أحدث الأخبار مع #ستوديوغيبلي


العين الإخبارية
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العين الإخبارية
مسلسلات الرسوم المتحركة اليابانية.. «منجم» استثمارات المستقبل
لبضعة أيام في شهر مارس/آذار الماضي، اجتاحت الرسوم المتحركة اليابانية، "الأنمي" و"المانغا"، الإنترنت. حيث انتشرت شخصياتٌ فاتنةٌ وواسعةُ العيون كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مرسومةً بأسلوب استوديو غيبلي - وهو أسلوبٌ رسومات مُسمّى تيمنًا بالعقول المبدعة وراء أفلام الرسوم المتحركة مثل "جاري توتورو" و"المخطوفة" و"قلعة هاول المتحركة". ولسوء حظ استوديو غيبلي، وللصناعة الإبداعية اليابانية عمومًا، لم يكن هذا الانتشار لرسومات من صنع أيديهم، بل كانت شركة OpenAI الأمريكية تستعرض أحدث تطبيقاتها لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي. وكل ما كان على المستخدمين فعله هو تحميل صورة وتوجيه أمر بتحويلها على أسلوب ستوديو غيبلي. وأثارت هذه الظاهرة التي أطلق عليها اسم "غيبليفيكيشن"، كما عُرفت، اتهاماتٍ بأن الذكاء الاصطناعي يُقوّض شكلًا فنيًا فريدًا ومتميزًا، ويفشل في تعويض المبدعين. وردًا على الانتقادات، أصرت OpenAI على أنها لا تسمح بتوليد الصور بأسلوب "الفنانين الأحياء الأفراد"، لكنها تسمح بـ"أنماط الاستوديوها الأوسع والاكثر شمولا". وفي اليابان، كانت الضجة أكثر شراسة بشكل خاص، مما يؤكد أن البلاد كانت معرضة لخطر فقدان السيطرة على أحد أهم أصولها الإبداعية في وقت كانت فيه شعبيتها أكبر من أي وقت مضى. قاعدة عملاقة من المعجبين بالأنمي وفي السنوات القليلة الماضية، تحول الأنمي الياباني (وهو اختصار للوصف الإنجليزي "animation") من فئة المعجبين المحدودين إلى أحد أقوى وسائل التأثير اليابانية. ويُقدر عدد معجبيه بنحو 800 مليون شخص، من نجوم الرياضة والموسيقيين وحتى السياسيين. وقد أعلن لاعب كرة القدم الأمريكية جمال ويليامز ومغنية الراب ميغان ذي ستاليون عن حبهما لمسلسلات مثل ناروتو وبوكيمون. وارتدى شيغيرو إيشيبا، رئيس الوزراء الياباني، ذات مرة زي الشرير "ماجين بوو" من مسلسل الأنمي الشهير "دراغون بول زد"، ضمن أحدث جزء من سلسلة طويلة الأمد. ومن المتوقع الآن أن يتضاعف حجم السوق العالمية للأنمي تقريبًا من 31.2 مليار دولار في عام 2023 إلى 60.1 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لما ذكره بنك الاستثمار جيفريز في تقرير صدر عام 2024. ويقول مات ألت، مؤلف كتاب "الاختراع الخالص: كيف صنعت اليابان العالم الحديث"، إنه "قد تكون هذه ذروة الثقافة الشعبية اليابانية". وبعد أن حققت مسلسلات الأنمي نجاحًا مفاجئًا على نتفليكس وغيرها من منصات البث خلال الجائحة، لاحظت الاستوديوهات العالمية جاذبية خلفيات هذه المسلسلات وبما تضمه من تشكيلة واسعة من الشخصيات وخطوط الحبكة، لا سيما مع تعثر سلاسل أفلام الأبطال الخارقين. وتتوق شركات الاستثمار الخاصة العالمية لشراء شركات الترفيه اليابانية وحقوق الملكية الفكرية القيّمة التي تمتلك حقوق هذه المسلسلات. ولكن مع تزايد شعبية الأنمي والمانغا - القصص المصورة التي تُستمد منها العديد من شخصيات وقصص مسلسلات الأنمي - تشعر الاستوديوهات اليابانية وحكومة البلاد بقلق متزايد من ضياع حقوق القيمة المالية لهذه الأعمال في الخارج. غزو الثقافة اليابانية ويقول رولاند كيلتس، مؤلف كتاب "اليابان وأمريكا: كيف غزت الثقافة