#أحدث الأخبار مع #رناالتونسي،الدستور٠٣-٠٥-٢٠٢٥منوعاتالدستوربمناسبة عيد العمال.. دراسة أثرية: الحرفيون فى مصر القديمة يورثون المهنة لأولادهمأعلنت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، عن دراسة أعدّتها الدكتورة رنا التونسي، رئيس لجنة الدراسات والبحوث بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية ونائب رئيس الحملة، بشأن تعليم المهنة للأطفال ومعاملتهم بلطف. وتشير الدكتورة رنا التونسي في دراستها إلى أن هناك عرفًا سائدًا في مصر القديمة، وهو توريث الحرفة؛ إذ إن غالبية العمال من المصريين القدماء نشأوا في مهنتهم منذ الطفولة، وكان ذلك على يد آبائهم. ولا يزال هذا شائعًا حتى اليوم في معظم الأعمال الحرفية. كما أن الآباء في مصر القديمة لم يقوموا فقط بتدريب أبنائهم على الأعمال الحرفية الصغيرة، بل أيضًا على علاقات العمل التابعة لها. وأوضحت أنه منذ عصر الدولة القديمة، أشارت بعض المناظر النادرة على جدران المعابد إلى مشاركة الأطفال أحيانًا في أعمال البناء كمساعدين، ومن المؤكد أن دورهم كان ثانويًا، وكانوا يعملون على سبيل التعلم. ويضيف الدكتور ريحان أن العمال المهرة لم يبخلوا بخبرتهم على الأطفال، فأشركوهم معهم في العمل، وكانوا يعطفون عليهم، ولم يكلفوهم إلا بالأعمال اليسيرة السهلة. كما أن الأسلوب الذي كانوا يتعاملون به معهم فيه شيء من اللطف، فعلى سبيل المثال، هناك نقوش بمقبرة "بتاح حتب" نجد فيها حوارًا بين عامل وصبي، حيث يطلب العامل الحبل من الطفل قائلًا: "يا صغيري، أحضر لنا الحبال"، فيرد الطفل: "يا والدي، خذ هذا الحبل من أجلك". في هذا النقش دليلٌ على حسن معاملة العامل للصبية، بشكل فيه الكثير من الإنسانية. وعلى ما يبدو، فإن هذا الطفل هو ابن العامل نفسه، حيث يقوم بتعليمه مهنته حتى يرثها منه فيما بعد. وهناك نقش آخر في مقبرة "بتاح حتب" يصوّر صبيًا يساعد النحّات في جلب إبريق إلى فمه، ثم يأمره النحّات أن ينادي على العمال: "افعل ذلك، افعل ذلك بسرعة حتى تتمكن من استدعاء العمال لتناول الطعام". وفي عصر الدولة الحديثة، تظهر مناظر جدران مقبرة الوزير "رخميرع" أيضًا أن الأبناء كانوا يُدرّبون في ورشة عمل كبيرة، حيث كان يتم تجميع العمال في مجموعات، ومن بين هؤلاء قسم من الشباب والأطفال، ويمكننا أن نفترض أن الأولاد كانوا يُجندون في عمل آبائهم الذين لم يتمكنوا من أداء العمل، ربما لكون الأب مريضًا أو كبيرًا في السن، حيث كانوا ماهرين في حرفتهم. ويرى بعض العلماء أن الأطفال كان لهم دور في إعداد وتشييد المقابر في دير المدينة، حيث كانت عملية نقل الركام إلى الخارج من اختصاص الأطفال.
الدستور٠٣-٠٥-٢٠٢٥منوعاتالدستوربمناسبة عيد العمال.. دراسة أثرية: الحرفيون فى مصر القديمة يورثون المهنة لأولادهمأعلنت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، عن دراسة أعدّتها الدكتورة رنا التونسي، رئيس لجنة الدراسات والبحوث بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية ونائب رئيس الحملة، بشأن تعليم المهنة للأطفال ومعاملتهم بلطف. وتشير الدكتورة رنا التونسي في دراستها إلى أن هناك عرفًا سائدًا في مصر القديمة، وهو توريث الحرفة؛ إذ إن غالبية العمال من المصريين القدماء نشأوا في مهنتهم منذ الطفولة، وكان ذلك على يد آبائهم. ولا يزال هذا شائعًا حتى اليوم في معظم الأعمال الحرفية. كما أن الآباء في مصر القديمة لم يقوموا فقط بتدريب أبنائهم على الأعمال الحرفية الصغيرة، بل أيضًا على علاقات العمل التابعة لها. وأوضحت أنه منذ عصر الدولة القديمة، أشارت بعض المناظر النادرة على جدران المعابد إلى مشاركة الأطفال أحيانًا في أعمال البناء كمساعدين، ومن المؤكد أن دورهم كان ثانويًا، وكانوا يعملون على سبيل التعلم. ويضيف الدكتور ريحان أن العمال المهرة لم يبخلوا بخبرتهم على الأطفال، فأشركوهم معهم في العمل، وكانوا يعطفون عليهم، ولم يكلفوهم إلا بالأعمال اليسيرة السهلة. كما أن الأسلوب الذي كانوا يتعاملون به معهم فيه شيء من اللطف، فعلى سبيل المثال، هناك نقوش بمقبرة "بتاح حتب" نجد فيها حوارًا بين عامل وصبي، حيث يطلب العامل الحبل من الطفل قائلًا: "يا صغيري، أحضر لنا الحبال"، فيرد الطفل: "يا والدي، خذ هذا الحبل من أجلك". في هذا النقش دليلٌ على حسن معاملة العامل للصبية، بشكل فيه الكثير من الإنسانية. وعلى ما يبدو، فإن هذا الطفل هو ابن العامل نفسه، حيث يقوم بتعليمه مهنته حتى يرثها منه فيما بعد. وهناك نقش آخر في مقبرة "بتاح حتب" يصوّر صبيًا يساعد النحّات في جلب إبريق إلى فمه، ثم يأمره النحّات أن ينادي على العمال: "افعل ذلك، افعل ذلك بسرعة حتى تتمكن من استدعاء العمال لتناول الطعام". وفي عصر الدولة الحديثة، تظهر مناظر جدران مقبرة الوزير "رخميرع" أيضًا أن الأبناء كانوا يُدرّبون في ورشة عمل كبيرة، حيث كان يتم تجميع العمال في مجموعات، ومن بين هؤلاء قسم من الشباب والأطفال، ويمكننا أن نفترض أن الأولاد كانوا يُجندون في عمل آبائهم الذين لم يتمكنوا من أداء العمل، ربما لكون الأب مريضًا أو كبيرًا في السن، حيث كانوا ماهرين في حرفتهم. ويرى بعض العلماء أن الأطفال كان لهم دور في إعداد وتشييد المقابر في دير المدينة، حيث كانت عملية نقل الركام إلى الخارج من اختصاص الأطفال.