أحدث الأخبار مع #ساينسأدفانسيز

الدستور
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الدستور
دراسة توضح تأثير الكحول على مناطق اتخاذ القرارات في الدماغ
عمان - أظهر العلماء من جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية كيف يسبب الإفراط في تناول الكحول مشاكل خطيرة في اتخاذ قرارات في الدماغ، في دراسة هي الأولى من نوعها. ولا تختفي تلك المشاكل حتى بعد أشهر من التوقف عن تناول المشروبات الكحولية. أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسيز" كيف يدمر الكحول المناطق الرئيسية في الدماغ المسؤولة عن القدرات الإدراكية. وقد يفسر هذا الاكتشاف سبب صعوبة تعامل المدمنين على الكحول مع حالات الانتكاس. وقام الفريق البحثي بقيادة عالمة الأعصاب باتريشيا جاناك بإعطاء جرعات عالية من الكحول للفئران لمدة شهر كامل. وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر بدون كحول تم اختبارها. وطُلب من الفئران الاختيار بين ذراعين للحصول على مكافأة، وإحدى الذراعين كانت تمنح مكافآت أكثر تكرارا، لكن الذراع "الفائزة" كان تتغير كل بضع دقائق. ولتحقيق النجاح، كان على الفئران التكيف بسرعة وتغيير الاستراتيجية. وأظهرت الفئران التي تعرضت للكحول أداء أسوأ بكثير من الفئران السليمة، حيث تأخرت في التحول إلى الذراع "الصحيحة" الجديدة وأظهرت صعوبات واضحة في اتخاذ القرارات. وأثبتت هذه النتائج التأثير طويل المدى للكحول على وظائف الدماغ الإدراكية حتى بعد فترة طويلة من التوقف عن تعاطي الكحول. واكتشف العلماء حدوث تغيرات كبيرة في أدمغة الفئران وتحديدا في منطقة تسمى "الجسم المخطط الظهري الإنسي" (dorsomedial striatum). وهذه المنطقة مسؤولة عن التخطيط والتفكير الاستراتيجي. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت الكحول عانت من ضعف في الإشارات العصبية وانخفاض كفاءة معالجة المعلومات. والمثير للدهشة أن هذه الاضطرابات استمرت حتى بعد 3 أشهر من التوقف عن تعاطي الكحول، مما يدل على أن الأضرار التي يسببها الكحول للدماغ قد تكون دائمة أو طويلة الأمد. وأظهرت الدراسة أن الكحول لا يعطل الدماغ مؤقتا فحسب، بل ويتسبب في أضرار دائمة. قد يفسر ذلك سبب عودة المدمنين إلى تناول المشروبات الكحولية بشكل متكرر حيث يفقد الدماغ قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة. ولوحظ أن التغيرات كانت أكثر وضوحا لدى ذكور الفئران، مقارنة بالإناث، مما يشير إلى أن ردود فعل الذكور والإناث تجاه الكحول قد تختلف، وهي حقيقة مثيرة للاهتمام تستحق المزيد من البحث. وأوضحت الدراسة أن تلف الدوائر العصبية قد يكون سببا لارتفاع معدلات الانتكاس حتى بعد إتمام العلاج. ويخطط العلماء الآن لدراسة تأثير الكحول على مناطق أخرى من الدماغ وأسباب تأثر ذكور الفئران بشكل أكبر من الإناث. وقد تمهد هذه الأبحاث الطريق لتطوير أساليب علاجية جديدة للإدمان وبرامج وقائية أكثر فعالية وفهم أعمق للاختلافات بين الجنسين في الاستجابة للكحول.


