logo
#

أحدث الأخبار مع #سليمانالقانوني

خرم سلطان: من هي 'أقوى' امرأة في التاريخ العثماني؟ #عاجل
خرم سلطان: من هي 'أقوى' امرأة في التاريخ العثماني؟ #عاجل

سيدر نيوز

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سيدر نيوز

خرم سلطان: من هي 'أقوى' امرأة في التاريخ العثماني؟ #عاجل

تُعتبر المرأة الأكثر نفوذاً في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، والزوجة الحبيبة لسليمان القانوني، أحد أقوى الحكام في التاريخ، وشخصية غامضة لا يزال إرثها يُكتب ويُعاد تفسيره، وهي تُبهر عشاق التاريخ حتى بعد أكثر من أربعة قرون من وفاتها في عام 1558. ولم تعد السلطانة خُرم سلطان، المعروفة أيضاً باسم روكسيلانا، مجرد جارية أو زوجة بل خاضت رحلة استثنائية من العبودية إلى قمة النفوذ الإمبراطوري، لتصبح شخصيةً أعادت تشكيل المشهد السياسي للبلاط العثماني في القرن السادس عشر. قصة حاكم مصر الذي زلزل أركان الإمبراطورية العثمانية سليمان القانوني: من هو السلطان العثماني الذي أزالت مدينة الرياض اسمه من أحد شوارعها وكانت الإمبراطورية العثمانية تسيطر على جنوب شرق أوروبا وغرب آسيا وشمال أفريقيا من القرن الرابع عشر إلى أوائل القرن العشرين، وتُعتبر واحدة من أكبر الإمبراطوريات وأطولها عمراً في التاريخ. ويرى العديد من المؤرخين أن 'سلطنة النساء'، وهي فترة مارست فيها النساء الملكيات تأثيراً غير مسبوق على الحكم العثماني، بدأت مع صعود خُرم. وقد حظيت فترة وجودها في الحريم العثماني – وهو الجناح الخاص في قصر السلطان، حيث كانت زوجات السلطان ومحظياته ونساء عائلته وخادماته – بتوثيق جيد. ومع ذلك، وبعد قرون، لا يزال لغز أصولها يثير الجدل، فهل كانت أسيرة من أوكرانيا المعاصرة، أم ابنة كاهن أرثوذكسي، أم كما تشير نظرية غير متوقعة بأنها امرأة إيطالية نبيلة اختطفها القراصنة؟ من الأسر إلى البلاط ويعتقد معظم المؤرخين أن السلطانة خُرم وُلدت في أوائل القرن السادس عشر في روثينيا، وهي منطقة تاريخية شملت أجزاءً مما يُعرف اليوم بأوكرانيا وبولندا وبيلاروسيا. ولا يوجد سجل قاطع لاسم خُرم عند ولادتها، فبينما تُشير إليها بعض المصادر الأوكرانية باسم ألكسندرا ليسوفسكا أو أناستازيا، يعتقد آخرون أنها عُرفت بأسماء مثل لا روسا (الحمراء)، وروزانا (الوردة الأنيقة)، وروكسلان (المرأة الروثينية)، وروكسانا، أو روكسيلانا في أوروبا الغربية. ومع ذلك، تُشير إليها الوثائق العثمانية الرسمية باسم هاسكي خُرم سلطان، و'خُرم' تعني الفرحة بالفارسية، و'هاسكي' لقب فخري يُمنح لأم طفل السلطان. Tims Productions وتزعم بعض المصادر أن خرم كانت ابنة كاهن أرثوذكسي، بينما تشير مصادر أخرى إلى أنها ولدت لعائلة من المزارعين. وتشير سجلات إلى أنها أُسرت على يد غزاة من تتار القرم في روهاتين، وهي بلدة كانت آنذاك جزءًا من المملكة البولندية وتقع حالياً في غرب أوكرانيا، وذلك وفقاً للأستاذ الجامعي التركي فريدون إميسين. ثم بِيعَت كجارية، وجُلبت إلى الإمبراطورية العثمانية في أوائل مراهقتها، ووُهِبَت لوالدة الأمير سليمان، المعروف لاحقاً باسم سليمان القانوني، وذلك بحسب الأستاذة الجامعية التركية زينب تاريم. Tims Productions ويُرجح المؤرخون انضمامها إلى الحريم بحلول عام 1520، استناداً إلى أن ابنهما الأول، الأمير محمد، ولد في العام التالي. وكسر سليمان القانوني قروناً من الأعراف، فتزوجها لاحقاً، وهو ما صدم البلاط ورفع مكانة خُرم إلى مستوى غير مسبوق حيث لم يسبق لأي سلطان عثماني أن تزوج محظية. المنعطف الإيطالي وعلى الرغم من الإجماع الواسع على جذورها الروثينية، فإنه لا تزال هناك نظريات بديلة حول خلفية خُرم. ويأتي أحد الادعاءات المثيرة للجدل بشكل خاص من الباحث الدكتور رينالدو مرمرا، الذي يقول إنه اكتشف مخطوطة في أرشيف الفاتيكان تشير إلى أن خُرم كانت في الواقع امرأة إيطالية نبيلة تُدعى مارغريتا من عائلة مارسيغلي في سيينا. ويقول الباحث مرمرا إنه وفقاً لهذه الوثيقة فقد أُسرت هي وشقيقها على يد قراصنة وبِيعا كعبد