منذ 17 ساعات
البوابة إلى الاتحاد الأوروبي والاستحواذ على الاستثمارات الراقية
أُعلن مؤخراً عن التزام تاريخي بضخ استثمارات تبلغ 40 مليار دولار أمريكي في إيطاليا، تشمل مجموعة واسعة من القطاعات الاستراتيجية. جاء هذا الإعلان خلال زيارة رسمية هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية ووضع أسس التعاون المستقبلي.
تشمل هذه الاستثمارات مبادرات متنوعة تغطي مجالات الاقتصاد، والدفاع، والطاقة، والفضاء، والترويج للتراث الثقافي، بالإضافة إلى قطاعات الاتصال، والتقنيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، وحلول المياه، وتكنولوجيا المعلومات، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والشركات الناشئة، والزراعة، والطيران المدني، والتعليم، والثقافة، والرعاية الصحية، والبنية التحتية.
ورغم أن هذه القطاعات تحمل فرصاً اقتصادية كبيرة، تبقى السياحة والفخامة المحركين الحقيقيين للاقتصاد الإيطالي. ففي عام 2023، بلغ إسهام قطاع السفر والسياحة 215 مليار يورو، ما يعادل 10.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات بنمو إضافي في عام 2024. كما تُعد إيطاليا رائدة عالمياً في قطاع الفخامة، محتضنة علامات مرموقة مثل 'فيراري' و'سلفاتوري فيراغامو'.
هذا الاستثمار يعزز الحضور في السوق الأوروبية عبر مشاريع تنموية راقية، خاصة في مجالات العقارات الفاخرة، والضيافة، وتجارة التجزئة الراقية.
تحطيم الأرقام والحدود
في عام 2024، استقبلت إيطاليا رقماً قياسياً بلغ 65 مليون زائر دولي. وساهم قطاع الفخامة وحده بإنفاق سياحي مباشر بلغ 9 مليارات يورو، وحقق 12.8 مليون ليلة مبيت، و4.5 مليون وصول. ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الفاخرين في عام 2025 نحو 4.6 مليون زائر، مع أكثر من 12.9 مليون ليلة مبيت.
كما تجذب البلاد الأفراد ذوي الثروات العالية الباحثين عن منازل ثانية وعقارات راقية، بفضل سياسات ضريبية مواتية، وأسواق شفافة، وغنى ثقافي، وأمان، ونمط حياة راقٍ، ما يجعلها واحدة من الوجهات الأوروبية الأكثر جاذبية للمستثمرين.
الارتباط مع أوروبا وتعزيز الحضور العالمي
هذا التوجه يعكس تجربة استثمارية ناجحة تحققت في مناطق أخرى، ويتيح فرصة ترسيخ وجود طويل الأمد في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ما يعمّق التفاعل مع الاتحاد الأوروبي. وتُعد الشراكات الاقتصادية مع دول مثل إيطاليا بوابة رئيسية نحو تعزيز أطر التجارة والاستثمار مع أوروبا.
ولا تقتصر المواءمة الاستراتيجية على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد لتعزيز الروابط الثقافية، ودعم الاستدامة، والحفاظ على التراث، ما يسهم في ترسيخ صورة المستثمر العالمي المستقبلي.
إيطاليا: مزيج من التاريخ والجاذبية العصرية
تتمتع إيطاليا بإمكانات استثمارية هائلة، رغم غياب مراكز مالية عالمية كبرى. فتراثها الثقافي وجاذبيتها الحياتية يمنحانها ميزة تنافسية لا مثيل لها.
مدن مثل روما، فلورنسا، وميلانو مشهورة عالمياً في مجالات الفن، التصميم، والعمارة. وقد شهدت تجارب الفخامة الغامرة رواجاً متزايداً، كما في مشروع فندق 'روميو روما'، المصمم من قِبل مكتب زها حديد داخل قصر تاريخي، بأسعار تبدأ من 2,600 يورو لليلة الواحدة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد فنادق الخمس نجوم في البلاد من 682 في عام 2024 إلى 712 في 2025.
خارج المدن، توفر المناطق الريفية مثل أومبريا بيئة مثالية للسياحة الصحية ونمط الحياة الراقي، وهو ما زاد الإقبال عليها بعد الجائحة وتنامي العمل عن بُعد.
نموذج مستدام للفخامة
من أبرز المشاريع مثال 'منتجع ومساكن أنطونولا'، الذي يمتد على مساحة 560 هكتاراً، ويشمل قلعة من القرن الثاني عشر، وفندقاً فاخراً، ومساكن جاهزة، ومركزاً صحياً، وملعب جولف حائز على جوائز. ويعتمد المشروع على مبدأ البناء المستدام، متوافقاً مع معايير (LEED)، في دمج الفخامة مع المسؤولية البيئية – وهو توجه عالمي متزايد في قطاع العقارات الراقية.
هذا النوع من التنمية المستدامة في المناطق الريفية يجذب اهتماماً متنامياً من المستثمرين الدوليين، خاصة في ظل الطلب العالمي المتزايد على مشاريع تجمع بين الجودة البيئية ونمط الحياة الرفيع.
حركة الثروات والتوجه نحو العقارات الراقية
في عام 2024، انتقل 134,000 شخص من الأثرياء حول العالم، وكانت إيطاليا من أبرز الوجهات، إلى جانب الولايات المتحدة وغيرها. ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 142,000 في عام 2025.
وتكمن جاذبية إيطاليا في جودة الحياة، إضافة إلى إطار ضريبي مرن يتضمن ضرائب ثابتة وبرامج تأشيرات جذابة، تشمل تأشيرات المستثمرين، والرحالة الرقميين، وأصحاب الدخل السلبي، ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث تنوع ملكية الأجانب للعقارات.
وبينما تظل قطاعات مثل السيارات والذكاء الاصطناعي ذات إمكانات واعدة، فإن توجيه جزء من الاستثمارات نحو مشاريع الفخامة والبنية التحتية الراقية في إيطاليا يُمكن أن يحقق عوائد طويلة الأمد، سواء على الصعيد المالي أو الاستراتيجي.