logo
#

أحدث الأخبار مع #سوزان_سونتاج

كيف تتخلص من 500 كتاب؟
كيف تتخلص من 500 كتاب؟

صحيفة الخليج

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • صحيفة الخليج

كيف تتخلص من 500 كتاب؟

القاهرة: «الخليج» كتب خيسوس مارتشامالو غارثيا مقدمة للترجمة العربية من كتابه «أن تلمس الكتب» (ترجمة مارك جمال) أشار فيها إلى أن لبعض الكتب أساطير، وبعضها بلا أساطير، معترفاً بأن هذا الكتاب هو الأكثر شخصية بين كتبه كلها، والأقرب إلى سيرته الذاتية، والأوثق صلة به وبعالمه، الذي ينطوي على قليل من الشطط ويحفل بالقراءات والأهواء الأدبية، فهو يتعرف إلى نفسه في كثير من الصفحات، حيث يصور علاقته بالكتب، التي يصفها بأنها «تلك العلاقة الشغوف المتحمسة المرضية قليلاً في بعض الأحيان». في هذه الطبعة أضاف المؤلف عدداً من القصص المذهلة عن كتاب باللغة العربية، عن شغف نجيب محفوظ بالروايات البوليسية، ومكتبة الصاحب بن عباد الجوالة وفوضى مكتبة الجاحظ الذي راح ضحية الكتب، كما وجد نفسه في شخص الشاعر محمود درويش الذي روي أنه في طفولته الحافلة بأسفار الهروب والمنافي، قد وجد في الكتب أبواباً ونوافذ وشبابيك تحمله إلى عوالم الأدب، الحقيقية بقدر الواقع، مع أنها تبدو أكثر ترحاباً وتزخر بتلك الدهشة العصية على النسيان التي تحملنا إليها المخيلة دائماً. يميل المؤلف إلى الحديث عن تنظيم الكتب فيرى أنها عملية تعرقلها الكتب نفسها، لأنها تقاوم التشكيل مقاومة هائلة، فبطريق ما تحتفظ الكتب بغريزة قديمة تليق بالأدغال وبنزعة إلى التفرق تعترض سبيل النظام وفي كتابه «تاريخ القراءة» يحكي ألبرتو مانغويل عن حالة استثنائية للصاحب بن عباد المولع بالكتب والقراءة، لدرجة أنه اعتذر عن تولي الوزارة لأنه لا يستطيع أن يبتعد عن كتبه، وكان يملك –تبعاً للمستشرق جاك ريسلر– كتباً أكثر مما يمكن إحصاؤه في كل مكتبات أوروبا مجتمعة آنذاك. أما الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاج التي نذرت وقتاً طويلاً لإعادة تنظيم كتبها الخاصة وترتيبها، فلم تحتمل فكرة أن يتقاسم أفلاطون وبينشون رفاً واحداً لمجرد أن اسميهما يبدآن بالحرف نفسه وكما يقول فإن الترتيب الزمني للمؤلفين لا يحل المشكلة على الإطلاق، فهو يتطلب علماً كافياً بتاريخ الأدب ومن الضروري أن يمتلك المرء القدرة على تحديد موقع الكاتب زمنياً ولو بالتقريب، حتى يعرف مكانه. من العناوين المثيرة في الكتاب هذا العنوان: كيف تتخلص من 500 كتاب؟ وتيسيراً لذلك الإجراء تفتق ذهن هرمان هيسه عن أربعة أسئلة تمكنه من البت في الأمر وتحديد الكتب التي يمكن الاستغناء عنها وتلك التي لا غنى عنها، بلا ندم وبطريقة علمية: أتحتاج إلى الكتاب؟ أتريد الكتاب؟ هل أنت على يقين من أنك سوف تقرؤه مرة أخرى؟ أتشعر بالأسف لفقدانه؟ كانت إجابة واحد ب«نعم» تكفي للاحتفاظ بالكتاب في البيت، وإلا فيحكم عليه بالطرد إلى غير رجعة، لكن هيرمان هيسه –حسب المؤلف– ينقصه سؤال محوري حاسم: ألديك مكان؟ ألديك متسع للكتاب؟ فعادة ما تأتي مشكلة تراكم الكتب مقترنة بغياب المكان على نحو قاتل. الشاعر الألماني هانس ماغنوس إنتزنسبيرغر فرض على مكتبته حداً أقصى ولم يصرح بدخول كتاب واحد جديد ما لم يستغن عن آخر وكانت مكتبة ميجيل دي أونامونو تزدحم بالكتب المكدسة، كيفما اتفق تقريباً، و«أنها متجر لبيع الكتب المستعملة» والحقيقة التي لا يرقى إليها جدال أن الكتب توحي بشيء من السلطة الثقافية وتسبغ على أصحابها وجاهة وتُعد علامة على الطموح الفكري بوجه العموم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store