
كيف تتخلص من 500 كتاب؟
القاهرة: «الخليج»
كتب خيسوس مارتشامالو غارثيا مقدمة للترجمة العربية من كتابه «أن تلمس الكتب» (ترجمة مارك جمال) أشار فيها إلى أن لبعض الكتب أساطير، وبعضها بلا أساطير، معترفاً بأن هذا الكتاب هو الأكثر شخصية بين كتبه كلها، والأقرب إلى سيرته الذاتية، والأوثق صلة به وبعالمه، الذي ينطوي على قليل من الشطط ويحفل بالقراءات والأهواء الأدبية، فهو يتعرف إلى نفسه في كثير من الصفحات، حيث يصور علاقته بالكتب، التي يصفها بأنها «تلك العلاقة الشغوف المتحمسة المرضية قليلاً في بعض الأحيان».
في هذه الطبعة أضاف المؤلف عدداً من القصص المذهلة عن كتاب باللغة العربية، عن شغف نجيب محفوظ بالروايات البوليسية، ومكتبة الصاحب بن عباد الجوالة وفوضى مكتبة الجاحظ الذي راح ضحية الكتب، كما وجد نفسه في شخص الشاعر محمود درويش الذي روي أنه في طفولته الحافلة بأسفار الهروب والمنافي، قد وجد في الكتب أبواباً ونوافذ وشبابيك تحمله إلى عوالم الأدب، الحقيقية بقدر الواقع، مع أنها تبدو أكثر ترحاباً وتزخر بتلك الدهشة العصية على النسيان التي تحملنا إليها المخيلة دائماً.
يميل المؤلف إلى الحديث عن تنظيم الكتب فيرى أنها عملية تعرقلها الكتب نفسها، لأنها تقاوم التشكيل مقاومة هائلة، فبطريق ما تحتفظ الكتب بغريزة قديمة تليق بالأدغال وبنزعة إلى التفرق تعترض سبيل النظام وفي كتابه «تاريخ القراءة» يحكي ألبرتو مانغويل عن حالة استثنائية للصاحب بن عباد المولع بالكتب والقراءة، لدرجة أنه اعتذر عن تولي الوزارة لأنه لا يستطيع أن يبتعد عن كتبه، وكان يملك –تبعاً للمستشرق جاك ريسلر– كتباً أكثر مما يمكن إحصاؤه في كل مكتبات أوروبا مجتمعة آنذاك.
أما الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاج التي نذرت وقتاً طويلاً لإعادة تنظيم كتبها الخاصة وترتيبها، فلم تحتمل فكرة أن يتقاسم أفلاطون وبينشون رفاً واحداً لمجرد أن اسميهما يبدآن بالحرف نفسه وكما يقول فإن الترتيب الزمني للمؤلفين لا يحل المشكلة على الإطلاق، فهو يتطلب علماً كافياً بتاريخ الأدب ومن الضروري أن يمتلك المرء القدرة على تحديد موقع الكاتب زمنياً ولو بالتقريب، حتى يعرف مكانه.
من العناوين المثيرة في الكتاب هذا العنوان: كيف تتخلص من 500 كتاب؟ وتيسيراً لذلك الإجراء تفتق ذهن هرمان هيسه عن أربعة أسئلة تمكنه من البت في الأمر وتحديد الكتب التي يمكن الاستغناء عنها وتلك التي لا غنى عنها، بلا ندم وبطريقة علمية: أتحتاج إلى الكتاب؟ أتريد الكتاب؟ هل أنت على يقين من أنك سوف تقرؤه مرة أخرى؟ أتشعر بالأسف لفقدانه؟ كانت إجابة واحد ب«نعم» تكفي للاحتفاظ بالكتاب في البيت، وإلا فيحكم عليه بالطرد إلى غير رجعة، لكن هيرمان هيسه –حسب المؤلف– ينقصه سؤال محوري حاسم: ألديك مكان؟ ألديك متسع للكتاب؟ فعادة ما تأتي مشكلة تراكم الكتب مقترنة بغياب المكان على نحو قاتل.
