logo
قبل تيتانيك... بداية ونهاية تمرد دي كابريو

قبل تيتانيك... بداية ونهاية تمرد دي كابريو

Independent عربية٠٤-٠٥-٢٠٢٥

قد يكون ليوناردو دي كابريو مولوداً عام 1974، لكن ولادته كنجم حقيقي حصلت خلال تسعينيات القرن الماضي.
خلال بضعة أعوام فحسب، انتقل من كونه مجهولاً بالكامل إلى اسم يتردد داخل كل بيت. يتذكر الجميع أداءه الذي رشحه للأوسكار بدور طفل يعاني إعاقة ذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غرايب؟" What's Eating Gilbert Grape، ودوره كحبيب محكوم عليه بالفشل أمام كلير دينز في النسخة المتجددة والمجنونة من "روميو وجولييت" Romeo+Juliet، وبالطبع بطولته في "تيتانيك" Titanic، تلك الأسطورة الرومانسية التي لا تغرق. لكن قلة من الناس يتذكرون "يوميات كرة السلة" The Basketball Diaries، الذي صدر قبل 30 عاماً.
وعلى رغم ذلك، لا يزال هذا الفيلم قائماً كمنعطف غريب في مسيرة دي كابريو، ذروة قصيرة لمرحلة "الفتى السيئ" التي خاضها وتخلى عنها على عجل.
في النصف الأول من "يوميات كرة السلة"، يبدو دي كابريو في دور الرياضي اللامبالي وكأنه صورة كاريكاتيرية مبالغ فيها لمراهق متمرد، يتشاجر ويدخن ويسرق ويتألق بعينين مشبعتين بالسخط. في مشهد مبكر، نراه منحنياً في مقدمة صف دراسي بينما يتلقى ضرباً عنيفاً على مؤخرته من معلم كاثوليكي متجهم. ويدق الجرس، فيبتسم دي كابريو ويقول ساخراً "يا للأسف، يا أبت، كنت قد بدأت أستمتع فعلاً". ثم يهرب مع رفاقه الأشقياء (جيمس ماديو وباتريك ماكغو، ومارك والبيرغ الخارج للتو من فرقة "فانكي بانش") ليقضوا اليوم خارج المدرسة، نتابعه وهو يحاول التوازن أثناء جلسته في مؤخرة حافلة متحركة، وسيجارة تتدلى من فمه.
ينزلق الفيلم إلى مناطق أكثر ظلامية، حين يتحول البطل الذي يجسده دي كابريو إلى مدمن هيروين يعيش في الشوارع. والنتيجة؟ عمل يحمل ملامح التخبط، إيقاعه غير متماسك، وميله للتصنع واضح، ومغطى بطبقة لامعة من الكليشيهات الهيستيرية. وإذا أضفنا إلى ذلك أداءه التجاري الهزيل، فلن يكون مفاجئاً أن ينظر إلى "يوميات كرة السلة" كحاشية هامشية في كتاب مسيرة دي كابريو الفنية، (وربما ما يرسخ مكانة الفيلم في الذاكرة أكثر من أي شيء آخر هو مشهد حلم يصور إطلاق نار داخل مدرسة، وهو المشهد الذي أثار لاحقاً دعاوى قضائية بعد وقوع حادثتين مشابهتين في الواقع). ومع ذلك، تبقى مفاجئة تلك الجرأة التي أقدم بها دي كابريو على تجسيد شخصية بهذا القدر من الوقاحة والنفور، وهو أمر نادر الحدوث في أدواره المعتادة.
