
كيف تُصدر الولايات المتحدة الأزمات الاقتصادية إلى العالم – وما تأثير ذلك على الدول الأخرى؟
الباحثة شذا خليل*
تُعد الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، وكونها المصدر الأساسي للعملة الاحتياطية العالمية يمنحها تأثيرًا هائلًا على الأسواق الدولية. وبينما يوفر هذا الدور القيادي قدرًا من الاستقرار في فترات النمو، فإنه أيضًا يجعل الأزمات الاقتصادية الأمريكية ذات تأثير عالمي واسع. ومع الانكماش الأخير في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.3٪ في الربع الأول – وهو أول انخفاض منذ ثلاث سنوات – تجددت المخاوف بشأن تداعيات هذا التباطؤ على الاقتصاد العالمي.
وعلى الرغم من هذا الانكماش، أكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسانت، لأعضاء مجلس النواب: 'البيانات الاقتصادية لا تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود حاليًا'، مشيرًا إلى احتمال مراجعة البيانات ورفعها بعد تحليل أكثر تفصيلًا. ومع ذلك، حتى في غياب ركود رسمي، فإن بوادر التباطؤ الاقتصادي الأمريكي غالبًا ما تؤدي إلى تأثيرات عالمية واسعة.
كيف تُصدر الولايات المتحدة الأزمات الاقتصادية؟ 1. الدولار كعملة عالمية:
نظرًا لأن الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية والتجارية الأساسية عالميًا، فإن أي اضطراب اقتصادي في الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال منها أو إليها. وعندما تتخذ الولايات المتحدة سياسات نقدية متشددة لمواجهة التضخم أو الانكماش، غالبًا ما تنسحب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة وتعود إلى الأصول المقومة بالدولار، مما يؤدي إلى تراجع العملات المحلية وخلق أزمات مالية في الدول النامية.
2. سياسة أسعار الفائدة والدين العالمي:
عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فإن التأثير يمتد إلى جميع أنحاء العالم. فارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الاقتراض، خصوصًا للدول أو الشركات التي تعتمد على الديون المقومة بالدولار. وهذا يؤدي إلى أزمات ديون وصعوبات مالية، خاصة في الاقتصادات الضعيفة.
3. تباطؤ الاستثمار والتجارة العالمية:
تعد الولايات المتحدة مستهلكًا رئيسيًا للصادرات العالمية، وعندما ينكمش الناتج المحلي الإجمالي، يتراجع الطلب الأمريكي على السلع المستوردة، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات المعتمدة على التصدير مثل الصين، كندا، والمكسيك، ويؤدي إلى تراجع الإيرادات وزيادة البطالة.
التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الاقتصادات الأخرى
التأثيرات المباشرة:
الأسواق الناشئة: تعاني الدول التي تعتمد على الاستثمارات أو المساعدات الأمريكية من خروج رؤوس الأموال، وارتفاع خدمة الدين، وتدهور عملاتها.
الاقتصادات المعتمدة على التصدير: تواجه الدول التي تصدر بكثافة إلى الولايات المتحدة تراجعًا في التجارة والنمو الاقتصادي.
الدول المنتجة للمواد الخام: تنخفض أسعار النفط والمعادن والمنتجات الزراعية بسبب انخفاض الطلب الأمريكي، مما يضر بالدول المنتجة لها.
التأثيرات غير المباشرة:
التقلبات المالية العالمية: تؤثر الانخفاضات في الأسواق الأمريكية على البورصات العالمية، مما يقلل من الثروة ويؤثر على الاستثمارات.
عدوى السياسات الاقتصادية: تحاول البنوك المركزية الأخرى مواكبة السياسات الأمريكية، مما يؤدي أحيانًا إلى موجات تضييق أو تيسير عالمي قد تزيد من حدة الأزمات.
الاضطرابات السياسية: يمكن أن تؤدي التأثيرات الاقتصادية إلى احتجاجات وعدم استقرار سياسي، خصوصًا في الدول التي تعاني من التضخم والبطالة المرتفعة.
