logo
ChatGPT يقلّد غيبلي: فن مذهل أم انتهاك لحقوق الملكية؟

ChatGPT يقلّد غيبلي: فن مذهل أم انتهاك لحقوق الملكية؟

الغد٠٣-٠٤-٢٠٢٥

إسراء الردايدة
مؤخرًا، غصّت وسائل التواصل الاجتماعي بصور تبدو وكأنها خرجت من فيلم من إنتاج ستوديو غيبلي. صور سيلفي، صور عائلية، وحتى ميمز (meme) أعيد تخيلها بالألوان الهادئة والباستيلية المميزة لأعمال شركة الرسوم المتحركة اليابانية التي أسسها هاياو ميازاكي.
اضافة اعلان
هذا جاء بعد التحديث الأخير الذي أجرته OpenAI على ChatGPT، حيث حسّن بشكل كبير قدرات توليد الصور في الأداة، مما أتاح للمستخدمين إنتاج صور بأسلوب غيبلي في ثوانٍ معدودة. وقد حظيت هذه الميزة بشعبية جارفة لدرجة أن النظام تعرّض لعطل مؤقت بسبب ضغط المستخدمين، وفقا لموقع "
أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT يمكن فهمها على أنها "محركات أسلوب" (style engines). وما نشهده الآن هو أن هذه الأنظمة باتت تتيح للمستخدمين دقة وتحكمًا غير مسبوقين في المخرجات.
لكن هذا التطور يفتح الباب أيضًا أمام أسئلة جديدة ومعقدة تتعلق بحقوق النشر وملكية الإبداع.
كيف يصنع ChatGPT الجديد الصور؟
تعمل برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال إنتاج محتوى استجابةً لأوامر المستخدم، بما في ذلك الطلبات الخاصة بإنشاء صور.
في الإصدارات السابقة، اعتمدت مولدات الصور على نماذج تُعرف باسم نماذج الانتشار (Diffusion Models)، وهي تقوم بتكرير بيانات عشوائية وضوضائية تدريجيًا إلى أن تتشكل صورة واضحة ومتماسكة.
لكن التحديث الأخير لـChatGPT يستخدم ما يُعرف بـخوارزمية توليدية تسلسلية (Autoregressive Algorithm)، وهي مقاربة مختلفة جذريًا.
تعامل هذه الخوارزمية الصور بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع اللغة، حيث تقوم بتقسيم الصورة إلى وحدات صغيرة تُعرف بـ"الرموز" أو "Tokens". وكما يتنبأ ChatGPT بالكلمات الأكثر احتمالًا في جملة، يمكنه الآن التنبؤ بعناصر بصرية مختلفة داخل الصورة بشكل مستقل.
هذه الطريقة في "ترميز الصور" تسمح للخوارزمية بفهم أفضل لخصائص محددة داخل الصورة، وعلاقتها بالكلمات الموجودة في الأمر النصي. والنتيجة؟ قدرة أكبر على توليد صور دقيقة وفقًا لتعليمات المستخدم، مقارنة بالجيل السابق من أدوات توليد الصور.
كما أن هذه التقنية تُسهّل عملية استبدال أو تعديل أجزاء محددة من الصورة مع الحفاظ على باقي العناصر، وتحسّن من دقة النصوص المضمّنة داخل الصور، وهي نقطة لطالما كانت تحديًا في النماذج السابقة.
وواحدة من أبرز مزايا توليد الصور من داخل نموذج لغوي كبير هي القدرة على الاستفادة من المعرفة المضمّنة مسبقًا في النموذج. هذا يعني أن المستخدم لا يحتاج إلى شرح كل تفصيل صغير في الصورة. يمكنه ببساطة أن يطلب صورة "بأسلوب ستوديو غيبلي"، وسيفهم الذكاء الاصطناعي المرجع فورًا.
وبدأت موضة صور "ستوديو غيبلي" مؤخرًا من داخل OpenAI نفسها، قبل أن تنتشر بين مهندسي البرمجيات في وادي السيليكون، ثم تجد طريقها إلى الحكومات والساسة أيضًا.
ومن بين الاستخدامات اللافتة: البيت الأبيض استخدم هذه التقنية لإنتاج صورة بأسلوب غيبلي تُظهر امرأة تبكي أثناء ترحيلها. والحكومة الهندية استخدمتها في الترويج لرؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي لما يُعرف بـ"الهند الجديدة".
فهم الذكاء الاصطناعي كنظم "توليد الأساليب"
لا تخزّن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي المعلومات بالطريقة التقليدية المعتادة. بدلاً من ذلك، تقوم بترميز النصوص، والحقائق، وقطع الصور ضمن أنماط – أو ما يُعرف بـ"الأساليب" (styles) – داخل شبكاتها العصبية.
وبفضل التدريب على كميات هائلة من البيانات، تتعلم هذه النماذج التعرّف على الأنماط على مستويات متعددة.
الطبقات السفلى من الشبكة العصبية قد تلتقط سمات بسيطة مثل العلاقات بين الكلمات أو نسيج الصور.
أما الطبقات العليا، فتقوم بترميز مفاهيم أكثر تعقيدًا أو عناصر بصرية متكاملة.
