أحدث الأخبار مع #سيباستيان_ديلوغو


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
زيارة نائب من اليسار الفرنسي إلى الجزائر تثير الجدل
في حين انتقد برلماني من اليسار الراديكالي في فرنسا طريقة تعاطي سلطاتها مع التوترات الحادة مع الجزائر، طلب مدير مكتب «مراسلون بلا حدود» في شمال أفريقيا من السلطات الجزائرية الإفراج عن صحافي رياضي فرنسي أدانته محكمة بـ«الإرهاب» في تهمة متصلة بتنظيم انفصالي يعيش أغلب قادته في باريس. وزار النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو من حزب «فرنسا الأبية» الجزائر بين 26 و30 يونيو (حزيران) الماضي، حيث استضافه التلفزيون العمومي للحديث عن تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بشكل غير مسبوق، التي بدأت في صيف 2024 بإعلان «الإليزيه» تبنيه المقاربة المغربية لحل نزاع الصحراء. وانتقد ديلوغو بشدة «أولئك الذين يدفعون داخل فرنسا نحو قطيعة في العلاقات الفرنسية - الجزائرية». وذكر بالاسم وزير الداخلية برونو ريتايو، الذي تصدّر المشهد إثر إصراره على ترحيل جزائريين مؤيدين للنظام في بلادهم، بسبب مقاطع فيديو نشروها تضمّنت تهديدات بقتل معارضين لهم يقيمون في فرنسا. سيباستيان ديلوغو النائب عن حزب «فرنسا الأبية» في مدينة وهران الجزائرية (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي) كما هاجم قيادي «فرنسا الأبية» وسائل الإعلام المحسوبة على ما تُعرف بـ«مجرة بولوريه»؛ نسبة إلى وسائل الإعلام التي يملكها رجل الأعمال فانسان بولوريه المنتمي سياسياً لتيار اليمين المتطرف، مؤكداً أنها «ساهمت في تأجيج التوتر مع الجزائر». وكشف ديلوغو عن أنه ينحدر من أصول جزائرية، مشيراً إلى أنه زار الجزائر برفقة والدته، التي تنحدر من مدينة وهران في غرب البلاد، حيث دُفن جده. وقال في تصريح لافت: «جدي أنقذه (جيش التحرير الوطني) من قبضة (منظمة الجيش السري)، ولذلك لا يمكنني القبول بخطابات تُكرّس الانقسام بين شعبينا». وأشار ديلوغو إلى «منظمة الجيش السري»، وهي جماعة متطرفة تكونت من قادة في الجيش الفرنسي، وشنّت في عام 1961 سلسلة من الهجمات في فرنسا والجزائر لمنع استقلال الجزائر، والسعي إلى إبقائها جزءاً من فرنسا بأي وسيلة. وأوضح ديلوغو أن هذه الصلة العائلية هي التي دفعت به لحمل العلم الجزائري خلال مظاهرة مؤيدة لغزة بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا في يونيو 2024، وذلك تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، وفقه. وأردف ديلوغو أنه عندما انتخب في «الجمعية الوطنية» الفرنسية، «وجدت نفسي مضطراً للتعامل مع أشخاص ما زالوا يحنّون إلى فترة (منظمة الجيش السري)، ومنهم أبناء مؤسسيها»، لافتاً إلى أن «الخطاب المعادي للجزائر بات يتردّد على ألسنة حتى بعض أعضاء الحكومة الفرنسية، لكن الشعب الفرنسي لا يشاركهم هذا الموقف». وأضاف: «الأغلبية الشعبية في فرنسا لا توافق إطلاقاً على ما يُقال على لسان بعض الوزراء، خصوصاً وزير الداخلية ريتايو، الذي لا يتوقف عن استفزاز وتهديد الجزائر، ويعادي كل خطاب يهدف إلى التقارب بين شعبينا». وبخصوص الإعلام الفرنسي وتعاطيه مع المشكلات بين البلدين، قال ديلوغو إنه «أصبح بولوريّاً بامتياز. أسميهم كلاب الحراسة؛ لأنهم يسمحون لأنفسهم بإطلاق الشتائم والافتراءات على شعبكم. هؤلاء يروّجون للأخبار الكاذبة، وحتى الحكومة أصبحت تُعيد نشرها». وشدّد على أن «قوة هذا الخطاب العنصري والاستعماري لا تعني أن الشعب الفرنسي