ما الذي ينتظرنا؟
رغم تفاؤل وزير الخزانة بمراجعة محتملة للبيانات نحو الأفضل، فإن الانكماش الحالي يكشف عن نقاط ضعف اقتصادية. وحتى إن لم تدخل الولايات المتحدة في ركود تقني، فإن هشاشة الاقتصاد العالمي تعني أن أي تباطؤ أمريكي – ولو بسيط – ستكون له آثار كبيرة.
ولذلك، يتعين على الدول العمل على تعزيز قدرتها على مواجهة الصدمات، من خلال تنويع علاقاتها التجارية وتقليل اعتمادها على الدولار. أما الولايات المتحدة، فعليها أن تدرك مسؤوليتها العالمية وتأثير سياساتها الاقتصادية على بقية العالم.
وحدة الدراسات الاقتصاديه / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 43 دقائق
- عكاظ
«سيتي جروب» يتوقع تراجع الدولار
تابعوا عكاظ على توقع بنك «سيتي جروب» أن يواصل الدولار تراجعاته تزامنًا مع اجتماعات قادة مجموعة السبع هذا الأسبوع لمناقشة السياسات المتعلقة بالعملة كجزء من مفاوضاتهم التجارية مع أمريكا. وأوضح استراتيجيو البنك في مذكرة حسبما نقلت «بلومبرغ»: «من غير المحتمل أن تسعى واشنطن بقوة لخفض قيمة الدولار، لكن العملة الأمريكية قد تتراجع في نهاية المطاف مع توصل الولايات المتحدة لاتفاقيات مع شركائها التجاريين لخفض الرسوم الجمركية». ويعتقد البنك أن رفع قيمة عملات بعض الدول قد يكون ضمن المطالب الأمريكية في المفاوضات التجارية، وأن اليابان والصين وربما دول أخرى في شرق آسيا قد تكون مستهدفة بذلك. وصرح وزير المالية الياباني في وقت سابق اليوم، بأنه يرتب لعقد اجتماع ثنائي مع وزير الخزانة الأمريكي «سكوت بيسنت» هذا الأسبوع، لمناقشة موضوعات تشمل العملة. أخبار ذات صلة البنك استبعد التدخل الحكومي لخفيض قيمة الدولار. (متداولة)


شبكة عيون
منذ 2 ساعات
- شبكة عيون
هبوط الدولار الأسترالي بعد خفض أسعار الفائدة
مباشر- تراجع الدولار الأسترالي اليوم الثلاثاء بعد أن خفض البنك المركزي في البلاد أسعار الفائدة كما كان متوقعا في الوقت الذي سلط فيه الضوء على المخاطر الاقتصادية الناجمة عن حرب تجارية عالمية، مما دعم رهانات السوق على المزيد من التيسير النقدي في المستقبل . خفّض بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى أدنى مستوى له في عامين عند 3.85%، مشيرًا إلى التقدم المحرز في خفض التضخم وعدم اليقين العالمي الناجم عن الرسوم الجمركية الأمريكية. وقد قيّمت الأسواق هذا التخفيض بالكامل منذ الإعلان عن الرسوم لأول مرة في أوائل أبريل . ولا يزال المستثمرون يتطلعون إلى خفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام لرفعها إلى ما بين 3.10% و3.35%، مع إشارة بنك الاحتياطي الأسترالي نفسه إلى أن توقعاته الاقتصادية الجديدة افترضت خفضا إجماليا بنحو 85 نقطة أساس من 4.10 %. قال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في ساكسو: "لقد أقدم بنك الاحتياطي الأسترالي على خفض أسعار الفائدة بشكل متساهل، متأثرًا بمجموعة من حالة عدم اليقين العالمية والمحلية ". تابع: "في ظل تزايد قلق بنك الاحتياطي الأسترالي، فإن مسار المقاومة الأقل للدولار الأسترالي قد يظل منخفضا، خاصة إذا تراجعت البيانات المحلية بشكل أكبر أو تصاعدت المخاطر العالمية مرة أخرى ." انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.5% ليصل إلى 0.6428 دولار أمريكي، متخليًا عن بعض مكاسبه التي بلغت 0.8% في الجلسة السابقة، متأثرًا بتراجع الدولار الأمريكي في أعقاب تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني. يقع مستوى الدعم عند 0.6388 دولار أمريكي و0.6358 دولار أمريكي، بينما يواجه مستوى المقاومة عند 0.6500 دولار أمريكي و0.6515 دولار أمريكي . انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.2% ليصل إلى 0.5919 دولار أمريكي، بعد أن ارتفع بنسبة 0.9% خلال الليل. ويحظى بدعم عند 0.5850 دولار أمريكي، ومقاومته