شفق نيوز
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- شفق نيوز
لأول مرة.. الكشف عن تأثير الكحول على "مراكز القرار" في الدماغ
شفق نيوز/ كشفت دراسة، هي الأولى من نوعها، أجراها علماء من جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، عن تأثير الإفراط في تناول الكحول على المراكز المسؤولة عن القدرات الإدراكية واتخاذ القرارات في الدماغ. ولا تختفي تلك المشاكل حتى بعد أشهر من التوقف عن تناول المشروبات الكحولية، حيث أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسيز" كيف يدمر الكحول المناطق الرئيسية في الدماغ المسؤولة عن القدرات الإدراكية، وقد يفسر هذا الاكتشاف سبب صعوبة تعامل المدمنين على الكحول مع حالات الانتكاس. وقام الفريق البحثي بقيادة عالمة الأعصاب باتريشيا جاناك بإعطاء جرعات عالية من الكحول للفئران لمدة شهر كامل. وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر بدون كحول تم اختبارها. وطُلب من الفئران الاختيار بين ذراعين للحصول على مكافأة، وإحدى الذراعين كانت تمنح مكافآت أكثر تكرارا، لكن الذراع "الفائزة" كان تتغير كل بضع دقائق. ولتحقيق النجاح، كان على الفئران التكيف بسرعة وتغيير الاستراتيجية. وأظهرت الفئران التي تعرضت للكحول أداء أسوأ بكثير من الفئران السليمة، حيث تأخرت في التحول إلى الذراع "الصحيحة" الجديدة وأظهرت صعوبات واضحة في اتخاذ القرارات. وأثبتت هذه النتائج التأثير طويل المدى للكحول على وظائف الدماغ الإدراكية حتى بعد فترة طويلة من التوقف عن تعاطي الكحول. واكتشف العلماء حدوث تغيرات كبيرة في أدمغة الفئران وتحديدا في منطقة تسمى "الجسم المخطط الظهري الإنسي" (dorsomedial striatum). وهذه المنطقة مسؤولة عن التخطيط والتفكير الاستراتيجي. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت الكحول عانت من ضعف في الإشارات العصبية وانخفاض كفاءة معالجة المعلومات. والمثير للدهشة أن هذه الاضطرابات استمرت حتى بعد 3 أشهر من التوقف عن تعاطي الكحول، مما يدل على أن الأضرار التي يسببها الكحول للدماغ قد تكون دائمة أو طويلة الأمد. وأظهرت الدراسة أن الكحول لا يعطل الدماغ مؤقتا فحسب، بل ويتسبب في أضرار دائمة. قد يفسر ذلك سبب عودة المدمنين إلى تناول المشروبات الكحولية بشكل متكرر حيث يفقد الدماغ قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة. ولوحظ أن التغيرات كانت أكثر وضوحا لدى ذكور الفئران، مقارنة بالإناث، مما يشير إلى أن ردود فعل الذكور والإناث تجاه الكحول قد تختلف، وهي حقيقة مثيرة للاهتمام تستحق المزيد من البحث. وأوضحت الدراسة أن تلف الدوائر العصبية قد يكون سببا لارتفاع معدلات الانتكاس حتى بعد إتمام العلاج. ويخطط العلماء الآن لدراسة تأثير الكحول على مناطق أخرى من الدماغ وأسباب تأثر ذكور الفئران بشكل أكبر من الإناث. وقد تمهد هذه الأبحاث الطريق لتطوير أساليب علاجية جديدة للإدمان وبرامج وقائية أكثر فعالية وفهم أعمق للاختلافات بين الجنسين في الاستجابة للكحول.


