#أحدث الأخبار مع #سكوتبيسانت،مركز الروابط٠٦-٠٥-٢٠٢٥أعمالمركز الروابطكيف تُصدر الولايات المتحدة الأزمات الاقتصادية إلى العالم – وما تأثير ذلك على الدول الأخرى؟الباحثة شذا خليل* تُعد الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، وكونها المصدر الأساسي للعملة الاحتياطية العالمية يمنحها تأثيرًا هائلًا على الأسواق الدولية. وبينما يوفر هذا الدور القيادي قدرًا من الاستقرار في فترات النمو، فإنه أيضًا يجعل الأزمات الاقتصادية الأمريكية ذات تأثير عالمي واسع. ومع الانكماش الأخير في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.3٪ في الربع الأول – وهو أول انخفاض منذ ثلاث سنوات – تجددت المخاوف بشأن تداعيات هذا التباطؤ على الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من هذا الانكماش، أكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسانت، لأعضاء مجلس النواب: 'البيانات الاقتصادية لا تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود حاليًا'، مشيرًا إلى احتمال مراجعة البيانات ورفعها بعد تحليل أكثر تفصيلًا. ومع ذلك، حتى في غياب ركود رسمي، فإن بوادر التباطؤ الاقتصادي الأمريكي غالبًا ما تؤدي إلى تأثيرات عالمية واسعة. كيف تُصدر الولايات المتحدة الأزمات الاقتصادية؟ 1. الدولار كعملة عالمية: نظرًا لأن الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية والتجارية الأساسية عالميًا، فإن أي اضطراب اقتصادي في الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال منها أو إليها. وعندما تتخذ الولايات المتحدة سياسات نقدية متشددة لمواجهة التضخم أو الانكماش، غالبًا ما تنسحب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة وتعود إلى الأصول المقومة بالدولار، مما يؤدي إلى تراجع العملات المحلية وخلق أزمات مالية في الدول النامية. 2. سياسة أسعار الفائدة والدين العالمي: عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فإن التأثير يمتد إلى جميع أنحاء العالم. فارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الاقتراض، خصوصًا للدول أو الشركات التي تعتمد على الديون المقومة بالدولار. وهذا يؤدي إلى أزمات ديون وصعوبات مالية، خاصة في الاقتصادات الضعيفة. 3. تباطؤ الاستثمار والتجارة العالمية: تعد الولايات المتحدة مستهلكًا رئيسيًا للصادرات العالمية، وعندما ينكمش الناتج المحلي الإجمالي، يتراجع الطلب الأمريكي على السلع المستوردة، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات المعتمدة على التصدير مثل الصين، كندا، والمكسيك، ويؤدي إلى تراجع الإيرادات وزيادة البطالة. التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الاقتصادات الأخرى التأثيرات المباشرة: الأسواق الناشئة: تعاني الدول التي تعتمد على الاستثمارات أو المساعدات الأمريكية من خروج رؤوس الأموال، وارتفاع خدمة الدين، وتدهور عملاتها. الاقتصادات المعتمدة على التصدير: تواجه الدول التي تصدر بكثافة إلى الولايات المتحدة تراجعًا في التجارة والنمو الاقتصادي. الدول المنتجة للمواد الخام: تنخفض أسعار النفط والمعادن والمنتجات الزراعية بسبب انخفاض الطلب الأمريكي، مما يضر بالدول المنتجة لها. التأثيرات غير المباشرة: التقلبات المالية العالمية: تؤثر الانخفاضات في الأسواق الأمريكية على البورصات العالمية، مما يقلل من الثروة ويؤثر على الاستثمارات. عدوى السياسات الاقتصادية: تحاول البنوك المركزية الأخرى مواكبة السياسات الأمريكية، مما يؤدي أحيانًا إلى موجات تضييق أو تيسير عالمي قد تزيد من حدة الأزمات. الاضطرابات السياسية: يمكن أن تؤدي التأثيرات الاقتصادية إلى احتجاجات وعدم استقرار سياسي، خصوصًا في الدول التي تعاني من التضخم والبطالة المرتفعة. ما الذي ينتظرنا؟ رغم تفاؤل وزير الخزانة بمراجعة محتملة للبيانات نحو الأفضل، فإن الانكماش الحالي يكشف عن نقاط ضعف اقتصادية. وحتى إن لم تدخل الولايات المتحدة في ركود تقني، فإن هشاشة الاقتصاد العالمي تعني أن أي تباطؤ أمريكي – ولو بسيط – ستكون له آثار كبيرة. ولذلك، يتعين على الدول العمل على تعزيز قدرتها على مواجهة الصدمات، من خلال تنويع علاقاتها التجارية وتقليل اعتمادها على الدولار. أما الولايات المتحدة، فعليها أن تدرك مسؤوليتها العالمية وتأثير سياساتها الاقتصادية على بقية العالم. وحدة الدراسات الاقتصاديه / مكتب شمال امريكا مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