لم تمض فترة طويلة على صدور "يوميات كرة السلة" حتى انضم دي كابريو إلى طاقم فيلم "شهرة" Celebrity لوودي آلن، تجربة أخرى حاول فيها أن يكسر صورة الفتى الوديع ذي الخدين الطفوليين التي عرف بها (خلال تسعينيات القرن الماضي، كانت أفلام وودي آلن لا تزال مغرية بشدة لأي ممثل، بعيدة كل البعد مما يحيط بها اليوم من جدل وسمعة متآكلة).
في هذا الفيلم الكوميدي اللامع المصنوع بتقنية الأبيض والأسود، يلعب كينيث براناه دور مثقف نمطي مرتبك بأسلوب آلن المعروف، بينما يؤدي دي كابريو دور نجم من نجوم الصف الأول، متقلب ومزعج، كان دوراً مسانداً لكنه لافت. خلال تلك المرحلة، كان دي كابريو ومحيطه الاجتماعي (مجموعة من النجوم الشباب، معظمهم من الذكور من بينهم توبي ماغواير والنجم المستقبلي لمسلسل "حاشية" Entourage كيفن كونولي، والساحر ديفيد بلاين) تحت مجهر الصحافة الصفراء، إذ كانت حياتهم الخاصة مادة دسمة لصفحاتها.
الإسقاطات الواقعية في نص "شهرة" لم تكن خافية على أحد -لدينا نجم شاب ووسيم يجسد دور نجم شاب ووسيم يدعى براندون دارو- حتى وإن كانت التصرفات المبالغ فيها للشخصية، مثل تحطيم غرفة الفندق، خيالاً سينمائياً محضاً.
شهدت أواخر تسعينيات القرن الماضي جدلاً طويلاً حول فيلم مستقل غريب الطابع وسيئ الصيت بعنوان "دونز بلم" Don's Plum. جمع الفيلم دي كابريو وتوبي ماغواير وعدداً من أصدقائهما المقربين، تلك المجموعة (التي أطلقت على نفسها، وفقاً للصحافة الصفراء آنذاك، لقب "الفرقة الإباحية" أو "الرفاق الفاسقون"). ويعد هذا الفيلم ربما أحلك تجليات المرحلة المتمردة لدي كابريو، ففي أحد مشاهده، يصرخ في الشخصية التي تؤديها آمبر بنسون قائلاً إنه "سيقذف زجاجة على وجهها اللعين"، ناعتاً إياها بألفاظ نابية غير لائقة. وتعرض الفيلم لانتقادات قاسية من النقاد، ولم يعرض على نطاق واسع بعد أن ادعى أبطاله أنهم ظنوا أنهم يصورون فيلماً قصيراً، لا عملاً روائياً طويلاً.
لاحقاً، عرضت أدوار أخرى على دي كابريو تلامس صورة "الفتى السيئ" بصورة أو بأخرى -مثل دوره في "الشاطئ" The Beach بدور الرحالة المتهور الباحث عن الإثارة- لكن هذا النوع من الشخصيات لم يبرز أبداً مكامن قوته كممثل (وكان على وشك تجسيد دور البطولة في نسخة عام 2000 من فيلم "مختل أميركي" American Psycho، وهو دور كان من شأنه أن يختبر أقصى حدود قدرته على تقمص القسوة والانحراف).