الشعبية اليابانية الولايات المتحدة"، أن "ما بدأنا نراه من شركات الأنمي هو إدراكٌ بأن جانب الإنتاج والتوزيع في هذه الصناعة غير فعال، حيث يجني الوسطاء أموالًا طائلة، لكن هذا لا يصل للمبدعون الحقيقيون أصحاب الملكية الفكرية لهذه الأعمال". ويوضح حجم فجوة عدم الاستفادة من إبداعات الأنمي، أنه في حين أن الشركات اليابانية تستحوذ على ما يقرب من 90% من مبيعات قطاع الألعاب العالمي، فإن هذه النسبة بالنسبة لاستوديوهات الأنمي تقل عن 10%، وفقًا لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، استنادًا إلى تقديرات هيومان ميديا، وهي مجموعة تحليل إعلامي، وجمعية الرسوم المتحركة اليابانية. وذلك لأن العائدات تتفرق بين العديد من الأطراف، حيث يحصل الموزعون ومنصات البث وشركات التسويق على حصص من عائدات البث، كما أن التنزيلات غير القانونية أو القرصنة الرقمية لهذه الأعمال من شبكة الإنترنت تُمثل مشكلة كبيرة. ومما يزيد من التحدي وجود مشاكل داخل صناعة الرسوم المتحركة اليابانية، فإنتاج الأنمي التقليدي مكلف للغاية: فوفقًا لتقديرات أكاديمية يويوجي للرسوم المتحركة، قد يستغرق فريق إنتاج مكون من 100 شخص شهرين لإنتاج حلقة واحدة مدتها 30 دقيقة، بتكلفة 20 مليون ين (140 ألف دولار). ووُجهت انتقادات للاستوديوهات بسبب تدني الأجور وممارسات العمل الاستغلالية لكل من رسامي الرسوم المتحركة والممثلين. وكما هو الحال في العديد من القطاعات الإبداعية الأخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في تبسيط عمليات الإنتاج الشاقة، ولكنه يُنظر إليه أيضًا على أنه تهديد. أصول استثمارية ذات قيمة وعلى مدى العقد الماضي، بحث العديد من أكبر مستثمري الأسهم الخاصة في العالم عن فرص استثمارية في اليابان. وسعى بعضهم إلى تفكيك الشركات الصناعية العريقة، بينما سعى آخرون إلى الاستثمار في العقارات. لكن أتسوهيكو ساكاموتو، رئيس قسم الأسهم الخاصة في اليابان لدى شركة بلاكستون الأمريكية لإدارة الأصول، رأى قيمةً في أماكن أخرى. وأثناء تنقله بين أوساكا وطوكيو، لاحظ ساكاموتو تزايدًا في إقبال الناس على قراءة المانغا - ليس بالنسخ الورقية التقليدية، بل على أجهزة الآيباد وغيرها من الأجهزة. ويقول ساكاموتو، "منذ حوالي3 إلى 4 سنوات، بدأت ألاحظ إقبال الناس على قراءة القصص المصورة، أو المانغا، عبر الأجهزة الرقمية". وفي العام الماضي، وافقت بلاكستون على دفع 1.7 مليار دولار أمريكي لشركة إنفوكوم، التي تضم ناشرًا وموزعًا للمانغا يحظى بشعبية واسعة، ويستهدف في المقام الأول المستهلكات من النساء فوق سن الثلاثين - وهي واحدة من أكبر صفقات الأسهم الخاصة في اليابان عام 2024. وإلى جانب قاعدة مستخدميها، حصلت بلاكستون أيضًا على حق الوصول إلى كتالوج الشركة السابق الذي يضم 120 ألف عنوان من القصص المصورة المختلفة، وهو منجم ذهبي للملكية الفكرية الثمينة. ويوضح تاكاشي كوداما، الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، أن "ما يقرب من 70-80% أو أكثر من المحتوى الذي يحقق نجاحًا كبيرًا في اليابان مستوحى من المانغا، على عكس ديزني، حيث يبدأ كل شيء من الفيلم، هنا في اليابان، يبدأ كل شيء من المانغا". وبعد تغيير علامتها التجارية إلى "أموتوس"، تخطط الشركة لتكليف وشراء عناوين جديدة في أنواع مثل الخيال العلمي والفانتازيا، والتوسع دوليًا من خلال الترجمة. ويقول ساكاموتو، "نوزع اليوم 90% من محتوى