وجارية في البلاط العثماني. وذهب مرمرا إلى أبعد من ذلك، مشيراً إلى أن المخطوطة تكشف عن قرابة مزعومة بين السلطان محمد الرابع، سليل خُرم، والبابا ألكسندر السابع، مما يُلقي بظلال من الشك على هويتها الروثينية ويُشير إلى نسب نبيل. ومع ذلك، لا يزال المؤرخون مُتشككين في ذلك، وتُحذّر البروفيسورة تاريم من أن صحة هذا الادعاء تتطلب إثباتات أكثر بكثير. وتُشير إلى غياب أي ذكر في سجلات سفراء البندقية المُفصّلة للغاية، وهي من أكثر مصادر شائعات البلاط والشؤون الدبلوماسية موثوقية في تلك الفترة. وتقول: 'لو كان هناك شيء من هذا القبيل، لكانت السجلات قد أخبرتنا عنه، وكنا عرفنا عن هذا الأمر قبل ذلك بكثير'. ويؤيد البروفيسور إيميسين هذا التشكك، معترفاً بأنه في حين أن خُرم كانت تتواصل مع العائلة المالكة البولندية، فإن هذا كان على الأرجح جزءاً من الدبلوماسية الرسمية وليس دليلاً على الأصل النبيل. 'الساحرة الروسية' ويتفاقم هذا الالتباس بسبب كيفية الإشارة إلى خُرم سلطان في المصادر المختلفة. فقد أطلقت عليها وثائق وأشعار من العصر العثماني أحيانًا لقب 'الساحرة الروسية'، وهو لقب مهين استخدمه منتقدوها، لا سيما بعد إعدام ابن سليمان الأكبر، الأمير مصطفى، المولود من امرأة أخرى، والأول في ترتيب ولاية العرش العثماني. وكان يُعتقد على نطاق واسع أن خُرم هي من دبرت سقوطه، ممهدة الطريق لارتقاء أبنائها العرش. Pictures From History/Universal Images Group ويوضح البروفيسور إميسين أن مصطلح 'روس' في السياق العثماني لم يكن حكراً على الروس كعرق، بل كان تسمية جغرافية تُطلق على أي شخص من الشمال، بمن فيهم الأوكرانيون والبيلاروسيون المعاصرون. كما أشار الرحالة الغربيون ودبلوماسيو البندقية في ذلك الوقت إلى خُرم باعتبارها روسية، لكن الباحثين يجادلون بأن هذا كان انعكاسًا لأصولها الجغرافية أكثر من انتمائها العرقي. ويقول البروفيسور إميسين: 'في ذلك الوقت، لم تكن روسيا موجودة ضمن حدود اليوم، وما يقصدونه بالروسية في مراسلات تلك الفترة هو الجغرافيا الروسية'. غاليبولي: المعركة التي سقط فيها مئات الآلاف من الأتراك والحلفاء بين قتيل وجريح ويقول فيتالي تشيرفونينكو من بي بي سي نيوز الأوكرانية: 'في القرن السادس عشر، سُميت الأراضي ذات السكان الأوكرانيين في بولندا بمقاطعة روسك، وكانت روهاتين جزءًا منها'. ويضيف قائلاً: 'كان الأوكرانيون في ذلك الوقت يُطلق عليهم اسم روسين، لكن هذا لم يكن له أي صلة بروسيا'. وفي السنوات الأخيرة، اكتسبت هوية السلطانة خُرم أهمية سياسية متجددة، لا سيما في أوكرانيا، حيث يُحتفى بها كشخصية وطنية. وتنتصب تماثيل تكريماً لها في مسقط رأسها المزعوم، روهاتين، ويحمل مسجد في مدينة ماريوبول، التي تحتلها روسيا حالياً، اسمها إلى جانب اسم السلطان سليمان القانوني. وفي عام 2019، وبناءً على طلب السفارة الأوكرانية في أنقرة، أُزيلت إشارة إلى 'أصلها الروسي' من نقش قبرها في مجمع مسجد السليمانية في إسطنبول. ويُبرز النقش المُحدّث الآن تراثها الأوكراني، مُؤكدًا على استمرار إرثها في سياق الجغرافيا السياسية الحديثة. الأعمال الخيرية ولقد امتد تأثير خُرم إلى ما هو أبعد من جدران الحريم، ولكن لعلّ أعمالها الخيرية هي الأبقى. فقد أنشأت مساجد ومطابخ خيرية ومؤسسات خيرية في إسطنبول والقدس، اللتين كانتا آنذاك جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، ولا يزال حيّ هاسكي في إسطنبول يحمل اسمها حتى اليوم. BBC ووفقاً للسجلات التاريخية، توفيت السلطانة خُرم في إسطنبول في 15 أبريل/نيسان من عام 1558، وكانت وفاتها طبيعية. وقد دفن جثمانها في جامع السليمانية، ولاحقًا، تم تشييد ضريح في مكان قبرها بأمر من السلطان سليمان القانوني نفسه. وشكلت وفاتها نهاية حياة استثنائية، لكنها لم تُنهِ التساؤلات التي أحاطت بها. وسواءً كانت أسيرةً روثينية، أو أرستقراطيةً إيطالية، أو امرأةً ذات نفوذٍ أُسيء فهمها، تظلّ السلطانة خُرم واحدةً من أكثر الشخصيات جاذبيةً وإثارةً للجدل في التاريخ العثماني والعالمي.