عند 0.5969 دولار أمريكي و0.6022 دولار أمريكي . وارتفعت العقود الآجلة لسندات أستراليا لأجل ثلاث سنوات 9 نقاط إلى 96.440، في حين تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 5 نقاط أساس إلى 4.455 %. وأصدر بنك الاحتياطي الأسترالي أيضًا توقعات جديدة للاقتصاد أظهرت أنه يتوقع انخفاض التضخم قليلاً وارتفاع البطالة، حتى مع افتراض خفض أسعار الفائدة بمقدار 85 نقطة أساس . تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام ترشيحات فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
الذهب يتراجع وسط تفاؤل بوقف حرب روسيا وأوكرانيا
انخفضت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، إذ أدى الارتفاع الطفيف للدولار والتفاؤل في شأن احتمال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا إلى تراجع الطلب على الملاذ الآمن، ونزل في التعاملات الفورية بنسبة 0.5 في المئة إلى 3213.35 دولار للأونصة، فيما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للمعدن 0.6 في المئة إلى 3215.50 دولار. وتعافى الدولار بصورة طفيفة بعدما لامس أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع في الجلسة السابقة، مما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وقال محلل الأسواق المالية لدى "كابيتال دوت كوم" كايل رودا، "نحن نشهد تلاشي رد الفعل غير المحسوب على تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية للولايات المتحدة، وهناك بعض الأمل في التوصل إلى هدنة بين أوكرانيا وروسيا". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين، وقال إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار. وأضاف رودا "نشهد ظهور مشترين عند الانخفاضات التي تقل عن 3200 دولار، ومع ذلك أعتقد أننا سنشهد تراجعاً أكبر، بخاصة إذا كان هناك مزيد من التراجع في الأخطار الجيوسياسية". وسجل الذهب، الذي يعد أحد الأصول الآمنة خلال فترات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، مستويات قياسية عدة، وارتفع بنحو 23 في المئة هذا العام حتى الآن، وتعامل مسؤولو مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بحذر مع تداعيات تخفيض التصنيف الائتماني وظروف السوق غير المستقرة مع استمرارهم في التعامل مع بيئة اقتصادية غير مستقرة للغاية. ومن المقرر أن يتحدث عدد من مسؤولي المجلس في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، مما قد يوفر مزيداً من الرؤى حول الاقتصاد ومسار سياسة البنك المركزي، وتتوقع الأسواق الآن خفض أسعار الفائدة بمقدار 54 نقطة أساس في الأقل هذا العام، على أن يبدأ أول خفض في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.6 في المئة إلى 32.17 دولار للأونصة، واستقر البلاتين عند 998.04 دولار، وخسر البلاديوم 0.3 في المئة ليسجل 971.84 دولار. الدولار في نطاق ضيق تحرك الدولار في نطاق ضيق اليوم بعدما تراجع على مدى أسبوع متأثراً بحذر مجلس الاحتياط الاتحادي حيال الاقتصاد ومع اقتراب المشرعين الأميركيين من إقرار مشروع قانون من المتوقع أن يزيد العجز المالي للبلاد. شهد الدولار عمليات بيع واسعة بسعر منخفض أمس، بعد خفض وكالة "موديز" للتصنيفات الائتمانية تصنيف الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من عجز الموازنة، وتتجه الأنظار الآن إلى تصويت حاسم في واشنطن على خفوض ضريبية شاملة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتراجع الدولار الأسترالي بعدما خفض بنك الاحتياط الأسترالي أسعار الفائدة القياسية بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعاً على نطاق واسع، محذراً من حال عدم اليقين الناجمة عن التوترات التجارية العالمية. وقال رئيس بنك الاحتياط الاتحادي في أتلانتا رافاييل بوستيك لشبكة "سي أن بي سي" أمس