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن في التسعينيات، ظل دي كابريو محصوراً في صورة الفتى الوسيم الواثق، القريب من القلب لكن من دون ابتذال، تلك الهالة هي ما جعلت من روميو في "روميو+جولييت"، وجاك في "تيتانيك"، أيقونتين رومانسيتين محبوبتين. وبدا حينها أن ملامحه الوديعة تخونه حين يحاول التوغل في العتمة، ولذا لم يكن مفاجئاً أن تشهد بدايات الألفية عودته التدريجية إلى أدوار البطل المحبوب.
منذ بداياته، لم يكن دي كابريو يوماً ممثلاً ذا قناع ثابت أو شخصية فنية جامدة. ومن اللافت أن انطلاقته الكبرى -بدور آرني، الشاب ذي الإعاقة الذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غريب؟"- كانت أداء دقيقاً، مشبعاً بالتفاصيل والضبط، أقرب إلى أسلوب "ممثل الأدوار المركبة" منه إلى نجم شباك تقليدي. ومع مرور أعوام التسعينيات واستقرار خياراته، بدت مغامراته في أدوار الأبطال الذين لا يتمتعون بصفات البطولة التقليدية وكأنها محاولة واعية منه لمقاومة التصنيفات النمطية التي تسعى هوليوود إلى فرضها على الممثلين الصاعدين.
وفي مراحل لاحقة من مسيرته، تمكن من تقمص أدوار الشخصيات الفاسدة بأسلوب أكثر براعة وعمقاً، كما في فيلم "جانغو طليقاً" Django Unchained و"ذئب وول ستريت" The Wolf of Wall Street.
ومن طرائف المصادفات أن "يوميات كرة السلة" ليس العمل الوحيد الذي تلقى فيه دي كابريو صفعة من عصا خشبية، فبعد ثلاثة عقود، عاد المشهد في فيلم "قتلة قمر الزهرة" Killers of the Flower Moon خلال عام 2023، إذ يجسد شخصية رجل مسموم الإرادة وأناني وغبي وعميل للشر، يتلقى عقوبة مذلة من عمه (الذي يؤدي دوره روبرت دي نيرو) ضمن طقس ماسوني غريب.
الفرق بين المشهدين في "يوميات كرة السلة" و"قتلة زهرة القمر" ليس مجرد تفصيل عابر، بل يكشف كثيراً. في الفيلم الأول، نتأمل دي كابريو وهو يتحمل العقوبة بنظرة ساخرة متحدية، يفترض بنا أن نجد فيها شيئاً من الجاذبية والمكر الشبابي. أما في الفيلم الثاني، فالمشهد يتحول إلى لحظة عبثية ومذلة، تفضح هشاشة الشخصيات المعنية وتفقد الموقف أية هيبة.
وإذا ما ألقينا نظرة على أفلام دي كابريو الحديثة، سنلاحظ شيئاً لافتاً وهو أنه لم يعد يعنيه كثيراً الحفاظ على وقاره أو صورته النمطية كنجم وسيم رزين. لقد تبنى نوعاً من "الوقاحة الفنية" التي تحرره كممثل، وهو ما لم يكن قد أتقنه بعد خلال أيام "يوميات كرة السلة" أو حتى "شهرة". في "يوميات كرة السلة"، نرى بذور الممثل الجريء الذي كان دي كابريو سيصبحه لاحقاً، بذور زرعت مبكراً، لكنها احتاجت إلى عقدين كاملين لتزهر وتثمر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قبل تيتانيك... بداية ونهاية تمرد دي كابريو
قبل تيتانيك... بداية ونهاية تمرد دي كابريو