جو 24
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- جو 24
دراسة توضح تأثير الكحول على مناطق اتخاذ القرارات في الدماغ
جو 24 : أظهر العلماء من جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية كيف يسبب الإفراط في تناول الكحول مشاكل خطيرة في اتخاذ قرارات في الدماغ، في دراسة هي الأولى من نوعها. ولا تختفي تلك المشاكل حتى بعد أشهر من التوقف عن تناول المشروبات الكحولية. أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسيز" كيف يدمر الكحول المناطق الرئيسية في الدماغ المسؤولة عن القدرات الإدراكية. وقد يفسر هذا الاكتشاف سبب صعوبة تعامل المدمنين على الكحول مع حالات الانتكاس. وقام الفريق البحثي بقيادة عالمة الأعصاب باتريشيا جاناك بإعطاء جرعات عالية من الكحول للفئران لمدة شهر كامل. وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر بدون كحول تم اختبارها. وطُلب من الفئران الاختيار بين ذراعين للحصول على مكافأة، وإحدى الذراعين كانت تمنح مكافآت أكثر تكرارا، لكن الذراع "الفائزة" كان تتغير كل بضع دقائق. ولتحقيق النجاح، كان على الفئران التكيف بسرعة وتغيير الاستراتيجية. وأظهرت الفئران التي تعرضت للكحول أداء أسوأ بكثير من الفئران السليمة، حيث تأخرت في التحول إلى الذراع "الصحيحة" الجديدة وأظهرت صعوبات واضحة في اتخاذ القرارات. وأثبتت هذه النتائج التأثير طويل المدى للكحول على وظائف الدماغ الإدراكية حتى بعد فترة طويلة من التوقف عن تعاطي الكحول. واكتشف العلماء حدوث تغيرات كبيرة في أدمغة الفئران وتحديدا في منطقة تسمى "الجسم المخطط الظهري الإنسي" (dorsomedial striatum). وهذه المنطقة مسؤولة عن التخطيط والتفكير الاستراتيجي. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت الكحول عانت من ضعف في الإشارات العصبية وانخفاض كفاءة معالجة المعلومات. والمثير للدهشة أن هذه الاضطرابات استمرت حتى بعد 3 أشهر من التوقف عن تعاطي الكحول، مما يدل على أن الأضرار التي يسببها الكحول للدماغ قد تكون دائمة أو طويلة الأمد. وأظهرت الدراسة أن الكحول لا يعطل الدماغ مؤقتا فحسب، بل ويتسبب في أضرار دائمة. قد يفسر ذلك سبب عودة المدمنين إلى تناول المشروبات الكحولية بشكل متكرر حيث يفقد الدماغ قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة. ولوحظ أن التغيرات كانت أكثر وضوحا لدى ذكور الفئران، مقارنة بالإناث، مما يشير إلى أن ردود فعل الذكور والإناث تجاه الكحول قد تختلف، وهي حقيقة مثيرة للاهتمام تستحق المزيد من البحث. وأوضحت الدراسة أن تلف الدوائر العصبية قد يكون سببا لارتفاع معدلات الانتكاس حتى بعد إتمام العلاج. ويخطط العلماء الآن لدراسة تأثير الكحول على مناطق أخرى من الدماغ وأسباب تأثر ذكور الفئران بشكل أكبر من الإناث. وقد تمهد هذه الأبحاث الطريق لتطوير أساليب علاجية جديدة للإدمان وبرامج وقائية أكثر فعالية وفهم أعمق للاختلافات بين الجنسين في الاستجابة للكحول. المصدر: تابعو الأردن 24 على


الجزيرة
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
ما سر المرونة الاستثنائية لخيوط العنكبوت؟