حدث في 23 أبريل.. سقوط الدولة الأموية وافتتاح مكتبة الإسكندرية ورحيل الشاويش عطية و«لهاليبو السينما»
حدث في 23 أبريل.. سقوط الدولة الأموية وافتتاح مكتبة الإسكندرية ورحيل الشاويش عطية و«لهاليبو السينما»

بوابة الأهرام

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

حدث في 23 أبريل.. سقوط الدولة الأموية وافتتاح مكتبة الإسكندرية ورحيل الشاويش عطية و«لهاليبو السينما»

أحمد عادل هناك لحظات مهمة في التاريخ لا تستحق النسيان، وأخرى لم تأخذ نصيبها من الشهرة، لكنها ظلت تحمل علامات فارقة في طياتها، تمثل أحداثًا في عالم مشحون بأبلغ درجات الصخب، لكنه نابض بالحياة والتجارب والفن أيضًا. موضوعات مقترحة تأخذ "بوابة الأهرام" قراءها في جولة يومية قصيرة لنرى ما حدث في مثل هذا اليوم من واقع ذاكرة الأمم والشعوب؛ حيث وقعت العديد من الأحداث والذكريات، وحمل اليوم ذكرى الميلاد والوفيات لأعلام سجل سيرتها التاريخ. ومن أبرز الأحداث في مثل هذا اليوم... سقوط الدولة الأموية شهد يوم 23 أبريل عام 749م/132م، سقوط الدولة الأموية، الخلافة الثانية في الإسلام بعد دولة الخلافة الراشدة، أسسها معاوية بن أبي سفيان عام 41هـ/ 662م، وعاصمتها دمشق، وكانت ذروة اتساعها في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، حيث حكمت المغرب والأندلس بكاملها، كما فُتحت بلاد السند، وسقطت على يد العباسيين، وتحديدًا بعد معركة الزاب، ثم مقتل الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد، ولكن أقيمت مرة أخرى في الأندلس على يد صقر قريش عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، وحكمتها حتى 422هـ/ 1031م بعد تفكك الأندلس. سقوط الدولة الأموية ـ تعبيرية السلطان العثماني سليمان القانوني يستعد لمعركة موهاكس في مثل هذا اليوم عام 1526م، انطلق اللسلطان العثماني سليمان القانوني من إسطنبول باتجاه أوروبا؛ من أجل معركة موهاكس التي تعتبر أضخم نصر عثماني، ومهدت لدخول الدولة العثمانية إلى قلب أوروبا. السلطان العثماني سليمان القانوني إعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية شهد يوم 23 أبريل عام 2002م، إعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة بعد أن اندثرت لأكثر من 1600 سنة، وكان افتتاحها في احتفال كبير بمشاركة ملوك ورؤساء ووفود دولية رفيعة المستوى. مكتبة الإسكندرية ومن أشهر المواليد في مثل هذا اليوم الجنرال ألنبي في مثل هذا اليوم عام 1861م، وُلد الجنرال الإنجليزي إدموند ألنبي، الذي حاز شهرة واسعة في الأوساط العسكرية العالمية، وهو ضابط وإداري بريطاني، اشتهر بدوره في الحرب العالمية الأولى حيث قاد قوة التجريدة المصرية في الاستيلاء على فلسطين وسوريا عامي 1917 و1918م، وتوفي في 14 مايو 1936م. الجنرال ألنبي بدر لاما في مثل هذا اليوم عام 1907م، ولد الفنان بدر لاما، وهو ممثل وسينمائي فلسطيني، هاجر في بدايه حياته إلى تشيلي في أمريكا الجنوبية ثم جاء مع أخيه إبراهيم لاما إلى مصر للعمل في السينما المصرية، استطاع هو وشقيقه أن يحضرا أجهزة ومعدات سنمائية إلى العالم العربي إلى مدينة حيفا، ولكن بسبب مرض إبراهيم في الطريق توجهوا إلى الإسكندرية حيث كون هو وأخوه ثنائياً ناجحاً وعملا معاً في الكتابة والتمثيل والإخراج ثم أسسا سوياً شركة إنتاج سينمائي تدعي كوندور فيلم. من أشهر أفلامه(البدوية الحسناء، البيه المزيف، وحيدة، كليوباترا، ابن الصحراء، صلاح الدين الأيوبي، قبلة في الصحراء، قيس وليلى، شبح الماضي، قبلة في الصحراء). وعقب انتهائه من فيلم (البدوية الحسناء) في عام 1947م، أصيب بدر لاما بذبحة صدرية توفي على إثرها في 1 أكتوبر سنة 1947م، وقد أقام أهالي بيت لحم حفلة تأبين لإحياء ذكراه. بدر لاما ومن أشهر الوفيات في مثل هذا اليوم... ويليام شكسبير شهد يوم 23 أبريل عام 1616م، وفاة الكاتب المسرحي الأإنجليزي الشهير ويليام شكسبير، وهو أحد أشهر الأدباء الإنجليزيين، وفي الأدب العالمي، سُمي بـ"شاعر الوطنية"، وقدم 39 مسرحية و158 قصيدة قصيرة وتُرجمت أعماله إلى كل اللغات الحية، ومن أشهر (روميو وجوليي، والملك لير، وهاملت، وعطيل، وماكبث، وترويض النمرة، تاجر البندقية)، وتوفي في مثل هذا اليوم عن عمر يناهز 52 عاما. ويليام شكسبير رياض القصبجي في مثل هذا اليوم عام 1963م، توفي الفنان الكوميدي الكبير رياض القصبجي، عرف باسم "الشاويش عطية"، ولد في 13 سبتمبر عام 1903م، عمل كمساريا بالسكة الحديد قبل أن يتنقل تنقل بين عدة فرق مسرحية مسرحية منها فرقة علي الكسار، وفرقة جورج ودولت أبيض، وفرقة إسماعيل يس، والذي قدم القصبجي أشهر أعماله معه، ومنها إسماعيل يس في البوليس الحربي وابن حميدو وإسماعيل يس في مستشفى المجانين، وإسماعيل يس في الطيران والعتبة الخضراء، وغيرها، وتوفي في مثل هذا اليوم عن عمر 60 عاما، بعد إصابته بجلطه أدت لإصابته بشلل نصفي. رياض القصبجي نعيمة عاكف شهد يوم 23 أبريل عام 1966م، وفاة "لهاليبو السينما" الفنانة والراقصة الاستعراضية نعيمة عاكف، أدت أول بطولة سينمائية لها في لهاليبو، وقدمت عشرات الأفلام من بعدها ومنها جنة ونار، 4 بنات وظبط، النمر، تمر حنة، وأحبك يا حسن، وأمير الدهاء، وأدت بطولة أول فيلم ملون في مصر وهو فيلم "بابا عريس" مع شكري سرحان، وفازت بلقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958م، وتوفيت بعد رحلة مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 36 عاما. نعيمة عاكف أنور إسماعيل في مثل هذا اليوم عام 1989م، توفي الفنان أنور إسماعيل، وهو ممثل مصري، قدم العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والإذاعية، تميز بخامة صوته الرخيمة وبلغته العربية المنضبطة الأمر الذي جعله متمكن من أداء الأدوار التاريخية وكذلك شخصيات روايات الأدب العالمي التي ظهر فيها كثيرا على إذاعة البرنامج الثقافي، وخلال مشواره الفني. من أهر أفلامه دور "عبده القماش" في فيلم النمر والأنثى مع عادل إمام وآثار الحكيم، بالإضافة إلى أفلام (الإرهاب، عاد لينتقم، آه يا بلد آه). شارك في العديد من المسلسلات، أشهرها (عصفور النار، ألف ليلة وليلة، محمد رسول الله، الليلة الموعودة، على باب زويلة، الكعبة المشرفة، القضاء في الإسلام). في نهاية الثمانينات وُجدت جثته في شقة بحي السيدة زينب بوسط القاهرة. أنور إسماعيل زين العشماوي رحل عن دنيانا يوم 23 أبريل عام 1991م، الفنان القدير زين العشماوي، وهو ممثل مصري من مواليد محافظة دمياط في 8 مايو عام 1934م، تخرج زين العشماوي في المعهد العالي للفنون المسرحية، والتحق بفرقه إسماعيل ياسين، وفرقه يوسف وهبي، وعمل في العديد من المسرحيات، انضم إلى فرقه ساعه لقلبك، التقى بالفنانة حورية حسن وتزوجها لكنهما انفصلا في السنوات الأخيرة من حياتها، كرمه الرئيس جمال عبد الناصر وكلفه بإخراج مسرحية "ثمن الحرية" التي ألفها عبد الناصر بنفسه. من أشهر أفلامه "الخطايا ـ أدهم الشرقاوي ـ صاحب الجلالة ـ اللص والكلاب ـ بطل للنهايةـ الإنسان يعيش مرة واحدة ـ آخر الرجال المحترمين". عمل في مسلسلات «خيال المأته، الرمال الناعمة، برج الحظ، أوراق الورد، أحلام الفتى الطائر، أنا وانت وبابا في المشمش» قام بتدريس مادة "الآداء الصامت" في المعاهد الفنية السينمائية والمسرحية، وربطه رواد السوشيال ميديا بقناع "فانديتا" الشهير للتشابه بينهما .. وتوقفوا أمام ألوان وموضة ملابسه. توفي إثر أزمة قلبية ومشاكل صحية بالكبد في 23 أبريل 1991م.