وهذا يعني أن كل شيء – الأشياء، الخصائص، الأنواع الأدبية، وحتى نبرة الكتابة المهنية – يتم تحويله إلى أسلوب يمكن للنموذج فهمه وإعادة توليده.
فعلى سبيل المثال، عندما يتعلّم الذكاء الاصطناعي عن أعمال ميازاكي (مؤسس ستوديو غيبلي)، فهو لا يقوم بحفظ لقطات معينة من أفلام الاستوديو (رغم أن بعض الصور المنتجة قد تبدو قريبة جدًا من اللقطات الأصلية).
بل يقوم بترميز ما يمكن تسميته بـ"روح غيبلي" أو "Ghibli-ness" على شكل نمط رياضي يمكن تطبيقه لاحقًا على صور جديدة.
الأمر نفسه ينطبق على مفاهيم مثل "موز"، "قطة"، أو "رسالة بريد إلكتروني رسمية". حيث يتعلّم النموذج "جوهر الموز"، أو "طبيعة القطة"، أو "نمط المراسلات المهنية" كأنماط قابلة للتطبيق.
ولطالما كان ترميز الأساليب ونقلها هدفًا صريحًا في أبحاث الذكاء البصري. واليوم، لدينا مولّد صور قادر على تحقيق هذا الهدف بمستوى غير مسبوق من الدقة والتحكّم.
هذه المقاربة تفتح آفاقًا مذهلة في الإبداع، سواء على مستوى النصوص أو الصور. فبما أن كل شيء أصبح "أسلوبًا"، يمكن الآن دمج هذه الأساليب بحرية وتبادلها. ولهذا السبب، نُطلق على هذه النماذج وصف "محركات الأسلوب" (Style Engines).
جرب مثلًا أن تطلب من النموذج توليد صورة لـ"كرسي بذراعين بأسلوب قطة"، أو "كرسي على الطراز الإلفي (elvish)" – وستُذهلك النتيجة.
جدل حقوق النشر: حين تتحول "الأساليب" إلى هوية فنية
رغم أن القدرة على التعامل مع الأساليب الفنية هي ما يمنح الذكاء الاصطناعي التوليدي قوته الإبداعية، فإنها أيضًا تقع في صميم جدل متصاعد. بالنسبة لكثير من الفنانين، من المزعج بشدة أن يُختزل أسلوبهم الفني الفريد إلى مجرد "نمط" يمكن لأي شخص استخدامه عبر أمر نصي بسيط.
حتى الآن، لم يُدلِ هاياو ميازاكي، المخرج الياباني الشهير ومؤسس ستوديو غيبلي، بأي تعليق علني بشأن ظاهرة توليد الصور بأسلوبه الفني باستخدام ChatGPT. لكنه عبّر سابقًا عن انتقادات تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وهذا كله يثير أسئلة جديدة بالكامل تتعلق بحقوق النشر والملكية الإبداعية.
بشكل عام، لا تحمي قوانين حقوق النشر الأسلوب الفني بحد ذاته، بل تحمي فقط التعبيرات المحددة عنه.
لا يمكنك، على سبيل المثال، تسجيل حقوق ملكية فكرية على نوع موسيقي مثل "السكّا"، أو على حركة فنية مثل "الانطباعية".
وهذا القيد القانوني له ما يبرره؛ إذ إن احتكار أحدهم لأسلوب فني بالكامل قد يؤدي إلى خنق الإبداع لدى الآخرين.
لكن ثمة فارق بين الأساليب العامة وتلك التي أصبحت مميزة جدًا لدرجة ارتباطها بهوية شخصية لفنان بعينه.
فعندما يصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي توليد صور "بأسلوب غريغ راتكوفسكي" – وهو فنان بولندي ذُكر اسمه في أكثر من 93,000 طلب ضمن مولد الصور Stable Diffusion – فإن ذلك يشكل تهديدًا مباشرًا لمصدر رزقه وإرثه الفني.
تحرك قانوني
بالفعل، بدأ بعض المبدعين باتخاذ خطوات قانونية.
في أواخر عام 2022، رفع ثلاثة فنانين دعوى قضائية جماعية ضد عدة شركات ذكاء اصطناعي، بدعوى أن مولدات الصور التابعة لها تم تدريبها على أعمالهم الأصلية دون إذن، وهي الآن تتيح للمستخدمين توليد أعمال مشتقة تحاكي أساليبهم الفنية الفريدة.
ومع تسارع التطور التكنولوجي مقارنة بتباطؤ القانون، يجري العمل حاليًا على إعداد تشريعات جديدة تحاول الموازنة بين الابتكار التقني وحماية الهوية الإبداعية للفنانين.
أياً كانت نتيجة هذه القضايا، فإن هذا الجدل يكشف عن طبيعة الذكاء الاصطناعي التحويلية، ويدعو إلى التأمل في جوانب متعددة منها الإمكانيات الإبداعية الهائلة لمحركات "الأسلوب"، والحاجة الماسّة لوضع ضوابط قانونية دقيقة تحمي الأساليب الفنية المميزة من الانتهاك أو الاستغلال التجاري غير العادل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'OpenAI' تتوقع أن يعزز جهازها الذكي المقبل اشتراكات شات جي بي تي
'OpenAI' تتوقع أن يعزز جهازها الذكي المقبل اشتراكات شات جي بي تي

