logo
#

أحدث الأخبار مع #سيدميد

"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد
"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • العربي الجديد

"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد

في نيويورك، يحتفي معرض "هواية المستقبل" (Future Pastime) بإرث واحدٍ من أكثر الشخصيات شهرة في عالم الخيال العلمي السينمائي الأميركي: سيد ميد (Syd Mead). المعرض، الذي استمر حتى 21 مايو/ أيار، قدّم رحلة بصرية عبر الزمن، حيث يلتقي الفن الصناعي بالخيال السينمائي، وتتحول التكنولوجيا من مجرد أدوات إلى لوحات نابضة بالحياة والضوء. وُلد ميد عام 1933 في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، وبدأ عشقه للرسم مبكرًا، متأثرًا بكتب القصص المصوّرة والمجلات الخيالية. بعد تخرجه من Art Center School في لوس أنجليس، دخل عالم التصميم الصناعي من بابه العريض، متعاونًا مع عمالقة مثل فورد، فيليبس، سوني، وجنرال إلكتريك، كما أنجز كتيبات ترويجية لصالح عدد من الشركات الأميركية. غير أن شهرته الحقيقية بدأت بدخوله عالم السينما عن طريق الصدفة، حين استعانت به الشركة المنتجة لفيلم "ستار تريك" (1979) لحل مشكلة بصرية وتصميم شخصية خيالية، ما وضع اسمه رسميًا على خريطة هوليوود. عندما كلّفه المخرج ريدلي سكوت بتصميم سيارة "ديكارد" في فيلم Blade Runner عام 1982، لم يكتفِ ميد برسم مركبة أنيقة ومتقدمة، بل شيّد مدينة كاملة تحيط بها، بكل تفاصيلها: البنايات، الإعلانات، الأزياء، الأضواء. وكما يقول القيّم على المعرض ويليام كورمان: "لم يكن قادرًا على ترك السيارة وحدها، بل كان عليه أن يبني عالمها بأكمله". لاحقًا، شارك سيد ميد في تصميم عوالم عدد من أبرز أفلام الخيال العلمي التي تحوّلت إلى علامات فارقة في تاريخ السينما، من بينها: "ترون" (TRON)، و"المخلوقات الفضائية" (Aliens)، و"عام 2010: السنة التي تواصلنا فيها" (2010: The Year We Make Contact)، وحتى "بليد رانر 2049" (Blade Runner 2049). وبفضل لمساته البصرية المتفردة، صار اسمه مرادفًا لفن بناء العوالم المستقبلية التي تبدو واقعية إلى حدّ الإرباك، بدقة تفاصيلها وقربها من المنطق العلمي. المعرض الذي نسّقه إيلون سولو وكورمان، يستعرض أعمال ميد التي أُنتجت بين السبعينيات وبداية الألفية الجديدة، مستخدمًا الغواش على الألواح، وهي تقنية تقليدية أتقنها بمهارة نادرة. لوحاته لا تصوّر فقط مدنًا طائرة ومركبات خارقة، بل حياة يومية تُمارس بأناقة مستقبلية. من سباقات الخيول التي تحلق فوقها طائرات درون، إلى سباقات الكلاب الميكانيكية العملاقة، ومن حفلات ديسكو نيونية في طوكيو إلى نزهات عبر المدارات الفضائية، تنبض كل لوحة بطاقة من الحنين، لا إلى الماضي، بل إلى مستقبل لم يتحقق بعد. ما يميّز رؤية ميد هو ابتعاده عن السرد الديستوبي القاتم الذي كثيرًا ما يقترن بأدب الخيال العلمي. فمع أنه شارك في رسم مشاهد لأفلام ذات طابع سوداوي، فإن أعماله الشخصية ظلت مفعمة بالأمل، حيث يُستخدم الذكاء الصناعي لتحسين جودة الحياة، لا للهيمنة عليها، وتتحول التكنولوجيا إلى وسيلة للاحتفال بالحياة، لا إلى تهديد. سينما ودراما التحديثات الحية الأخوان ناصر يرويان قصة غزة في مهرجان كان السينمائي شخصياته تمثل تنوعًا بشريًا ثريًا، بأزياء مستلهمة من مختلف الثقافات، وأجسام متناسقة تعكس تطورًا جمالياً وجسديًا، كأنها "دعوة للاستمتاع بالحياة للجميع، بغض النظر عن الهوية أو العرق أو النوع"، بحسب القيّم على المعرض. ابتكر ميد أسلوبًا فنيًا فريدًا سماه "الباروك الأسرع من الصوت" (Supersonic Baroque) – مزيج مذهل بين فنون العصور الوسطى الأوروبية والتصميم الصناعي المعاصر. في هذا الأسلوب، تتداخل الزخارف مع أضواء النيون، وتتلألأ الأسطح المعدنية للمركبات لتتحوّل إلى تحف فنية مستقبلية تحاكي الحلم والجمال معًا. الضوء في لوحاته ناعم وزجاجي، يُشبه مشهدًا مأخوذًا من عدسة كاميرا أو من حلمٍ ضبابي. وكان ميد يصف طريقته في بناء المشهد بأنها أشبه بـ"خريطة حاسوبية تناظرية"، لكنها دومًا تنبض بروح رسام كلاسيكي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store