logo
وعود جزائرية 'خارقة': مستشفى سويدي يعالج المستحيل وهيمنة موهومة على صناعات المغرب المتقدمة

وعود جزائرية 'خارقة': مستشفى سويدي يعالج المستحيل وهيمنة موهومة على صناعات المغرب المتقدمة

أريفينو.نت٠١-٠٥-٢٠٢٥

أريفينو خاص/ سعد جيلال
يثير المقال المنشور مؤخراً في جريدة الشروق الجزائرية، والذي نقل تصريحات لوزير الصناعة الصيدلانية الجزائري حول مشاريع صحية وصيدلانية ضخمة، موجة من التساؤلات والاستغراب، ليس فقط لطموحه الذي يبدو متجاوزاً للواقع، بل لتناقضه الصارخ مع المعطيات والإحصائيات الموثوقة على الأرض.
مستشفى الأحلام: علاج 90 مرضاً مستعصياً بـ'الخلايا السويدية'؟
يبدأ المقال بالحديث عن قرب وضع حجر الأساس لمجمع طبي ضخم بشراكة سويدية (مع شركة 'كارولينسكا')، يتضمن مستشفى متخصصاً في العلاج بالخلايا قادراً على معالجة 'حوالي 90 مرضاً يُصنف ضمن الأمراض المستعصية'. هذا الرقم بحد ذاته يدعو للتوقف والتفكير.
أولاً، العلاج بالخلايا، رغم كونه مجالاً واعداً، لا يزال في طور التطور عالمياً، وتطبيقاته المعتمدة محدودة نسبياً ومكلفة للغاية وتتطلب بنى تحتية بحثية وطبية فائقة التطور وكوادر عالية التأهيل. الحديث عن علاج 90 مرضاً مستعصياً دفعة واحدة يبدو أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى الواقع الطبي الملموس، حتى في أكثر المراكز تقدماً في العالم، فما بالك بمشروع لا يزال حبراً على ورق في الجزائر؟
ثانياً، الشراكة مع 'كارولينسكا' السويدية – غالباً ما يُقصد به معهد كارولينسكا الشهير أو مستشفاه الجامعي – تتطلب معايير صارمة وبيئة عمل متقدمة جداً. هل البنية التحتية الصحية والبحثية في الجزائر مهيأة حالياً لاستيعاب ونقل وتطبيق هذا المستوى من التكنولوجيا الطبية المعقدة على نطاق واسع وبشكل فوري كما يوحي قرب وضع حجر الأساس؟ يبدو الأمر أشبه بوعود فضفاضة تفتقر إلى التفاصيل الواقعية والجدول الزمني المنطقي.
هيمنة دوائية إفريقية: أرقام تتحدى الواقع
الجزء الأكثر إثارة للجدل في تصريحات الوزير التي نقلتها 'الشروق' هو تأكيده على أن الجزائر 'تحتضن حوالي 30% من مصانع الأدوية الموجودة في إفريقيا (218 مصنعاً من أصل 600)'. هذا الادعاء يصطدم بالحقائق والإحصائيات المتاحة من مصادر محايدة ومنظمات دولية.
إقرأ ايضاً