timeمنذ 2 ساعات

'OpenAI' تتوقع أن يعزز جهازها الذكي المقبل اشتراكات شات جي بي تي

قالت سارة فريار، المديرة المالية لشركة الذكاء الاصطناعي 'OpenAI'، إن الشركة تراهن على أن 'عصرًا' جديدًا في الحوسبة سيبرر قرارها بإنفاق مليارات الدولارات على أجهزة مُصممة خصيصًا لتتوافق معها. وأعلنت 'OpenAI'، مطورة روبوت الدردشة 'شات جي بي تي'، يوم الأربعاء عن خططها لشراء 'io'، وهي شركة ناشئة متخصصة في الأجهزة وتابعة لمصمم هواتف آيفون جوني إيف، مقابل حوالي 6.4 مليار دولار. وتأسست 'io' قبل عام تقريبًا، وليس لديها أي منتج في السوق حتى الآن. وبعد هذا الإعلان، قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ'OpenAI' إن الشركة تعمل على جهاز ذكاء اصطناعي بدون شاشة يدرك محيط مستخدمه ولن يكون قابلًا للارتداء. وستستهم أجهزة الذكاء الاصطناعي الجديدة في إيصال تكنولوجيا 'OpenAI' إلى عدد أكبر من المستخدمين، مما سيؤدي إلى نمو الاشتراك ومعدلات الارتباط بخدمة الشركة، بحسب ما قالته فراير، لشبكة CNBC' يوم الخميس. وأفادت فراير أن 'شات جي بي تي' سجل آخر مرة 500 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، لكن عدد المستخدمين النشطين شهريًا أعلى، بحسب ما نقله تقرير للشبكة، اطلعت عليه 'العربية Business'. وأضافت: 'عندما تبدأ بالتفكير في الأمر على أنه يتجاوز مجرد الهاتف، فإنه يبدأ في إثارة الخيال'، وقالت: 'إذا استطعنا إثارة حماس الناس حول العالم لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فلدينا العديد من الطرق للبدء في التفكير في نموذج أعمال قائم على ذلك. قد يكون ذلك اشتراكًا بشات جي بي تي نامٍ وأكبر'. تتوافق تعليقات فراير مع آراء آخرين في قطاع التكنولوجيا قالوا إن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد تُغير وجه الحوسبة، وتُهدد هواتف آيفون. كان إيدي كيو، كبير مسؤولي الخدمات لدى 'أبل'، صرح في وقت سابق من هذا الشهر بأنه يعتقد أن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد تحل محل هواتف آيفون في غضون عشر سنوات. وفي حين تعمل 'OpenAI' مع 'أبل' على دمج الذكاء الاصطناعي في آيفون والمساعد الصوتي سيري، قالت فراير إن شركتها لا تزال ترى حاجة إلى امتلاك أجهزتها الخاصة. وقالت فراير: 'نريد العمل مع العديد من الشركاء. عندما نعتمد على مسار واحد، لا نعتقد أن ذلك يُحفّز الابتكار إلى أقصى حد'، مضيفة: 'نواصل العمل بشكل وثيق مع أبل على أجهزتهم، ونود أن نرى المزيد من الإنجازت بالذكاء الاصطناعي… لكننا نرغب أيضًا في مواصلة تحفيز الابتكار على نطاق واسع'. وألمحت فراير إلى الأجهزة الجديدة بدون شاشات لمس. ورفضت الإفصاح عن تفاصيل حول شكلها المحتمل. يأتي هذا، فيما أشارت توقعات محلل على اطلاع على سلسلة توريد 'أبل' إلى