يتقبّله»، مضيفاً أن الإعلام الفرنسي «يعطي الانطباع كأن الجزائر مذنبة في كل شيء، لكن الواقع مختلف تماماً عند زيارة الجزائر». وأكد أنه وجد «في الجزائر ترحيباً لم أحظَ به في أي مكان آخر... لذا من المهم إظهار أن هناك طريقاً أخرى؛ طريق الاحترام المتبادل، والتقدير لشعب عظيم وقوي، وله مستقبل مشرق». وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو (متداولة) ورحّب اليساري الفرنسي بزيارة عدد من البرلمانيين الفرنسيين إلى الجزائر مؤخراً، في مسعى لإنهاء القطيعة، وقال أيضاً: «مثل ملايين الفرنسيين، نعتقد أن الروابط بين فرنسا والجزائر قوية جداً، وسيكون من الخطأ الفادح تجاهل الاحترام الكبير الذي يكنّه الشعب الجزائري للفرنسيين». وتعرض ديلوغو لهجوم حاد من رموز اليمين عقب هذه التصريحات المثيرة. وقالت ماريون مارشال لوبان، عضو البرلمان الأوروبي، لإذاعة «أوروبا1» إن فرنسا «أصبحت تُنتج فرنسيين من ورق بشكل صناعي». ويستخدم اليمين المتطرف هذا الوصف للإشارة إلى أي فرنسي يُبدي رأياً لا يتماشى مع الطرح المعادي للمهاجرين وللجالية المسلمة في فرنسا. وماريون هي حفيدة الراحل جان ماري لوبان الذي اشتهر بتعذيب المناضلين الجزائريين خلال خمسينات القرن الماضي، عندما كان مظلياً في صفوف الجيش الفرنسي بالجزائر. ماريون مارشال لوبان عضو البرلمان الأوروبي (حسابها الشخصي بالإعلام الاجتماعي) ووجهت للنائب اتهامات بــ«السعي لاستمالة الناخبين الفرنسيين من أصول جزائرية، تمهيداً لترشحه المحتمل في انتخابات بلدية مرسيليا». وجاءت هذه الانتقادات على لسان الصحافية اليمينية إليزابيث ليفي عبر إذاعة «سود راديو» (جنوب فرنسا)، حيث قالت: «ما يقوم به ليس سوى حملة دعائية. هدفه هو تولي منصب عمدة مرسيليا. والمقلق أن هذا السيناريو وارد الحدوث... لا أطيق حتى تخيل ذلك». وفي سياق متصل، دعا خالد درارني، الصحافي الجزائري وممثل منظمة «مراسلون بلا حدود» في شمال أفريقيا، خلال مقابلة مع المنصة الإخبارية الجزائرية «ماغراب إيمرجنت»، إلى إسقاط عقوبة السجن 7 سنوات مع التنفيذ التي أصدرتها محكمة في تيزي ووزو (110 كيلومترات شرق العاصمة) يوم السبت الماضي، على الصحافي الفرنسي كريستوف غليز الذي يعمل لحساب المجلة الرياضية «سو فوت». وقال درارني: «نأمل ألا يتم فقط تخفيف هذه العقوبة القاسية، بل نأمل إلغاءها بالكامل. كريستوف غليز صحافي حقيقي، صادق ونزيه وشغوف بكرة القدم. هو من كبار مشجعي باريس سان جيرمان. مكانه ليس في السجن، بل في غرفة تحرير الأخبار. نحن نتمنى من أعماقنا أن يتم الإفراج عنه قريباً». الصحافي الفرنسي المسجون في الجزائر (متداولة) واعتُقل الصحافي في مايو (أيار) 2024 دون إعلان رسمي عن قضيته، وظلت تفاصيل احتجازه طي الكتمان بطلب من عائلته ومنظمة «مراسلون بلا حدود»، بهدف منح القضاء الجزائري فرصة للتعامل مع الملف بهدوء، وفق ما جاء في تصريحات درارني. ووجهت له النيابة تهماً عدة، تتعلق بدخوله الجزائر بتأشيرة سياحية رغم ممارسته العمل الصحافي، وإجراء تحقيق في وفاة لاعب كاميروني يدعى ألبرت إيبوسي لعب في صفوف نادي شبيبة القبائل في تيزي ووزو، وذلك عام 2014، حيث قتل بحجر ألقي من مدرجات الملعب المحلي. وظهرت لاحقاً شكوك وتكهنات بأن الوفاة قد لا تكون ناجمة عن المقذوف، مما دفع ببعض الصحافيين، مثل كريستوف غليز، إلى التحقيق في ملابسات القضية. وشملت الاتهامات أيضاً إجراءه مقابلة صحافية مع رئيس تنظيم يطالب بانفصال منطقة القبائل، وتصنّفه السلطات الجزائرية منظمة إرهابية.