تضارب الأرقام: الادعاء بأن الجزائر وحدها تمتلك 218 مصنعاً من أصل 600 في قارة تضم 54 دولة هو رقم يبدو مبالغاً فيه بشكل كبير. تقارير ودراسات قطاعية مستقلة تشير إلى أن اللاعبين الرئيسيين في الصناعة الدوائية الإفريقية هم جنوب إفريقيا، مصر، المغرب، نيجيريا، وكينيا، مع وجود نمو في دول أخرى، لكن لا يوجد ما يدعم فكرة استحواذ الجزائر على ثلث المصانع القارية.
الواقع المغربي كمثال: المقارنة الضمنية أو الصريحة أحياناً مع المغرب في مجال صناعة الأدوية تبدو مجافية للحقيقة. المغرب يمتلك قطاعاً صيدلانياً راسخاً يعتبر من الأقدم والأكثر تطوراً في إفريقيا، ويغطي نسبة كبيرة من احتياجاته المحلية (تتجاوز 70%) ويتمتع بقدرة تصديرية معتبرة نحو دول إفريقية وأوروبية وعربية. الصناعة الدوائية المغربية تجذب استثمارات أجنبية كبيرة وتعمل وفق معايير جودة عالمية معترف بها، وغالباً ما يُستشهد بها كنموذج ناجح في القارة. الحديث عن تفوق جزائري كاسح في هذا المجال يتجاهل هذه الحقائق الثابتة.
الجودة والمعايير: بينما يتحدث الوزير عن جودة المنتج الجزائري ومطابقته للمعايير العالمية، فإن الاعتراف الحقيقي يأتي من خلال شهادات الجودة الدولية المرموقة (مثل اعتماد FDA الأمريكية أو EMA الأوروبية) وحجم الصادرات الفعلية نحو الأسواق ذات المعايير الصارمة، وهي مجالات لا تزال الجزائر تسعى لإثبات نفسها فيها بقوة مقارنة بجيرانها.
لماذا هذه المبالغات؟
قد تُفسر هذه التصريحات المتفائلة، التي تلامس حدود الوهم أحياناً، بأنها محاولة لتقديم صورة إيجابية للرأي العام الداخلي، وربما لإبراز إنجازات وهمية في سياق التنافس الإقليمي. لكن المصداقية تتطلب الشفافية والواقعية. الاعتماد على أرقام غير دقيقة ومشاريع تبدو 'خارقة' قد يأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل، حيث يصطدم المواطنون والشركاء الدوليون المحتملون بفجوة كبيرة بين الوعود المعلنة والواقع المعاش.
خاتمة:
لا شك أن الجزائر، كغيرها من الدول، تسعى لتطوير قطاعها الصحي والصيدلاني، وهذا هدف مشروع ومحمود. لكن الطريق نحو الريادة يتطلب استراتيجيات واقعية، استثمارات مدروسة، شفافية في الأرقام، وبناءً تدريجياً للقدرات، وليس إطلاق وعود ضخمة تبدو، في ضوء المعطيات الحالية، بعيدة المنال وتثير السخرية أكثر من الإعجاب. إن المقارنات غير الواقعية والادعاءات المتضخمة لا تخدم مصداقية أي طرف، ويبقى المحك الحقيقي هو الإنجاز الفعلي على الأرض، وليس التصريحات الرنانة في وسائل الإعلام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

