أحدث الأخبار مع #سعيدعقل


الديار
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الديار
وكرم من قلمه وفكره
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كل ما قيل ويقال عن سعيد عقل لا يفي هذا الرجل حقّه. ساخبركم شيئاً اعرفه عنه، وذلك من خلال عدة جلسات قضيتها معه في منزله في الغينه (فتوح كسروان)، يناقشني بمحتوى القاموس العلمي الذي اصدرته مع الصديق الدكتور سمير ارسلان "Dictionnaire des Sciences de la vie et de la Terre" من منشورات الرسل. بعد حوالى الاسبوع من آخر لقاء مع هذا العملاق اللبناني، اتصل بي الاستاذ هنري زغيب تلفونياً، وابلغني ان شاعرنا الكبير قرّر ان يمنحني جائزته، وعقد مؤتر صحافي في قاعة نقابة الصحافة احتفالاً بذلك ! فرحت كثيراً وذهبت لزيارته لشكره، وخلال الحديث معه كان يشدّد، لا شعورياً، ان احدى ابرز الصفات التي يحبها بالانسان، الكرم. وكم كانت فرحته كبيرة عندما سمعني اقول بكلمتي، انني افتخر بصداقتي واحترامي لرجل "كريم" هو سعيد عقل الذي يعيش بكرامة وكرم، من قلمه وفكره، ويقدّم جائزة شهريّة. قام عند ذلك وقبّلني على جبهتي والوجنتين مقدِّراً. عند وفاته ، اتصلت بالقيمين على "تركته"، واقترحت ان تظلً جائزة سعيد عقل قائمة، يموُّلها مجموع الذين حازوا جائزته. وما ازال انتظر جوابا. رحم الله الرجل الكبير! عندما تعتبرون ان سعيد عقل شاعر "عظيم"، تكونون قد اهملتم نصف الحقيقة او اكثر. اذكركم انه صاحب جائزة لا مثيل لها (باهمية جائزة نوبل)، وكان يمولها من دخله الشخصي! (وهو "فقير" بالمال).


الديار
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الديار
سعيد عقل اختصاصي الله وهوايتي الشعرّ
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب هل هناك حاجة للتعريف بسعيد عقل؟ حتى الذين لا يعرفونه شخصياً فانهم قد حفظوا من اشعاره اشياء كثيرة أو سمعوا عن آرائه في مختلف الميادين ابتداء من الفلسفة واللاهوت وانتهاء بعلمي الذرة والاحصاء. هكذا يتبدى سعيد عقل ملمحاً اساسياً من ملامح الحياة الثقافية ليس في لبنان فقط ولكن في العالم أجمع. فان عمارته الفنية ظلت رائعة فعلقت في البال قصائد خالدة وخطرات وجدانية تقفز الى واجهة الذاكرة كل ما استبد الحنين بالنفوس. حملت اعجابها بسعيد عقل وقصدته الى حيث تنهمر القصائد وتكوكب الكلمات. لم نشأ ان نخوض كثيراً في الآراء البعيدة عن الشعر ليس لاننا نجدها غير مسنجمة مع انبهار الشعر بل لاننا نعتبر ان كل جلسة مع سعيد عقل لا يكون الشعر قنديلها الوحيد تكون دقائقها قد تعرضت لتبذير مؤسف من هنا سارعنا الى طرح السؤال حول ديوانه L'or est poems الذي صدر له باللغة الفرنسية مستوضحين عما اذا كان يتم تدريسه في المعاهد الفرنسية فأجاب: لم اسمع بان هناك مشروعاً جدياً حول الأمر. انما أقول لك ان ثمة اساتذة كثراً يحبون هذا الكتاب ويقتطفون منه مقطوعات ليدرسها طلابهم. *هل تنوي ترجمته الى العربية؟ ـ انا؟ لا، لكنني أرحب بأن يترجمه شاعر سواي. *هل ثمة مؤلفات جديدة؟ ـ نعم، هناك ديوان بعنوان "نايات الى الله، ومجموعة قصص لبنانية لم اختر لها عنواناً بعد. ومثلها مجموعة حكم هي ايضاً تفتش عن عنوان. *الشعر هل هو هاجسك الدائم ولنفترض انك أردت أن تقرأ فأي الكتب تفضل؟ ـ أنا اقرأ للعلماء وللفلاسفة وللاهوتيين ولمؤرخي الفنون الجميلة وأخص من هؤلاء لمؤرخي الفنون الجميلة وأخص من هؤلاء مؤرخي النحت والعمارة... طبعاً أنا في الوقت نفسه اقرأ لشعراء العالم. *هل هناك أوقات معينة تؤثرها لكتابة الشعر؟ ـ أفضل ان اقوم بذلك باكراً عند الصباح، وان احتجت فبعد فترة من النوم اتعمدها. *ما الدور الذي يلعبه الشعر في الحرب؟ ـ الشاعر يلعب دوره في كل الظروف. وينبغي ان يكون مستهل كل نشاط، ولا اعرف عظيماً في الفلسفة او اللاهوت او الاجتماع او التاريخ ليس الى حد ما شاعراً. *المرأة موضوع شعري لا ينضب في الشرق وفي الغرب، فهل لك أن تقارب لنا بين المرأة في الشرق واختها في الغرب؟ ـ اي شرق تقصدين؟ لبنان بلد في صميم الشرق، لانه اسيوي، فان اعتبرت بلبنان كان الجواب لا فرق بشأن حرية المرأة، مثلاً، بين هذا الشرق والغرب، ولكن ثمة شرق لا تزال فيه المرأة أداة، وبلدان الشرق يتدرج فيها وضع المرأة من الصفر الى اعلى مرتبة، بقي فرق ينبغي ان تهتمي له هو الذي بين عاطفة الحب في لبنان وعاطفة الحب في بعض البلدان الراقية. الحب في لبنان لا يزال الى حد بعيد، خلافاً لما هو في المانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، سليماً من امراض كثيرة تلطخه في معظم البلدان الراقية، اكتفي بهذا التلميح بشأنه اذ التوسع في الموضوع يتطلب حديثاً طويلاً. كذلك ما ينبغي ان تهتمي به، ما دمت بصدد المقارنة، هو الحياة العائلية في البلدان الراقية، في هذا الحقل ايضاً يتمتع لبنان بعافية فريدة. *يقولون لا تسامح مع الشعر! وهل كل من اصدر ديوان شعر او بضعة دواوين يعتبر شاعراً؟ ـ سؤالك نفسه يتضمن الجواب، هناك العاديون وهناك العباقرة وبين هؤلاء أنفسهم من مرتبته ارفع، شكسبير مثلاً في انكلترا غير كيتس. *ما رأيك بالشعر اللبناني اليوم؟ أفي وضع مزدهر هو أم في أزمة؟ ـ لبنان اليوم هو البلد الاول في العالم، انه أشبه ما يكون بما كانته افريقيا في عصر بندار او المسرحين الاربعة: اشيل، هونوكل، اربييد، اريستوفان، وما كانته المانيا في عهد غوته. *هل من الضروري ان يكون الشعر موزوناً ومقفى؟ ـ لم يصدر في العالم شعر ذو قيمة قوى على الزمن وهو غير موزون، حتى اذا جاء ايضاً مقفى بلغ الكمال، ولكن لا الوزن ولا القافية يجعلان الشعر شعراً، ثمة نظام، اذن هو لاجىء الى الوزن والقافية، وهو ليس شاعراً، بقي ان هناك نثراً رائعاً. لماذا نهينه ونسميه شعراً؟ العرب وفقوا عندما قالوا: فلان امير في الصناعتين: الشعر والنثر، ارادوا ان يقولوا ان هذين الفنين هما بمستوى واحد، على هذا الاساس غالباً ما أطرح على نفسي مثل هذا السؤال: من هو الارفع بين الاغارقة نسجاً وحكراً معا؟ ويكون جوابي: أفلاطون، وأفلاطون ناثراً لا شاعرا وتريني انني فضلته هو الثائر على الشعراء: هوميرس، اشيل، هوفوكل، اريستوفان، وما كانته المانيا في عهد غوته. هل من الضروري ان يكون الشعر موزونا ومقفى؟ لم يصدر في العالم شعر ذو قيمة قوى على الزمن وهو غير موزون حتى اذا جاء ايضا مقفى بلغ الكمال ولكن لا الوزن ولا القافية يجعلانه الشعر شعرا ثمة نظام اذن هو لاجىء الى الوزن والقافية وهو ليس شاعرا بقي ان هناك نثرا رائعا لماذا تهينه وتسميه شعرا؟ العرب وفقوا عندما قالوا: فلان امير في الصناعيين: الشعر والنثر. ارادوا ان يقولوا ان هذين الفنين هما بمستوى واحد على هذا الاساس غالبا ما اطرح على نفسي مثل هذا السؤال: من هو الارفع بين الاغارقة نسجا وفكرا معا؟ ويكون جوابي: افلاطون وافلاطون ثائرا لا شاعر وتريني انني فضلته هو الثائر على الشعراء هوميرس اشيل صوفوكل اريسوفان وبندار كل هذا لاقول لك ان ثمة عالمين مختلفين لكل منهما عرش وصولجان هما النثر والشعر للمناسبة اقول لك ان امين نخلة يفوق في نثره افلاطون بالذات. • الا يمكن الشاعر ان يتجدد من خلال القديم؟ - انت هنا امام مفهومين: التجديد والقديم فلنجعلهما الى بعض ايضاح كلمة "تجديد" لا احبها تفرض انه بالامكان التجديد على تحفة قديمة هذا في عالم الموضة اما شعري فليس تجديدا لا على شكسبير الانكليزي ولا على حافظ الفارسي ولا على اي شاعر اخر هو حقا شاعر الان بات بوسعي الرد على سؤالك: لا يجدد على القديم ويؤتى بشعر. * ثمة شعراء كان موضوعهم الاثير الحب؟ لماذا؟ - التغني بعاطفة الحب موضوع ولا اسلم ويصدر طبيعيا عن الانسان اما ان يكون هناك من نفسوا! عن عواطفهم بعد كبت فهذا يهم فرويد ولا يهمني انا الشاعر. * سعيد عقل هل بوسعه اختصار نفسه في بضع كلمات؟ وعلى م تدرو معاناته؟ - المعاناة كلمة في قاموس الموضة كل مبدع قلته عانى او لم تقوليه ما امكنه ان يكون فنانا الا اذا اعتنج شأن خطير في جنانه وثمة من عانى وما اطلع شيئا وثمة من لم يعان لا مصيبة ما ولا حتى عذابا وكان شاعرا. اختصاصي الله وهوايتي الشعر اي جعل الحياة تدور من بناء لبنان الى بناء العالم قصيدة. * هل ما يزال هناك متسع من الوقت للشعر في حياة الطلاب عندنا؟ - الشعر حيوي ومناهجنا التربوية ينبغي نسفها من الاساس... انها تجعل الطالب ابنا لادبين: العربي من جهة والفرنسي او الانكليزي من جهة ثانية ينبغي احداث ثورة في هذا المفهوم عندي اقتراحات كثيرة في هذا المجال منها جعل الدروس باللغة اللبنانية لانها لغتنا ولانها محكية. للمناسبة اقول لا يجوز للمنهاج ان يدرس اية لغة بطلت محكية لان علم الالسنية يجهر بان تعليم مثل هذه اللغة يضر العقل. ثمة لغات عالمية اخرى ينبغي تعلمها او تعلم بعضها وانا اقترح تدريس اربع لغات من اصل التسع لغات الاساسية في العالم... مع العلم بان هناك 2800 لغة على الكوكب - اللغات الاربع هي: الانكليزية باعتبارها لغة العلم الاول وينشر بها سنويا 22 بالمئة من كتب العالم وبعدها الروسية وينشر بها 17 بالمئة من كتب العالم فالالمانية التي تستأثر بـ 15 بالمئة من كتب العالم واخيرا اليابانية بنسبة 11 بالمئة... التلميذ اللبناني ينبغي ان يتخرج وهو يجيد اجادة قصوى الكتابة باللبنانية وباثنتين على الاقل من اللغات الاربع التي هي اول لغات الانتاج في العالم. هذه المشاريع تؤدي في النهاية الى خدمة الاهداف التي تعمل لها فهل تعتقد انك قد نجحت حتى الان في تحقيق اهدافك اهدافي لم احقق بعد ولا حتى 10 بالمئة منها. الا انني افتتحت تحقيقها جزئيا واصبحت مالكا الى حد ما القدرة على تحقيق بقيتها.


بوابة ماسبيرو
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
سعيد عقل
من مواليد 4 يوليو 1912 في مدينة زحلة بلبنان، ونشأ في أسرة مارونية كاثوليكية. درس في مدرسة المريميين بزحلة، لكنه اضطر لترك الدراسة لمساعدة أسرته. مع ذلك، كان شغوفًا بالقراءة في مجالات الفكر والأدب والدين. عمل في التدريس والصحافة في زحلة وبيروت. درّس في عدة مؤسسات تعليمية، منها مدرسة الآداب العليا، ودار المعلمين، والجامعة اللبنانية، وجامعة الروح القدس. كما قدم دروسًا في اللاهوت المسيحي. اشتهر بولعه بالقراءة وتميز شعره بالتجديد، حتى لقب بـ "الشاعر الصغير" لكونه بدأ الشعر في سن مبكرة. ربطته علاقة فنية قوية بالمطربة اللبنانية فيروز، التي غنت له العديد من القصائد الشهيرة، مثل "زهرة المدائن". كان سعيد عقل من كبار الداعين للقومية اللبنانية، وساهم في تأطير فكرها الإيديولوجي بالتركيز على "الخاصية اللبنانية". أسس عام 1972 حزب التجدد اللبناني، وكان يعتبر الأب الروحي لحزب حراس الأرز. أثارت بعض مواقفه جدلاً واسعًا، مثل ترحيبه باجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 ودعوته للقضاء على الفلسطينيين، واعتباره لبنان فينيقيًا لا ينتمي إلى المحيط العربي، ودعوته للتخلي عن اللغة العربية الفصحى واعتماد اللهجة العامية كلغة وطنية لبنانية، بالإضافة إلى اقتراحه "الأبجدية اللبنانية" التي تكتب بالحروف اللاتينية. له دواوين شعرية عديدة باللغة الفصحى واللغة اللبنانية المحكية، بالإضافة إلى أعمال نثرية ومسرحية. من أبرز دواوينه: "قصائد من دفتره"، "الذهب" (بالفرنسية)، "يارا" (بالحرف القومي اللبناني)، "كما الأعمدة"، و"خماسيات" (بالحرف القومي اللبناني). كتب كلمات العديد من الأغاني التي غنتها فيروز، مثل "زهرة المدائن"، "يارا"، "بحبك ما بعرف"، و"أمي يا ملاكي". توفي في 28 نوفمبر 2014 عن عمر يناهز 102 عامًا.


