أحدث الأخبار مع #زيدالحلي


الزمان
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الزمان
راتبها أكثر من 10 ملايين دينار شهريا.. وتشكو
راتبها أكثر من 10 ملايين دينار شهريا.. وتشكو – زيد الحلي تتوالى في مشهدنا السياسي، بين مدة واخرى، تصريحات صادمة لبعض النواب والمسؤولين الحكوميين، تعكس انفصالاً واضحاً بين طبقة الحكم والشارع الشعبي، بل وتزيد من حالة الغضب والاختناق التي يعيشها المواطن يومياً. فبدلاً من أن تكون هذه التصريحات جسوراً للتفاهم، أو بارقة أمل تعكس وعوداً بتحسين الواقع، تأتي كصفعة تضاف إلى هموم الناس اليومية. من بين هذه التصريحات المستفزة، ما قالته مؤخرًا نائبة في البرلمان العراقي، حين أعلنت أن راتب النائب الذي يبلغ اثني عشر مليوناً وخمسمائة ألف دينار «لا يكفي لنصف شهر»! في وقت يعلم الجميع أن غالبية أبناء الشعب يعيشون بأقل من خمسمائة ألف دينار شهرياً، وبعضهم بلا دخل ثابت، وآخرون على أبواب الفقر المدقع. فكيف يستقيم الحديث عن ضائقة مادية لنائبٍ يتمتع بامتيازات واسعة من مخصصات، وسكن، وحمايات، وسفر، ورعاية طبية، ومكانة اجتماعية تفتح له الأبواب على مصراعيها، بينما يحرم المواطن البسيط من أبسط حقوقه الأساسية. مثل هذه التصريحات لا يمكن اعتبارها مجرد زلة لسان أو تعبير عفوي، بل هي مؤشرات خطيرة على غياب الحس بالمسؤولية، وانعدام الإدراك لحجم المعاناة التي يعيشها الناس. إن ما يثير الاستياء ليس فقط مضمون التصريح، بل توقيته، وسياقه، واستهانته بمشاعر غالبية الشعب. هذا النوع من الخطاب السياسي يُسهم في تمزيق النسيج المجتمعي، ويشعل شرارة الاحتقان بين فئات الشعب وممثليه المفترضين، ويغذي مشاعر الاغتراب داخل الوطن. وهو ما قد يتحول، إن استمر، إلى وقود لغضب شعبي لا تُحمد عقباه. إن الواجب الأخلاقي والوطني يفرض على النواب والمسؤولين التحلي بالوعي والاتزان في كلامهم، ومراعاة أوضاع الناس قبل إطلاق التصريحات المستفزة. يجب أن يدركوا أن المواطن لم يعد يحتمل المزيد من الاستفزاز، وأن أي كلمة غير محسوبة قد تكون كعود ثقاب في هشيمٍ جاف، فاحترام عقول الناس ومشاعرهم هو الخطوة الأولى نحو استعادة الثقة المفقودة. كفى.. كفى.!


الزمان
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الزمان
إعادة التوازن بين الإعلام والإتصالات
إعادة التوازن بين الإعلام والإتصالات – زيد الحلي كانت زيارة مؤسسة «خطى» لرعاية روّاد الصحافة والفن والأدب للدكتور نوفل أبو رغيف، تهدف إلى تقديم التهنئة بمناسبة تسنّمه مسؤولية هيئة الإعلام والاتصالات، لكنها سرعان ما تحولت إلى جلسة نقاش إعلامي وثقافي عميقة في الرؤى، وتشعبت إلى مسارات حيوية تمسّ مفاصل الفضاء الإبداعي المنشود، عبر رؤية جديدة تسعى لإعادة التوازن بين الإعلام والاتصالات. لقد ابدى الدكتور ابو رغيف منذ اللحظة الأولى، شفافية في الطرح، وحرصاً صادقاً على الإصغاء والتفاعل، واضعاً نصب عينيه هدفاً أساسياً يتمثل في استعادة التوازن والاهتمام الحقيقي بجناحي الهيئة – الإعلام والاتصالات – بعد سنوات من التركيز شبه الكامل على الجانب الاتصالي والتقني. وبصراحة لافتة، تحدث عن واقع الهيئة، وأقرّ بأن التركيز في الفترات السابقة انصب على قطاع الاتصالات، سواء من حيث البنية التحتية أو التنظيم أو الإشراف التقني، بينما جرى تهميش الجانب الإعلامي، على الرغم من أهميته وتأثيره البالغ في تشكيل الوعي الجمعي، وتوجيه الرأي العام، وترسيخ الهوية الوطنية. شخصياً، سعدتُ بهذا الطرح الجديد والجريء من الصديق الشاعر أبو رغيف، الذي أعلم أن النجاح سيكون حليفه كما كان دائماً ، بفضل خبرته التي تمتد لأكثر من عقدين، وفكره المتوازن وروحه القيادية التي تؤهله لترك بصمته الخاصة في كل موقع يتولاه. لقد كان الحديث الذي سمعناه خطوة مهمة تعكس توجهاً جديداً نحو المراجعة والمكاشفة، وهي الخطوة الأولى في طريق الإصلاح الحقيقي، لاسيما وأن المشهد الإعلامي العراقي يعاني من فوضى وتشظٍّ وغياب واضح للتنظيم الرصين، في ظل تعدد المنصات، وتباين الخطابات، وانزياح بعض الوسائل عن دورها الأساسي في خدمة المجتمع، نحو أجندات أضرّت بالنسيج الوطني. وفي حديثه، أعرب رئيس الهيئة عن حرصه على تطوير بيئة إعلامية مهنية، تستند إلى المعايير الدولية، وتحترم حرية التعبير، مع السعي لحماية المجتمع من الخطاب المتطرف، والمعلومات المضلّلة، والتأثيرات السلبية لبعض الوسائل غير المنضبطة. وهو بذلك يسعى لتحقيق المعادلة الصعبة: حرية الإعلام مع المسؤولية الوطنية. وأمام وفد «خطى» الذي ضم نخبة من مبدعي العراق، يتقدمهم الدكتور علاء الحطاب، رُبّان المؤسسة، أكد رئيس الهيئة أهمية إشراك المثقفين والإعلاميين في صياغة رؤية إعلامية وطنية جديدة، تتكامل فيها الجهود الرسمية مع المبادرات الأهلية والخبرات المستقلة. وقد وجدتُ في هذا الطرح بصيص أمل، يفتح الباب أمام مشاركة مجتمعية حقيقية في بناء إعلام وطني معاصر، بعيداً عن الإقصاء أو الوصاية. ويمكنني القول إن هذا اللقاء، المفعم بالودّ، يشكل بداية مشجعة لمسار إصلاحي نأمل أن يُترجم إلى واقع ملموس. فالإعلام العراقي اليوم بأمسّ الحاجة إلى رعاية، وتحديث، وتنظيم، ليكون مرآةً حقيقيةً للمجتمع، لا مجرد أداة لصراعاته.