الشاعر الألماني هانس ماغنوس إنتزنسبيرغر فرض على مكتبته حداً أقصى ولم يصرح بدخول كتاب واحد جديد ما لم يستغن عن آخر وكانت مكتبة ميجيل دي أونامونو تزدحم بالكتب المكدسة، كيفما اتفق تقريباً، و«أنها متجر لبيع الكتب المستعملة» والحقيقة التي لا يرقى إليها جدال أن الكتب توحي بشيء من السلطة الثقافية وتسبغ على أصحابها وجاهة وتُعد علامة على الطموح الفكري بوجه العموم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
محمد بن حمد: الفجيرة حريصة على حفظ التراث الثقافي ونشره
التقى سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في متحف دار الكتب والوثائق القوميّة المصري، أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري. وأكد سمو ولي عهد الفجيرة، أهمية حفظ التراث الإنساني بكافة أشكاله وضرورة تناقله بين الأجيال، لافتاً إلى حرص إمارة الفجيرة على حفظ التراث الثقافي ونشره عبر المبادرات والمشاريع الثقافية والفنية النوعية. وتبادل سموّه مع وزير الثقافة المصري، الحديث حول مختلف المواضيع في الشأن الثقافي، ومجالات التعاون بين إمارة الفجيرة ووزارة الثقافة المصرية، وآفاق التبادل الفني والثقافي التي تسهم في تطوير العمل الثقافي بين الجانبين. كما اطّلع سمو ولي عهد الفجيرة، على أقسام متحف دار الكتب والوثائق القومية، واستمع إلى شرحٍ من الدكتور أسامة طلعت عن تفاصيلها، وما تحتوي عليه الدار من مُقتنيات نادرة ومخطوطات ووثائق تاريخية في مختلف العلوم والمعارف وفنون التراث الإنساني، تُجسد حقباً تاريخية متعاقبة. وأشاد سموّه، بجهود وزارة الثقافة المصرية وإدارة المتحف الذي يمثّل صرحاً مهماً في حفظ التراث، وإتاحة الفرص للباحثين والمهتمين للاطلاع على هذه الكنوز التاريخية. رافق سموه، الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وحمدان كرم مدير المكتب الخاص لسمو ولي عهد الفجيرة.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
محمد الشرقي يلتقي وزير الثقافة المصري
التقى سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في متحف دار الكتب والوثائق القوميّة المصري، معالي أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري. وأكد سمو ولي عهد الفجيرة، أهمية حفظ التراث الإنساني بكافة أشكاله وضرورة تناقله بين الأجيال، لافتا إلى حرص إمارة الفجيرة على حفظ التراث الثقافي ونشره عبر المبادرات والمشاريع الثقافية والفنية النوعية. وتبادل سموّه مع وزير الثقافة المصري، الحديث حول مختلف المواضيع في الشأن الثقافي، ومجالات التعاون بين إمارة الفجيرة ووزارة الثقافة المصرية، وآفاق التبادل الفني والثقافي التي تسهم في تطوير العمل الثقافي بين الجانبين. كما اطّلع سمو ولي عهد الفجيرة، على أقسام متحف دار الكتب والوثائق القومية، واستمع إلى شرحٍ من الدكتور أسامة طلعت عن تفاصيلها، وما تحتويه الدار من مُقتنيات نادرة ومخطوطات ووثائق تاريخية في مختلف العلوم والمعارف وفنون التراث الإنساني، تُجسد حقبًا تاريخية متعاقبة. وأشاد سموّه، بجهود وزارة الثقافة المصرية وإدارة المتحف الذي يمثّل صرحًا هامًا في حفظ التراث، وإتاحة الفرص للباحثين والمهتمين للاطلاع على هذه الكنوز التاريخية. رافق سموه، سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وسعادة حمدان كرم مدير المكتب الخاص لسمو ولي عهد الفجيرة.


صحيفة الخليج
منذ 6 ساعات
- صحيفة الخليج
أخت سعاد حسني تتهم أسرة عبد الحليم حافظ بتشويه سمعة «السندريلا»
«الخليج» - متابعات اتهمت جيهان عبد المنعم، الأخت غير الشقيقة للفنانة الراحلة سعاد حسني، أسرة الفنان عبد الحليم حافظ بتشويه سمعة «السندريلا» والترويج لأكاذيب حول علاقتها به وزواجهما السري. وأشارت جيهان عبد المنعم في تصريحات صحفية إلى أن ما تروجه أسرة عبد الحليم حافظ يهدف إلى إظهار سعاد حسني بصورة سيئة والتقليل من قيمتها الفنية والشخصية. الزواج السري يعود إلى الواجهة عاد موضوع الزواج السري بين السندريلا والعندليب الأسمر، ليطفو على السطح مجدداً بعد نشر أسرة عبد الحليم حافظ لخطاب منسوب إلى سعاد حسني تشكو فيه من تجاهل عبد الحليم حافظ لها، على الرغم من حبها له، وتفضيله إيصال صديقهما مفيد فوزي إلى منزله بالسيارة عن البقاء للحديث معها. تسريب تلك الرسالة أثار غضب أسرة سعاد حسني، وأعاد النقاش حول حقيقة زواجها من عبد الحليم حافظ، المعلومة التي فشل المقربون منهما في الاتفاق على صحتها. الاتهامات المتبادلة تشتعل شهدت الفترة الأخيرة اشتعالاً في الاتهامات المتبادلة بين عائلة سعاد حسني وأسرة عبد الحليم حافظ. فبينما تتهم جيهان عبد المنعم أسرة العندليب بتشويه سمعة أختها، تلتزم أسرة عبد الحليم حافظ الصمت في بعض الأحيان، أو تصدر بيانات مقتضبة تنفي فيها الاتهامات، مؤكدة تقديرها لتاريخ الفنانة الراحلة. حكاية الحب التي لم تنتهِ العلاقة بين سعاد حسني وعبد الحليم حافظ، ظلت تمثل «حكاية حب» أسطورية في وجدان الجمهور العربي، حيث ارتبط اسماهما سوياً في العديد من الأعمال الفنية، وظهرت بينهما كيمياء خاصة على الشاشة، لكنهما لم يؤديا دور الحبيبين أبداً. وقالت سعاد حسني في مقابلة قديمة مع المحاور مفيد فوزي إنها لم تتح لها الفرصة لتكون حبيبة عبد الحليم حافظ في أي عمل فني، لكنها ظهرت بدور شقيقته، وهو ما قد يعكس مشاعرها تجاهه، لكن عيون الممثلة الدامعة عززت فكرة وجود قصة حب حقيقية بينهما لم تنتهِ حتى بوفاتهما. صرحت جيهان عبد المنعم بأن أسرة عبد الحليم حافظ قامت بنشر رسالة مزيفة يُزعم أنها لسعاد حسني، بهدف الإساءة إليها وتشويه صورتها. وأكدت أن هذه الرسالة لا تمت للحقيقة بصلة وتهدف إلى تضليل الرأي العام وتجاهل الحقيقة الكاملة وراء العلاقة بين سعاد حسني وعبد الحليم حافظ، وطالبت بضرورة تحري الدقة والرجوع إلى المصادر الموثوقة قبل تداول أي معلومات تتعلق بأختها الراحلة.