الديار
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الديار
حفل تكريميّ في جامعة سيدة اللويزة للشاعر الكبير سعيد عقل
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أقامت مكتبات جامعة سيدة اللويزة حفلاً تكريميّاً للشاعر الكبير سعيد عقل تحت عنوان: "الوفاء إن حكى: سعيد عقل في قلبٍ، وجدانٍ وعقل. وذلك يوم الاثنين 14 نيسان 2025 في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح، قاعة عصام فارس. إستهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، أدّته جوقة جامعة سيدة اللويزة، ثم عرضٌ لأغنية عم بحلمك يا حلم يا لبنان، ل ماجدة الرومي من كلمات سعيد عقل. حضر اللقاء كل من دولة الرئيس السابق الأستاذ إيلي الفرزلي، مع أهل البقاع وزحلة، الأستاذ فادي المصري نقيب المحامين في بيروت، قائد الجيش العماد رودولف هيكل ممثلاً بالعميد الركن بسام ساسين، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله ممثلاً بالعميد الركن شربل افرام، الشيخ سامي الجميّل، رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة ممثلاً بالمحامي ميشال حكيّم رئيس إقليم كسروان، الأستاذ ميشال متى، رئيس المجلس العام الماروني، السيدة كريستين زعتر معلوف مدير عام مجلس النواب ، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الأستاذ روجيه هاني ممثلاً بالأستاذ كريستيان نصر، الأب بطرس عازار ممثلا رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية الأباتي جوزف بو رعد، الى جانب الأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة، محاطاً بنوابه والهيئة الادارية والتعليمية في الجامعة، مديرة مكتبات جامعة سيدة اللويزة الدكتورة مارغريت عيد، الشخصيات الروحيّة، القضائية، الحقوقيّة، النقابية، المصرفيّة، الأكاديميّة، الثقافية، الأدبية، الفكرية، الفنيّة، البلديّة، الإختياريّة والإجتماعيّة. قدّم الحفل الاستاذ ماجد بوهدير مدير مكتب الشؤون العامة، البروتوكول، والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة الذي رحّب بالضيوف والحضور قائلاً: "نتحلّق جميعاً حول رفيقة رحلة الوفاء لسنوات نبض سعيد عقل على الأرض السيّدة ماري روز أميدي التي كانت من المفترض أن تكون حاضرة فيما بيننا، ولكن ظروفها الصحية حالت دون ذلك، مع الدعاء القلبيّ بالشفاء العاجل وهي تتمثّل من خلال عائلتها الكريمة. وأضاف: "لماذا نلتقي اليوم حول سعيد عقل؟ ليس لأنّ جامعة سيّدة اللويزة هي المؤتمنة على إرثه الثقافي، الفكريّ، ومكتبته. وليس لأنّ ذكرى العشر سنوات لرحيله صادفت الخريف الماضي في غمرة ظروف أمنيّة غير مؤاتية، لكنّ السبب الأساس هو الوفاء، والأمانةُ، لرسالة جامعة سيّدة اللويزة التعليميّة التي تخوض غمارها إمتداداً لتوصيات مجمع اللويزة منذ قرون ثلاثة، أن الأجيال الشبابيّة يجب أن تعلم أنّ وطن الأرز لبنان، ومن خلال مئويّته، عمره من عمر سعيد عقل، ومن عمر شخصيات فذّة طبعت مسيرتَه، وساهمت بتعليق الأوسمة على صدره، وهي مخلّدة من خلال أنصاب تذكارية، في الباحة الرئيسية لهذه الجامعة، تقول لشبابنا، وزائرينا، هذا هو لبنان، غناه، عمقه، مداده، وتاريخُه