Independent عربية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • Independent عربية

قبل تيتانيك... بداية ونهاية تمرد دي كابريو

قد يكون ليوناردو دي كابريو مولوداً عام 1974، لكن ولادته كنجم حقيقي حصلت خلال تسعينيات القرن الماضي. خلال بضعة أعوام فحسب، انتقل من كونه مجهولاً بالكامل إلى اسم يتردد داخل كل بيت. يتذكر الجميع أداءه الذي رشحه للأوسكار بدور طفل يعاني إعاقة ذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غرايب؟" What's Eating Gilbert Grape، ودوره كحبيب محكوم عليه بالفشل أمام كلير دينز في النسخة المتجددة والمجنونة من "روميو وجولييت" Romeo+Juliet، وبالطبع بطولته في "تيتانيك" Titanic، تلك الأسطورة الرومانسية التي لا تغرق. لكن قلة من الناس يتذكرون "يوميات كرة السلة" The Basketball Diaries، الذي صدر قبل 30 عاماً. وعلى رغم ذلك، لا يزال هذا الفيلم قائماً كمنعطف غريب في مسيرة دي كابريو، ذروة قصيرة لمرحلة "الفتى السيئ" التي خاضها وتخلى عنها على عجل. في النصف الأول من "يوميات كرة السلة"، يبدو دي كابريو في دور الرياضي اللامبالي وكأنه صورة كاريكاتيرية مبالغ فيها لمراهق متمرد، يتشاجر ويدخن ويسرق ويتألق بعينين مشبعتين بالسخط. في مشهد مبكر، نراه منحنياً في مقدمة صف دراسي بينما يتلقى ضرباً عنيفاً على مؤخرته من معلم كاثوليكي متجهم. ويدق الجرس، فيبتسم دي كابريو ويقول ساخراً "يا للأسف، يا أبت، كنت قد بدأت أستمتع فعلاً". ثم يهرب مع رفاقه الأشقياء (جيمس ماديو وباتريك ماكغو، ومارك والبيرغ الخارج للتو من فرقة "فانكي بانش") ليقضوا اليوم خارج المدرسة، نتابعه وهو يحاول التوازن أثناء جلسته في مؤخرة حافلة متحركة، وسيجارة تتدلى من فمه. ينزلق الفيلم إلى مناطق أكثر ظلامية، حين يتحول البطل الذي يجسده دي كابريو إلى مدمن هيروين يعيش في الشوارع. والنتيجة؟ عمل يحمل ملامح التخبط، إيقاعه غير متماسك، وميله للتصنع واضح، ومغطى بطبقة لامعة من الكليشيهات الهيستيرية. وإذا أضفنا إلى ذلك أداءه التجاري الهزيل، فلن يكون مفاجئاً أن ينظر إلى "يوميات كرة السلة" كحاشية هامشية في كتاب مسيرة دي كابريو الفنية، (وربما ما يرسخ مكانة الفيلم في الذاكرة أكثر من أي شيء آخر هو مشهد حلم يصور إطلاق نار داخل مدرسة، وهو المشهد الذي أثار لاحقاً دعاوى قضائية بعد وقوع حادثتين مشابهتين في الواقع). ومع ذلك، تبقى مفاجئة تلك الجرأة التي أقدم بها دي كابريو على تجسيد شخصية بهذا القدر من الوقاحة والنفور، وهو أمر نادر الحدوث في أدواره المعتادة. لم تمض فترة طويلة على صدور "يوميات كرة السلة" حتى انضم دي كابريو إلى طاقم فيلم "شهرة" Celebrity لوودي آلن، تجربة أخرى حاول فيها أن يكسر صورة الفتى الوديع ذي الخدين الطفوليين التي عرف بها (خلال تسعينيات القرن الماضي، كانت أفلام وودي آلن لا تزال مغرية بشدة لأي ممثل، بعيدة كل البعد مما يحيط بها اليوم من جدل وسمعة متآكلة). في هذا الفيلم الكوميدي اللامع المصنوع بتقنية الأبيض والأسود، يلعب كينيث براناه دور مثقف نمطي مرتبك بأسلوب آلن المعروف، بينما يؤدي دي كابريو دور نجم من نجوم الصف الأول، متقلب ومزعج، كان دوراً مسانداً لكنه لافت. خلال تلك المرحلة، كان دي كابريو ومحيطه الاجتماعي (مجموعة من النجوم الشباب، معظمهم من الذكور من بينهم توبي ماغواير والنجم المستقبلي لمسلسل "حاشية" Entourage كيفن كونولي، والساحر ديفيد بلاين) تحت مجهر الصحافة الصفراء، إذ كانت حياتهم الخاصة مادة دسمة لصفحاتها. الإسقاطات الواقعية في نص "شهرة" لم تكن خافية على أحد -لدينا نجم شاب ووسيم يجسد دور نجم شاب ووسيم يدعى براندون دارو- حتى وإن كانت التصرفات المبالغ فيها للشخصية، مثل تحطيم غرفة الفندق، خيالاً سينمائياً محضاً. شهدت أواخر تسعينيات