تختلف شباك العناكب في صلابتها ومرونتها حسب الغرض منها. فحرير السحب، على سبيل المثال هو الأكثر صلابة ويستخدمه العنكبوت عند التنقل أو الهروب من الخطر. أما حرير الالتقاط، فهو أكثر مرونة ويستخدم في الأجزاء اللزجة من الشبكة التي تساعد على الإمساك بالفريسة دون أن تنكسر الألياف أو تنقطع الشبكة. هناك أيضًا حرير البيوض الذي يتميز بصلابته الشديدة لحماية البيوض، وحرير التغليف وهو أكثر ليونة ويستخدم لشل حركة الفريسة. وتنتج بعض العناكب أيضًا حريرًا مخصصًا للجسور، وهو مزيج من القوة والمرونة يسمح ببناء جسور بين الأسطح المختلفة قبل إنشاء الشبكة الكاملة. ألياف بديعة ولكن كيف يتحكم العنكبوت في درجات مرونة وصلابة شباكه؟ هذا ما أجاب عنه باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية حينما نجحوا في التوصل إلى السبب العلمي وراء اختلاف صلابة ومرونة تلك خيوط العنكبوت. وعندما تنسج العناكب شباكها، لا يقتصر الأمر على إفراز الخيوط وهندستها في شكل شبكة فحسب، بل هناك عملية شد مُعقدة -لهذه الخيوط بأرجلها الخلفية- تعتبر عاملا رئيسيا في تقوية الألياف الحريرية وجعلها أكثر صلابة ومتانة بحسب دراسة جديدة نشرت بدورية "ساينس أدفانسيز". ويقول جاكوب غراهام، طالب الدكتوراه في قسم الهندسة الميكانيكية جامعة نورث وسترن، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت "من خلال نمذجة الحرير على المستوى الجزيئي، تمكنا من إظهار أن الشد المسبق للبروتينات الفردية يحسن محاذاتها على طول محور الألياف مما يعزز عدد الروابط الهيدروجينية بين البروتينات المجاورة". ويضيف "وبينما يزيد هذا من القوة النهائية المطلوبة لكسر الألياف، فإن البروتينات الفردية تكون قد فقدت جزءًا من مرونتها، مما يقلل من قدرة الألياف على التمدد قبل الانكسار. وبالتالي، فإن درجة الشد أثناء معالجة الألياف تحدد التوازن بين القوة والمرونة في الألياف الحريرية المُهندَسة". قوة كامنة في الشد يمكن تخيل خيوط العنكبوت وكأنها مجموعة من السلاسل الدقيقة المتشابكة، تمامًا مثل خيوط الحبال التي نستخدمها يوميًا. وعند شد هذه الخيوط، تصبح أكثر ترتيبًا وتتماسك بشكل أقوى مما يزيد من متانتها. وعلى المستوى الجزيئي، تحتوي ألياف العنكبوت على سلاسل بروتينية صغيرة ترتبط مع بعضها البعض بروابط تسمى الروابط الهيدروجينية. وعندما تُشد الألياف، تصطف هذه السلاسل في اتجاه واحد وتزداد الروابط بينها، مما يجعل المادة أكثر صلابة ولكن أقل قدرة على التمدد. وهذا يعني أن قوة الألياف تعتمد على مقدار الشد الذي تعرضت له أثناء نسجها. ولم يكن من الممكن رؤية هذه التفاصيل الدقيقة بالتجارب المخبرية وحدها. لذا، استخدم فريق البحث نماذج حوسبة متقدمة لمحاكاة كيفية ترتيب البروتينات أثناء عملية الشد مما كشف عن تغيّر في حجم البُنى البلورية الهيدروجينية المسماة بلورات البيتا، وهي هياكل بلورية تتشكل داخل ألياف العنكبوت عندما تصطف سلاسل البروتين في نمط منظم، مما يعزز من قوة المادة. وتعتبر هذه البُنى البلورية مسؤولة عن منح الألياف صلابتها العالية، حيث تعمل كمناطق داعمة تمنع تمزق الألياف بسهولة. وأثناء عملية الشد، يزداد ترتيب هذه الهياكل البلورية مما يؤدي إلى تقوية الألياف أكثر. وتتشكل الروابط الهيدروجينية الداخلية داخل الجزيء الواحد، مما يساعد على الحفاظ على استقرار بنيته. أما الروابط الخارجية، فتتكون بين سلاسل بروتين