المشرّف. وأكمل بوهدير: "سهر جامعة سيّدة اللويزة على الأمانة، ينبع من رؤساء متعاقبين حملوا مشعل الفكر والثقافة، أخصّ بالذكر الرئيس الأسبق للجامعة الأب وليد موسى الذي ومع عزيزنا الأستاذ سهيل مطر أوقدوا هذا المشعل في العام 2013، خلال سنة مئوية سعيد عقل الذي عاصرها محفّزاً إيانا على خوض مشوارها في المحافل الأدبية، الثقافية، والأصرح الأكاديميّة. واليوم أبى رئيس الجامعة الأب الدكتور بشارة الخوري إلا أن يكون هذا اللقاء، في غمرة فتح الصفحات الجديدة من تاريخ هذا الوطن الذي ينشحن برجاء العودة إلى سعادة مرجوّة، محكّماً عقلاً، قراراً، وأكثر". وكانت لرئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري كلمة قال فيها: "الوفاءُ إِنْ حكى، قالَ الكثيرَ، فكيفَ إذا حكى في جامعةِ سيّدة اللويزة، وما عساهُ يقولُ في رَجُلٍ كانَ هُنا مُضيئاً منذ عشرِ سنوات؟ في الحقيقةِ، ما قيلَ في سعيد عقل حيّاً وبعد الرّحيلِ، لمْ يُقَل إلّا في قِلّةٍ من العمالقةِ، فهو مادّةٌ غنيَّةٌ ودَسِمَةٌ للكتّابِ والنقّادِ والمفكّرينَ والطلبة، فشموليَّتُه تفتَحُ شهيّةَ الأقلامِ وتُلْهِبُ وَتُلْهِمُ في آنٍ. واستِثْنائيَّتُهُ تُثيرُ غَيْرَةَ عُشّاقِ الكلمةِ المختلفةِ النابعةِ من فكرٍ فريدٍ". وتابع الأب الخوري:"سعيد عقل يدعونا إلى ثورة فكر، وعودة إلى الحلم، واسترجاع "لبنان الرسالة"، لا "لبنان السوق والمزرعة". بَعْدَ خمسينَ عاماً على رؤيَتِكَ تِلك، ها هو لبنانَ الذي غَرِقَ في النارِ، يستَعِدُّ لِيتَكَلَّلَ بالغارِ. كَمْ كُنْتَ رؤيَوِيّاً استباقيّاً، استَحْضَرْتَ المُستقْبلَ إليكَ وكَشَفتَ أسرارَهُ وَحَذَّرْتَ ونَبَّهْتَ واستَنْهَضْتَ الهِمَمَ لَكِنْ لِسوء حظِّ لبنانَ أنَّ مَنْ خاطَبْتَهُم في ذاكَ الزمانِ، كانوا إلى أشباهِ الرّجالِ أقربَ، وما اعتادوا مِثْلَكَ سُكْنى القِمَمْ، بل أرادوكَ مِثْلَهُم مِنَ الزواحِفِ. فالوَطَنُ اليومَ بحاجةٍ إليكَ وإلى أمثالِكَ ونحنُ أيضاً بحاجةٍ إليكَ. ثقافَتُنا ولُغَتُنا وقوْمِيَّتُنا اللبنانيّةُ بحاجةٍ إليك، لاسيما تلك اللغة التي رُفضت حينها وأصبحت اليوم لغة التواصل الاجتماعي التي يعتمدها شبابنا". وختم الأب الرئيس: "أنتَ يا حارِسَ اللغةِ، يا مَنْ شَكَّلْتَ جزءاً مُهِمّاً من هويَّتِنا اللبنانيّةِ، وارتَفَعْتَ في فَخْرِكَ ومَجْدِكَ وعِزَّتِكَ عاموداً سابعاً في هياكِلِ بعلبَكَ. إجْتَمَعْنا في هذا اليومِ لِنُلْقِيَ التحيّةَ والسلامَ على روحِ سعيد عقل الساكِنةِ في كلِّ مكانٍ من هذِهِ الجامعة، وَلِنُخْبِرَكُم ونُخْبِرَهُ أنَّ إرْثَهُ الأدبيّ والفكريّ الذي إئْتُمِنّا عليهٍ حَيٌّ هُنا، وسيخرُجُ من عتمةِ الخزائنِ لِيكونَ شرارةَ المنحى الثقافي بل النَهْضةِ الثقافيّةِ التي تُخَطِّطُ جامعتُنا لإطلاقِها على مساحةِ الوطنِ. فجامِعتُنا، ومنذ اليومِ، تتبنّى مشروعاً يَهْدِفُ إلى خَلْقِ توازُنٍ فيما بين العِلْمِ والثقافة، وإذا كانتِ الشهاداتُ التي تصدِرُها الجامعةُ هي التي تُحدِّدُ المستوى العلميّ لحامِلِها، فإنّنا لَنْ نتأخَّر في تصميمِ ما يُشْبِهُ الشهادةَ التي تؤشِّرُ إلى نوعيَّةِ وَحَجْمِ وعُمْقِ وَبُعْدِ المستوى الثقافيِّ لحامِلِها. نَعَمْ، جامِعَتُنا سَتَذْهَبُ بعيداً في العِلمِ والمعرفةِ والثقافةِ مُنطَلِقةً من كلّ إرثٍ ثمينٍ كإرثِ سعيد عقل". بعد كلمة الاب الخوري، كانت كلمة للسيدة ماري روز أميدي ألقاها بإسمها شقيقها السيد غارابيت أميدي قائلاً: " أحمل إليكم، رسالة محبة صادقة من شقيقتي ماري روز، التي حالت ظروفها الصحية دون الحضور، فحضرت معنا قلباً وروحاً، تنقل إليكم تقديرها الكبير وامتنانها لهذه الجامعة العريقة، جامعة سيدة اللويزة، التي تكنّ لها كل الاحترام". وأكمل السيد غارابيت كلامه:" جامعة العقل والعراقة، هذا الصّرح الذي أحبّه الشاعر الكبير سعيد عقل، فأخلص له، وأحبّته الجامعة بدورها، فاحتضنت فكره وأدبه، وبادلته التكريم بالتكريم، والعرفان بالإبداع. وما أجمل أن تبقى العلاقة بين المفكر والمؤسسة الأكاديمية علاقة تكامل وتقدير، كما شهدناها بين سعيد عقل وهذه الجامعة التي كانت له منبرًا، ولبنانًا مصغّرًا يحتضن الحرف والهوية". ليختم أميدي:" إنَّه لشرف كبير أن أكون اليوم بينكم، ناقلًا هذا الشعور العميق بالعرفان والاحترام، ومجدّدًا التقدير لجامعةٍ ساهمت ولا تزال في صوغ الوعي الثقافي والفكري في لبنان". وبدوره كانت لنائب رئيس مجلس النواب السابق الأستاذ إيلي الفرزلي مداخلة قال فيها: " السيّد المسيح كان هو الباب الذي دخلتُ منه إلى معرفة الله، والنور الذي أضاء لي دروب الإيمان. أما الانسان الذي عرّفني إلى يسوع، وأيقظ فيّ هذا الوعي الروحي، كان سعيد عقل، الذي لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان نبيًّا بالكلمة، ورسولًا للفكر والجمال. وتابع: "ذاك هو لبنان الذي تحدّث عنه سعيد عقل: لبنان الحرّ، المستقلّ، المنغرس في الروح، والمتّصل بالسماوات. لبنان الذي لا تُرسم حدوده بخطوط سياسية، بل تُرسم بعبق الأرز، وبركة الأرض المقدّسة. وهل من دليلٍ أعمق من أنّ لبنان ورد في الكتاب المقدّس 72 مرّة؟ ذُكر باسمه، بحضوره، برمزيته الروحية، وبدوره كأرضٍ نادرة نضرة تجمع بين الجمال والقداسة. وختم دولة الرئيس الفرزلي كلمته: "هذا الوطن لا بدّ أن يزدهر، لأن رسالته تتجاوز الجغرافيا لتلامس جوهر الإيمان. فإذا كان السيّد المسيح قد زار هذا الوطن، فعلينا أن نحفظه، لا فقط بحدوده، بل برسالته، وهويّته، وعمقه الروحيّ والحضاري. ذلك هو الإيمان الذي علّمني إيّاه سعيد عقل، إيمانٌ بوطنٍ يليق بأن يكون وطنًا للنور، للحق وللحياة". وخلال التكريم، عُرض وثائقي عن الشاعر سعيد عقل تخلله شهادة لرفيقة دربه السيدة ماري روز أميدي، كما أدّت السيدة كارلا رميا ترنيمة أعطنا ربي من كلمات سعيد عقل، وفي السياق نفسه قدّم الراقص التعبيري المحترف بيار حعجع رقصة تعبيرية مستوحاة من قصيدة للشاعر سعيد عقل، قرأها الشاعر نزار فرنسيس. وفي ختام حفل التكريم، أنشدت جوقة جامعة سيدة اللويزة نشيد الجامعة من كلمات الشاعر سعيد عقل. بعدها، قدّم الأب الخوري الهدايا التذكارية: بركة بابويّة للسيدة ماري روز أميدي أميدي، مجموعة كتب سعيد عقل للشاعر نزار فرنسيس، كتاب مريم في لبنان ل كارلا رميا، وكتاب اليوم اليوم لسعيد عقل، للفنان بيار جعجع.


