#أحدث الأخبار مع #روبرتإنجلش،البيان٠١-٠٥-٢٠٢٥سياسةالبيانجهود تسوية الحرب في أوكرانيا أمام منعطف حاسمتواجه جهود تسوية الحرب في أوكرانيا منعطفاً حاسماً، مع مؤشرات على الإحباط الأمريكي من وتيرة المحادثات، ففي تحوّل لافت، عبّر الرئيس دونالد ترامب عن امتعاضه من مسار المفاوضات، بعد أيام فقط من وصفها بـ «الإيجابية». وسط هذا المناخ المتوتر، لم تتردد إدارة ترامب في التلويح بالانسحاب من جهود الوساطة، مشيرة إلى أنها لن تستمر في رعاية المفاوضات، ما لم يتم إحراز تقدم ملموس. تعيد تلك التطورات خلط الأوراق السياسية على الساحة الأوروبية، وإثارة مخاوف الحلفاء من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن دورها التقليدي، كضامن رئيس للأمن الأوروبي في مواجهة التمدد الروسي. وفي ظل تناقض التصريحات الأمريكية، وتضارب الرسائل بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، يستمر الحراك الدبلوماسي المحموم بين واشنطن وكييف، وموسكو، مع سعي أوروبا لتأمين دور أكثر فاعلية في أي تسوية قادمة، ومع تمسك روسيا بالاعتراف بالأراضي التي سيطرت عليها. تفاؤل حذر أستاذ ومدير دراسات أوروبا الوسطى بجامعة كاليفورنيا، البروفيسور روبرت إنجلش، يقول لـ «البيان»، إن الطرفين بعيدان عن التوصل إلى اتفاق «ولا نعلم إذا كانا يتبادلان التنازلات خلف الكواليس حول الأراضي والتعويضات، أو تخفيف العقوبات على روسيا»، لكنه في الوقت نفسه يلفت إلى أن «فريق ترامب يواصل القول بأن الاتفاق قريب». ويضيف: «لكنهم قالوا ذلك عدة مرات من قبل، ولم يتحقق.. ربما هذه المرة سيكون الوضع مختلفاً، إذ يعتمد الكثير على المفاوضات بين فريق ترامب وروسيا.. وأشك في أن روسيا وأوكرانيا سيتفقان على الجلوس معاً، حتى يتم التوصل إلى النقاط الرئيسة تحت الوساطة الأمريكية». وفي المجمل، يعتقد إنجلش بأن «ثمة بصيص أمل في موافقة أوكرانيا الضمنية على عدم معارضة السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، على الأقل ليس في الوقت الحالي». ويشير إلى ما وصفه بـ «التنازل الكبير»، لجهة اتجاه الولايات المتحدة إلى أن تخطو خطوة أبعد، وتعترف رسمياً بالقرم كجزء من روسيا «لكن لا أحد من حلفاء واشنطن الأوروبيين يُوافق على هذه الخطوة، ولذلك، قد تبقى الولايات المتحدة وحيدة في هذا الموقف لبعض الوقت.. وكلما طالت فترة بقاء القرم في أيدي روسيا، ازدادت روسيا رسوخاً»، على حد تعبيره. كما أن ثمة خلافاً آخر يتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، إذ يقول المسؤولون الأوكرانيون، إنهم يُدركون أنهم لن يُمنحوا العضوية كجزء من اتفاق السلام هذا، ويبدو أن روسيا تُدرك أنها لن تحصل على التزام دائم، لا يُمكن لأوكرانيا الانضمام إليه أبداً، وبالتالي: سيوافق الطرفان على استبعاد الناتو من اتفاقية السلام. وسيطرت روسيا على القرم في 2014، قبل أن تضم أربع مناطق أخرى من أوكرانيا، بعد فبراير 2022. وتتمسك موسكو بتلك المناطق، وتضع الاعتراف بملكيتها كورقة أساسية في المفاوضات، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أخيراً، عندما سُئل عن شروط بلاده المسبقة للجلوس على طاولة المفاوضات مع كييف. واختص القرم بالتأكيد على أنها «مسألة محسومة»، وجزء من الأراضي الروسية. الدور الأمريكي وبعد مرور 100 يوم على ولاية ترامب الثانية، يرى الكاتب والمحلل السياسي، ديمتري