#أحدث الأخبار مع #روميووجولييتRomeoIndependent عربية٠٤-٠٥-٢٠٢٥ترفيهIndependent عربيةقبل تيتانيك... بداية ونهاية تمرد دي كابريوقد يكون ليوناردو دي كابريو مولوداً عام 1974، لكن ولادته كنجم حقيقي حصلت خلال تسعينيات القرن الماضي. خلال بضعة أعوام فحسب، انتقل من كونه مجهولاً بالكامل إلى اسم يتردد داخل كل بيت. يتذكر الجميع أداءه الذي رشحه للأوسكار بدور طفل يعاني إعاقة ذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غرايب؟" What's Eating Gilbert Grape، ودوره كحبيب محكوم عليه بالفشل أمام كلير دينز في النسخة المتجددة والمجنونة من "روميو وجولييت" Romeo+Juliet، وبالطبع بطولته في "تيتانيك" Titanic، تلك الأسطورة الرومانسية التي لا تغرق. لكن قلة من الناس يتذكرون "يوميات كرة السلة" The Basketball Diaries، الذي صدر قبل 30 عاماً. وعلى رغم ذلك، لا يزال هذا الفيلم قائماً كمنعطف غريب في مسيرة دي كابريو، ذروة قصيرة لمرحلة "الفتى السيئ" التي خاضها وتخلى عنها على عجل. في النصف الأول من "يوميات كرة السلة"، يبدو دي كابريو في دور الرياضي اللامبالي وكأنه صورة كاريكاتيرية مبالغ فيها لمراهق متمرد، يتشاجر ويدخن ويسرق ويتألق بعينين مشبعتين بالسخط. في مشهد مبكر، نراه منحنياً في مقدمة صف دراسي بينما يتلقى ضرباً عنيفاً على مؤخرته من معلم كاثوليكي متجهم. ويدق الجرس، فيبتسم دي كابريو ويقول ساخراً "يا للأسف، يا أبت، كنت قد بدأت أستمتع فعلاً". ثم يهرب مع رفاقه الأشقياء (جيمس ماديو وباتريك ماكغو، ومارك والبيرغ الخارج للتو من فرقة "فانكي بانش") ليقضوا اليوم خارج المدرسة، نتابعه وهو يحاول التوازن أثناء جلسته في مؤخرة حافلة متحركة، وسيجارة تتدلى من فمه. ينزلق الفيلم إلى مناطق أكثر ظلامية، حين يتحول البطل الذي يجسده دي كابريو إلى مدمن هيروين يعيش في الشوارع. والنتيجة؟ عمل يحمل ملامح التخبط، إيقاعه غير متماسك، وميله للتصنع واضح، ومغطى بطبقة لامعة من الكليشيهات الهيستيرية. وإذا أضفنا إلى ذلك أداءه التجاري الهزيل، فلن يكون مفاجئاً أن ينظر إلى "يوميات كرة السلة" كحاشية هامشية في كتاب مسيرة دي كابريو الفنية، (وربما ما يرسخ مكانة الفيلم في الذاكرة أكثر من أي شيء آخر هو مشهد حلم يصور إطلاق نار داخل مدرسة، وهو المشهد الذي أثار لاحقاً دعاوى قضائية بعد وقوع حادثتين مشابهتين في الواقع). ومع ذلك، تبقى مفاجئة تلك الجرأة التي أقدم بها دي كابريو على تجسيد شخصية بهذا القدر من الوقاحة والنفور، وهو أمر نادر الحدوث في أدواره المعتادة. لم تمض فترة طويلة على صدور "يوميات كرة السلة" حتى انضم دي كابريو إلى طاقم فيلم "شهرة" Celebrity لوودي آلن، تجربة أخرى حاول فيها أن يكسر صورة الفتى الوديع ذي الخدين الطفوليين التي عرف بها (خلال تسعينيات القرن الماضي، كانت أفلام وودي آلن لا تزال مغرية بشدة لأي ممثل، بعيدة كل البعد مما يحيط بها اليوم من جدل وسمعة متآكلة). في هذا الفيلم الكوميدي اللامع المصنوع بتقنية الأبيض والأسود، يلعب