الشرق الأوسط
١٠-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
جريمة قتل تونسي من قبل جاره الفرنسي: المهاجرون يتظاهرون والقضاء يتهم القاتل بالإرهاب
تفاعلت قضية مقتل الشاب التونسي المقيم في فرنسا، هشام الميراوي، من قبل جاره الفرنسي، قبل 10 أيام، المتهم بـ«العنصرية والإرهاب». شارك سيباستيان ديلوغو (وسط الصورة ويرتدي قميصاً أبيض) من حزب «فرنسا الأبية - الجبهة الشعبية الجديدة» ومانويل بومبارد (خلفهما ويرتدي قميصاً أبيض) في مسيرة بيضاء (Marche Blanche) في مدينة بوجيه سور أرجينز (جنوب فرنسا) في 8 يونيو 2025 تكريماً للحلاق التونسي هشام ميراوي الذي قُتل في 31 مايو (أ.ف.ب ) فقد تابعت وسائل الإعلام ومنظمات حقوقية تونسية وفرنسية هذه القضية، فيما تابعت السلطات الأمنية والقضائية والدبلوماسية التونسية تحركاتها واتصالاتها «على أعلى مستوى» مع نظيرتها الفرنسية. وتابع أقرباء الفقيد تصريحاتهم لوسائل الإعلام التونسية والفرنسية التي تضمن شهادات حول ملابسات الجريمة، وتلقي هشام الميراوي تهديدات «عنصرية» سابقة من القاتل، بعضها تحت مبررات عنصرية، بسبب هويته التونسية العربية الإسلامية. تهمة الإرهاب كما تتابع وسائل الإعلام والأوساط الحقوقية التونسية الأخبار الجديدة عن هذه القضية، بعد أن وجّه القضاء الفرنسي رسميّاً إلى القاتل الفرنسي الموقوف تهماً جنائية خطيرة، من بينها «القتل الإرهابي بدافع عنصري». هذا الاتهام جاء بعد تصريحات صدرت عن مسؤولين فرنسيين كبار، من بينهم وزير الداخلية برونو روتايو، وسفيرة فرنسا في تونس السيدة آن جيجين، التي أدانت الجريمة بحزم، وأكّدت متابعتها «على أعلى مستوى»، بالتنسيق مع وزير الداخلية والخارجية التونسيين؛ خالد النوري، ومحمد علي النفطي، والسفير التونسي في باريس خالد ضياء. في الأثناء، أكّدت مصادر تونسية وفرنسية وممثلون عن جمعيات المهاجرين في فرنسا أن نحو ألفي شخصية فرنسية، من بين أبناء المهاجرين، شاركوا الأحد في «مسيرتين صامتتين» في جنوب فرنسا تعبيراً عن التضامن مع عائلة التونسي هشام الميراوي وأقربائه، وعن معارضة الجرائم الإرهابية والعنصرية ضد المهاجرين. شعارات مناهضة للعنصرية وحسب مصادر إعلامية، فقد شارك 1600 متظاهر في مسيرة سلمية جابت شوارع مدينة «بوجيه - سور - أرجان» حيث وقعت الجريمة، ورفعوا لافتات، كتبت عليها شعارات مناهضة للعنصرية والعنف والجرائم التي تستهدف المهاجرين. سيام موراوي (يمين) ابن عم هشام يتفاعل بجانب رئيس منظمة «SOS» لمكافحة العنصرية دومينيك سوبو (يمين) خلال المسيرة البيضاء (Marche Blanche) تكريماً لهشام ميراوي التونسي الأربعيني الذي قُتل في بوغيه سور أرجين (فار) في 31 مايو 2025 على يد جاره في جريمة وصفتها المحاكم بالإرهابية (أ.ف.ب) وفي خطوة رمزية، سار المتظاهرون السلميون بصمت من محل تصفيف الشعر، حيث كان يعمل هشام الميراوي، إلى مقر البلدية، خلف لافتة بيضاء، كتب عليها بالأخضر: «ارقد في سلام يا هشام، صاحب القلب الطفولي الذي حضنته البلدة». وقال مجيد الليلي، المقرب من الضحية: «إنها مسيرة غير سياسية. لحظة تأمل». ودعا مجيد الليلي، وهو أحد المقربين من الفقيد وموظف بلدي شارك في تنظيم المسيرة السلمية، في تصريح لوسائل الإعلام والمتظاهرين، إلى أنه «يجب ألا تتكرر جريمة عنصرية كهذه على الأراضي الفرنسية». وأضاف قائلاً: «كفوا عن الحديث عن الهجرة من شمال أفريقيا إلى فرنسا وأوروبا، عودوا إلى مبادئكم، كفوا عن التركيز على المسلمين أو اليهود، دعونا نوقف كل هذا». وجدير بالذكر، فقد شارك في المسيرة أيضاً عدد من نواب المنطقة، بينهم النائبة عن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جولي لوشانتو، ورئيس منظمة معادية للعنصرية «SOS Racisme»، دومينيك سوبو، ونواب من اليسار و«أقصى اليسار»، المعروفون بانتقادهم للعنصرية ضد المهاجرين و«المواطنين الفرنسيين من أصول أجنبية». في سياق متصل، نظّمت مسيرة صامتة أخرى في مدينة مرسيليا، جنوب فرنسا، حيث نسبة كبيرة من السكان من أصول أجنبية، للترحم على الفقيد هشام الميراوي. ورفع نحو 450 متظاهراً شاركوا في هذه المسيرة السلمية لافتة كُتب عليها: «العنصرية تقتل مجدداً... العدالة لهشام».