أنه المقرر أن يبدأ الإنتاج الضخم لهذا الجهاز في عام 2027، بحسب تقرير لموقع '9TO5Mac' المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه 'العربية Business'. وأضاف المحلل مينغ-تسي كو أن عملية تجميع وشحن الجهاز المقبل ستتم خارج الصين، في محاولة لتقليل المخاطر الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن فيتنام تُعد في الوقت الحالي الموقع الأكثر احتمالًا لعملية التجميع.

الكشف عن ملامح أول جهاز لـ OpenAI
الكشف عن ملامح أول جهاز لـ OpenAI

صراحة نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • صراحة نيوز

الكشف عن ملامح أول جهاز لـ OpenAI

صراحة نيوز ـ كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن أول جهاز تعمل عليه OpenAI بالتعاون مع مصمم آبل السابق جوني آيف لن يكون هاتفًا ذكيًا ولا جهازًا قابلًا للارتداء، بل قد لا يحتوي حتى على شاشة، مما يشير إلى توجه مبتكر وغير تقليدي في فئة الأجهزة الذكية. ويأتي ذلك بعد إعلان شركة OpenAI استحواذها على شركة io الناشئة التي أسسها آيف، في صفقة تُقدّر قيمتها بـ 6.5 مليارات دولار. ووفقًا للتقرير، فقد أبلغ الرئيس التنفيذي سام ألتمان موظفي الشركة بأن لديهم الآن 'فرصة لإنجاز أعظم مشروع في تاريخ OpenAI'. وأشار كل من آيف وألتمان إلى بعض ملامح الجهاز الجديد، إذ أوضحا أنه سيكون واعيًا تمامًا بمحيطه وبنشاطات المستخدم، كما سيتميز بتصميم غير مزعج يمكن وضعه في الجيب أو على المكتب، ومن المتوقع أن يتحوّل إلى أحد الأجهزة الأساسية للمستخدمين بعد الحاسوب والهاتف. وبحسب التقرير، فإن الجهاز لن يكون هاتفًا أو نظارة ذكية، وهو ما يعكس رغبة الفريق في تقليل الاعتماد على الشاشات، إذ يطمح آيف وألتمان إلى 'فطام المستخدمين' عن الأجهزة التقليدية القائمة على العرض البصري. وتعتزم الشركة الحفاظ على سرية تصميم الجهاز ومواصفاته حتى لحظة الإطلاق، تفاديًا لمحاولات التقليد من المنافسين. وتخطط الشركة لإطلاق الجهاز الجديد في أواخر عام 2026 مع هدف طموح، وهو شحن 100 مليون وحدة بأسرع وتيرة في تاريخ صناعة الأجهزة الذكية. ووفقًا للتقرير، فقد بدأ فريق آيف منذ أربعة أشهر بالتفاوض مع موردين قادرين على تصنيع الجهاز على نطاق واسع، وذلك بعد تعاون دام أكثر من عام ونصف مع OpenAI، إذ كان الهدف الأولي تطوير منتج يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي من OpenAI، قبل أن تقرر الأخيرة الاستحواذ الكامل على الشركة. وتبقى الأسئلة معلقة حول طبيعة هذا الجهاز الجديد، ومدى قدرة التصميم المبتكر والتقنية المتقدمة على إقناع المستخدمين باقتناء فئة جديدة بالكامل من الأجهزة، خاصةً بعد إخفاق محاولات مشابهة مثل جهاز Ai Pin من شركة Humane، الذي توقفت خدماته نهائيًا مطلع العام الجاري