بريجع، أن التطورات تكشف عن واقع أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً، فرغم تعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، فإن طبيعة الصراع لا تسمح بحلول سريعة، منبهاً إلى أن الفجوة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، لا تزال قائمة، وتتسع. يأتي ذلك في وقت ترفض فيه أوكرانيا تقديم تنازلات جوهرية، بينما تصر روسيا على ضمانات أمنية. وبالتالي، فإن المحادثات، رغم الزخم الإعلامي، لا تشهد تقدماً حقيقياً نحو تسوية شاملة، وفق بريجع، الذي يوضح في هذا السياق، أن جولات المحادثات «تبدو مجرد إدارة للأزمة، بدلاً من إنهائها». ويعتقد بأن الرؤية البراغماتية لترامب، تحاول تجاوز الحساسيات الدبلوماسية، لكن تواجه مقاومة من مؤسسات أمريكية، ترى في إضعاف روسيا هدفاً استراتيجياً بعيد المدى. كما أن الداخل الأوكراني أيضاً يعاني من انقسام عميق، ما يجعل أي اتفاق هشاً. وعلى الرغم من الخطاب المتفائل أحياناً، فإن التسوية الحقيقية لا تزال غائبة في المرحلة المقبلة، وسيعتمد الرهان على قدرة واشنطن وموسكو على فرض تهدئة طويلة الأمد، مع بقاء تداعيات الحرب جزءاً من توازن القوى في أوروبا. وفي أحدث تصريحاته، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن ثمة تقدماً حقيقياً قد تم إحرازه في محادثات إنهاء الحرب، لكنّه أقر بصعوبة «الخطوة الأخيرة» في المفاوضات، كما دعا الطرفين لتقديم تنازلات للتوصل لاتفاق منشود، وقال إن بلاده لديها خيارات لمحاسبة أي من الطرفين ممن يحول دون تحقيق السلام. يأتي ذلك في وقت لوحت فيه واشنطن بالانسحاب من جهود الوساطة. كما نقلت فيه تقارير غربية أن المسؤولين الغربيين يخشون أن يكون الرئيس ترامب على وشك الانسحاب من المحادثات، وترك الأمر لأوروبا. اتساع الهوة بدوره، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، بأن «التطورات الأخيرة، ربما تشير إلى تضاؤل فرص نجاح مفاوضات إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في ضوء الشروط الجديدة التي طرحتها موسكو، والتي تتسم بتشدد ملحوظ، يعكس سعيها إلى تثبيت مكاسب ميدانية وسياسية، يصعب قبولها من قبل الجانب الأوكراني وداعميه الغربيين». في المقابل، يثير التلويح الأمريكي بالانسحاب من العملية التفاوضية - سواء كخيار استراتيجي للضغط، أو كمؤشر على إعادة ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأمريكية- مخاوف جدية بشأن مستقبل المسار السلمي للنزاع، حسبما أوضح عطيف لدى حديثه مع «البيان». وتبعاً لذلك، فإن ثمة فجوة بين مواقف الطرفين، التي لم تشهد تقليصاً فعلياً، بل ازدادت اتساعاً، ما يجعل إمكانية التوصل إلى تسوية عبر التفاوض أمراً أكثر تعقيداً. والجدير بالذكر، أن غياب أطر ضامنة وفعالة للتفاوض، وضعف الآليات الدولية لفرض حلول وسط، سيعزز ذلك من احتمالات استمرار النزاع بصيغ متعددة، سواء عبر حرب استنزاف طويلة الأمد، أو عبر تجميد النزاع بشكل غير رسمي. وفي تصور أستاذ العلاقات الدولية، فإن «البيئة الجيوسياسية الراهنة، المتمثلة في تشدد المطالب الروسية، وتردد الالتزام الغربي، تنذر بمؤشرات، التي قد تسهم في تآكل فرص الحل السياسي، وتفتح الباب أمام مزيد من التعقيد في النزاع، بما ينعكس سلباً على استقرار النظام الدولي، ويعيد طرح إشكاليات فاعلية النظام متعدد الأطراف في إدارة الأزمات الدولية الكبرى»، على حد اعتقاده.