القرن الماضي جدلاً طويلاً حول فيلم مستقل غريب الطابع وسيئ الصيت بعنوان "دونز بلم" Don's Plum. جمع الفيلم دي كابريو وتوبي ماغواير وعدداً من أصدقائهما المقربين، تلك المجموعة (التي أطلقت على نفسها، وفقاً للصحافة الصفراء آنذاك، لقب "الفرقة الإباحية" أو "الرفاق الفاسقون"). ويعد هذا الفيلم ربما أحلك تجليات المرحلة المتمردة لدي كابريو، ففي أحد مشاهده، يصرخ في الشخصية التي تؤديها آمبر بنسون قائلاً إنه "سيقذف زجاجة على وجهها اللعين"، ناعتاً إياها بألفاظ نابية غير لائقة. وتعرض الفيلم لانتقادات قاسية من النقاد، ولم يعرض على نطاق واسع بعد أن ادعى أبطاله أنهم ظنوا أنهم يصورون فيلماً قصيراً، لا عملاً روائياً طويلاً. لاحقاً، عرضت أدوار أخرى على دي كابريو تلامس صورة "الفتى السيئ" بصورة أو بأخرى -مثل دوره في "الشاطئ" The Beach بدور الرحالة المتهور الباحث عن الإثارة- لكن هذا النوع من الشخصيات لم يبرز أبداً مكامن قوته كممثل (وكان على وشك تجسيد دور البطولة في نسخة عام 2000 من فيلم "مختل أميركي" American Psycho، وهو دور كان من شأنه أن يختبر أقصى حدود قدرته على تقمص القسوة والانحراف). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن في التسعينيات، ظل دي كابريو محصوراً في صورة الفتى الوسيم الواثق، القريب من القلب لكن من دون ابتذال، تلك الهالة هي ما جعلت من روميو في "روميو+جولييت"، وجاك في "تيتانيك"، أيقونتين رومانسيتين محبوبتين. وبدا حينها أن ملامحه الوديعة تخونه حين يحاول التوغل في العتمة، ولذا لم يكن مفاجئاً أن تشهد بدايات الألفية عودته التدريجية إلى أدوار البطل المحبوب. منذ بداياته، لم يكن دي كابريو يوماً ممثلاً ذا قناع ثابت أو شخصية فنية جامدة. ومن اللافت أن انطلاقته الكبرى -بدور آرني، الشاب ذي الإعاقة الذهنية في فيلم "ما الذي يضايق غيلبرت غريب؟"- كانت أداء دقيقاً، مشبعاً بالتفاصيل والضبط، أقرب إلى أسلوب "ممثل الأدوار المركبة" منه إلى نجم شباك تقليدي. ومع مرور أعوام التسعينيات واستقرار خياراته، بدت مغامراته في أدوار الأبطال الذين لا يتمتعون بصفات البطولة التقليدية وكأنها محاولة واعية منه لمقاومة التصنيفات النمطية التي تسعى هوليوود إلى فرضها على الممثلين الصاعدين. وفي مراحل لاحقة من مسيرته، تمكن من تقمص أدوار الشخصيات الفاسدة بأسلوب أكثر براعة وعمقاً، كما في فيلم "جانغو طليقاً" Django Unchained و"ذئب وول ستريت" The Wolf of Wall Street. ومن طرائف المصادفات أن "يوميات كرة السلة" ليس العمل الوحيد الذي تلقى فيه دي كابريو صفعة من عصا خشبية، فبعد ثلاثة عقود، عاد المشهد في فيلم "قتلة قمر الزهرة" Killers of the Flower Moon خلال عام 2023، إذ يجسد شخصية رجل مسموم الإرادة وأناني وغبي وعميل للشر، يتلقى عقوبة مذلة من عمه (الذي يؤدي دوره روبرت دي نيرو) ضمن طقس ماسوني غريب. الفرق بين المشهدين في "يوميات كرة السلة" و"قتلة زهرة القمر" ليس مجرد تفصيل عابر، بل يكشف كثيراً. في الفيلم الأول، نتأمل دي كابريو وهو يتحمل العقوبة بنظرة ساخرة متحدية، يفترض بنا أن نجد فيها شيئاً من الجاذبية والمكر الشبابي. أما في الفيلم الثاني، فالمشهد يتحول إلى لحظة عبثية ومذلة، تفضح هشاشة الشخصيات المعنية وتفقد الموقف أية هيبة. وإذا ما ألقينا نظرة على أفلام دي كابريو الحديثة، سنلاحظ شيئاً لافتاً وهو أنه لم يعد يعنيه كثيراً الحفاظ على وقاره أو صورته النمطية كنجم وسيم رزين. لقد تبنى نوعاً من "الوقاحة الفنية" التي تحرره كممثل، وهو ما لم يكن قد أتقنه بعد خلال أيام "يوميات كرة السلة" أو حتى "شهرة". في "يوميات كرة السلة"، نرى بذور الممثل الجريء الذي كان دي كابريو سيصبحه لاحقاً، بذور زرعت مبكراً، لكنها احتاجت إلى عقدين كاملين لتزهر وتثمر.