الآخرين، بينما نسيطر على 10% فقط، ونسعى لمضاعفة هذه النسبة خلال السنوات الثلاث المقبلة، هذا سيفتح لنا آفاقًا جديدة للشراكة مع استوديوهات الرسوم المتحركة". وتأمل أموتوس أن يكون متجرها الرقمي سهل الاستخدام بما يكفي ليدفع المعجبون بدلًا من المخاطرة بتنزيل أعمال مقرصنة، وتأمل في استخدام خوارزميات لتخصيص العروض بما يناسب أذواق المستخدمين. وعلى عكس القصص المصورة أو المانغا، بالنسبة لاستوديوهات الأنمي، يعد الإنتاج والتوزيع أكثر تعقيدًا وتكلفة، وتختلف الاستراتيجية. وللوصول إلى جمهور عالمي، تعتمد هذه الاستوديوهات حاليًا على صفقات مع موزعين رئيسيين ومنصات بث، مما يعني أنها تتنازل عن جزء من العائدات، حتى الشركات اليابانية الكبرى مثل توهو تواجه نفس المشكلة. ويقول "أوتا"، الذي يشغل منصب رئيس قسم الأنمي في "توهو"، "حتى الآن، كانت استراتيجيتنا تقتصر على بيع الترخيص الرئيسي للاستفادة من الملكية الفكرية، وهذا كل شيء، كنا نحصل على مبلغ كبير من المال في البداية، وهذا كل شيء". ويضيف، "لم تكن لدينا أدنى فكرة عن كمية الأنمي والمنتجات التي تُباع في كل دولة ومنطقة، لكن استراتيجيتنا المستقبلية هي أن يتفق فريقنا الخارجي على اتفاقيات الترخيص لكل منطقة". ويستكشف بعض مالكي المحتوى كيفية توفير عدد من المنصات المختلفة في وقت واحد، على أمل زيادة ظهورها. والهدف الحكومي الآن هو بناء منصات يابانية محلية ذات انتشار دولي سيكون تحديًا وفق تصريحات لمسئولين لفايننشال تايمز. وبدلاً من ذلك، يتم تسليط الضوء على شراكات مثل تلك التي تجمع قناة "أنمي تايمز"، وهي تعاون بين استوديوهات يابانية مختلفة، وشركة أمازون برايم. أيضا، تستكشف استوديوهات الأنمي البيع المباشر وإنشاء مواقعها الإلكترونية الخاصة، كما تخطط شركة "توهو" لافتتاح مقاهٍ مستوحاة من شخصيات الأنمي الشهيرة، وتستكشف فكرة إنشاء حدائق ترفيهية في الخارج للاستفادة من شعبية هذا العالم المتشعب. وهناك أمل في أن تصبح الاستوديوهات التي تشهد منافسة شرسة أكثر مرونةً وتعاونًا. وتقليديًا، كانت تُموّل عناوين الأنمي من قِبل "لجان إنتاج" مؤلفة من مستثمرين خارجيين - وهو نموذجٌ جعل التفاوض على صفقات الحقوق أمرًا صعبًا. وبدلاً من ذلك، أصبحت استوديوهات الأنمي أكثر استعدادًا لتحمل المزيد من المخاطر المالية بنفسها، مما يعني أنها تحتاج إلى عدد أقل من الشركاء لكل مشروع، كما يقول المحللون، حتى تتمكن من الاستفادة من عائد محتواها الابداعي. aXA6IDE1NC4xMy45Ljg4IA== جزيرة ام اند امز GB


الغد
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الغد
ChatGPT يقلّد غيبلي: فن مذهل أم انتهاك لحقوق الملكية؟
إسراء الردايدة مؤخرًا، غصّت وسائل التواصل الاجتماعي بصور تبدو وكأنها خرجت من فيلم من إنتاج ستوديو غيبلي. صور سيلفي، صور عائلية، وحتى ميمز (meme) أعيد تخيلها بالألوان الهادئة والباستيلية المميزة لأعمال شركة الرسوم المتحركة اليابانية التي أسسها هاياو ميازاكي. اضافة اعلان هذا جاء بعد التحديث الأخير الذي أجرته OpenAI على ChatGPT، حيث حسّن بشكل كبير قدرات توليد الصور في الأداة، مما أتاح للمستخدمين إنتاج صور بأسلوب غيبلي في ثوانٍ معدودة. وقد حظيت هذه الميزة بشعبية جارفة لدرجة أن النظام تعرّض لعطل مؤقت بسبب ضغط المستخدمين، وفقا لموقع " أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT يمكن فهمها على أنها "محركات أسلوب" (style engines). وما نشهده الآن هو أن هذه الأنظمة باتت تتيح للمستخدمين دقة وتحكمًا غير مسبوقين في المخرجات. لكن هذا التطور يفتح الباب أيضًا أمام أسئلة جديدة ومعقدة تتعلق بحقوق النشر وملكية الإبداع. كيف يصنع ChatGPT الجديد الصور؟ تعمل برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال إنتاج محتوى استجابةً لأوامر المستخدم، بما في ذلك الطلبات الخاصة بإنشاء صور. في الإصدارات السابقة، اعتمدت مولدات الصور على نماذج تُعرف باسم نماذج الانتشار (Diffusion Models)، وهي تقوم بتكرير بيانات عشوائية وضوضائية تدريجيًا إلى أن تتشكل صورة واضحة ومتماسكة. لكن التحديث الأخير لـChatGPT يستخدم ما يُعرف بـخوارزمية توليدية تسلسلية (Autoregressive Algorithm)، وهي مقاربة مختلفة جذريًا. تعامل هذه الخوارزمية الصور بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع اللغة، حيث تقوم بتقسيم الصورة إلى وحدات صغيرة تُعرف بـ"الرموز" أو "Tokens". وكما يتنبأ ChatGPT بالكلمات الأكثر احتمالًا في جملة، يمكنه الآن التنبؤ بعناصر بصرية مختلفة داخل الصورة بشكل مستقل. هذه الطريقة في "ترميز الصور" تسمح للخوارزمية بفهم أفضل لخصائص محددة داخل الصورة، وعلاقتها بالكلمات الموجودة في الأمر النصي. والنتيجة؟ قدرة أكبر على توليد صور دقيقة وفقًا لتعليمات المستخدم، مقارنة بالجيل السابق من أدوات توليد الصور. كما أن هذه التقنية تُسهّل عملية استبدال أو تعديل أجزاء محددة من الصورة مع الحفاظ على باقي العناصر، وتحسّن من دقة النصوص المضمّنة داخل الصور، وهي نقطة لطالما كانت تحديًا في النماذج السابقة. وواحدة من أبرز مزايا توليد الصور من داخل نموذج لغوي كبير هي القدرة على الاستفادة من المعرفة المضمّنة مسبقًا في النموذج. هذا يعني أن المستخدم لا يحتاج إلى شرح كل تفصيل صغير في الصورة. يمكنه ببساطة أن يطلب صورة "بأسلوب ستوديو غيبلي"، وسيفهم الذكاء الاصطناعي المرجع فورًا. وبدأت موضة صور "ستوديو غيبلي" مؤخرًا من داخل OpenAI نفسها، قبل أن تنتشر بين مهندسي البرمجيات في وادي السيليكون، ثم تجد طريقها إلى الحكومات والساسة أيضًا. ومن بين الاستخدامات اللافتة: البيت الأبيض استخدم هذه التقنية لإنتاج صورة بأسلوب غيبلي تُظهر امرأة تبكي أثناء ترحيلها. والحكومة الهندية استخدمتها في الترويج لرؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي لما يُعرف بـ"الهند الجديدة". فهم الذكاء الاصطناعي كنظم "توليد الأساليب" لا تخزّن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي المعلومات بالطريقة التقليدية المعتادة. بدلاً من ذلك، تقوم بترميز النصوص، والحقائق، وقطع الصور ضمن أنماط – أو ما يُعرف بـ"الأساليب" (styles) – داخل شبكاتها العصبية. وبفضل التدريب على كميات هائلة من البيانات، تتعلم هذه النماذج التعرّف على الأنماط على مستويات متعددة. الطبقات السفلى من الشبكة العصبية قد تلتقط سمات بسيطة مثل العلاقات بين الكلمات أو نسيج الصور. أما الطبقات العليا، فتقوم بترميز مفاهيم أكثر تعقيدًا أو عناصر بصرية متكاملة. وهذا يعني أن كل شيء – الأشياء، الخصائص، الأنواع الأدبية، وحتى نبرة الكتابة المهنية – يتم تحويله إلى أسلوب يمكن للنموذج فهمه وإعادة توليده. فعلى سبيل المثال، عندما يتعلّم الذكاء الاصطناعي عن أعمال ميازاكي (مؤسس ستوديو غيبلي)، فهو لا يقوم بحفظ لقطات معينة من أفلام الاستوديو (رغم أن