مركز الروابط٠٦-٠٥-٢٠٢٥أعمالمركز الروابطكيف تُصدر الولايات المتحدة الأزمات الاقتصادية إلى العالم – وما تأثير ذلك على الدول الأخرى؟الباحثة شذا خليل* تُعد الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، وكونها المصدر الأساسي للعملة الاحتياطية العالمية يمنحها تأثيرًا هائلًا على الأسواق الدولية. وبينما يوفر هذا الدور القيادي قدرًا من الاستقرار في فترات النمو، فإنه أيضًا يجعل الأزمات الاقتصادية الأمريكية ذات تأثير عالمي واسع. ومع الانكماش الأخير في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.3٪ في الربع الأول – وهو أول انخفاض منذ ثلاث سنوات – تجددت المخاوف بشأن تداعيات هذا التباطؤ على الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من هذا الانكماش، أكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسانت، لأعضاء مجلس النواب: 'البيانات الاقتصادية لا تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود حاليًا'، مشيرًا إلى احتمال مراجعة البيانات ورفعها بعد تحليل أكثر تفصيلًا. ومع ذلك، حتى في غياب ركود رسمي، فإن بوادر التباطؤ الاقتصادي الأمريكي غالبًا ما تؤدي إلى تأثيرات عالمية واسعة. كيف تُصدر الولايات المتحدة الأزمات الاقتصادية؟ 1. الدولار كعملة عالمية: نظرًا لأن الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية والتجارية الأساسية عالميًا، فإن أي اضطراب اقتصادي في الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال منها أو إليها. وعندما تتخذ الولايات المتحدة سياسات نقدية متشددة لمواجهة التضخم أو الانكماش، غالبًا ما تنسحب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة وتعود إلى الأصول المقومة بالدولار، مما يؤدي إلى تراجع العملات المحلية وخلق أزمات مالية في الدول النامية. 2. سياسة أسعار الفائدة والدين العالمي: عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فإن التأثير يمتد إلى جميع أنحاء العالم. فارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الاقتراض، خصوصًا للدول أو الشركات التي تعتمد على الديون المقومة بالدولار. وهذا يؤدي إلى أزمات ديون وصعوبات مالية، خاصة في الاقتصادات الضعيفة. 3. تباطؤ الاستثمار والتجارة العالمية: تعد الولايات المتحدة مستهلكًا رئيسيًا للصادرات العالمية، وعندما ينكمش الناتج المحلي الإجمالي، يتراجع الطلب الأمريكي على السلع المستوردة، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات المعتمدة على التصدير مثل الصين، كندا، والمكسيك، ويؤدي إلى تراجع الإيرادات وزيادة البطالة. التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الاقتصادات الأخرى التأثيرات المباشرة: الأسواق الناشئة: تعاني الدول التي تعتمد على الاستثمارات أو المساعدات الأمريكية من خروج رؤوس الأموال، وارتفاع خدمة الدين، وتدهور عملاتها. الاقتصادات المعتمدة على التصدير: تواجه الدول التي تصدر بكثافة إلى الولايات المتحدة تراجعًا في التجارة والنمو الاقتصادي. الدول المنتجة للمواد الخام: تنخفض أسعار النفط والمعادن والمنتجات الزراعية بسبب انخفاض الطلب الأمريكي، مما يضر بالدول المنتجة لها. التأثيرات غير المباشرة: التقلبات المالية العالمية: تؤثر الانخفاضات في الأسواق الأمريكية على البورصات العالمية، مما يقلل من الثروة ويؤثر على الاستثمارات. عدوى السياسات الاقتصادية: تحاول البنوك المركزية الأخرى مواكبة السياسات الأمريكية، مما يؤدي أحيانًا إلى موجات تضييق أو تيسير عالمي قد تزيد من حدة الأزمات. الاضطرابات السياسية: يمكن أن تؤدي التأثيرات الاقتصادية إلى احتجاجات وعدم استقرار سياسي، خصوصًا في الدول التي تعاني من التضخم والبطالة المرتفعة. ما الذي ينتظرنا؟ رغم تفاؤل وزير الخزانة بمراجعة محتملة للبيانات نحو الأفضل، فإن الانكماش الحالي يكشف عن نقاط ضعف اقتصادية. وحتى إن لم تدخل الولايات المتحدة في ركود تقني، فإن هشاشة الاقتصاد العالمي تعني أن أي تباطؤ أمريكي – ولو بسيط – ستكون له آثار كبيرة. ولذلك، يتعين على الدول العمل على تعزيز قدرتها على مواجهة الصدمات، من خلال تنويع علاقاتها التجارية وتقليل اعتمادها على الدولار. أما الولايات المتحدة، فعليها أن تدرك مسؤوليتها العالمية وتأثير سياساتها الاقتصادية على بقية العالم. وحدة الدراسات الاقتصاديه / مكتب شمال امريكا مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية