أحدث الأخبار مع #ساينتفكريبورتس


أريفينو.نت
١١-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- أريفينو.نت
أشهر مجلة علمية امريكية تكشف عن سرّ الصحة الخارق في المغرب ؟
أريفينو.نت/خاص في اكتشاف علمي واعد، سلط فريق من الباحثين المغاربة الضوء على الخصائص الغذائية والعلاجية المذهلة لعجينة التين، المُعدة من صنفين محليين أصيلين هما 'غودان' و'شتوي'، واللذين يزرعان على نطاق واسع في مناطق شمال المغرب. ونُشرت نتائج هذه الدراسة الهامة في المجلة العلمية المرموقة 'ساينتفك ريبورتس' (Scientific Reports)، التابعة لمجموعة 'نيتشر' (Nature) العالمية. من حقول الشمال إلى مختبرات 'نيتشر': باحثون مغاربة يكشفون أسرار عجينة التين التقليدية! في حين يحظى تين الصبار (التين الشوكي) بشعبية متزايدة كنجم في عالم مستحضرات التجميل وكان موضوعاً لعدة دراسات، فإن البحث العلمي الأخير المنشور في 'ساينتفك ريبورتس' قد تعمق في استكشاف كنز غذائي آخر، وهو عجينة التين التقليدية. استهدف هذا البحث بشكل أساسي تقييم القيمة الغذائية العالية، والقدرات المضادة للأكسدة، والفعالية المضادة للميكروبات لنوعين من عجينة التين المصنوعة من صنفي 'غودان' و'شتوي'. ويُقصد بعجينة التين ذلك المنتج الغذائي الطبيعي الذي يتم تحضيره عبر طهي ثمار التين الناضجة، سواء كانت مقشرة أو مهروسة، حتى تتحول إلى مركز كثيف القوام يشبه المربى، محتفظاً بكامل خصائص الفاكهة الأصلية. ويهدف هذا التقييم إلى استكشاف إمكانية استخدام هذه العجائن في مجالات متنوعة تشمل التغذية العلاجية، وتعزيز الصحة الوقائية، وحتى في الصناعات الدوائية. 'غودان' و'شتوي'… كنز من الألياف والمعادن ومضادات الأكسدة في خدمة صحتك! كشفت نتائج الدراسة أن عجينة التين، سواء المستخلصة من صنف 'غودان' أو صنف 'شتوي'، تتمتع بتركيبة غنية بشكل استثنائي. فهي تحتوي على نسب عالية من السكريات الطبيعية التي تمد الجسم بالطاقة، بالإضافة إلى كميات وافرة من الألياف الغذائية الضرورية لصحة الجهاز الهضمي. كما أظهرت التحاليل غناها بالمعادن الأساسية لصحة الجسم، مثل الحديد المقوي للدم، والكالسيوم الضروري للعظام والأسنان. وفوق كل ذلك، تُعد هذه العجائن مصدراً مركزاً للمركبات الفينولية، المعروفة بقدرتها الفائقة كمضادات للأكسدة. هذه التركيبة الفريدة تجعل من عجينة التين المغربي غذاءً وظيفياً بامتياز، قادراً على دعم وتقوية جهاز المناعة، والمساهمة بفعالية في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة الخلوية، ومكافحة العمليات الالتهابية المزمنة في الجسم. قوة 'غودان' الخارقة: عجينة تين تتفوق في محاربة شيخوخة الخلايا والأمراض التنكسية! أظهرت التحاليل الفيزيائية والكيميائية المتقدمة التي أجراها فريق البحث أن كلا الصنفين من عجينة التين يحتويان على مستقلبات ثانوية نباتية المنشأ، ذات فوائد صحية جمة للإنسان، أبرزها مركبات البوليفينول والفلافونويد، التي أثبتت الدراسات فعاليتها كمضادات للأكسدة ومضادات للالتهابات. وفي مقارنة بين الصنفين، برزت عجينة تين 'غودان' بنشاط مضاد للأكسدة ملحوظ بشكل خاص، مما يشير إلى قدرة استثنائية على تحييد الجذور الحرة الضارة. وتعتبر هذه الجذور الحرة جزيئات غير مستقرة ترتبط بتطور العديد من الأمراض التنكسية الخطيرة، مثل أمراض القلب والشرايين وبعض أنواع السرطانات. هذه