أفضل مشاهد رومانسية… بعضها انتهى بدموع
أفضل مشاهد رومانسية… بعضها انتهى بدموع

ياسمينا

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • ياسمينا

أفضل مشاهد رومانسية… بعضها انتهى بدموع

من منا لا يحب مشاهدة الأفلام الرومانسية الرائعة والاستمتاع بأحمل اللحظات فيها. تابعي معنا في هذا المقال أفضل المشاهد الرومانسية المبكية! تقدم السينما العالمية العريقة العديد من الأفلام الرائعة والرومانسية سواءً القديمة والحديثة، والتي تجعلنا ننتظر بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأحداث من حب وعشق ودموع. وإليكِ أفلام ليوناردو دي كابريو: تاريخ مليء بالإنجازات في السينما العالمية ومن أهمها Titanic. الصورة في نهاية فيلم Titanic عادةً، عندما أخبر الناس أن فيلم تايتانيك يُبكيني دائمًا، يفترضون أنني أقصد مشهد غرق ليوناردو دي كابريو في الهاوية. غير صحيح. هذا المشهد جيد تمامًا. ما يُثير غضبي حقًا هو نهاية الفيلم، عندما تُمرر الكاميرا فوق صور روز المُسنة وهي نائمة (أو تموت). عاشت هذه المرأة حياةً كاملة – متزوجة، وأنجبت أطفالًا، وركبت الخيل، وسافرت حول العالم – ومع ذلك، في لحظاتها الأخيرة، ما نتذكره هو علاقة غرامية قصيرة، منذ زمن طويل، مع رجل لم يكبر أبدًا. أن روز ديويت بوكاتر، في سن 101، لا تزال تُفكر في يوميها الحارقين مع جاك داوسون – أن حبك يمكن أن يحترق بشدة لدرجة أنك تشعرين به لبقية حياتك؛ وأن وجهه يمكن أن يكون جميلًا لدرجة أنه يُطارد ساعاتك الأخيرة. الاستماع المحرج في Before Sunrise يدخل شاب وفتاة إلى كشك استماع. لا يعرفان متجر الأسطوانات أو المدينة؛ بالكاد يعرفان بعضهما البعض. قرر المخرج ريتشارد لينكليتر عدم تشغيل أغنية 'Come Here' لكاث بلوم على ممثليه قبل التصوير، ويمكنك رؤية إيثان هوك وجولي ديلبي يكتمان ابتسامتهما عندما يبدأ الغناء، محاولين إخفاء عاطفة الأغنية الصاخبة بالضحك عليها بسخرية. يتصاعد الإحراج. نفترض أن قبلة متعثرة قادمة. لكن الأغنية هي القبلة. إنها تُحركهما وتُباركهما، وتسمح لهما بالتجول في المدينة وتقبيل بعضهما البعض في مكان آخر. تلتقي العيون على La Vie en Rose في A Star Is Born كان اللقاء الأول بين آلي (ليدي غاغا) وجاكسون ماين (برادلي كوبر) – إن صح التعبير – ساحرًا وجذابًا للغاية، لدرجة أنه جعل انزلاق فيلم 'مولد نجمة' الحتمي نحو المأساة أكثر تدميرًا. يكمن جوهر الفيلم في فكرة أن الحب الحقيقي يسمح لك برؤية الذات الحقيقية، دون أي عبء يأتي من الشهرة أو المال أو الإدمان، وأن الفن العظيم قد يكون وسيلة لإيصال هذه الحقيقة إلى العالم أجمع. إن مشاهدة جاكسون ينتقل من الشك إلى الإعجاب إلى الحب من النظرة الأولى في أغنية واحدة تبدو وكأنها ذروة هذه الفكرة. وإليكِ ترتيب أفضل الأفلام في التاريخ والتي تستحق المشاهدة. عرض الزواج في Pride and Prejudice إنها ليست صورة لقصة حب طموحة. إنه مجرد شاب يقف أمام فتاة، يخبرها أنه على الرغم من