معركة موهاكس.. أرعبت أوروبا وفتحت الطريق إلى فيينا
معركة موهاكس.. أرعبت أوروبا وفتحت الطريق إلى فيينا

الجزيرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

معركة موهاكس.. أرعبت أوروبا وفتحت الطريق إلى فيينا

في التاريخ الإنساني معارك مفصلية غيرت من وجه الأرض والسياسة الدولية، فإذا كان فشل الألمان في إيقاف التمدد البريطاني الأميركي عند نورماندي في العصر الحديث هو بداية النهاية لألمانيا الهتلرية، فإن معركة موهاكس كانت بمثابة الباب الذي فتح المجال ل لدولة العثمانية للتوغل في قلب أوروبا، وصولًا إلى النمسا، وطي صفحة واحدة من أهم الإمبراطوريات في العصور الحديثة المبكرة وهي مملكة المجر. لكن لم يكن الوصول إلى موهاكس مجرد مواجهة عسكرية معزولة، بل نتاج سلسلة معقدة من الصراعات بين كبرى القوى الأوروبية. فقد كان القرن السادس عشر شاهدا على تحالف غير مسبوق بين فرنسا والدولة العثمانية، وهي لحظة مفصلية في تاريخ العلاقات الدولية، تجاوزت فيها المصالح السياسية الانقسامات الدينية التقليدية لتواجه هيمنة الإمبراطورية الرومانية بقيادة شارلكان. يأخذنا هذا التقرير في رحلة تاريخية تنطلق من أروقة التنافس الأوروبي بين شارلكان وفرنسوا الأول، مرورا بالدبلوماسية الفرنسية المضطرة للاستغاثة بالعثمانيين، وصولًا إلى المعركة الكبرى في سهل موهاكس التي غيرت موازين القوى في القارة الأوروبية إلى الأبد. الصراع الإسباني الفرنسي في خضم التنافس بين القوى الأوروبية في القرن السادس عشر، وجدت فرنسا نفسها أمام تحدٍ وجودي غير مسبوق. فقد انتُخب شارلكان عام 1519 إمبراطورا للإمبراطورية الرومانية المقدسة، مما منحه نفوذا واسعًا امتد إلى إسبانيا والنمسا وهولندا وجنوب إيطاليا، إلى جانب سيطرته على جنوة وفلورنسا، وخضوع البندقية لسلطته. هذا التوسع الجيوسياسي الهائل حوّل شارلكان إلى قوة طوقت فرنسا من جميع الاتجاهات تقريبا باستثناء البحر، مما جعل الملك الفرنسي فرنسوا الأول في مواجهة أزمة تهدد وجود بلاده، فأخذ يبحث عن حليف جديد خارج الإطار المسيحي التقليدي، وهنا ظهرت لحظة مفصلية في التاريخ الأوروبي تمثلت في نشوء التحالف الفرنسي العثماني بقيادة السلطان سليمان القانوني. كان هذا التحالف غير المسبوق سياسيًا وعسكريًا بمثابة كسر للأنماط المعتادة في أوروبا، حيث تجاوزت المصالح السياسية الانقسامات الدينية التقليدية لتشكّل جبهة موحدة ضد هيمنة شارلكان. وقد أسس هذا الوضع المحتقن حجر الأساس لصراع طويل الأمد بين الملوك الكاثوليك على الزعامة الأوروبية، وهو صراع بين شارلكان وفرنسوا الأول الذي اتخذ أبعادا عسكرية واقتصادية واسعة. ولم يمض وقت طويل حتى اندلعت الحرب بين الطرفين في مارس/آذار 1521، ضمن مشهد أوروبي متوتر، وسرعان ما وصلت الأحداث إلى ذروتها عام 1525 عندما مُنيت فرنسا بهزيمة ساحقة في معركة بافيا، أسفرت عن أسر الملك فرانسوا الأول ونقله إلى مدريد. وقد تسببت هذه الهزيمة في انهيار المعادلة الداخلية في فرنسا إذ لم يعد خطر شارلكان يهدد النفوذ الفرنسي في إيطاليا فحسب، بل أصبح تهديدا مباشرا لفرنسا ذاتها، التي كانت أيضا مطمعا لشارلكان الساعي إلى تقسيمها واحتلالها وتغيير السلالة الملكية فيها. الاستغاثة بالعثمانيين والسلطان القانوني في ظل هذه الظروف القاسية، لم يكن لدى البلاط الفرنسي سوى اللجوء إلى حليف غير تقليدي، إذ أدركت والدة الملك الأسير، لويز دي ساڤوا، أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو مخاطبة السلطان العثماني سليمان القانوني الذي اعتلى العرش في نفس العام الذي تُوّج فيه شارلكان إمبراطورا، حيث أرسلت بعثة دبلوماسية سرية إلى إسطنبول في أواخر عام 1525. لكن تلك البعثة قُتلت على يد حاكم البوسنة، ما تطلّب إرسال مبعوث ثانٍ هو يوحنا فرنجپاني، الذي وصل إلى إسطنبول في ديسمبر/كانون الأول من نفس العام حاملا رسائل شفوية ومكتوبة، منها رسالة سرية من الملك نفسه أخفاها المبعوث في حذائه. تضمنت الرسالة خطابا شديد التوسل، جاء فيه: "أنت ملك الملوك جليل الشأن، فأنا (ملك فرنسا) أسير فضلك من اليوم فصاعدا، أي منذ تكرمك بالانتقام منه وهزيمته" أي شارلكان، بينما كتبت والدته في رسالتها: "أرجأت فك أسر ابني حتى الآن أملا في إنسانية شارلكان.. وإني ألتمس من جلالتكم أن تتفضلوا بإظهار فخامتكم بخلاص ابني". وكما يوضح المؤرخ روجر بيغيلو ميريمان في كتابه "سليمان العظيم"، كانت هذه الرسائل تُمثّل قطيعةً مع الخطاب الأوروبي التقليدي، إذ يخاطب ملكٌ كاثوليكي سلطانا مسلمًا بوصفه الملاذ الأخير للمظلومين، في ظل صمت بقية القوى المسيحية أو تواطئها مع غريم فرنسا، وقد فُسّر ذلك بوصفه لحظة مفصلية في العلاقات الأوروبية-الشرقية، أعادت تشكيل مفاهيم التحالف والعداء. استقبل السلطان سليمان السفير فرنجپاني استقبالا حافلا، ورغم أن السفير لم يحمل هدايا، فإن السلطان أغدق عليه العطايا وأكرمه، ثم كتب ردًا رسميًا إلى الملك الفرنسي جاء فيه: "لا عجب من حبس الملوك وضيقهم؛ فكُن منشرح الصدر ولا تكن مشغول الخاطر… خيولنا ليلا ونهارًا مسروجة وسيوفنا مسلولة". عاد فرنجپاني إلى فرنسا بعد أن أُطلق سراح الملك فرانسوا الأول بموجب معاهدة مع شارلكان تضمنت شروطا قاسية، وبادر الملك بإرسال رسالة امتنان للسلطان في يوليو/تموز 1526، إيذانا ببداية علاقة دبلوماسية طويلة ومعقّدة بين القوتين، ستستمر أكثر من ثلاثة قرون، وتُعد من أبرز صور التحالفات العابرة للأديان في التاريخ الحديث. قبِل السلطان سليمان القانوني طلب ملك فرنسا بالمساعدة ضد إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة شارلكان، ورأى أن أفضل وسيلة لمواجهته تكمن في التوجه نحو مملكة المجر التي كانت تمثل أحد أهم حلفائه في تلك المرحلة، وتطمح إلى الهيمنة على المناطق الواقعة في الجنوب الشرقي من أوروبا. وكان لويس الثاني ملك المجر حينئذ يبدي عداءً واضحا للدولة العثمانية، وتحالف مع إمارات الأفلاق والبغدان في شرق أوروبا، سعيا لاحتواء النفوذ العثماني المتنامي، وبعد الإفراج عن الملك الفرنسي من أسره في إسبانيا، صرّح أنه لم يعُد يرى في أوروبا قوة قادرة على مواجهة شارلكان سوى العثمانيين. وقد وجد السلطان سليمان في هذا التقارب مع فرنسا فرصة لمنع الهيمنة الأحادية في القارة، وبابا يفتح الطريق للتوسع العثماني فيها. الطريق إلى موهاكس في تلك الأثناء حاول لويس الثاني ملك المجر، أن يحشد الدعم الأوروبي لمواجهة الزحف العثماني الوشيك، إلا أن جهوده لم تثمر سوى وعود لم تتحقق، فقد اكتفت القوى الأوروبية الكبرى، لا سيما البابا كليمنت السابع بإبداء القلق والدعوات الكلامية للتحرك، بينما انشغل ملوك أوروبا الأخرى بمشاكلهم الداخلية. شهدت السنوات التي سبقت المعركة الكبرى تصاعدا في السيطرة العثمانية على جنوب المجر، فمنذ عام 1521، أحكم العثمانيون سيطرتهم على نهر الدانوب وفتحوا بلغراد عاصمة صربيا اليوم، التي كانت الحصن الأقوى للمجر وقتئذ في تلك الجهة. وكما يرصد المؤرخ التركي فريدون أمجَن في كتابه "سليمان القانوني وعصره" فمع بداية عام 1526، أصدر السلطان سليمان القانوني أوامره بالإعداد للحملة الكبرى على المجر، فتم حشد القوات من ولايات الروملي والأناضول والبلاد العربية، وأرسل فرمانات إلى كبار القادة العسكريين، وكُلّف الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) إبراهيم باشا بقيادة الجيش، ثم غادر العاصمة في ربيع 1526 بصحبة جيش منظم ترافقه 300 مدفع. ورغم التحذيرات المتزايدة منذ فبراير/شباط 1526 بشأن اقتراب الجيش العثماني، ظل البلاط المجري مشلولا بفعل الأزمة المالية وعدم كفاءة الإدارة، ولم ينجح أهم قائد مجري لديهم وهو بولس توموري في تأمين تمويل للدفاع، بل ظل وحده مع حاميات الحدود دون دعم فعلي. ومع تقدم العثمانيين لم تكن القوات المجرية مستعدة، إذ لم يتجاوز عدد المقاتلين في موهاكس وفقا للمؤرخ والأسقف المجري المعاصر أسطفان بروداريتش قرابة 25 ألف مقاتل، رغم التقديرات التي ترفع العدد -مع القوات الحليفة- إلى ثمانين أو تسعين ألف مقاتل. أما الجيش العثماني فتفاوتت تقديرات عدده بين 60 و100 ألف مقاتل، مدعوما بمدفعية ضخمة بلغت 300 مدفع مقابل 85 فقط لدى المجريين، ولهذا السبب عانى المجريون من ارتباك شديد في اختيار القائد الأعلى لمعركة موهاكس، إذ لم يكن هناك جندي ذو خبرة بقيادة جيش نظامي، ورُفض ترشيح شخصيات كفوءة لأسباب مختلفة، ولكن بعد تصويت اختير جرجس زاپولياي وبولس توموري رغم قلة خبرتهما في القيادة الكبرى. في 30 يونيو/حزيران بعد مسير متواصل، أجرى السلطان سليمان القانوني في صوفيا عاصمة رومانيا اليوم استعراضا للجيش وأرسل إبراهيم باشا لتأمين عبور نهر ساڤا نحو بلغراد، ثم بدأت الحملة بفتح قلعة وارادين في 15 يوليو/تموز، تلاها فتح قلعة إيلوق في 8 أغسطس/آب بعد مقاومة أسبوع، واستسلام قلعة أوسييك في كرواتيا دون قتال، ثم أعلن العثمانيون التوجه إلى بودين قلب مملكة المجر، وهي اليوم الجزء الغربي من العاصمة بودابست. أرسل لويس قادة لحماية معبر أوسييك على نهر دراڤا، غير أنهم تراجعوا أو لم يصلوا، ما أتاح للعثمانيين العبور بلا مقاومة بين 21 و23 أغسطس/آب من ذلك العام، رغم أن القائد بولس توموري أدرك أهمية الدفاع عن هذا المعبر، إلا أن تأخره وفشل غيره من القادة في التحرك ساهما في خسارة الفرصة الوحيدة لإيقاف العثمانيين عند حدود المجر الجنوبية. غادر الملك لويس الثاني العاصمة المجرية بودين في يوليو/تموز باتجاه مدينة تولنا وسط البلاد لجمع قواته، لكن الجيش المجري تأخر في التجمع وعسكر هناك أسبوعين، ثم قرر التوجه جنوبا إلى سهل موهاكس أو كما تسميه المصادر العثمانية موهاج، رغم معارضة بعضهم التحرك دون مرافقة الملك. أسوأ من هزيمتنا في موهاكس! وفي سهل موهاكس نصب القائد العسكري توموري معسكره بانتظار التعزيزات، وأُرسلت نداءات تعبئة عامة إلى المقاطعات، لكن الحصاد والمسافات والانقسامات أعاقت وصول معظم القوات، ولم تصل القوات الكرواتية والموراڤية والبوهيمية