النتائج تعزز من أهمية تشجيع الاستهلاك المنتظم لعجينة التين كبديل طبيعي وصحي، خاصة في ظل التوجه العالمي المتزايد نحو الحلول الطبيعية بدلاً من العلاجات الدوائية التقليدية. أكثر من مجرد غذاء: عجينة التين المغربية سلاح طبيعي ضد الميكروبات والالتهابات! لم تقتصر الدراسة على الجوانب الغذائية فحسب، بل امتدت لتقييم الفعالية المضادة للميكروبات لمستخلصات عجينة التين. وأظهرت النتائج قدرة هذه المستخلصات على تثبيط نمو العديد من السلالات البكتيرية والفطرية الممرضة بشكل كبير، بما في ذلك بعض السلالات المسؤولة عن الالتهابات الجلدية، والأمراض النسائية، وحالات التسمم الغذائي. هذه البيانات تفتح آفاقاً واعدة لاستخدام عجينة التين في تطوير مكملات غذائية طبيعية، وربما حتى في إنتاج منتجات علاجية ذات أصل نباتي آمنة وفعالة. دعوة لنهضة 'ذهب التين': استثمار وتطوير لتثمين ثروة مغربية أصيلة! أكد الباحثون القائمون على الدراسة أن صنفي التين المغربيين 'غودان' و'شتوي' يتمتعان بخصائص زراعية وبيئية فريدة، نابعة من ارتباطهما بتربة ومناخ محددين، مما يمنحهما تركيبة بيوكيميائية متميزة عن الأصناف الأخرى المستوردة. واعتبروا أن هذا البحث يمثل خطوة هامة نحو تثمين التين المغربي كمنتج ذي قيمة مضافة عالية، سواء في السوق المحلي أو على الصعيد الدولي، خاصة في ظل تزايد الإقبال العالمي على المنتجات الطبيعية والصحية. وعليه، دعا الباحثون إلى ضرورة تشجيع الاستثمارات في قطاع الصناعات الغذائية التحويلية للتين، وتعزيز جهود البحث العلمي التطبيقي بهدف تطوير وتحسين عمليات التصنيع والحفظ، مع الحرص التام على الحفاظ على كافة الخصائص الغذائية والوظيفية الثمينة لهذا الكنز الطبيعي.


الجزيرة
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
رصد مستويات مقلقة من "الميكروبلاستيك" في بحيرة البرلس المصرية
في مشهد يعكس التحديات البيئية التي تواجهها البحيرات الساحلية في منطقة البحر المتوسط، كشفت دراسة علمية حديثة أن بحيرة البرلس -ثاني أكبر البحيرات الطبيعية في مصر- باتت معرضة بشكل متزايد للتلوث بجزيئات البلاستيك الدقيقة، المعروفة بالميكروبلاستيك، نتيجة تدفق الملوثات من مصادر متعددة، على رأسها المصارف الزراعية، ومخلفات الصيد، والتصرفات البشرية غير المنضبطة. الدراسة، التي نشرت يوم الرابع من أبريل/نيسان في مجلة "ساينتفك ريبورتس" استخدمت نظم المعلومات الجغرافية ونماذج التحليل المكاني لتقييم مدى تعرض البحيرة لهذا النوع من التلوث الخفيّ. وبحسب النتائج، فإن المناطق الجنوبية والغربية والشمالية الغربية من البحيرة تُظهر أعلى درجات القابلية البيئية للتلوث، ما يجعلها نقاطًا حرجة تستدعي التدخل العاجل. وتقع بحيرة البرلس على الساحل الشمالي الشرقي لمصر، وهي مصنفة كمحمية طبيعية منذ عام 1998 بموجب القانون المصري، كما أنها مدرجة ضمن اتفاقية "رامسار" الدولية لحماية الأراضي الرطبة. ورغم ذلك، تؤكد الدراسة أن الحماية القانونية لم تمنع تغلغل الأنشطة البشرية، ولا سيما تصريف مياه الصرف الزراعي والصحي، في نسيجها البيئي الهش. نموذج استباقي لرصد التهديدات تمثل الدراسة نقلة نوعية في طريقة التعامل مع التلوث البلاستيكي، إذ لا تكتفي بتوثيق الوضع القائم، بل تقدم نموذجًا تنبُّئيًا يستشرف المناطق الأكثر عرضة للخطر، استنادًا إلى 7 مؤشرات رئيسية، منها: كثافة الأنشطة البشرية، واتجاهات التيارات المائية، وقرب المناطق من مداخل البحر، ومستوى الحماية القانونية. وفي تصريح لـ"الجزيرة نت"، قالت الباحثة المشاركة في الدراسة "سهى شبكة"، الأستاذة المساعدة في قسم الأحياء المائية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد: "أنشأنا نموذجا باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتقييم تعرض المياه السطحية للتلوث من المصادر غير المباشرة. وأظهرت النتائج أن الممرات المائية تلعب دورًا محوريًا في نقل الجزيئات البلاستيكية إلى داخل البحيرة، لا سيما في الجزء الجنوبي منها". وأضافت "شبكة": "تتلقى بحيرة البرلس سنويا حوالي 3.9 مليارات متر مكعب من مياه الصرف الزراعي والمنزلي، إلى جانب التصريفات القادمة من مزارع الأسماك. هذه الكميات الضخمة تُعد وسيلة مثالية لنقل الميكروبلاستيك إلى النظام البيئي البحيري". رصد الفريق البحثي وجود 8 أنواع من البوليمرات الحرارية في عينات المياه، من بينها البولي بروبيلين، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة، والنايلون، والتيفلون. وتشير هذه المواد إلى مصادر تلوث متنوعة، تشمل الحبال وشباك الصيد، والمواد العازلة في الكابلات الكهربائية، وطلاء القوارب، والأكياس البلاستيكية، وحاويات التغليف. وتوضح الباحثة أن متوسط تركيز الجزيئات البلاستيكية في المياه المفتوحة للبحيرة بلغ 165 قطعة لكل متر مكعب، بينما وصل إلى 835.6 قطعة/م³ في المياه القريبة من المصارف، وهو ما يشير إلى علاقة وثيقة بين مخرجات الأنشطة البشرية ونسبة التلوث المسجلة. وتبرُز مناطق مثل بلطيم والبرج والأجزاء الجنوبية الشرقية من البحيرة باعتبارها الأكثر تأثرا، حيث تتركز الأنشطة الحضرية وتتشابك الشبكات المائية التي تسهم في تجميع ونقل الملوثات. أثر غير مرئي.. ولكن خطير الميكروبلاستيك، رغم حجمه الدقيق الذي لا يتجاوز 5 ميليمترات، يعتبر من أخطر أنواع الملوثات الحديثة، نظرا لقدرته على اختراق سلاسل الغذاء البحرية. فعندما تبتلع الكائنات البحرية مثل الأسماك والقشريات هذه الجزيئات، تتراكم المواد السامة المرتبطة بها في أنسجتها، وقد تنتقل لاحقا إلى الإنسان عند استهلاك هذه الكائنات. وفي هذا السياق، تقول شبكة "الميكروبلاستيك لا يؤثر فقط على الحياة البحرية من حيث الاختناق أو انسداد الجهاز الهضمي، بل يتسبب أيضا في اضطرابات هرمونية وتكاثرية قد تقود إلى انهيار تدريجي في التوازن البيئي. أما بالنسبة للإنسان، فهناك مخاطر حقيقية ناتجة عن تناول أسماك ملوثة أو استخدام مياه ملوثة". رغم أن بحيرة البرلس تخضع للحماية القانونية، فإن الدراسة تسلط الضوء على "فجوة تطبيقية" في إنفاذ هذه القوانين. وتشير النتائج إلى أن ضعف الرقابة البيئية، وتعدد مصادر التلوث، والتوسع الحضري غير المخطط، كلها عوامل تساهم في تدهور الحالة البيئية للبحيرة. يعلق "عبد الحميد أحمد" -أستاذ الجغرافيا الطبيعية المساعد بجامعة المنصورة، والباحث غير المشارك في الدراسة- قائلا في تصريحات لـ"الجزيرة نت" إن الدراسة لم تكتف برصد الواقع البيئي القائم في بحيرة البرلس، بل خلصت إلى مجموعة من الإجراءات الوقائية العاجلة التي يمكن أن تسهم في الحد من تفاقم التلوث بالميكروبلاستيك. من أبرز هذه التوصيات تفعيل نظم مراقبة بيئية دورية، تهدف إلى رصد تركيزات الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في المياه والرسوبيات بشكل مستمر، مما يتيح تتبع التغيرات ورسم خريطة زمنية دقيقة للمخاطر. كما دعت إلى الحد من استخدام المواد البلاستيكية أحادية الاستعمال، خاصة في الأنشطة المرتبطة بالصيد والسياحة، باعتبارها من المصادر الرئيسية للتلوث. نموذج مصغر ولم تغفل الدراسة أهمية رفع الوعي المجتمعي، حيث أوصت بتنظيم حملات توعية تستهدف الصيادين والمجتمعات المحلية، لشرح أبعاد المشكلة وآثارها الصحية والبيئية. كذلك شددت على ضرورة إنشاء بنية تحتية متكاملة لمعالجة النفايات، لاسيما في المناطق المحيطة بالمصارف التي تعد البوابة الرئيسية لتسرب الملوثات إلى البحيرة. وأخيرا، طالبت الدراسة بتطبيق أكثر صرامة للتشريعات البيئية، وتعزيز أدوات الرقابة على مصادر التلوث غير المباشر، لضمان حماية فعالة ومستدامة لهذا النظام البيئي الهش. وفي هذا الإطار، تؤكد شبكة، على أهمية اعتماد نهج متعدد الأبعاد، يجمع بين الحلول التقنية والتدخلات المؤسسية والتوعية المجتمعية، مشددة على أن "المعركة ضد الميكروبلاستيك لا يمكن كسبها من خلال الباحثين وحدهم، بل تتطلب تعاونًا بين صانعي السياسات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص". بحيرة البرلس، بحسب الخبراء، تعد نموذجا مصغرا للتحديات التي تواجهها العديد من البحيرات الساحلية في المنطقة، مثل بحيرة البردويل في سيناء، وبحيرة مريوط في الإسكندرية، وغيرها من الأنظمة البيئية الرطبة المهددة بالتلوث. ويرى أحمد أن نتائج هذه الدراسة يمكن تعميمها على بيئات مشابهة، قائلا "الخريطة المكانية التي أنتجتها الدراسة توفر أداة مهمة لترتيب أولويات التدخل، وتعد أساسا علميا لتوجيه الاستثمارات البيئية نحو المناطق الأكثر احتياجا".


الجزيرة
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الجزيرة
الأوهام البصرية وخدع العقل هل يمكن تفاديها؟
تجذب الأوهام البصرية اهتمام الكثير من الجماهير الذين يجدون فيها متعة كبيرة، والأمر كذلك بالنسبة للعلماء الذين يحاولون تفسير عمل الدماغ مع المعطيات البصرية، وتستطرد دراسة حديثة منشورة في دورية "ساينتفك ريبورتس" مسألة قدرة البشر على تجاوز هذه الأوهام البصرية دون الانزلاق فيها، وتوضح نتائج الدراسة أن الأمر ممكن للغاية، لكن وفقا لضوابط. ويقع الإنسان في الوهم البصري بسبب اعتماد الدماغ على ربط سياقات معينة في تحليل الصور والمشاهد المرئية، فالعين لا تتناول المجسمات والأشياء على حدة، بل يركز الدماغ على جميع العناصر في الصورة. ومثال على ذلك "وهم إبنجهاوس" الذي سُمِّيَ نسبة لعالم النفس الألماني هيرمان إبنجهاوس. وهم إبنجهاوس وبالنظر إلى الصورة السابقة، يتضح بأن ثّمة مجموعتين من الدوائر الرمادية، ينتصف كلّ مجموعة دائرة برتقالية، وللوهلة الأولى لا تبدو الدائرتان متساويتين على الرغم أنهما متطابقتان تماما، وذلك بسبب تأثير الأجسام -الدوائر الرمادية- على الصورة بالمجمل، ويُعزى ذلك إلى أن الدماغ يحلّل الأجسام ضمن سياقاتها، فلا يدركها بمعزل عن محيطها. وتختلف طريقة إدراك الأوهام البصرية من شخصٍ لآخر بناء على عدة عوامل، فقد أظهرت الدراسات أن النساء أكثر تأثرا بهذه الأوهام مقارنة بالرجال، ويُرجَّح أن السبب في ذلك هو اعتمادهن بشكل أكبر على المعلومات السياقية والاستطرادية. وبالمثل، لا يدرك الأطفال الصغار هذه الأوهام