدوج

– في أكبر وأطول حربين شهدتهما أوروبا وآسيا، قبل حرب طوفان الأقصى، حرب سورية وحرب أوكرانيا، تصرّف الرئيس التركي رجب أردوغان كصائد فرص مستثمراً القرب الجغرافي، وحجم بلاده السكانيّ والاقتصاديّ والعسكريّ، وكلها عناصر الجغرافيا السياسيّة التي درسها على يد مستشاره السابق ونائبه اللاحق قبل أن ينشقّ عنه أحمد داوود أوغلو، صاحب نظريّة عداوات صفر لتركيا التي انتهت بصداقات صفر. – في ضرباتها الأخيرة في سورية أحرقت تركيا سفن الصداقة والودّ مع إيران وروسيا، رغم الحرص التركي والروسي الإيراني المقابل على عدم الانتقال إلى الخصومة والعداوة، فخاضت تركيا مغامرة اصطياد فرصة انشغال صديقيها الروسي والايراني كل في حربه، روسيا في أوكرانيا وإيران في حرب الطوفان، ووضعت يدها على سورية المنهكة بالعقوبات الأميركية والضربات الإسرائيلية. – قبل أن تنتهي مسيرة تركيز معادلات جديدة في سورية، كان الرئيس التركي يضرب ضربة ثانية باستقبال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي رداً على إشارات التفاهم الروسي الأميركي على إنهاء الحرب في أوكرانيا، بصورة تضعف مستقبل الحكم الأوكراني وربما تضعف أوكرانيا كدولة، إذا بقيت دولة، بعدما تنبأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تكون لاحقاً جزءاً من روسيا، واستند أردوغان إلى موقف أوروبي غاضب من التفرّد الأميركي. – تواجه الفرصة السوريّة في الخطة التركية تحدياً كبيراً مع الإعلان الإسرائيلي المدعوم أميركياً بالتمسك بالحصول على امتيازات أمنية في سورية تهدد وحدة الدولة والتراب، وتستبيح السيادة وتطلب ثمناً للتهدئة تنازلاً سورياً عن الجولان بدعم أميركي واضح، ربما يصبح لاحقاً شرطاً لرفع العقوبات الأميركية التي بدونها تفقد عملية رفع العقوبات الأوروبية فعاليتها، خصوصاً في الشق المصرفي، وتكتشف تركيا التي نجحت في التملّص من استحقاقات دعم غزة خلال حرب طوفان الأقصى والاكتفاء بمواقف كلاميّة، تحدياً جديداً وقد صارت دولة لها حدود عبر سورية مع فلسطين، فتصير مطالبة بما لا يطلب من إيران التي لم يُعد لديها أي حليف موجود على خط تماس مباشر مع الاحتلال، بما في ذلك حزب الله الذي التزم بتسليم الدولة اللبنانيّة مسؤوليّة إنهاء الاحتلال في جنوب لبنان وتسلُّم الأمن في جنوب نهر الليطاني، وإذا بالفرصة تتحوّل تحدّياً. – في الفرصة الأوكرانية فوجئت تركيا بانعطافة أوروبية نحو التفاهم الروسي الأميركي دون الاهتمام بالجار التركي، ووجدت تركيا نفسها وحيدة، وبعد استثمار طويل في مسار الوساطة مرة وتسليح أوكرانيا بالطائرات المسيّرة مرّات، وهي 'تخرج من المولد بلا حمص'، والفرصة تتحول أيضاً تحدياً جديداً. – السؤال اليوم في تركيا هل سينجح أردوغان مجدّداً بإيجاد فرصة جديدة بعدما فقد ثقة الكثير من الذين استثمروا في تثبيت حكمه مراراً؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store