في الوقت المناسب لدعم حلفائهم المجريين. كان السلطان سليمان القانوني على علم بمراسلات الملك لويس لطلب تعزيزات من كرواتيا، فأمر قادته البارعين مثل بالي بك وغازي خسرو بك، بقطع الطريق على تلك القوات ومنعها من الوصول إلى الجيش المجري. وبما أن العثمانيين كانوا قد اجتازوا جبال البلقان وعقباتها، أصبح الطريق إلى بودين أقرب إليهم من أي قوة مجرية أخرى، حينها فضّل الملك لويس الانسحاب أمام التقدم العثماني، لكن مجلس الحرب المجري اختار المواجهة المباشرة في سهل موهاكس في أقصى جنوب المجر اليوم، وهو موقع مفتوح تتخلله برك ومستنقعات، ومحصور بين مرتفعات ونهر الطونة، ما جعله مسرحا غير ملائم للمجريين. وفيه اصطف الجيش المجري جنوب موهاكس في 29 أغسطس/آب 1526 (الموافق 21 ذي القعدة 932هـ)، في تشكيل تقليدي مؤلف من خطين غير متكافئين، يعتمد على فرسان مدرعين ودروع حديدية عتيقة الطراز، وقد توزع المشاة والمدفعية المجرية في الوسط بين الميمنة والميسرة. وكان الملك لويس في الخط الثاني مع نخبة الفرسان، وفي مقابل ذلك قادَ إبراهيم باشا جيش الروملي المدعوم بالمدفعية الحديثة والإنكشارية في خطة تقوم على التراجع المؤقت ثم استدراج المجريين إلى مرمى المدافع. وكما يقول المؤرخ التركي يلماز أوزتونا في كتابه "تاريخ الدولة العثمانية": اصطف الجيش العثماني في تشكيل حديث قائم على المدفعية والإنكشارية مع السلطان القانوني في الصف الثالث، بينما تولى الصدر الأعظم إبراهيم پاشا قيادة جيش الروملي في الصف الأول، وبهرام پاشا جيش الأناضول في الصف الثاني. وخطط القادة العثمانيون لامتصاص الهجوم المجري ثم تفكيكه بتطويقه من الجانبين وتوجيهه نحو المدفعية، وفي مقابل ذلك اعتمد الجيش المجري خطة هجومية مباشرة، رغم قلة عدده دون خطة انسحاب، كما ارتكزت تكتيكاته على ضربة واحدة قاتلة، مستغلا استعداد قواته قبل وصول العثمانيين الذين أنهكهم المسير. ومع بداية نزول قوات الروملي من المناطق المرتفعة أرسل إبراهيم باشا فرسانه الخفيفين لتشتيت المجريين، بينما استعد الجيش العثماني بنصب مدافعه خلف الخطوط، وفي المقابل أقنع القائد المجري توموري الملك لويس بالهجوم السريع لإرباك العثمانيين قبل اكتمال صفوفهم، لكن الجيش المجري المتعب والواقف منذ الفجر لم يدرك أن خصمه لا ينوي القتال فورًا. ومع تقدم الوقت بدا أن الجانبين يرغبان بتأجيل المعركة لليوم التالي، وأعلن السلطان ذلك صراحة، لكنه صعد إلى تلة الخيمة، وارتدى درعه ورفع يديه بالدعاء، فبكى وتأثر الجيش بكلماته. ورغم قرار تأجيل المواجهة لليوم التالي شن فرسان المجر المدرعون هجومًا مباغتا عصر 29 أغسطس/آب، فتقدموا بقوة صوب الصفوف العثمانية، مما دفع السلطان إلى توجيه أوامره لإبراهيم باشا بالتصدي، ثم دارت المعركة بعنف، ووصل بعض الفرسان المجريين إلى السلطان نفسه، لكنهم صُدّوا بشجاعة حرسه والإنكشارية. وبينما شنّت القوات المجرية هجومها باندفاع فرسانها الثقيلة بسرعة، تأخر المشاة عن اللحاق بهم، ومن ثم باغت هذا الهجوم قوات الروملي العثمانية بقيادة إبراهيم باشا التي تظاهرت بالانسحاب، ما خدع القائد المجري توموري فظن أن المعركة حُسمت لصالحه، فأمر بدفع الصف الثاني للمشاركة. لكن الجيش العثماني كان قد نصب مدافعه مُسبقا ونظم صفوفه بدقة، فبدأ إطلاق نيرانه مع تَقدُّم المجريين، وأطلقت الإنكشارية النار بدقة وعنف، حينها كان فرسان المجريين يتكبدون خسائر فادحة، وقد حاول بعضهم الوصول إلى السلطان، لكن دُحروا بقوة، وسرعان ما التف فرسان العثمانيين من الجانبين، وأطبقوا على الجيش المجري. وكما يذكر محمد فريد في "تاريخ الدولة العلية" فقد انهار الجيش المجري خلال ساعات، وقُتل أو أُسر معظم قادته، بينما غرق الملك لويس الثاني أثناء فراره في مستنقعات المنطقة، وفقد المجر في هذه المعركة الكارثية قرابة عشرين ألف جندي منهم ألف من كبار الأرستقراطيين النبلاء سادة الأرض، ما يمكن وصفه بالإبادة العسكرية. في المقابل احتفل السلطان سليمان بالنصر، وانطلق إلى العاصمة بودين أو بودابست الحالية في 10 سبتمبر/أيلول، حيث قدم له وفد من أعيان المدينة في سهل موهاكس مفاتيح المدينة، وأُقيمت الاحتفالات فيها بعيد الأضحى، وقتها أعلن عن تأمين السكان، ونصّب أحد كبار الأمراء المجريين ملكا تابعا للعثمانيين، وفي نهاية الحملة عاد السلطان إلى بلغراد ثم إلى إسطنبول، عقب إرساله رسائل النصر إلى حواضر الدولة. وقد رسمت معركة موهاج أو موهاكس صورة مرعبة عن العثمانيين في المخيال الأوروبي وقتئذ وفتحت الباب إلى فيينا التي حاصرها السلطان سليمان القانوني في عام 1529 وهو الحصار العثماني الأول لها. وحتى يومنا هذا يُقال في اللغة المجرية المثل: "Több is veszett Mohácsnál"، والذي يعني "لقد فقدنا المزيد في موهاكس"، وهي تُستخدم لتخفيف وقع المصائب، بالتذكير أن ما حدث في موهاكس كان أسوأ، ولا ريبة أن المعركة لم تفتح الطريق للعثمانيين لفتح المجر فقط، بل وإلى السير نحو العاصمة النمساوية فيينا!.