بعض الصور المنتجة قد تبدو قريبة جدًا من اللقطات الأصلية). بل يقوم بترميز ما يمكن تسميته بـ"روح غيبلي" أو "Ghibli-ness" على شكل نمط رياضي يمكن تطبيقه لاحقًا على صور جديدة. الأمر نفسه ينطبق على مفاهيم مثل "موز"، "قطة"، أو "رسالة بريد إلكتروني رسمية". حيث يتعلّم النموذج "جوهر الموز"، أو "طبيعة القطة"، أو "نمط المراسلات المهنية" كأنماط قابلة للتطبيق. ولطالما كان ترميز الأساليب ونقلها هدفًا صريحًا في أبحاث الذكاء البصري. واليوم، لدينا مولّد صور قادر على تحقيق هذا الهدف بمستوى غير مسبوق من الدقة والتحكّم. هذه المقاربة تفتح آفاقًا مذهلة في الإبداع، سواء على مستوى النصوص أو الصور. فبما أن كل شيء أصبح "أسلوبًا"، يمكن الآن دمج هذه الأساليب بحرية وتبادلها. ولهذا السبب، نُطلق على هذه النماذج وصف "محركات الأسلوب" (Style Engines). جرب مثلًا أن تطلب من النموذج توليد صورة لـ"كرسي بذراعين بأسلوب قطة"، أو "كرسي على الطراز الإلفي (elvish)" – وستُذهلك النتيجة. جدل حقوق النشر: حين تتحول "الأساليب" إلى هوية فنية رغم أن القدرة على التعامل مع الأساليب الفنية هي ما يمنح الذكاء الاصطناعي التوليدي قوته الإبداعية، فإنها أيضًا تقع في صميم جدل متصاعد. بالنسبة لكثير من الفنانين، من المزعج بشدة أن يُختزل أسلوبهم الفني الفريد إلى مجرد "نمط" يمكن لأي شخص استخدامه عبر أمر نصي بسيط. حتى الآن، لم يُدلِ هاياو ميازاكي، المخرج الياباني الشهير ومؤسس ستوديو غيبلي، بأي تعليق علني بشأن ظاهرة توليد الصور بأسلوبه الفني باستخدام ChatGPT. لكنه عبّر سابقًا عن انتقادات تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا كله يثير أسئلة جديدة بالكامل تتعلق بحقوق النشر والملكية الإبداعية. بشكل عام، لا تحمي قوانين حقوق النشر الأسلوب الفني بحد ذاته، بل تحمي فقط التعبيرات المحددة عنه. لا يمكنك، على سبيل المثال، تسجيل حقوق ملكية فكرية على نوع موسيقي مثل "السكّا"، أو على حركة فنية مثل "الانطباعية". وهذا القيد القانوني له ما يبرره؛ إذ إن احتكار أحدهم لأسلوب فني بالكامل قد يؤدي إلى خنق الإبداع لدى الآخرين. لكن ثمة فارق بين الأساليب العامة وتلك التي أصبحت مميزة جدًا لدرجة ارتباطها بهوية شخصية لفنان بعينه. فعندما يصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي توليد صور "بأسلوب غريغ راتكوفسكي" – وهو فنان بولندي ذُكر اسمه في أكثر من 93,000 طلب ضمن مولد الصور Stable Diffusion – فإن ذلك يشكل تهديدًا مباشرًا لمصدر رزقه وإرثه الفني. تحرك قانوني بالفعل، بدأ بعض المبدعين باتخاذ خطوات قانونية. في أواخر عام 2022، رفع ثلاثة فنانين دعوى قضائية جماعية ضد عدة شركات ذكاء اصطناعي، بدعوى أن مولدات الصور التابعة لها تم تدريبها على أعمالهم الأصلية دون إذن، وهي الآن تتيح للمستخدمين توليد أعمال مشتقة تحاكي أساليبهم الفنية الفريدة. ومع تسارع التطور التكنولوجي مقارنة بتباطؤ القانون، يجري العمل حاليًا على إعداد تشريعات جديدة تحاول الموازنة بين الابتكار التقني وحماية الهوية الإبداعية للفنانين. أياً كانت نتيجة هذه القضايا، فإن هذا الجدل يكشف عن طبيعة الذكاء الاصطناعي التحويلية، ويدعو إلى التأمل في جوانب متعددة منها الإمكانيات الإبداعية الهائلة لمحركات "الأسلوب"، والحاجة الماسّة لوضع ضوابط قانونية دقيقة تحمي الأساليب الفنية المميزة من الانتهاك أو الاستغلال التجاري غير العادل.