مختلفة، مما يساهم في تعزيز تماسك الألياف ككل. وعند شد ألياف العنكبوت، تتكسر بعض الروابط الداخلية لتحل محلها روابط خارجية أقوى مما يحسن من صلابة الألياف ولكن يقلل من مرونتها إلى حد ما، وهو ما يجعل عملية الشد آلية ضابطة لمرونة وصلابة الألياف وفقًا للوظيفة المنوطة بها. مستقبل ألياف العنكبوت الاصطناعية من الناحية الصناعية، يمكن أن تحل ألياف العنكبوت المُهندَسة محل مواد صناعية قوية مثل الكيفلار والنايلون، مما يوفر بديلًا أكثر استدامة وصديقًا للبيئة. غير أن التحدي الأكبر يتمثل في تطوير طرق تصنيع واسعة النطاق لهذه الألياف ومستدامة بيئيًا. ويمثل فهم تحسين المواد التطورية تحديًا كبيرًا، إذ أن تاريخ الطفرات البروتينية ليس محفوظًا بشكل مثالي في السجل التطوري. ومع ذلك، فإن التنوع البيولوجي الواسع للحشرات الموجودة اليوم يسمح للعلماء بمقارنة تسلسلات البروتين والسلوك عبر الأنواع. ورغم أن أي عنكبوت يمكنه إنتاج الحرير من عدد محدود فقط من البروتينات فإنه من الممكن تحقيق مجموعة واسعة من الخصائص من نفس المكونات عندما يقوم العنكبوت بتعديل القوة التي يستخدمها لنسج وشد الخيوط. وهذا يوضح بالفعل كيفية تحسين خصائص المواد من خلال الجمع بين تطور البروتين والتكيف السلوكي. يقول غراهام "يجب على أي باحث يقوم بتصنيع مواد محاكاة حيوية أن يدرس بعناية السياق الذي تطورت فيه المادة لتجنب إغفال الخطوات الحاسمة في عملية الإنتاج". ويقول الباحث الرئيسي بالدراسة "الحرير يتميز بكثافة منخفضة، مما يجعله أخف وزنًا بكثير مقارنة بالمواد القوية الأخرى مثل الفولاذ والكيفلار. وهذا يحسن بشكل كبير من إمكانية نقله، وهو أمر مرغوب فيه في مجالات مثل التكنولوجيا الفضائية والمعدات الواقية. ويضيف أنه "يمكن تحسين عملية الشد لإنشاء شباك شحن صلبة لتأمين الحمولات الثقيلة أو أقمشة مرنة ومتينة لإبطاء الأجسام المتحركة بسرعات هائلة".


الجزيرة
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
الصين تنفذ تجربة تكشف إلى أي حد تصل غرابة ميكانيكا الكم
في خطوة علمية مثيرة، تمكن باحثون من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين من تحقيق إنجاز رائد في مجال الفيزياء الكمّية من خلال تجربة جديدة توضح مدى غرابة وتناقض ميكانيكا الكم مع القوانين الفيزيائية المعروفة، بالإضافة إلى تأكيد عدم جدوى أدمغتنا في فهم كيفية عمل هذا الكون. نُشرت الدراسة في دورية "ساينس أدفانسيز" يوم 29 يناير/كانون الثاني 2025، وكشفت عن سلوك كمّي يتحدى فهمنا للواقع باستخدام 37 بُعدا، مما قد يكون له تأثيرات كبيرة على مستقبل الحوسبة الكمومية والتقنيات المتقدمة. في تصريحات خاصة للجزيرة نت، قال جين شي شو، الأستاذ في المختبر الرئيسي للمعلومات الكمومية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، والباحث بالدراسة: "أجبنا عن سؤال لم يُحل عمره 35 عاما في أساس ميكانيكا الكم" إذ تمكن الفريق من تحديد الحد الأدنى من الظروف القادرة على إثبات التعارض التام بين سلوك الجسيمات الكمّية مع أي تفسير تقليدي أو منطق كلاسيكي. والمقصود بالمنطق الكلاسيكي هو القواعد التي تحكم قدرتنا على توقع سير الأحداث في حياتنا اليومية بناء على قوانين الفيزياء التقليدية. في هذا المنطق، لكل شيء