كينيث براناه دور مثقف نمطي مرتبك بأسلوب آلن المعروف، بينما يؤدي دي كابريو دور نجم من نجوم الصف الأول، متقلب ومزعج، كان دوراً مسانداً لكنه لافت. خلال تلك المرحلة، كان دي كابريو ومحيطه الاجتماعي (مجموعة من النجوم الشباب، معظمهم من الذكور من بينهم توبي ماغواير والنجم المستقبلي لمسلسل "حاشية" Entourage كيفن كونولي، والساحر ديفيد بلاين) تحت مجهر الصحافة الصفراء، إذ كانت حياتهم الخاصة مادة دسمة لصفحاتها. الإسقاطات الواقعية في نص "شهرة" لم تكن خافية على أحد -لدينا نجم شاب ووسيم يجسد دور نجم شاب ووسيم يدعى براندون دارو- حتى وإن كانت التصرفات المبالغ فيها للشخصية، مثل تحطيم غرفة الفندق، خيالاً سينمائياً محضاً. شهدت أواخر تسعينيات القرن الماضي جدلاً طويلاً حول فيلم مستقل غريب الطابع وسيئ الصيت بعنوان "دونز بلم" Don's Plum. جمع الفيلم دي كابريو وتوبي ماغواير وعدداً من أصدقائهما المقربين، تلك المجموعة (التي أطلقت على نفسها، وفقاً للصحافة الصفراء آنذاك، لقب "الفرقة الإباحية" أو "الرفاق الفاسقون"). ويعد هذا الفيلم ربما أحلك تجليات المرحلة المتمردة لدي كابريو، ففي أحد مشاهده، يصرخ في الشخصية التي تؤديها آمبر بنسون قائلاً إنه "سيقذف زجاجة على وجهها اللعين"، ناعتاً إياها بألفاظ نابية غير لائقة. وتعرض الفيلم لانتقادات قاسية من النقاد، ولم يعرض على نطاق واسع بعد أن ادعى أبطاله أنهم ظنوا أنهم يصورون فيلماً قصيراً، لا عملاً روائياً طويلاً. لاحقاً، عرضت أدوار أخرى على دي كابريو تلامس صورة "الفتى السيئ" بصورة أو بأخرى -مثل دوره في "الشاطئ" The Beach بدور الرحالة المتهور الباحث عن الإثارة- لكن هذا النوع من الشخصيات لم يبرز أبداً مكامن قوته كممثل (وكان على وشك تجسيد دور البطولة في نسخة عام 2000 من فيلم "مختل أميركي" American Psycho، وهو دور كان من شأنه أن يختبر أقصى حدود قدرته على تقمص القسوة والانحراف). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن في التسعينيات، ظل دي كابريو محصوراً في صورة الفتى الوسيم الواثق، القريب من القلب لكن من دون ابتذال، تلك الهالة هي ما جعلت من روميو في "روميو+جولييت"، وجاك في "تيتانيك"، أيقونتين رومانسيتين محبوبتين. وبدا حينها أن ملامحه الوديعة تخونه حين يحاول التوغل في العتمة، ولذا لم يكن مفاجئاً أن تشهد بدايات الألفية عودته التدريجية إلى أدوار البطل المحبوب. منذ بداياته، لم يكن دي كابريو يوماً ممثلاً ذا قناع ثابت أو شخصية فنية جامدة. ومن اللافت أن انطلاقته الكبرى -بدور آرني، الشاب ذي الإعاقة الذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غريب؟"