إن البنك المركزي الأميركي قد يكون قادراً فقط على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال بقية العام نظراً إلى المخاوف إزاء ارتفاع التضخم الناجم عن زيادة الرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن ينضم ترمب اليوم إلى نقاش بالكونغرس حول مشروع قانون الضرائب الذي طرحه الرئيس. ويأتي هذا التصويت بعدما خفضت وكالة "موديز" تصنيفها الائتماني للحكومة الأميركية من أعلى مستوى، وأرجعت ذلك إلى مخاوف في شأن تراكم ديون البلاد والبالغة 36.2 تريليون دولار. وقال كبير محللي النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني، رودريجو كاتريل "لا تزال السوق حذرة جداً إزاء عدم وجود تقشف من الجانب المالي في الولايات المتحدة... نعتقد أن هذا قد يكون محركاً لضعف الدولار على أساس فصلي في الفترة المقبلة، إذ من المرجح أن تطلب السوق علاوة أعلى لإقراض الأموال للولايات المتحدة". وانخفض مؤشر الدولار 10.6 في المئة من مستوياته المرتفعة المسجلة في يناير (كانون الثاني) الماضي، في أحد أشد مستويات تراجعه خلال ثلاثة أشهر، واستعاد الدولار بعض الزخم بعدما أوقف ترمب كثيراً من أكبر الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الشهر الماضي، لكن تصريحات كبير المبعوثين التجاريين اليابانيين اليوم، التي أكد فيها تمسك طوكيو بموقفها المناهض للرسوم الجمركية، أشارت إلى صعوبة الخروج من المفاوضات في الأسابيع والأشهر المقبلة. ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار مسجلاً 144.75 ين، بعدما وصل إلى 144.66 أمس، وهو أقل مستوى منذ الثامن من مايو (أيار) الجاري، ونزل مؤشر الدولار 0.1 في المئة بعد خسارته 0.6 في المئة في الجلسة السابقة. وقال كبير محللي العملات في "سي أم بي سي" هيروفومي سوزوكي، "تشهد سوق الصرف الأجنبي تقلبات مع وجود مؤشرات محدودة"، وأضاف "من المتوقع انعقاد اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع ومحافظي البنوك المركزية، إضافة إلى مفاوضات التجارة بين اليابان والولايات المتحدة، مما يصعب على السوق التحرك". وقال وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو اليوم إنه يأمل في تبادل وجهات النظر في شأن سياسة العملة ومختلف المواضيع الثنائية مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت عندما يجتمع وزراء مالية مجموعة السبع في كندا هذا الأسبوع. وانخفض الدولار الأسترالي 0.5 في المئة إلى 0.6423 دولار مقلصاً مكاسب بلغت 0.8 في المئة أمس، ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الاسترليني مسجلاً 1.3353 دولار، واستقر اليورو عند 1.1249 دولار. الصين تخفض الفائدة خفضت الصين اليوم أسعار الفائدة على الإقراض للمرة الأولى منذ أكتوبر، فيما قلصت البنوك الحكومية الكبرى أسعار الفائدة على الودائع في إطار سعي السلطات إلى تيسير السياسة النقدية للمساعدة في تحصين الاقتصاد من آثار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وتهدف خفوض أسعار الفائدة التي كانت متوقعة على نطاق واسع إلى تحفيز الاستهلاك ونمو القروض في ظل التراجع الذي يشهده ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع الإبقاء على حماية هوامش الربح للبنوك التجارية التي كانت آخذة في الانخفاض. غير أن حجم خفوض أسعار الفائدة طفيف ويأتي في إطار التدرج نحو التيسير النقدي في الأعوام القليلة الماضية، وهو ما فسره محللون بتحلي صانعي السياسات بنوع من الحذر من اتخاذ خطوات أكثر حزماً في ظل الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وأعلن بنك الشعب الصيني تخفيض سعر الفائدة الأساس للقروض لأجل سنة، وهو معيار تحدده البنوك، 10 نقاط أساس إلى ثلاثة في المئة وتخفيض سعر الفائدة الأساس للقروض لأجل خمس سنوات بنفس النسبة إلى 3.5 في المئة. وتعتمد معظم