حالة محددة، فإذا كنت تعرف جميع المعلومات عن شيء ما، يمكنك التنبؤ بسلوكه بشكل دقيق. على سبيل المثال، إذا رميت كرة، يمكنك معرفة مسارها وسرعتها بناء على قوانين نيوتن للحركة. عالم الكم المجنون! ميكانيكا الكم هي جزء من الفيزياء الحديثة، يدرس سلوك الجسيمات شديدة الصغر مثل الذرات والجزيئات. وتوجد ظواهر غريبة في عالم الكم لا يمكن تفسيرها بالمنطق الكلاسيكي والقوانين الفيزيائية التقليدية، مثل قدرة الجسيمات على الوجود في أكثر من مكان في الوقت نفسه. أحد أغرب الظواهر الكمومية ما يسمى التشابك الكمي، الذي يعني وجود علاقة بين جسيمين على أي مسافة ممكنة وبشكل لحظي، وعلى سبيل المثال يمكن أن تضع جسيما هنا على الأرض، وآخر في مجرة أخرى، وبشكل لحظي تقرأ وجود علاقة أو ترابط بينهما، بالرغم من عدم وجود أي أداة لذلك الاتصال. مفارقة غريبة مثل مفارقة "غرينبرغر هورن زيلينغر" التي تسمى اختصارا "جي إتش زد" هي حالة كمومية أعمق، حيث تتشابك فيها 3 جسيمات وليس جسيمان فقط، سُميت هذه المفارقة نسبة إلى العلماء الثلاثة الذين وصفوها لأول مرة عام 1989. ويُظهر هذا التشابُك نتائج تجريبية تتعارض بشكل مباشر مع التوقعات التي تقدمها النظريات الكلاسيكية. يقول شو: "مفارقة (غرينبرغر هورن زيلينغر) هي مفارقة كمومية حيث تتنبأ ميكانيكا الكم بسلوك معاكس للمنطق الكلاسيكي. وتحدث فيها الأشياء التي من المستحيل حدوثها في العالم الكلاسيكي بنسبة 100% " لأنه في الفيزياء الكلاسيكية ما يحدث لجسيم معين لا يمكن أن يتأثر به جسيم آخر بعيد عنه على الفور، بل يجب أن ينتقل أي تأثير أو معلومات بسرعة لا تتجاوز سرعة الضوء، ولكن حدوث ذلك في ظاهرة التشابك الكمي يهدم الأساس الذي تعتمد عليه النظريات الكلاسيكية والفيزياء التي نعرفها. على سبيل المثال لو حذفت الشمس من مكانها حالا، فإننا -نحن البشر- لن نشعر بذلك إلا بعد 8 دقائق، لأن تأثير الجاذبية سيُمحى تدريجيا من موضع الشمس إلى الأرض بسرعة لا تتجاوز سرعة الضوء، أما في التشابك الكمي أو مفارقة غرينبرغر هورن زيلينغر، فإن ذلك يحدث فورا. ليس ذلك فحسب، بل يأتي مفهوم "السياقات" ليزيد من جنون عالم الكم ويدفعه بعيدا بأشواط عن عالمنا الذي نفهمه. إذ توضح "السياقية" أن نتيجة قياس شيء ما في العالم الكمومي يمكن أن تتغير حسب السياق المحيط. بمعنى آخر، إذا تم قياس شيء ما في سياق معين، فقد تكون النتيجة مختلفة عما إذا تم قياسه في سياق آخر. هذه الظاهرة غير موجودة في الفيزياء الكلاسيكية التي نعرفها أيضا! تجربة في 37 بُعدا! أراد الباحثون معرفة أبسط وأقوى شكل ممكن لإثبات فشل المنطق الكلاسيكي في العالم الكمي عبر إيجاد أقل عدد من القياسات التي يمكن من خلالها إثبات هذه السلوكيات الكمّية الغريبة، وهو ما دفعهم إلى استخدام مفارقة "جي إتش زد" دون غيرها من الظواهر الكمية. فبعكس بقية الظواهر الكمية التي يصعب فيها الاستبعاد التام للمنطق الكلاسيكي، تأخذ مفارقة "جي إتش زد" التشابك الكمي إلى مستوى أعمق، حيث تُظهر أن الجسيمات يمكن أن تعطي نتائج متناقضة تماما مع أي منطق كلاسيكي، وبدون الحاجة إلى إحصائيات أو احتمالات، بل من خلال منطق حتمي مباشر، مما جعلها مثالية لتحقيق أهدافهم. استخدم الباحثون معالجا ضوئيا ليزريا يعتمد على الألياف البصرية لاستكشاف السياق الكمومي في فضاء ذي 37 بُعدا. وضح شو كيفية عمل هذه الطريقة قائلا: "يتم تمثيل كل بُعد بنبضة ضوئية في وقت مختلف، وتُشفِّر سعة النبضات الحالة الكمومية الدقيقة. تحقق تلك الطريقة دقة عالية وقابلية للتطوير، مما يعني أنه يمكنها تمثيل حالات كمومية ذات أبعاد أعلى بسهولة". حاول الباحثون تقليل عدد السياقات المستخدمة في التجربة إلى أقل عدد ممكن، وتمكنوا من الوصول إلى 3 سياقات فقط، وهو ما يُعتبر إنجازا كبيرا، لأن هذا العدد هو الحد الأدنى النظري الممكن. يجدر بالذكر أن الفضاء ذا الأبعاد العالية (مثل 37 بُعدا) المستخدم هنا هو أداة رياضية تُستخدم لوصف الحالات الكمومية المعقدة، أي أن هذه الأبعاد ليست أبعادا مكانية أو زمنية بالمعنى الذي نعرفه في حياتنا اليومية (مثل الطول والعرض والارتفاع والزمن). بل هي أبعاد رياضية مجردة تُستخدم لتمثيل المعلومات الكمومية، مما سمح للباحثين بإثبات عدم قدرة القوانين الفيزيائية الكلاسيكية على تفسير السلوك الكمومي. أبواب عالم الكم الجدلية في عالم الفيزياء الكلاسيكية، يمكننا فهم الأحداث بشكل بديهي باستخدام القوانين الفيزيائية الكلاسيكية، مثل تتبع مسار صاروخ أو سرعة سقوط تفاحة. لكن الفيزياء الكمومية قلبت هذا الفهم رأسا على عقب، حيث أظهرت أن الواقع لا يتحدد إلا عند إجراء القياس، وقبل ذلك، كل شيء غير محدد، وتُعرف هذه الحالة بعدم اليقين الكمومي. حتى مع 3 سياقات فقط، يمكن للفيزياء الكمومية أن تجعل توقعاتنا التقليدية للواقع خطأ تماما، أي لا يمكنك استنتاج ما حدث ليوجد صاروخ ما في هذا الموقع، فلا يمكنك معرفة من أطلقه أو كيف وصل إلى هنا. كل التوقعات الكلاسيكية ستكون خطأ لأن السياق المنطقي الذي يمثله الاتجاه والسرعة والمسافة التي قطعها الصاروخ ليس بالضرورة حقيقة ما تحتاجه في العالم الكمّي لمعرفة مكان إطلاق هذا الصاروخ! إحدى الإشكاليات المثيرة التي تطرحها هذه التجربة هي طبيعة الواقع نفسه. ويعلق شو على ذلك قائلا: "إذا كان الواقع الكمّي يتناقض مع الواقعية المحلية [أي يتناقض مع وجود خصائص محددة مسبقا وتتجاوز سرعة الضوء]، فهذا يشير إلى أن تصورنا للواقع قد يكون غير مكتمل أو قائما على افتراضات كلاسيكية. وقد تشير فكرة الأبعاد الإضافية إلى طبقات أعمق من الواقع، مما قد يوفر وصفا أكثر جوهرية للكون". ورغم الإمكانات المذهلة التي تقدمها هذه التجربة، فإن تطبيق نتائجها في العالم الحقيقي لا يزال يواجه عقبات تقنية كبيرة. وفقا لشو: "الحاجز الحالي هو من الناحية الفنية، إذ لا يزال الحاسوب الكمّي الشامل القابل للتطوير والمقاوم للأخطاء قيد التطوير. لكننا نأمل في رؤية النماذج الأولية في العقد المقبل". ويوضح شو خطط الفريق المستقبلية قائلا: "نخطط لدراسة الميزة الحسابية التي يمكن تحقيقها باستخدام الحالة الكمومية والدوائر. إذ تعد الحوسبة الكمومية بتحسين القوة الحسابية للبشرية بشكل كبير". هذا النهج المتقدم يتيح استكشاف حالات كمومية معقدة بدقة غير مسبوقة، ويمثل تحسينا كبيرا مقارنة بالتجارب السابقة التي كانت محدودة بعدد الأبعاد التي يمكن تمثيلها واختبارها. بمعنى آخر، تعزز هذه الدراسة الفهم النظري لميكانيكا الكم، وفي الوقت نفسه، تمهد الطريق لاستخدام هذه الظواهر في بناء حواسيب كمومية أكثر قوة وكفاءة.