هل يستخدم للتلاعب بالرأي العام؟!.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في النقاشات
هل يستخدم للتلاعب بالرأي العام؟!.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في النقاشات

أخبارنا

timeمنذ 6 ساعات

  • أخبارنا

هل يستخدم للتلاعب بالرأي العام؟!.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في النقاشات

أخبارنا : تتمثل ميزة روبوتات الدردشة في النقاش في قدرتها على الوصول إلى معلومات عن الخصم. فعندما يحصل الذكاء الاصطناعي على بيانات عن الشخص الذي يتفاعل معه يستخدم حججا مصممة خصيصا لمواجهته. وهذا يقودنا إلى استنتاج مقلق يتمثّل في إمكانية استخدام النماذج اللغوية الكبيرة للتلاعب بالرأي العام. هذا ما أكّده خبير علوم الحاسوب فرانشيسكو سالفي من المعهد الفيدرالي التقني العالي في لوزان. وكشفت الأبحاث أن الشبكات العصبية يمكنها إقناع الأشخاص بتغيير آرائهم، بما في ذلك المواقف المتعلقة بنظريات المؤامرة. إلا أن مدى قوة إقناعها مقارنة بالبشر ظلّ غير واضح حتى الآن. ولتقييم هذه القدرات في الذكاء الاصطناعي، أجرى سالفي وزملاؤه تجربة نُشرت نتائجها في مجلة Nature Human Behaviour. وشارك في التجربة 900 أمريكي. وناقشوا لمدة 10 دقائق إما مع شخص آخر أو مع ChatGPT-4 من OpenAI حول مواضيع مثيرة للجدل مثل ضرورة الزي المدرسي، حظر الوقود الأحفوري، أو فوائد الذكاء الاصطناعي للمجتمع. وقبل بدء الدراسة، ملأ المشاركون استبيانا حول أعمارهم وجنسهم وانتمائهم العرقي ومستوى تعليمهم ووظائفهم وآرائهم السياسية.و قبل وبعد كل جولة من النقاش، خضعوا لاستبيان قصير لتقييم مدى تغير رأيهم. وأظهرت نتائج التجربة أنه عندما لا يحصل أي من المشاركين سواء كان الإنسان أو الذكاء الاصطناعي، على معلومات عن الطرف الآخر، فإن GPT-4 يكون مقنعا بنفس مستوى الإنسان تقريبا. ولكن بمجرد إضافة أبسط المعلومات الشخصية، مثل الجنس أو العمر أو الاهتمامات، تتفوق الآلة وتفوز في 64% من الحالات. وقال فرانشيسكو سالفي:"حتى مع هذه المعلومات البسيطة، كان GPT-4 أكثر إقناعا من البشر بشكل ملحوظ. وهذه البيانات متاحة بسهولة ويمكن العثور عليها في ملفات التعريف على شبكات التواصل الاجتماعي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store