سيدر نيوز
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- سيدر نيوز
إحتفال تكريمي لسعيد عقل في سيدة اللويزة بعنوان 'الوفاء إن حكى: سعيد عقل في قلب، وجدان وعقل'
أقامت مكتبات جامعة سيدة اللويزة في 'قاعة عصام فارس' في الجامعة في زوق مصبح، احتفالا تكريميا للشاعر الكبير الراحل سعيد عقل، بعنوان 'الوفاء إن حكى: سعيد عقل في قلب، وجدان وعقل'، قدم له مدير مكتب الشؤون العامة والبروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة ماجد بوهدير، في حضور نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، رئيس حزب 'الكتائب اللبنانية' سامي الجميل ممثلا برئيس إقليم كسروان ميشال حكيم، قائد الجيش العماد رودولف هيكل ممثلا بالعميد الركن بسام ساسين، نقيب المحامين في بيروت فادي المصري، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله ممثلا بالعميد الركن شربل افرام، المديرة العامة لمجلس النواب كريستين زعتر معلوف، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم روجيه هاني ممثلا بكريستيان نصر، الأب بطرس عازار ممثلا الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية الأباتي جوزف بو رعد، رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري ونوابه والهيئة الادارية والتعليمية في الجامعة، مديرة مكتبات جامعة الدكتورة مارغريت عيد، الى شخصيات روحية وقضائية وحقوقية ونقابية ومصرفية واكاديمية وثقافية وأدبية وفكرية وفنية وبلدية وإختيارية وإجتماعية. إستهل الاحتفال بالنشيد الوطني أدته جوقة الجامعة، وعرض لأغنية 'عم بحلمك يا حلم يا لبنان' لماجدة الرومي من كلمات سعيد عقل. ثم رحب بوهدير بالحضور، وقال: 'نتحلق جميعا حول رفيقة رحلة الوفاء لسنوات نبض سعيد عقل على الأرض السيدة ماري روز أميدي التي كانت من المفترض أن تكون حاضرة فيما بيننا، ولكن ظروفها الصحية حالت دون ذلك، مع الدعاء القلبي بالشفاء العاجل وهي تتمثل من خلال عائلتها الكريمة'. أضاف: 'لماذا نلتقي اليوم حول سعيد عقل؟ ليس لأن جامعة سيدة اللويزة هي المؤتمنة على إرثه الثقافي، الفكري، ومكتبته. وليس لأن ذكرى العشر سنوات لرحيله صادفت الخريف الماضي في غمرة ظروف أمنية غير مؤاتية، لكن السبب الأساس هو الوفاء، والأمانة، لرسالة جامعة سيدة اللويزة التعليمية التي تخوض غمارها إمتدادا لتوصيات مجمع اللويزة منذ قرون ثلاثة، أن الأجيال الشبابية يجب أن تعلم أن وطن الأرز لبنان، ومن خلال مئويته، عمره من عمر سعيد عقل، ومن عمر شخصيات فذة طبعت مسيرته، وساهمت بتعليق الأوسمة على صدره، وهي مخلدة من خلال أنصاب تذكارية، في الباحة الرئيسية لهذه الجامعة، تقول لشبابنا، وزائرينا، هذا هو لبنان، غناه، عمقه، مداده وتاريخه المشرف'. ولفت الى أن 'سهر جامعة سيدة اللويزة على الأمانة، ينبع من رؤساء متعاقبين حملوا مشعل الفكر والثقافة، أخص بالذكر الرئيس السابق للجامعة الأب وليد موسى الذي ومع عزيزنا الأستاذ سهيل مطر أوقدوا هذا المشعل في العام 2013، خلال سنة مئوية سعيد عقل الذي عاصرها محفزا إيانا على خوض مشوارها في المحافل الأدبية، الثقافية، والأصرح الأكاديمية. واليوم أبى رئيس الجامعة الأب الدكتور بشارة الخوري إلا أن يكون هذا اللقاء، في غمرة فتح الصفحات الجديدة من تاريخ هذا الوطن الذي ينشحن برجاء العودة إلى سعادة مرجوة، محكما عقلا، قرارا وأكثر'. الاب الخوري بدوره، قال رئيس الجامعة: 'الوفاء إن حكى، قال الكثير، فكيف إذا حكى في جامعة سيدة اللويزة، وما عساه يقول في رجل كان هنا مضيئا منذ عشر سنوات؟. في الحقيقة، ما قيل في سعيد عقل حيا وبعد الرحيل، لم يقل إلا في قلة من العمالقة، فهو مادة غنية ودسمة للكتاب والنقاد والمفكرين والطلبة، فشموليته تفتح شهية الأقلام وتلهب وتلهم في آن. واستثنائيته تثير غيرة عشاق الكلمة المختلفة النابعة من فكر فريد. سعيد عقل يدعونا إلى ثورة فكر، وعودة إلى الحلم، واسترجاع 'لبنان الرسالة'، لا 'لبنان السوق والمزرعة'. اضاف: 'بعد 50 عاما على رؤيتك تلك، ها هو لبنان الذي غرق في النار، يستعد ليتكلل بالغار. كم