على الإطلاق، نظرا لأن أدمغتهم لم تتعلّم بعد كيفية تفسير الإشارات السياقية والتعمّق فيها. كما تلعب العوامل العصبية والثقافية دورا مهمّا في هذا السياق، فالأفراد المصابون بالتوحّد أو الفصام يميلون إلى رؤية الأوهام البصرية بشكل أقل، لأنهم يركّزون بشكل أكبر على العناصر الفردية بدلا من محيطها. والأمر ينطبق كذلك على مستوى المجتمعات، فالأشخاص المنتمون إلى الثقافات الآسيوية الشرقية، مثل اليابان، التي تميل إلى تبنّي الإدراك الشمولي، يكونون أكثر عرضة للأوهام البصرية مقارنة بذوي الثقافات الغربية التي تركز غالبا على الأشياء المعزولة، كما هو الحال في بريطانيا على سبيل المثال، وفقا لمخرجات الدراسة. هل يمكن التغلب على الأوهام البصرية بالتدريبات؟ ويفترض الكثير من الباحثين أن التأثر بالأوهام البصرية والوقوع فيها سمة فطرية لدى البشر لا يمكن التحكم بها، غير أن ما أظهرته الدراسة الحديثة تدحض هذا الافتراض، إذ تشير إلى أن التدريبات قد تقلل من اعتماد الدماغ على الإشارات البصرية المضللة. وفي الدراسة قُورن بين مجموعتين، واحدة تشمل على أخصائيين في مجال الأشعة، وأخرى تشمل طلابا يدرسون الطب وعلم النفس. وتبيّن أن أخصائيي الأشعة كانوا أقل عرضة للأوهام البصرية بشكل ملحوظ، ويُعزى ذلك -على الأرجح- إلى السنوات الطويلة من التدريب المكثف، والتي تمكنهم من التركيز على التفاصيل الحرجة في فحوصات التصوير الطبي مع تجاهل العناصر الخلفية المشتتة. وتضمنت الدراسة عرض أشكال مختلفة من "وهم إبنجهاوس" على المشاركين، وفي إحدى التجارب، كانت الدائرة البرتقالية على اليسار -في الصورة- أصغر من نظيرتها على اليمين، لكن معظم الأشخاص رأوها على العكس من ذلك. ومع ذلك، تمكّن أخصائيو الأشعة من تحديد الأحجام الحقيقية بدقة أكبر، مما يدلّ على أن تدريبهم البصري ساعدهم في التغلب على الخدعة البصرية. ومن اللافت أن أخصائيي الأشعة في بداية تدريبهم لم يُظهروا هذه الميزة، مما يشير إلى أن القدرة على تجاوز هذه الخدع البصرية تتطور مع مرور الوقت واكتساب الخبرة. التعلم ممكن وتقترح الدراسة أن خاصية التعلم والتطور في هذه السمة لا تقتصر على مجال واحد بعينه، فمثلا لا يؤدي إتقان لعبة الشطرنج بالضرورة إلى تحسين مهارات حل المشاكل في مجالات أخرى. وعلى النقيض، فالتدرب والتعلم في مجال معيّن -مثل علم الأشعة- قد يعزّز القدرات البصرية الإدراكية بشكل عام، بما في ذلك مقاومة الأوهام البصرية. ويفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة في العديد من المهن التي تعتمد على الإدراك البصري الدقيق، ويتساءل الباحثون عن مدى جدوى إيجاد تدريبات خاصة مماثلة لما وُجدت في الدراسة للطيارين والجراحين والمتحرين في الأمن والمباحث. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يؤدي تطوير برامج متخصصة لتعزيز الإدراك البصري إلى تحسين الأداء في هذه المجالات الحيوية. وعلاوة على ذلك، يدرس الباحثون حاليا ما إذا كان تدريب الأشخاص على الأوهام البصرية نفسها يمكن أن يعزز مهارات الإدراك، تماما كما تقوّي التمارين البدنية العضلات. ويشير الباحثون إلى أن الأمر يتطلب تدريبا مكثفا ومنهجيا، ومن الممكن أن تكون نتائج هذه التدريبات محمودة في تحسين قدرة الأفراد على مواجهة المعلومات المرئية المضلّلة، وتحسين الإدراك البصري سواء في الحياة اليومية أو في بيئات العمل.