حكمه الصائب وطبقتها الاجتماعية المتدنية، إلا أنه يحبها 'بشدة'. ينشأ جدال حاد، وهو أمر مفهوم. على الرغم من أن ما يعطي المشهد، المأخوذ من فيلم جو رايت المقتبس عام 2005 عن رواية 'كبرياء وتحامل'، إحساسًا بالدراما الرومانسية هو موسيقى الملحن داريو ماريانيلي المتسارعة، والأمطار الغزيرة، والخضرة الوارفة. والأهم من ذلك، الكيمياء المشتعلة بين إليزابيث بينيت التي تؤديها كيرا نايتلي والسيد دارسي الذي يؤديه ماثيو ماكفادين. بين تبادل العبارات اللاذعة المليئة بالتوتر الجنسي (إليزابيث: 'غرورك وغرورك، ازدرائك الأناني')، يقترب البطلان الغارقان في المطر أكثر فأكثر حتى يصبحا على بُعد بوصات من قبلة. عندما يتوقف دارسي ويبتعد، يكشف وجه إليزابيث كل شيء: الحب يمكن أن يكون محيرًا للغاية. المؤتمر الصحفي في Roman Holiday في دقائق معدودة، لم تُعقد خلالها سوى إجراءات شكلية مُرمّزة، لاحظت ولية العهد آن (أودري هيبورن) أن أحد المراسلين المصطفين أمامها (غريغوري بيك) هو الرجل الذي كانت تسهر معه سرًا في روما؛ فأشار إليها بأنه لن يخونها؛ وأقرّ كلاهما بأنه على الرغم من عمق مشاعرهما، إلا أنهما يجب أن يتركا الأمر هنا مع أنه لا يسعه إلا أن ينظر إلى الوراء نحو المسرح الفارغ بعد أن رحل الجميع. لم يسبق أن بدت التكتم وضبط النفس والكرامة والواقعية وحزن الطريق الذي لا يُمكن سلوكه بهذه الرومانسية. الصمت في المطعم في The Bourne Ultimatum الاقتصاد هو سر الرومانسية في الأفلام. هنا، نرى شخصين، مُصوَّرَين في لقطات مُقرَّبة مُتبادَلة من فوق الكتف. بعد بعض التوضيح، يسأل بورن عما كنا نفكر فيه جميعًا: لماذا تظهرين باستمرار في أفلامه؟ تتوقف نيكي بارسونز (جوليا ستايلز) عن الكلام، وتضع فنجان قهوتها جانبًا. 'كان الأمر صعبًا… عليّ. معك.' يتبادلان النظرات، نيكي يبحث في وجهه عن أدلة، وبورن بوجهٍ جامد. يمتد الصمت، بشكلٍ مُزعج (15 ثانية في الواقع). ننظر أيضًا إلى وجهيهما بحثًا عن أدلة. الكشف النهائي في فيلم You've Got Mail المشهد الأخير من فيلم 'لديك بريد' لنورا إيفرون هو أحد أكثر المشاهد سحرًا في تاريخ الكوميديا ​​الرومانسية. يقع جو (توم هانكس) وكاثلين (ميج رايان)، صاحبا مكتبة، في الحب كغريبين مجهولين على الإنترنت، في زمنٍ كنا جميعًا نملك فيه مودمات الاتصال الهاتفي، وكان تطبيق تيندر يُستخدم لإشعال النار. عندما يعلم جو أن كاثلين هي في الواقع المرأة التي طردها من العمل، يسعى جاهدًا لكسب ودها من خلال الصداقة – وينجح. لم أتوقف أبدًا عن البكاء في ذروة المشهد، عندما يتجول جو في الحديقة مع كلبه اللطيف برينكلي، وتذرف كاثلين الدموع لسعادتها بأنه هو. تقول: 'تمنيتُ أن أكون أنتِ. تمنيتُ أن أكون أنتِ بشدة'، بينما يمسح دمعةً عن خدها ويقول: 'لا تبكي يا بائعة المتجر'. صحيح أن بعضًا من المشهد قديم، لكن الرسالة واضحة: الحب الحقيقي يتجاوز كل شيء. وإليكِ 10 أفلام في صناعة السينما العالمية مقتبسة من أحداث واقعية!