كنت رؤيويا استباقيا، استحضرت المستقبل إليك وكشفت أسراره وحذرت ونبهت واستنهضت الهمم لكن لسوء حظ لبنان أن من خاطبتهم في ذاك الزمان، كانوا إلى أشباه الرجال أقرب، وما اعتادوا مثلك سكنى القمم، بل أرادوك مثلهم من الزواحف. فالوطن اليوم بحاجة إليك وإلى أمثالك ونحن أيضا بحاجة إليك. ثقافتنا ولغتنا وقوميتنا اللبنانية بحاجة إليك، لاسيما تلك اللغة التي رفضت حينها وأصبحت اليوم لغة التواصل الاجتماعي التي يعتمدها شبابنا'. وختم: 'أنت يا حارس اللغة، يا من شكلت جزءا مهما من هويتنا اللبنانية، وارتفعت في فخرك ومجدك وعزتك عامودا سابعا في هياكل بعلبك. إجتمعنا في هذا اليوم لنلقي التحية والسلام على روح سعيد عقل الساكنة في كل مكان من هذه الجامعة، ولنخبركم ونخبره أن إرثه الأدبي والفكري الذي إئتمنا عليه حي هنا، وسيخرج من عتمة الخزائن ليكون شرارة المنحى الثقافي بل النهضة الثقافية التي تخطط جامعتنا لإطلاقها على مساحة الوطن. فجامعتنا، ومنذ اليوم، تتبنى مشروعا يهدف إلى خلق توازن فيما بين العلم والثقافة، وإذا كانت الشهادات التي تصدرها الجامعة هي التي تحدد المستوى العلمي لحاملها، فإننا لن نتأخر في تصميم ما يشبه الشهادة التي تؤشر إلى نوعية وحجم وعمق وبعد المستوى الثقافي لحاملها. نعم، جامعتنا ستذهب بعيدا في العلم والمعرفة والثقافة منطلقة من كل إرث ثمين كإرث سعيد عقل'. أميدي ثم كانت كلمة لماري روز أميدي ألقاها بإسمها شقيقها غارابيت أميدي، قال فيها: 'أحمل إليكم، رسالة محبة صادقة من شقيقتي ماري روز، التي حالت ظروفها الصحية دون الحضور، فحضرت معنا قلبا وروحا، تنقل إليكم تقديرها الكبير وامتنانها لهذه الجامعة العريقة، جامعة سيدة اللويزة، التي تكن لها كل الاحترام'. اضاف: 'جامعة العقل والعراقة، هذا الصرح الذي أحبه الشاعر الكبير سعيد عقل، فأخلص له، وأحبته الجامعة بدورها، فاحتضنت فكره وأدبه، وبادلته التكريم بالتكريم، والعرفان بالإبداع. وما أجمل أن تبقى العلاقة بين المفكر والمؤسسة الأكاديمية علاقة تكامل وتقدير، كما شهدناها بين سعيد عقل وهذه الجامعة التي كانت له منبرا، ولبنانا مصغرا يحتضن الحرف والهوية'. وختم قائلا: 'لشرف كبير لي أن أكون اليوم بينكم، ناقلا هذا الشعور العميق بالعرفان والاحترام، ومجددا التقدير لجامعة ساهمت ولا تزال في صوغ الوعي الثقافي والفكري في لبنان'. الفرزلي وكانت مداخلة للفرزلي، قال فيها: 'السيد المسيح كان هو الباب الذي دخلت منه إلى معرفة الله، والنور الذي أضاء لي دروب الإيمان. أما الانسان الذي عرفني إلى يسوع، وأيقظ في هذا الوعي الروحي، كان سعيد عقل، الذي لم يكن شاعرا فحسب، بل كان نبيا بالكلمة، ورسولا للفكر والجمال. ذاك هو لبنان الذي تحدث عنه سعيد عقل: لبنان الحر، المستقل، المنغرس في الروح، والمتصل بالسماوات. لبنان الذي لا ترسم حدوده بخطوط سياسية، بل ترسم بعبق الأرز، وبركة الأرض المقدسة. وهل من دليل أعمق من أن لبنان ورد في الكتاب المقدس 72 مرة؟ ذكر باسمه، بحضوره، برمزيته الروحية، وبدوره كأرض نادرة نضرة تجمع بين الجمال والقداسة'. وختم مشددا على أن 'هذا الوطن لا بد أن يزدهر، لأن رسالته تتجاوز الجغرافيا لتلامس جوهر الإيمان. فإذا كان السيد المسيح قد زار هذا الوطن، فعلينا أن نحفظه، لا فقط بحدوده، بل برسالته، وهويته، وعمقه الروحي والحضاري. ذلك هو الإيمان الذي علمني إياه سعيد عقل، إيمان بوطن يليق بأن يكون وطنا للنور، للحق وللحياة'. وخلال التكريم، عرض وثائقي عن الشاعر سعيد عقل تخلله شهادة لرفيقة دربه ماري روز أميدي، وأدت كارلا رميا ترنيمة 'أعطنا ربي' من كلمات سعيد عقل. وفي السياق نفسه قدم الراقص التعبيري المحترف بيار جعجع رقصة تعبيرية مستوحاة من قصيدة للشاعر سعيد عقل قرأها الشاعر نزار فرنسيس. وفي الختام، أنشدت جوقة جامعة سيدة اللويزة نشيد الجامعة من كلمات الشاعر سعيد عقل. ثم قدم الأب الخوري الهدايا التذكارية، بركة بابوية لماري روز أميدي، ومجموعة كتب سعيد عقل للشاعر نزار فرنسيس، وكتاب 'مريم في لبنان' لكارلا رميا، وكتاب 'اليوم اليوم' لسعيد عقل للفنان بيار جعجع.