البيان٠١-٠٥-٢٠٢٥سياسةالبيانجهود تسوية الحرب في أوكرانيا أمام منعطف حاسمتواجه جهود تسوية الحرب في أوكرانيا منعطفاً حاسماً، مع مؤشرات على الإحباط الأمريكي من وتيرة المحادثات، ففي تحوّل لافت، عبّر الرئيس دونالد ترامب عن امتعاضه من مسار المفاوضات، بعد أيام فقط من وصفها بـ «الإيجابية». وسط هذا المناخ المتوتر، لم تتردد إدارة ترامب في التلويح بالانسحاب من جهود الوساطة، مشيرة إلى أنها لن تستمر في رعاية المفاوضات، ما لم يتم إحراز تقدم ملموس. تعيد تلك التطورات خلط الأوراق السياسية على الساحة الأوروبية، وإثارة مخاوف الحلفاء من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن دورها التقليدي، كضامن رئيس للأمن الأوروبي في مواجهة التمدد الروسي. وفي ظل تناقض التصريحات الأمريكية، وتضارب الرسائل بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، يستمر الحراك الدبلوماسي المحموم بين واشنطن وكييف، وموسكو، مع سعي أوروبا لتأمين دور أكثر فاعلية في أي تسوية قادمة، ومع تمسك روسيا بالاعتراف بالأراضي التي سيطرت عليها. تفاؤل حذر أستاذ ومدير دراسات أوروبا الوسطى بجامعة كاليفورنيا، البروفيسور روبرت إنجلش، يقول لـ «البيان»، إن الطرفين بعيدان عن التوصل إلى اتفاق «ولا نعلم إذا كانا يتبادلان التنازلات خلف الكواليس حول الأراضي والتعويضات، أو تخفيف العقوبات على روسيا»، لكنه في الوقت نفسه يلفت إلى أن «فريق ترامب يواصل القول بأن الاتفاق قريب». ويضيف: «لكنهم قالوا ذلك عدة مرات من قبل، ولم يتحقق.. ربما هذه المرة سيكون الوضع مختلفاً، إذ يعتمد الكثير على المفاوضات بين فريق ترامب وروسيا.. وأشك في أن روسيا وأوكرانيا سيتفقان على الجلوس معاً، حتى يتم التوصل إلى النقاط الرئيسة تحت الوساطة الأمريكية». وفي المجمل، يعتقد إنجلش بأن «ثمة بصيص أمل في موافقة أوكرانيا الضمنية على عدم معارضة السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، على الأقل ليس في الوقت الحالي». ويشير إلى ما وصفه بـ «التنازل الكبير»، لجهة اتجاه الولايات المتحدة إلى أن تخطو خطوة أبعد، وتعترف رسمياً بالقرم كجزء من روسيا «لكن لا أحد من حلفاء واشنطن الأوروبيين يُوافق على هذه الخطوة، ولذلك، قد تبقى الولايات المتحدة وحيدة في هذا الموقف لبعض الوقت.. وكلما طالت فترة بقاء القرم في أيدي روسيا، ازدادت روسيا رسوخاً»، على حد تعبيره. كما أن ثمة خلافاً آخر يتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، إذ يقول المسؤولون الأوكرانيون، إنهم يُدركون أنهم لن يُمنحوا العضوية كجزء من اتفاق السلام هذا، ويبدو أن روسيا تُدرك أنها لن تحصل على التزام دائم، لا يُمكن لأوكرانيا الانضمام إليه أبداً، وبالتالي: سيوافق الطرفان على استبعاد الناتو من اتفاقية السلام. وسيطرت روسيا على القرم في 2014، قبل أن تضم أربع مناطق أخرى من أوكرانيا، بعد فبراير 2022. وتتمسك موسكو بتلك المناطق، وتضع الاعتراف بملكيتها كورقة أساسية في المفاوضات، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أخيراً، عندما سُئل عن شروط بلاده المسبقة للجلوس على طاولة المفاوضات مع كييف. واختص القرم بالتأكيد على أنها «مسألة محسومة»، وجزء من الأراضي الروسية. الدور الأمريكي وبعد مرور 100 يوم على ولاية ترامب الثانية، يرى الكاتب والمحلل السياسي، ديمتري بريجع، أن التطورات