نحافة ليوناردو دي كابريو تثير الجدل.. هل حبيبته الجديدة وراء التحول اللافت؟ (صور)
نحافة ليوناردو دي كابريو تثير الجدل.. هل حبيبته الجديدة وراء التحول اللافت؟ (صور)

الرجل

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • الرجل

نحافة ليوناردو دي كابريو تثير الجدل.. هل حبيبته الجديدة وراء التحول اللافت؟ (صور)

ظهر نجم هوليوود الشهير "ليوناردو دي كابريو" بجسم أنحف بكثير مما اعتاده جمهوره، وذلك خلال قضاء إجازته في جزيرة "إيبيزا" الإسبانية بصحبة حبيبته العارضة الإيطالية "فيتوريا تشيريتي"، التي تبلغ من العمر 26 عامًا. وظهر "دي كابريو"، البالغ من العمر 50 عامًا، بإطلالة غير رسمية ضمت سترة داكنة وقبعة ونظارة شمسية، محاولًا التمويه عن مظهره الجديد، بينما بدت "تشيريتي" بإطلالة مشابهة من الجينز الواسع والسترة السوداء. المصدر: BackGrid / dailymail تحول جسدي كبير برعاية "تشيريتي" أثار المظهر الجديد للنجم العالمي الكثير من التعليقات، حيث بدا واضحًا أن جسمه أصبح أكثر نحافة مقارنة بصوره السابقة، الأمر الذي أرجعه المقربون إلى تأثير حبيبته الجديدة. مصدر مقرّب صرّح لصحيفة "ديلي ميل" قائلاً: "ليوناردو فقد الوزن من قبل، ولكن هذه المرة يختلف الأمر تمامًا، فليس هناك دور سينمائي وراء ذلك، بل إنه ببساطة يريد أن يبقى بصحة جيدة ليواكب حيوية "فيتوريا"". وأضاف المصدر: "هي تؤثر عليه بشكل إيجابي، وتلهمه ليعيش حياة صحية، وهو واقع في حبها بشدة ويعتبرها جزءًا مهمًا من عالمه الآن". رد فعل "فيتوريا تشيريتي" أبدت "تشيريتي" سعادتها الكبيرة بالمظهر الجديد لحبيبها، مشيرة إلى أنها أن تكون منزعجة من شكله السابق. ونُقل عنها أنها "تستمتع بكونه شخصًا جديدًا". العارضة الشابة، التي كانت متزوجة سابقًا من "دي جي ماتيو ميليري"، تتمتع بروح متفهمة، وتتفهم طبيعة عمل "دي كابريو" وسفره المستمر. وفي حوارات سابقة، قالت إنها تجد الأمر "مزعجًا" حين يتم اختزال هويتها بلقب "حبيبة ليوناردو دي كابريو". علاقة أكثر جدية تكسر القاعدة تبدو علاقة "دي كابريو" بـ"تشيريتي" أكثر جدية من علاقاته السابقة، والتي كان دائمًا ما يُتهم فيها بعدم الارتباط طويلًا بأي حبيبة تجاوزت سن 25 عامًا. إلا أن "تشيريتي"، التي ستبلغ 27 عامًا قريبًا، لا تزال تحظى بمكانة خاصة في حياته، إذ ترافقه في مختلف رحلاته، من "سردينيا" إلى "الكراريبي" و"سانت بارتس". وقد التقيا للمرة الأولى في "مهرجان كان السينمائي" في مايو 2023، لكن علاقتهما العاطفية بدأت فعليًا بعد ظهورهما في نزهة لتناول المثلجات في "لوس أنجلوس"، بعد فترة قصيرة من شائعات ارتباطه بـ"جيجي حديد". المصدر: BackGrid / dailymail دي كابريو يغير أسلوب حياته أقر "دي كابريو" في مقابلة سابقة له مع مجلة "إسكواير" عام 2014 بصعوبة الحفاظ على علاقات طويلة في ظل نمط حياته المتنقل، قائلاً: "قضاء ستة أشهر في مواقع تصوير بعيدة ليس مناسبًا للعلاقات العاطفية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store