القروض الجديدة والقائمة في الصين على سعر الفائدة الأساس لأجل سنة، بينما يؤثر سعر الفائدة لأجل خمس سنوات على تسعير الرهن العقاري. ويبلغ كلا السعرين الآن أدنى مستوياتهما منذ أن غيرت الصين آلية سعر الفائدة الأساس في 2019. الأسهم الأوروبية ترتفع ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم وقادت شركات المرافق والاتصالات المكاسب مع ترقب المستثمرين تطورات في شأن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية التي أثارت مخاوف على الاقتصاد العالمي. صعد مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.2 في المئة ليحوم عند أعلى مستوى في سبعة أسابيع، وزاد قطاع المرافق 1.1 في المئة مع ارتفاع سهم شركة "إي دي بي رينوفافيز البرتغالية" 3.5 في المئة بعدما رفع "دويتشه بنك" توصيته للسهم من "احتفاظ" إلى "شراء". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقفز سهما شركتي الطاقة المتجددة "أورستيد" 13.3 في المئة و"فيستاس ويند" أربعة في المئة بعدما ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً يوقف عمل منشأة رئيسة في البحر لطاقة الرياح كانت مقررة قبالة سواحل نيويورك. واستقرت الأسواق على النطاق الأوسع أيضاً بعد حال من تراجع الإقبال على المخاطرة على خلفية خفض وكالة "موديز" بصورة مفاجئة التصنيف الائتماني للولايات المتحدة في وقت متأخر من الجمعة الماضي. وينتظر المستثمرون أيضاً أي اتفاقات تجارية قبل رسوم جمركية متبادلة فرضها ترمب من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ مرة أخرى في أوائل يوليو (تموز) المقبل. ونزل سهم "سالمار" أربعة في المئة بعدما أعلنت شركة تربية أسماك السلمون النرويجية أرباحاً تشغيلية للربع الأول جاءت دون التوقعات، وفي بريطانيا، صعدت أسهم سلسلة مطاعم الوجبات السريعة "جريغز" والشركة المالكة لـ"أبر كراست" وشركة التوزيع "دبلوما" ما بين 3.7 و14.5 في المئة بعد إعلان نتائج أعمالها. المؤشر الياباني يغلق مستقراً وأغلق المؤشر الياباني "نيكاي" من دون تغير يذكر اليوم، إذ ارتفعت أسهم شركات تصنيع السيارات والتصدير بدعم من توقف ارتفاع الين، فيما تحلى المستثمرون بالحذر في أعقاب تخفيض وكالة "موديز" التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية الأسبوع الماضي. وقال المحلل لدى "نومورا" ماكي ساوادا، إنه "من الصعب على المتعاملين اتخاذ قرارات" بسبب حال الضبابية التي تسبق اجتماعات وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في مجموعة السبع التي تبدأ في كندا اليوم وتستمر ثلاثة أيام. وسيسعى وزراء المالية إلى توحيد الجهود في شأن مسائل بخلاف الرسوم الجمركية خلال الاجتماع، لكنهم قد يواجهون صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء مع عزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب دفع الحلفاء إلى ما يخدم المصالح الأميركية. واستقر "نيكاي" عند 37529.49 نقطة، واستقر المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" عند 2738.83 نقطة. ويخشى المستثمرون من أن يسعى المسؤولون الأميركيون إلى خفض سعر صرف الدولار في إطار مفاوضات الرسوم الجمركية. وقال كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين اليوم إنه ليس هناك أي تغيير في موقف طوكيو بالمطالبة بإلغاء الرسوم الجمركية الأميركية في مفاوضات التجارة بين البلدين، كذلك لا يزال إنهاء التوتر التجاري مع الصين بعيد المنال، على رغم التقارب في الآونة الأخيرة. وقال ساوادا "هذه ليست بيئة يمكن فيها التعبير عن الرضا عن العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، من المرجح أن تظل التطورات مؤثرة في البورصات". وارتفعت أسهم قطاع شركات تصنيع وتوريد السيارات 0.7 في المئة، فيما قادت المعادن غير الحديدية المكاسب بارتفاع 1.89 في المئة.