برلمانية الناظور عن الفريق الحركي ‘ فاطمة الكشوتي ‘تنقل الواقع المزري لأقسام المستعجلات بالمغرب إلى قبة البرلمان..
برلمانية الناظور عن الفريق الحركي ‘ فاطمة الكشوتي ‘تنقل الواقع المزري لأقسام المستعجلات بالمغرب إلى قبة البرلمان..

أريفينو.نت

timeمنذ يوم واحد

  • أريفينو.نت

برلمانية الناظور عن الفريق الحركي ‘ فاطمة الكشوتي ‘تنقل الواقع المزري لأقسام المستعجلات بالمغرب إلى قبة البرلمان..

أريفينو : 19 مايو 2025. في سؤال يتضمن الكثير من الحسرة و الألم نقلت من خلاله السيدة فاطمة الكشوتي عن فريق الحركة الشعبية الواقع المزري و الأليم الذي تعيش عليه أقسام المستعجلات بمستشفيات المملكة من حيث النقص في الأطر الطبية و الشبه الطبية و ضعف التجهيزات الأساسية و غياب البنيات اللائقة للإستقبال . مع العلم أن أقسام المستعجلات تعتبر بمثابة القلب المحرك للمستشفيات إلا أن التراخي في الاهتمام بها جعلها حلقة مفقودة في المنظومة الصحية مما جعل معظم المرضى يهجرونها و يتأسفون على الحالة التي أصبحت عليها . أمام هذا الواقع القاتم نقلت السيدة الكشوتي الواقع للسيد وزير الصحة من أجل التحرك و إصلاح ما يمكن إصلاحه خاصة و أن المملكة مقبلة على استحقاقات رياضية كبرى تستدعي توفير هذه الخدمات الالزامية في كافة المستشفيات. نــــــــص السؤال الذي تقدمت به السيدة النائبة : إلى السيد رئيس مجلس النواب المحترم الموضوع: سؤال حول النقص الحاد في الموارد البشرية والتجهيزات بأقسام المستعجلات بالمستشفيات العمومية سلام تام بوجود مولانا الإمام، وبعد، وطبقا لمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، يشرفني أن ألتمس من سيادتكم إحالة السؤال الكتابي التالي إلى السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية. إقرأ ايضاً السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية المحترم، تعد أقسام المستعجلات حجر الزاوية في المنظومة الصحية الوطنية، إذ إنها تشكل البوابة الأولى لاستقبال الحالات الحرجة، وتمثل ركيزة أساسية في إنقاذ الأرواح والاستجابة السريعة للطوارئ الصحية. غير أن واقع هذه الأقسام، كما هو مشاهد ومعاين في عدد من المستشفيات العمومية، يبرز معاناة متفاقمة بسبب الخصاص المهول في الأطر الطبية وشبه الطبية، وضعف التجهيزات الأساسية، وغياب بنيات استقبال لائقة. ويلاحظ أن أطباء وممرضين معدودين يكلفون يوميا باستقبال عشرات الحالات الخطيرة، مما يؤدي إلى ضغط مهني كبير، وتراجع في جودة الخدمات، وأحيانا تعريض حياة المرضى للخطر. كما أن غياب مسارات علاجية واضحة، ونقص وحدات الإنعاش والفرز، وعدم توفر نظام معلوماتي فعال لتدبير الحالات الطارئة، كلها عوامل تزيد من تفاقم الوضع. وانطلاقا من أهمية أقسام المستعجلات كقاطرة لإصلاح القطاع الصحي، وتقديرا للجهود المبذولة، فإننا نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن التدابير والإجراءات الاستعجالية التي تعتزم وزارتكم اتخاذها من أجل: معالجة الخصاص الكبير في الموارد البشرية بأقسام المستعجلات؛ توفير التجهيزات الطبية الأساسية والحديثة، لا سيما أجهزة الإنعاش والتصوير الطبي المتنقل؛ تحسين ظروف استقبال المرضى بما يصون كرامتهم ويسرع العلاجات؛ إدماج طب المستعجلات كتخصص مستقل في التكوين الجامعي والمعاهد العليا؛ إحداث المزيد من الوحدات المتنقلة للطوارئ (SAMU) المرتبطة بالمستشفيات لتقريب الخدمة من المواطنين؛ تخصيص ميزانية مستقلة لأقسام المستعجلات لضمان استمرارية خدماتها وتحسين جودتها. وتفضلوا، السيد الوزير المحترم، بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام. النائبة البرلمانية: فاطمة الكشوتي عن فريق حزب الحركة الشعبية.

لقاح موديرنا المركّب للإنفلونزا وكوفيد-19 يظهر استجابات قوية ويترقب الموافقة
لقاح موديرنا المركّب للإنفلونزا وكوفيد-19 يظهر استجابات قوية ويترقب الموافقة