- كانت أداء دقيقاً، مشبعاً بالتفاصيل والضبط، أقرب إلى أسلوب "ممثل الأدوار المركبة" منه إلى نجم شباك تقليدي. ومع مرور أعوام التسعينيات واستقرار خياراته، بدت مغامراته في أدوار الأبطال الذين لا يتمتعون بصفات البطولة التقليدية وكأنها محاولة واعية منه لمقاومة التصنيفات النمطية التي تسعى هوليوود إلى فرضها على الممثلين الصاعدين. وفي مراحل لاحقة من مسيرته، تمكن من تقمص أدوار الشخصيات الفاسدة بأسلوب أكثر براعة وعمقاً، كما في فيلم "جانغو طليقاً" Django Unchained و"ذئب وول ستريت" The Wolf of Wall Street. ومن طرائف المصادفات أن "يوميات كرة السلة" ليس العمل الوحيد الذي تلقى فيه دي كابريو صفعة من عصا خشبية، فبعد ثلاثة عقود، عاد المشهد في فيلم "قتلة قمر الزهرة" Killers of the Flower Moon خلال عام 2023، إذ يجسد شخصية رجل مسموم الإرادة وأناني وغبي وعميل للشر، يتلقى عقوبة مذلة من عمه (الذي يؤدي دوره روبرت دي نيرو) ضمن طقس ماسوني غريب. الفرق بين المشهدين في "يوميات كرة السلة" و"قتلة زهرة القمر" ليس مجرد تفصيل عابر، بل يكشف كثيراً. في الفيلم الأول، نتأمل دي كابريو وهو يتحمل العقوبة بنظرة ساخرة متحدية، يفترض بنا أن نجد فيها شيئاً من الجاذبية والمكر الشبابي. أما في الفيلم الثاني، فالمشهد يتحول إلى لحظة عبثية ومذلة، تفضح هشاشة الشخصيات المعنية وتفقد الموقف أية هيبة. وإذا ما ألقينا نظرة على أفلام دي كابريو الحديثة، سنلاحظ شيئاً لافتاً وهو أنه لم يعد يعنيه كثيراً الحفاظ على وقاره أو صورته النمطية كنجم وسيم رزين. لقد تبنى نوعاً من "الوقاحة الفنية" التي تحرره كممثل، وهو ما لم يكن قد أتقنه بعد خلال أيام "يوميات كرة السلة" أو حتى "شهرة". في "يوميات كرة السلة"، نرى بذور الممثل الجريء الذي كان دي كابريو سيصبحه لاحقاً، بذور زرعت مبكراً، لكنها احتاجت إلى عقدين كاملين لتزهر وتثمر.
Independent عربية٠٤-٠٥-٢٠٢٥ترفيهIndependent عربيةقبل تيتانيك... بداية ونهاية تمرد دي كابريوقد يكون ليوناردو دي كابريو مولوداً عام 1974، لكن ولادته كنجم حقيقي حصلت خلال تسعينيات القرن الماضي. خلال بضعة أعوام فحسب، انتقل من كونه مجهولاً بالكامل إلى اسم يتردد داخل كل بيت. يتذكر الجميع أداءه الذي رشحه للأوسكار بدور طفل يعاني إعاقة ذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غرايب؟" What's Eating Gilbert Grape، ودوره كحبيب محكوم عليه بالفشل أمام كلير دينز في النسخة المتجددة والمجنونة من "روميو وجولييت" Romeo+Juliet، وبالطبع بطولته في "تيتانيك" Titanic، تلك الأسطورة الرومانسية التي لا تغرق. لكن قلة من الناس يتذكرون "يوميات كرة السلة" The Basketball Diaries، الذي صدر قبل 30 عاماً. وعلى رغم ذلك، لا يزال هذا الفيلم قائماً كمنعطف غريب في مسيرة دي كابريو، ذروة قصيرة لمرحلة "الفتى السيئ" التي خاضها وتخلى عنها على عجل. في النصف الأول من "يوميات كرة السلة"، يبدو دي كابريو في دور الرياضي اللامبالي وكأنه صورة كاريكاتيرية مبالغ فيها لمراهق متمرد، يتشاجر ويدخن ويسرق ويتألق بعينين مشبعتين بالسخط. في مشهد مبكر، نراه منحنياً في مقدمة صف دراسي بينما يتلقى ضرباً عنيفاً على مؤخرته من معلم كاثوليكي متجهم. ويدق الجرس، فيبتسم دي كابريو ويقول ساخراً "يا للأسف، يا أبت، كنت قد بدأت أستمتع فعلاً". ثم يهرب مع رفاقه الأشقياء (جيمس ماديو وباتريك ماكغو، ومارك والبيرغ الخارج للتو من فرقة "فانكي بانش") ليقضوا اليوم خارج المدرسة، نتابعه وهو يحاول التوازن أثناء جلسته في مؤخرة حافلة متحركة، وسيجارة تتدلى من فمه. ينزلق الفيلم إلى مناطق أكثر ظلامية، حين يتحول البطل الذي يجسده دي كابريو إلى مدمن هيروين يعيش في الشوارع. والنتيجة؟ عمل يحمل ملامح التخبط، إيقاعه غير متماسك، وميله للتصنع واضح، ومغطى بطبقة لامعة من الكليشيهات الهيستيرية. وإذا أضفنا إلى ذلك أداءه التجاري الهزيل، فلن يكون مفاجئاً أن ينظر إلى "يوميات كرة السلة" كحاشية هامشية في كتاب مسيرة دي كابريو الفنية، (وربما ما يرسخ مكانة الفيلم في الذاكرة أكثر من أي شيء آخر هو مشهد حلم يصور إطلاق نار داخل مدرسة، وهو المشهد الذي أثار لاحقاً دعاوى قضائية بعد وقوع حادثتين مشابهتين في الواقع). ومع ذلك، تبقى مفاجئة تلك الجرأة التي أقدم بها دي كابريو على تجسيد شخصية بهذا القدر من الوقاحة والنفور، وهو أمر نادر الحدوث في أدواره المعتادة. لم تمض فترة طويلة على صدور "يوميات كرة السلة" حتى انضم دي كابريو إلى طاقم فيلم "شهرة" Celebrity لوودي آلن، تجربة أخرى حاول فيها أن يكسر صورة الفتى الوديع ذي الخدين الطفوليين التي عرف بها (خلال تسعينيات القرن الماضي، كانت أفلام وودي آلن لا تزال مغرية بشدة لأي ممثل، بعيدة كل البعد مما يحيط بها اليوم من جدل وسمعة متآكلة). في هذا الفيلم الكوميدي اللامع المصنوع بتقنية الأبيض والأسود، يلعب كينيث براناه دور مثقف نمطي مرتبك بأسلوب آلن المعروف، بينما يؤدي دي كابريو دور نجم من نجوم الصف الأول، متقلب ومزعج، كان دوراً مسانداً لكنه لافت. خلال تلك المرحلة، كان دي كابريو ومحيطه الاجتماعي (مجموعة من النجوم الشباب، معظمهم من الذكور من بينهم توبي ماغواير والنجم المستقبلي لمسلسل "حاشية" Entourage كيفن كونولي، والساحر ديفيد بلاين) تحت مجهر الصحافة الصفراء، إذ كانت حياتهم الخاصة مادة دسمة لصفحاتها. الإسقاطات الواقعية في نص "شهرة" لم تكن خافية على أحد -لدينا نجم شاب ووسيم يجسد دور نجم شاب ووسيم يدعى براندون دارو- حتى وإن كانت التصرفات المبالغ فيها للشخصية، مثل تحطيم غرفة الفندق، خيالاً سينمائياً محضاً. شهدت أواخر تسعينيات القرن الماضي جدلاً طويلاً حول فيلم مستقل غريب الطابع وسيئ الصيت بعنوان "دونز بلم" Don's Plum. جمع الفيلم دي كابريو وتوبي ماغواير وعدداً من أصدقائهما المقربين، تلك المجموعة (التي أطلقت على نفسها، وفقاً للصحافة الصفراء آنذاك، لقب "الفرقة الإباحية" أو "الرفاق الفاسقون"). ويعد هذا الفيلم ربما أحلك تجليات المرحلة المتمردة لدي كابريو، ففي أحد مشاهده، يصرخ في الشخصية التي تؤديها آمبر بنسون قائلاً إنه "سيقذف زجاجة على وجهها اللعين"، ناعتاً إياها بألفاظ نابية غير لائقة. وتعرض الفيلم لانتقادات قاسية من النقاد، ولم يعرض على نطاق واسع بعد أن ادعى أبطاله أنهم ظنوا أنهم يصورون فيلماً قصيراً، لا عملاً روائياً طويلاً. لاحقاً، عرضت أدوار أخرى على دي كابريو تلامس صورة "الفتى السيئ" بصورة أو بأخرى -مثل دوره في "الشاطئ" The Beach بدور الرحالة المتهور الباحث عن الإثارة- لكن هذا النوع من الشخصيات لم يبرز أبداً مكامن قوته كممثل (وكان على وشك تجسيد دور البطولة في نسخة عام 2000 من فيلم "مختل أميركي" American Psycho، وهو دور كان من شأنه أن يختبر أقصى حدود قدرته على تقمص القسوة والانحراف). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن في التسعينيات، ظل دي كابريو محصوراً في صورة الفتى الوسيم الواثق، القريب من القلب لكن من دون ابتذال، تلك الهالة هي ما جعلت من روميو في "روميو+جولييت"، وجاك في "تيتانيك"، أيقونتين رومانسيتين محبوبتين. وبدا حينها أن ملامحه الوديعة تخونه حين يحاول التوغل في العتمة، ولذا لم يكن مفاجئاً أن تشهد بدايات الألفية عودته التدريجية إلى أدوار البطل المحبوب. منذ بداياته، لم يكن دي كابريو يوماً ممثلاً ذا قناع ثابت أو شخصية فنية جامدة. ومن اللافت أن انطلاقته الكبرى -بدور آرني، الشاب ذي الإعاقة الذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غريب؟"- كانت أداء دقيقاً، مشبعاً بالتفاصيل والضبط، أقرب إلى أسلوب "ممثل الأدوار المركبة" منه إلى نجم شباك تقليدي. ومع مرور أعوام التسعينيات واستقرار خياراته، بدت مغامراته في أدوار الأبطال الذين لا يتمتعون بصفات البطولة التقليدية وكأنها محاولة واعية منه لمقاومة التصنيفات النمطية التي تسعى هوليوود إلى فرضها على الممثلين الصاعدين. وفي مراحل لاحقة من مسيرته، تمكن من تقمص أدوار الشخصيات الفاسدة بأسلوب أكثر براعة وعمقاً، كما في فيلم "جانغو طليقاً" Django Unchained و"ذئب وول ستريت" The Wolf of Wall Street. ومن طرائف المصادفات أن "يوميات كرة السلة" ليس العمل الوحيد الذي تلقى فيه دي كابريو صفعة من عصا خشبية، فبعد ثلاثة عقود، عاد المشهد في فيلم "قتلة قمر الزهرة" Killers of the Flower Moon خلال عام 2023، إذ يجسد شخصية رجل مسموم الإرادة وأناني وغبي وعميل للشر، يتلقى عقوبة مذلة من عمه (الذي يؤدي دوره روبرت دي نيرو) ضمن طقس ماسوني غريب. الفرق بين المشهدين في "يوميات كرة السلة" و"قتلة زهرة القمر" ليس مجرد تفصيل عابر، بل يكشف كثيراً. في الفيلم الأول، نتأمل دي كابريو وهو يتحمل العقوبة بنظرة ساخرة متحدية، يفترض بنا أن نجد فيها شيئاً من الجاذبية والمكر الشبابي. أما في الفيلم الثاني، فالمشهد يتحول إلى لحظة عبثية ومذلة، تفضح هشاشة الشخصيات المعنية وتفقد الموقف أية هيبة. وإذا ما ألقينا نظرة على أفلام دي كابريو الحديثة، سنلاحظ شيئاً لافتاً وهو أنه لم يعد يعنيه كثيراً الحفاظ على وقاره أو صورته النمطية كنجم وسيم رزين. لقد تبنى نوعاً من "الوقاحة الفنية" التي تحرره كممثل، وهو ما لم يكن قد أتقنه بعد خلال أيام "يوميات كرة السلة" أو حتى "شهرة". في "يوميات كرة السلة"، نرى بذور الممثل الجريء الذي كان دي كابريو سيصبحه لاحقاً، بذور زرعت مبكراً، لكنها احتاجت إلى عقدين كاملين لتزهر وتثمر.