أحدث الأخبار مع #سعدجيلال


أريفينو.نت
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- أريفينو.نت
مصر تصفع الجزائر و تهز 'عرش المرادية' و المغرب يشرب الشاي و يتفرج!
أريفينو.نت/خاص: سعد جيلال يا لها من صدمة 'مُدوّية' هزّت أركان قصر المرادية! الشقيقة الكبرى مصر، صاحبة الأهرامات والنيل الخالد، قررت أن تُلقّن جارتنا الشرقية درساً بليغاً في أبجديات الدبلوماسية الرفيعة، وذلك بانسحاب 'صامت مدوٍّ' من مناورات 'الدرع الواقي' التي كادت أن تتحول إلى 'سيرك' لولا حنكة الفراعنة. الصحف المصرية، بدورها، لم تفوّت الفرصة لـ'تغميز ولمز' الجارة التي يبدو أنها أخطأت العنوان هذه المرة… أو ربما العنوان هو الذي أخطأها، فبدلاً من المجد، حصدت 'فضيحة' قد تتردد أصداؤها طويلاً، كشفت عن 'غول' دبلوماسي بدا هشاً أمام 'بسمة' فرعونية لم تكن في الحسبان! ' الدرع الواقي' أم 'الضيف الثقيل'؟ القاهرة 'تتسلل' بذكاء تاركة 'الفتنة نائمة'! كانت الجزائر تُمنّي النفس بـ'استعراض عسكري' يُظهر 'قوتها الرادعة' و'لحمتها الإفريقية' المزعومة. طبول الحرب الإعلامية قُرعت، والبيانات الرنانة عن 'التنسيق الأمني المشترك' ملأت الأثير. لكن، يبدو أن 'طباخ السمّ' الجزائري قد أفرط قليلاً في 'بهارات' التحدي، حين قرر دعوة ضيف تسبب في كل هذه البلبلة، ظناً منه أن الكبار قد يغضون الطرف عن 'ضيف الظل' هذا. هنا، تدخلت 'الحكمة الفرعونية'. فبدلاً من الصخب والضجيج، اختارت القاهرة 'الانسحاب بهدوء'، كما أشارت بعض الأقلام المصرية التي تحدثت عن 'تقدير مصري للموقف' و'حرص على عدم الانجرار إلى ما لا يخدم المصالح العربية العليا'. ترجمة غير رسمية: 'لسنا مجانين لنشارك في مسرحية هزلية!' يا لها من 'ضربة صامتة' تركت خدود الدبلوماسية الجزائرية متورّدة! البعض في صحف المحروسة همس بأن 'مصر لا تدخل أعشاش الدبابير مجاملة لأحد'، في إشارة واضحة إلى أن الجزائر تحاول جر الجميع إلى مستنقعها الخاص بسبب حسابات لا يفهمها إلا أهل الدار الذين يبدو أنهم أضاعوا البوصلة، فاهتز 'عرشهم' المعنوي أمام حنكة القاهرة. 'التحالفات المقدسة' و'الزغاريد' الجزائرية نحو الخليج: هل للإمارات يد في 'الصفعة' المصرية؟ ولا ننسَ، أيها القراء الكرام، ونحن نحلل أبعاد هذه 'الكُحة' الدبلوماسية التي أصابت مشروع 'الزعامة' الجزائرية في مقتل، أن القاهرة وهي تتخذ قرارها 'السيادي' الذي صفع خدود المرادية، لم تكن تنظر فقط إلى خريطة شمال إفريقيا أو تستمع لـ'أنين' جبهة الوهم. بل إن عينيها كانتا ترنوان شرقاً، نحو الخليج العربي، حيث تربطها بشقيقة أخرى، هي الإمارات العربية المتحدة، علاقاتٌ أصبحت مضرب الأمثال في المتانة والعمق الاستراتيجي. فالأرقام لا تكذب يا سادة: نتحدث عن تبادل تجاري تجاوز حجمه 9.5 مليار دولار في عام 2023، وعن كون الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر وثاني أكبر مستثمر عالمي باستثمارات مباشرة فاقت 28 مليار دولار، مع تعهدات بضخ عشرات المليارات الأخرى في مشاريع حيوية كـ'رأس الحكمة'. فهل يُعقل، والحال هذه، أن تجلس مصر، 'أم الدنيا' وحامية التوازن العربي، على طاولة واحدة مع من يُشهر سيف العداء، ولو بتصريحات نارية أو 'زغاريد' إعلامية مُبطّنة، تجاه حليف استراتيجي بهذا الوزن كالإمارات؟ خاصة بعد الحملة الإعلامية الجزائرية الأخيرة، التي لم ترق لا للقاهرة ولا لأبوظبي، والتي استهدفت بشكل غير مفهوم دور الإمارات الإيجابي في المنطقة. يبدو أن 'الضربة الصامتة' المصرية كانت تحمل رسالة مزدوجة: واحدة للجزائر بأن 'العبث مع الكبار له ثمن'، وأخرى للإمارات بأن 'الأشقاء مواقف'. فالقاهرة، يا سادة، أثبتت أنها تتقن فن 'العزف على حبال' الدبلوماسية المعقدة، وتعرف جيداً متى تُعلي نبرة التحالف ومتى تُدير ظهرها لـ'ولائم' لا خير فيها. المغرب: يتفرّج، يبتسم… ويُعدّ الشاي بالنعناع! أما هنا، في المملكة الشريفة، فالمشهد يُتابع بكثير من 'الفضول' وقليل من 'الدهشة' (فقد اعتدنا على 'إبداعات' الجارة الشرقية التي لا تنضب في إطلاق النار على قدميها). الأجواء هادئة، والشاي بالنعناع يُحتسى على أنغام 'الانسحاب التكتيكي' المصري الذي كشف عورة 'النفخ في قربة مقطوعة'. لا شماتة، بالطبع، فنحن 'إخوة' (على الأقل في الجغرافيا والتاريخ، أما في السياسة فـ'الله يجيب'). لكن لا يمكن إنكار تلك الابتسامة العريضة التي ترتسم على الوجوه كلما أثبتت الجزائر أنها 'أستاذة' في إهدار الفرص وتصدير الأزمات بسبب قرارات متسرعة وسياسات مبنية على 'العناد' لا 'الحكمة'. تقول بعض التحليلات المصرية إن 'مصر تفضل لغة المصالح المشتركة والواقعية السياسية على الشعارات الجوفاء'. ليت جارتنا الشرقية تتعلم الدرس، وتدرك أن 'اللي فات مات' وأن 'التاريخ لا يعود إلى الوراء'، وأن دعم كيان وهمي هو استثمار خاسر بكل المقاييس، وأن مهاجمة الأشقاء لا تجلب إلا العزلة. في الختام، يبدو أن مناورات 'الدرع الواقي' قد كشفت الكثير عن 'العورات' الدبلوماسية، وأجهضت أحلام 'الزعامة' قبل أن ترى النور. ومصر، بانسحابها 'الأنيق' الذي كان بمثابة 'بسمة ساخرة' هزت أركان الثقة المفرطة، لم تحافظ على مصالحها فحسب، بل أرسلت رسالة واضحة قد تكون 'الفضيحة' التي تُفيق الجزائر من غفوتها: 'الكبار يلعبون مع الكبار… أما الصغار، فمكانهم في ركن الأوهام، أو ربما عليهم مراجعة دروس الجغرافيا السياسية جيداً'. فهل وصلت الرسالة إلى من يهمهم الأمر في الجزائر؟ نخشى أن 'الآذان قد صُمّت' منذ زمن بعيد، وأن 'القربة المقطوعة' ستظل تُنفخ حتى إشعار آخر! إقرأ ايضاً


أريفينو.نت
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- أريفينو.نت
'لعبة الملوك.. كيف يصطاد المغرب ‘الذهب' و'النار' من ركام الخلاف الإماراتي-الجزائري؟'
أريفينو خاص سعد جيلال في ظل التوترات المتصاعدة والخلاف العميق بين الإمارات العربية المتحدة والجزائر، الذي برز بشكل واضح منذ عام 2019، يبرع المغرب في تحويل هذا الصراع الإقليمي إلى رافعة لتعزيز نفوذه السياسي والعسكري والجيواستراتيجي بشكل لافت. فبينما تتباعد أبوظبي والجزائر بسبب تباين الرؤى حول ملفات إقليمية كالملف الليبي ودعم حركات إقليمية مختلفة، تنسج الرباط بهدوء شبكة من التحالفات والمصالح التي تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة. نسج على صدى الخلاف: كيف حوّلت الرباط التوتر الإماراتي-الجزائري إلى ذهب دبلوماسي؟ استطاع المغرب تحويل الأزمة الإماراتية-الجزائرية إلى فرصة ذهبية لتعزيز تحالفاته الاستراتيجية، لا سيما مع أبوظبي. فبحسب تقرير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI) لعام 2023، نجح المغرب في تعميق شراكاته الاقتصادية مع الإمارات عبر اتفاقيات استثمارية ضخمة بلغت قيمتها نحو 20 مليار دولار بين عامي 2020 و2023. ويعد مشروع أنبوب الغاز الاستراتيجي 'نيجيريا-المغرب'، المدعوم إماراتياً بقوة، أحد أبرز تجليات هذا التعاون، وهو مشروع يهدد بتقليص النفوذ الطاقوي التقليدي للجزائر في أوروبا. سياسياً، استثمرت الرباط الدعم الدبلوماسي الإماراتي الثابت في حشد اعترافات دولية متزايدة بسيادته على الصحراء، حيث أكدت وزارة الخارجية المغربية أن 32 دولة قد افتتحت قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة منذ عام 2020، مما يعكس نجاحاً دبلوماسياً يعززه التقارب مع دول الخليج المؤثرة كالإمارات. شفرة القوة الجديدة: هل تكتب الإمارات الفصل القادم في التفوق العسكري المغربي؟ عسكرياً، يترجم التقارب المغربي-الإماراتي إلى تعاون دفاعي متزايد يصب مباشرة في قلب سباق التسلح الإقليمي المحموم. تؤكد أحدث بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) الصادرة في أوائل عام 2025 (والتي تغطي الفترة 2020-2024)، أن المغرب حافظ على موقعه ضمن أكبر ثلاثة مستوردي أسلحة في إفريقيا، مع استمرار الإنفاق الدفاعي المغربي في النمو ليصل إلى ما يقدر بنحو 6 مليارات دولار لعام 2024. الدور الإماراتي في هذا السياق يتجاوز الدعم السياسي؛ فتقارير دفاعية حديثة تشير إلى أن أبوظبي لعبت دوراً محورياً في تسهيل وصول المغرب إلى تقنيات دفاعية متطورة، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي والسيبراني، سواء عبر صفقات مباشرة أو عبر شراكات صناعية أو تمويل مشترك لصفقات مع دول أخرى كإسرائيل والولايات المتحدة. كما تتحدث مصادر متخصصة عن استثمارات إماراتية مباشرة في مشاريع بنية تحتية دفاعية بالمغرب، مثل مراكز صيانة وتطوير لأنظمة المسيرات المتقدمة. يأتي هذا في وقت واصلت فيه الجزائر إنفاقها العسكري الضخم، والذي قدّرته مؤشرات مثل Global Firepower بنحو 21.6 مليار دولار لعام 2024، معتمدة بشكل كبير على وارداتها من روسيا. هذا التطور يعزز القدرات الردعية للمغرب بشكل كبير ويرسخ مكانته كشريك أمني أساسي للغرب في مواجهة التحديات المتزايدة بمنطقة الساحل وشمال إفريقيا. معادلة الهيمنة الإقليمية: كيف يعيد المغرب رسم خريطة النفوذ من جبل طارق إلى الساحل؟ جيوستراتيجياً، بينما تسعى الجزائر لتعزيز تحالفات مع دول كروسيا وجنوب إفريقيا، يعيد المغرب رسم خريطة نفوذه الإقليمي والدولي مستفيداً من شراكته القوية مع الإمارات. تشير تقديرات بنك إفريقيا للتنمية إلى أن التمويل الإماراتي يساهم بنحو 60% في مشروعات البنية التحتية المغربية الموجهة نحو إفريقيا جنوب الصحراء، مما يعزز مكانة المغرب كـ'بوابة إفريقيا'. جغرافياً، تمنح سيطرة المغرب على جزء من مضيق جبل طارق (الذي يمر عبره نحو 35% من التجارة البحرية العالمية) أهمية استراتيجية بالغة. كما أن طموحات المغرب في مجال الطاقة المتجددة، خاصة تصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا عبر شراكات إماراتية-ألمانية، تضعه في قلب التحولات الطاقوية العالمية. هذا المزيج من الاستقرار والموقع الاستراتيجي والمشاريع الطموحة جعل المغرب يحتل المرتبة الثانية إفريقياً في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لعام 2023، بقيمة بلغت 14 مليار دولار، وفقاً لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD). رقصة على حافة الهاوية؟ .. اختبار التحالفات المغربية في مواجهة المحاور المضادة رغم هذه المكاسب الواضحة، لا تخلو الصورة من تحديات. فالجزائر تعمل على تعزيز تحالفاتها المضادة، لا سيما مع إيران (توقيع اتفاق تعاون عسكري عام 2023) ومع روسيا (صفقات تسليح تشمل طائرات سو-35 المتقدمة). ومع ذلك، يبدو أن المغرب يعتمد على استراتيجية تنويع الشراكات لمواجهة هذه التحديات. فبالإضافة إلى علاقاته التقليدية مع الغرب، أصبح عضواً رئيسياً في تحالفات جديدة، مثل 'حلف الزراعة' مع إسرائيل والإمارات بهدف ضمان الأمن الغذائي، كما ذكرت مجلة جيوپوليتيكس الفرنسية. كما أن استضافة المغرب سنوياً لمناورات 'الأسد الإفريقي' (African Lion) الضخمة التي تنظمها القيادة الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM)، والتي شهدت في نسختها لعام 2023 مشاركة نحو 8,000 جندي من 28 دولة، تؤكد مكانته كحليف استراتيجي موثوق للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في المنطقة. على سبيل الخاتمة : في خضم الصراع الإماراتي-الجزائري، ينجح المغرب في إدارة لعبة جيواستراتيجية معقدة ببراعة، مستفيداً من تحالفاته الاقتصادية المتينة مع الإمارات، وشراكاته الأمنية المتنامية مع الغرب وإسرائيل، واختراقاته الدبلوماسية المتواصلة في إفريقيا. الأرقام والمؤشرات تدل على أن الرباط قد كسبت الجولة الأولى في هذه المنافسة الإقليمية. لكن استدامة هذا النموذج الناجح تبقى مرهونة بقدرة المغرب على تجنب الانجرار إلى سباق تسلح مكلف ومُنهك، والأهم من ذلك، قدرته على ترجمة هذه المكاسب الجيواستراتيجية والاستثمارات الأجنبية إلى تنمية داخلية حقيقية ومستدامة، تعالج التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتدعم الاستقرار طويل الأمد. المعركة الحقيقية للمستقبل قد تُحسم في الساحات الاقتصادية والتنموية، وليس فقط في ساحات النفوذ العسكري والدبلوماسي.


أريفينو.نت
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- أريفينو.نت
وعود جزائرية 'خارقة': مستشفى سويدي يعالج المستحيل وهيمنة موهومة على صناعات المغرب المتقدمة
أريفينو خاص/ سعد جيلال يثير المقال المنشور مؤخراً في جريدة الشروق الجزائرية، والذي نقل تصريحات لوزير الصناعة الصيدلانية الجزائري حول مشاريع صحية وصيدلانية ضخمة، موجة من التساؤلات والاستغراب، ليس فقط لطموحه الذي يبدو متجاوزاً للواقع، بل لتناقضه الصارخ مع المعطيات والإحصائيات الموثوقة على الأرض. مستشفى الأحلام: علاج 90 مرضاً مستعصياً بـ'الخلايا السويدية'؟ يبدأ المقال بالحديث عن قرب وضع حجر الأساس لمجمع طبي ضخم بشراكة سويدية (مع شركة 'كارولينسكا')، يتضمن مستشفى متخصصاً في العلاج بالخلايا قادراً على معالجة 'حوالي 90 مرضاً يُصنف ضمن الأمراض المستعصية'. هذا الرقم بحد ذاته يدعو للتوقف والتفكير. أولاً، العلاج بالخلايا، رغم كونه مجالاً واعداً، لا يزال في طور التطور عالمياً، وتطبيقاته المعتمدة محدودة نسبياً ومكلفة للغاية وتتطلب بنى تحتية بحثية وطبية فائقة التطور وكوادر عالية التأهيل. الحديث عن علاج 90 مرضاً مستعصياً دفعة واحدة يبدو أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى الواقع الطبي الملموس، حتى في أكثر المراكز تقدماً في العالم، فما بالك بمشروع لا يزال حبراً على ورق في الجزائر؟ ثانياً، الشراكة مع 'كارولينسكا' السويدية – غالباً ما يُقصد به معهد كارولينسكا الشهير أو مستشفاه الجامعي – تتطلب معايير صارمة وبيئة عمل متقدمة جداً. هل البنية التحتية الصحية والبحثية في الجزائر مهيأة حالياً لاستيعاب ونقل وتطبيق هذا المستوى من التكنولوجيا الطبية المعقدة على نطاق واسع وبشكل فوري كما يوحي قرب وضع حجر الأساس؟ يبدو الأمر أشبه بوعود فضفاضة تفتقر إلى التفاصيل الواقعية والجدول الزمني المنطقي. هيمنة دوائية إفريقية: أرقام تتحدى الواقع الجزء الأكثر إثارة للجدل في تصريحات الوزير التي نقلتها 'الشروق' هو تأكيده على أن الجزائر 'تحتضن حوالي 30% من مصانع الأدوية الموجودة في إفريقيا (218 مصنعاً من أصل 600)'. هذا الادعاء يصطدم بالحقائق والإحصائيات المتاحة من مصادر محايدة ومنظمات دولية. إقرأ ايضاً تضارب الأرقام: الادعاء بأن الجزائر وحدها تمتلك 218 مصنعاً من أصل 600 في قارة تضم 54 دولة هو رقم يبدو مبالغاً فيه بشكل كبير. تقارير ودراسات قطاعية مستقلة تشير إلى أن اللاعبين الرئيسيين في الصناعة الدوائية الإفريقية هم جنوب إفريقيا، مصر، المغرب، نيجيريا، وكينيا، مع وجود نمو في دول أخرى، لكن لا يوجد ما يدعم فكرة استحواذ الجزائر على ثلث المصانع القارية. الواقع المغربي كمثال: المقارنة الضمنية أو الصريحة أحياناً مع المغرب في مجال صناعة الأدوية تبدو مجافية للحقيقة. المغرب يمتلك قطاعاً صيدلانياً راسخاً يعتبر من الأقدم والأكثر تطوراً في إفريقيا، ويغطي نسبة كبيرة من احتياجاته المحلية (تتجاوز 70%) ويتمتع بقدرة تصديرية معتبرة نحو دول إفريقية وأوروبية وعربية. الصناعة الدوائية المغربية تجذب استثمارات أجنبية كبيرة وتعمل وفق معايير جودة عالمية معترف بها، وغالباً ما يُستشهد بها كنموذج ناجح في القارة. الحديث عن تفوق جزائري كاسح في هذا المجال يتجاهل هذه الحقائق الثابتة. الجودة والمعايير: بينما يتحدث الوزير عن جودة المنتج الجزائري ومطابقته للمعايير العالمية، فإن الاعتراف الحقيقي يأتي من خلال شهادات الجودة الدولية المرموقة (مثل اعتماد FDA الأمريكية أو EMA الأوروبية) وحجم الصادرات الفعلية نحو الأسواق ذات المعايير الصارمة، وهي مجالات لا تزال الجزائر تسعى لإثبات نفسها فيها بقوة مقارنة بجيرانها. لماذا هذه المبالغات؟ قد تُفسر هذه التصريحات المتفائلة، التي تلامس حدود الوهم أحياناً، بأنها محاولة لتقديم صورة إيجابية للرأي العام الداخلي، وربما لإبراز إنجازات وهمية في سياق التنافس الإقليمي. لكن المصداقية تتطلب الشفافية والواقعية. الاعتماد على أرقام غير دقيقة ومشاريع تبدو 'خارقة' قد يأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل، حيث يصطدم المواطنون والشركاء الدوليون المحتملون بفجوة كبيرة بين الوعود المعلنة والواقع المعاش. خاتمة: لا شك أن الجزائر، كغيرها من الدول، تسعى لتطوير قطاعها الصحي والصيدلاني، وهذا هدف مشروع ومحمود. لكن الطريق نحو الريادة يتطلب استراتيجيات واقعية، استثمارات مدروسة، شفافية في الأرقام، وبناءً تدريجياً للقدرات، وليس إطلاق وعود ضخمة تبدو، في ضوء المعطيات الحالية، بعيدة المنال وتثير السخرية أكثر من الإعجاب. إن المقارنات غير الواقعية والادعاءات المتضخمة لا تخدم مصداقية أي طرف، ويبقى المحك الحقيقي هو الإنجاز الفعلي على الأرض، وليس التصريحات الرنانة في وسائل الإعلام.