أخبارنا

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبارنا

لقاح موديرنا المركّب للإنفلونزا وكوفيد-19 يظهر استجابات قوية ويترقب الموافقة

أعلنت شركة موديرنا عن تحقيق نتائج إيجابية للقاحها المركّب الذي يجمع بين الوقاية من الإنفلونزا وكوفيد-19، حيث أظهرت التجارب استجابات قوية للأجسام المضادة، مع توقعات بالموافقة عليه للاستخدام في شتاء 2026. ووفقًا لنتائج الدراسة، فإن اللقاح المركب أظهر فاعلية أعلى في تحفيز المناعة ضد كوفيد-19 ومعظم سلالات الإنفلونزا مقارنةً باللقاحات الفردية المتوفرة حاليًا في الأسواق. ورغم تلك النتائج المبشّرة، طلبت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) المزيد من الأدلة التي تثبت قدرة اللقاح على منع الإصابة بالمرض أو دخول المستشفى، وليس فقط إنتاج الأجسام المضادة. وأوضح الدكتور غريغ بولاند، خبير اللقاحات في مايو كلينك، دعمه لهذا التوجه، مؤكداً على ضرورة التحقق من البيانات المتعلقة بالفاعلية الواقعية للقاح. وتستند النتائج الحالية، التي نشرتها شبكة جاما الطبية، إلى مستويات الأجسام المضادة في الدم بعد 29 يوماً من التطعيم، مما يشير إلى حماية قصيرة المدى. لكن الخبراء يؤكدون أن تلك المؤشرات لا تُعد دليلاً قاطعًا على أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح تجنبوا فعليًا الإصابة بالمرض. ويعتمد الجزء الخاص بالإنفلونزا في اللقاح على تقنية المرسال mRNA، وهي نفس التقنية التي استخدمت في تطوير لقاحات كوفيد-19 وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي. وبينما لم تتم الموافقة على هذه التقنية بعد في لقاحات الإنفلونزا، تؤمن شركة موديرنا بإمكانية تسريع إنتاج اللقاح مقارنةً بالتقنيات التقليدية، مما قد يمثل نقلة نوعية في الوقاية من الأوبئة المستقبلية.

تفاصيل غريبة لاول مرة على بطاقتك الوطنية في المغرب؟
تفاصيل غريبة لاول مرة على بطاقتك الوطنية في المغرب؟

أريفينو.نت

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • أريفينو.نت

تفاصيل غريبة لاول مرة على بطاقتك الوطنية في المغرب؟

أريفينو.نت/خاص في مبادرة تشريعية جديدة تهدف إلى تعزيز الاستجابة السريعة في الحالات الطبية الطارئة، تقدم الفريق الحركي بمجلس النواب بمقترح قانون يروم تعديل القانون المنظم للبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية لإدراج فصيلة الدم ضمن بياناتها. ويقترح نواب 'السنبلة'، حسب المذكرة التقديمية للمقترح، تعديل المادتين 4 و 5 من القانون رقم 04.20 المتعلق بالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، بهدف تضمين فصيلة دم حامل البطاقة ضمن المعطيات المكتوبة على الوجه الخلفي للبطاقة، وكذلك ضمن المعلومات المشفرة في المساحة المقروءة آليًا. ويرى الفريق البرلماني أن من شأن هذا التعديل توفير آلية حيوية تمكن الطواقم الطبية من معرفة فصيلة دم الشخص بسرعة فائقة في الحالات الطارئة، كحوادث السير أو الأزمات الصحية المفاجئة، مما يساهم بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح وضمان تقديم العلاج المناسب (مثل نقل الدم) في الوقت الحاسم. وأكد أصحاب المبادرة أن هذا المقترح يهدف إلى تحقيق توازن بين تعزيز حماية صحة المواطنين وتسهيل الإجراءات الصحية في حالات الطوارئ، كما أنه يواكب المستجدات الطبية ويعزز مبدأ التكافل الاجتماعي عبر تسهيل عمليات التبرع بالدم عند الحاجة. واقترح الفريق الحركي إمكانية التنسيق بشأن تطبيق هذا الإجراء مع الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، داعيًا الحكومة إلى التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة لما تمثله من أهمية في تعزيز آليات الوقاية والعلاج في النظام الصحي الوطني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store