تكشف عن واقع أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً، فرغم تعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، فإن طبيعة الصراع لا تسمح بحلول سريعة، منبهاً إلى أن الفجوة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، لا تزال قائمة، وتتسع. يأتي ذلك في وقت ترفض فيه أوكرانيا تقديم تنازلات جوهرية، بينما تصر روسيا على ضمانات أمنية. وبالتالي، فإن المحادثات، رغم الزخم الإعلامي، لا تشهد تقدماً حقيقياً نحو تسوية شاملة، وفق بريجع، الذي يوضح في هذا السياق، أن جولات المحادثات «تبدو مجرد إدارة للأزمة، بدلاً من إنهائها». ويعتقد بأن الرؤية البراغماتية لترامب، تحاول تجاوز الحساسيات الدبلوماسية، لكن تواجه مقاومة من مؤسسات أمريكية، ترى في إضعاف روسيا هدفاً استراتيجياً بعيد المدى. كما أن الداخل الأوكراني أيضاً يعاني من انقسام عميق، ما يجعل أي اتفاق هشاً. وعلى الرغم من الخطاب المتفائل أحياناً، فإن التسوية الحقيقية لا تزال غائبة في المرحلة المقبلة، وسيعتمد الرهان على قدرة واشنطن وموسكو على فرض تهدئة طويلة الأمد، مع بقاء تداعيات الحرب جزءاً من توازن القوى في أوروبا. وفي أحدث تصريحاته، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن ثمة تقدماً حقيقياً قد تم إحرازه في محادثات إنهاء الحرب، لكنّه أقر بصعوبة «الخطوة الأخيرة» في المفاوضات، كما دعا الطرفين لتقديم تنازلات للتوصل لاتفاق منشود، وقال إن بلاده لديها خيارات لمحاسبة أي من الطرفين ممن يحول دون تحقيق السلام. يأتي ذلك في وقت لوحت فيه واشنطن بالانسحاب من جهود الوساطة. كما نقلت فيه تقارير غربية أن المسؤولين الغربيين يخشون أن يكون الرئيس ترامب على وشك الانسحاب من المحادثات، وترك الأمر لأوروبا. اتساع الهوة بدوره، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، بأن «التطورات الأخيرة، ربما تشير إلى تضاؤل فرص نجاح مفاوضات إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في ضوء الشروط الجديدة التي طرحتها موسكو، والتي تتسم بتشدد ملحوظ، يعكس سعيها إلى تثبيت مكاسب ميدانية وسياسية، يصعب قبولها من قبل الجانب الأوكراني وداعميه الغربيين». في المقابل، يثير التلويح الأمريكي بالانسحاب من العملية التفاوضية - سواء كخيار استراتيجي للضغط، أو كمؤشر على إعادة ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأمريكية- مخاوف جدية بشأن مستقبل المسار السلمي للنزاع، حسبما أوضح عطيف لدى حديثه مع «البيان». وتبعاً لذلك، فإن ثمة فجوة بين مواقف الطرفين، التي لم تشهد تقليصاً فعلياً، بل ازدادت اتساعاً، ما يجعل إمكانية التوصل إلى تسوية عبر التفاوض أمراً أكثر تعقيداً. والجدير بالذكر، أن غياب أطر ضامنة وفعالة للتفاوض، وضعف الآليات الدولية لفرض حلول وسط، سيعزز ذلك من احتمالات استمرار النزاع بصيغ متعددة، سواء عبر حرب استنزاف طويلة الأمد، أو عبر تجميد النزاع بشكل غير رسمي. وفي تصور أستاذ العلاقات الدولية، فإن «البيئة الجيوسياسية الراهنة، المتمثلة في تشدد المطالب الروسية، وتردد الالتزام الغربي، تنذر بمؤشرات، التي قد تسهم في تآكل فرص الحل السياسي، وتفتح الباب أمام مزيد من التعقيد في النزاع، بما ينعكس سلباً على استقرار النظام الدولي، ويعيد طرح إشكاليات فاعلية النظام متعدد الأطراف في إدارة الأزمات الدولية الكبرى»، على حد اعتقاده.