العريش «صنع الله قدرها».. أصل اسم مدينة «عرش ظل إخوة يوسف»
العريش «صنع الله قدرها».. أصل اسم مدينة «عرش ظل إخوة يوسف»

الدستور

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الدستور

العريش «صنع الله قدرها».. أصل اسم مدينة «عرش ظل إخوة يوسف»

تعتبر العريش واحدة من أروع وأقدم مدن مصر، جالسة بجمالها على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من البطولات والتضحيات التي سطرها الشعب المصري عبر الزمن. في الآونة الأخيرة، أصبحت هذه المدينة محط اهتمام عالمي، خصوصًا بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما سلط الضوء على دور العريش المميز في دعم القضية الفلسطينية، من خلال استقبال مستشفياتها المصابين والمرضى من قطاع غزة الأراضي الفلسطينية، فتوجت بذلك مكانتها كمركز للعطاء والرحمة في قلب الصحراء. الجهود المصرية المستمرة في دعم غزة: إغاثة وعلاج ومساعدات إنسانية على مدار عام ونصف العام، تواصلت الجهود المصرية في استقبال الجرحى الفلسطينيين للعلاج وكانت العريش بمستشفياتها نقطة الدعم الرئيسية، بإجمالي أكثر من 582 طائرة إغاثة إلى مطار العريش الدولي حتى الآن. العريش كانت دائمًا بمثابة جسر إنساني بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة من خلال استقبال المساعدات تمهيدا إلى نقلها إلى سكان قطاع غزة، واستقبلت 87% من إجمالي المساعدات الواردة منذ أكتوبر الماضي. أصل اسم مدينة «ظل إبراهيم» تاريخ العريش ليس مجرد سرد من صفحات كتب التاريخ، بل هو قصة حية تروي بطولة ومثابرة شعب لا يعرف الاستسلام، على مر العصور، كانت العريش شاهدة على الأحداث الكبرى التي مرت بها مصر، يقال إن العريش تأسست فوق أنقاض قلاع فرعونية صلبة، لكن مع مرور الوقت، أعاد السلطان العثماني سليمان القانوني تأسيس المدينة عام 1568، ليبني فيها قلعته الشهيرة التي على الرغم من بقاء بقاياها، إلا أنها تظل شاهدة على عظمة الماضي. أما عن تسمية المدينة، فهي محاطة بالكثير من الأساطير والروايات التي تضفي عليها سحرًا خاصًا، بعضهم يقول إن المدينة سميت "العريش" نسبة إلى "المعراشات"، وهي الأكواخ المصنوعة من جريد النخيل التي كان يبنيها سكانها في الماضي، وفي رواية أخرى، يقال إن الخليفة عمر بن الخطاب أمر عمرو بن العاص بالتوجه إلى هذه المنطقة، فكانت العريش أول مكان يسمع عنه. كما يتردد في بعض القصص التاريخية أن العريش ارتبطت بالكتاب المقدس، حيث يُقال إن إخوة يوسف بنوا عريشًا في تلك المنطقة خلال فترة القحط، لكن مهما تعددت الروايات، تظل العريش مدينة ذات روح خاصة، جزء لا يتجزأ من الذاكرة المصرية الحية. في العصور الحديثة، تبرز العريش كرمز للصمود، ليس فقط في الدفاع عن الأرض، بل أيضًا في دعم أشقائنا الفلسطينيين، فقد كانت المدينة دائمًا محطة للإنسانية، حيث استقبلت العديد من المرضى والمصابين الفلسطينيين الذين فروا من ويلات العدوان، وقدمت لهم المساعدة والرعاية في أوقات الشدة، هذا الدور العظيم جعل العريش مركزًا إنسانيًا يبرز بقوة في قلب المنطقة. اقرأ أيضًا:

تكية "خاصكي سلطان".. ملاذ الفقراء بالقدس منذ 473 عاما
تكية "خاصكي سلطان".. ملاذ الفقراء بالقدس منذ 473 عاما

الجزيرة

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الجزيرة

تكية "خاصكي سلطان".. ملاذ الفقراء بالقدس منذ 473 عاما

على بُعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى ، وبالقرب من باب الناظر، تقع تكية خاصكي سلطان، والتي اشتهر عنها أنها لا تدع فقيرا دون طعام في القدس منذ العهد العثماني وخاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك. وتقع التكية في مبنى أثري مملوكي، وتعمل على مدار أيام السنة، إلا أنها تشهد زخما خاصا في شهر رمضان، إذ يتضاعف عدد مرتاديها. وأطلق على "التكية" هذا الاسم نسبة لزوجة السلطان سليمان القانوني التي زارت مدينة القدس عام 1552 للميلاد، وأمرت بإنشاء مجمع خيري كبير حينما رأت الأعداد الهائلة من الزوار والمصلين للمسجد الأقصى المبارك. وتعني "خاصكي سلطان" محبوبة السلطان، وهو لقب أطلق على رسلانة زوجة سليمان القانوني وهي روسية الأصل. 473 عاما من العمل وقال المشرف الإداري على التكية بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بسام أبو لبدة: "السلطان سليمان القانوني هو من بنى أيضا سور القدس، ولا ننسى أن للدولة العثمانية التركية تاريخا عريقا في فلسطين وفي القدس". وأضاف: "يتم تقديم الوجبات خلال شهر رمضان وعلى مدار العام يوميا للعائلات المحتاجة بالقدس، مع العلم بأن وضع القدس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي سيئ جدا بعد حرب الإبادة الإسرائيلية على أهلنا في قطاع غزة". وذكر أبو لبدة أنه "رغم الحصار والحواجز والتشديد الإسرائيلي فإننا صامدون في المدينة المقدسة". وكانت الدولة العثمانية أقامت عددا من التكايا التي تقدم الطعام للفقراء في العديد من المدن المهمة في فلسطين. ووصف المؤرخ عارف العارف في كتابه "المفصّل في تاريخ القدس"، تكية خاصكي سلطان، بأنها "من خيرة الأماكن الخيرية التي أنشأها العثمانيون بالقدس، إذ منذ تأسيسها إلى الآن، يُقدم المشرفون عليها الغذاء لعدد كبير من الفقراء مجانا، وكل يوم". وأضاف أبو لبدة أن نفقات التكية كانت تُدفع من ريع الأملاك التي أوقفتها خاصكي سلطان لصالح التكية. ورغم مرور 473 عاما على إنشائها، فإن تكية خاصكي سلطان، لم تتوقف عن تقديم الطعام الساخن للفقراء. وجبات يومية ومنذ عقود، تشرف على التكية دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية. وقال أبو لبدة: "نقدم الطعام يوميا خلال العام إلى حوالي 50-70 عائلة فقيرة في البلدة القديمة والقدس، وفي رمضان نزيد الكمية أضعافا". وزاد: "في الفترة الصباحية نعد الوجبات للعائلات، وفي فترة الظهر لرواد الأقصى، وفي الفترة المسائية لموظفي المسجد الأقصى من الأئمة والحراس وجميع الدوائر الموجودة فيه". ويصل الفقراء والمحتاجون إلى التكية ومعهم أطباق وأوان لأخذ الوجبات فيها، ويتم توزيع الوجبات في شهر رمضان وغيره خلال السنة في فترة الظهيرة. وتقدر أعداد الفلسطينيين في شرقي القدس بنحو 390 ألفا، لكن نسبة كبيرة جدا منهم تصل إلى أكثر من 80% يعيشون تحت خط الفقر. جزء من الرباط ويلجأ الفقراء إلى المؤسسات الاجتماعية للحصول على المساعدة التي تمكّنهم من الصمود بالمدينة. وقال أبو لبدة: "العائلات الفقيرة في القدس لها كرامة وعزة، ونحن هنا نحافظ عليها ونساعدها في جزء من حياتها، وهو جزء من الرباط في مدينة القدس". وأضاف: "لا نسأل من هو المواطن الذي يدخل التكية، سواء كان فقيرا أم غنيا، فبركة الطعام هي توزيعه، في بعض الأوقات يصل إلى التكية أشخاص غير مسلمين، ولا نرفض أحدا، ونقدم الطعام للجميع". ويشير إلى أنه "في شهر رمضان يزداد المصلون في المسجد الأقصى فنضاعف الكميات ضعفين أو 3 لتوزيعها على الجميع، ولا نغير نوعية الطعام، فنستمر بتقديم اللحوم والدجاج والأرز في وجبات جاهزة لكل من يأتي إلى التكية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store