logo
"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد

"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد

العربي الجديدمنذ 3 أيام

في نيويورك، يحتفي معرض "هواية المستقبل" (Future Pastime) بإرث واحدٍ من أكثر الشخصيات شهرة في عالم الخيال العلمي السينمائي الأميركي: سيد ميد (Syd Mead). المعرض، الذي استمر حتى 21 مايو/ أيار، قدّم رحلة بصرية عبر الزمن، حيث يلتقي الفن الصناعي بالخيال السينمائي، وتتحول التكنولوجيا من مجرد أدوات إلى لوحات نابضة بالحياة والضوء.
وُلد ميد عام 1933 في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، وبدأ عشقه للرسم مبكرًا، متأثرًا بكتب القصص المصوّرة والمجلات الخيالية. بعد تخرجه من Art Center School في لوس أنجليس، دخل عالم التصميم الصناعي من بابه العريض، متعاونًا مع عمالقة مثل فورد، فيليبس، سوني، وجنرال إلكتريك، كما أنجز كتيبات ترويجية لصالح عدد من الشركات الأميركية.
غير أن شهرته الحقيقية بدأت بدخوله عالم السينما عن طريق الصدفة، حين استعانت به الشركة المنتجة لفيلم "ستار تريك" (1979) لحل مشكلة بصرية وتصميم شخصية خيالية، ما وضع اسمه رسميًا على خريطة هوليوود.
عندما كلّفه المخرج
ريدلي سكوت
بتصميم سيارة "ديكارد" في فيلم Blade Runner عام 1982، لم يكتفِ ميد برسم مركبة أنيقة ومتقدمة، بل شيّد مدينة كاملة تحيط بها، بكل تفاصيلها: البنايات، الإعلانات، الأزياء، الأضواء. وكما يقول القيّم على المعرض ويليام كورمان: "لم يكن قادرًا على ترك السيارة وحدها، بل كان عليه أن يبني عالمها بأكمله".
لاحقًا، شارك سيد ميد في تصميم عوالم عدد من أبرز أفلام الخيال العلمي التي تحوّلت إلى علامات فارقة في تاريخ السينما، من بينها: "ترون" (TRON)، و"المخلوقات الفضائية" (Aliens)، و"عام 2010: السنة التي تواصلنا فيها" (2010: The Year We Make Contact)، وحتى "بليد رانر 2049" (Blade Runner 2049).
وبفضل لمساته البصرية المتفردة، صار اسمه مرادفًا لفن بناء العوالم المستقبلية التي تبدو واقعية إلى حدّ الإرباك، بدقة تفاصيلها وقربها من المنطق العلمي.
المعرض الذي نسّقه إيلون سولو وكورمان، يستعرض أعمال ميد التي أُنتجت بين السبعينيات وبداية الألفية الجديدة، مستخدمًا الغواش على الألواح، وهي تقنية تقليدية أتقنها بمهارة نادرة. لوحاته لا تصوّر فقط مدنًا طائرة ومركبات خارقة، بل حياة يومية تُمارس بأناقة مستقبلية.
من سباقات الخيول التي تحلق فوقها طائرات درون، إلى سباقات الكلاب الميكانيكية العملاقة، ومن حفلات ديسكو نيونية في طوكيو إلى نزهات عبر المدارات الفضائية، تنبض كل لوحة بطاقة من الحنين، لا إلى الماضي، بل إلى مستقبل لم يتحقق بعد.
ما يميّز رؤية ميد هو ابتعاده عن السرد الديستوبي القاتم الذي كثيرًا ما يقترن بأدب الخيال العلمي. فمع أنه شارك في رسم مشاهد لأفلام ذات طابع سوداوي، فإن أعماله الشخصية ظلت مفعمة بالأمل، حيث يُستخدم الذكاء الصناعي لتحسين جودة الحياة، لا للهيمنة عليها، وتتحول التكنولوجيا إلى وسيلة للاحتفال بالحياة، لا إلى تهديد.
سينما ودراما
التحديثات الحية
الأخوان ناصر يرويان قصة غزة في مهرجان كان السينمائي
شخصياته تمثل تنوعًا بشريًا ثريًا، بأزياء مستلهمة من مختلف الثقافات، وأجسام متناسقة تعكس تطورًا جمالياً وجسديًا، كأنها "دعوة للاستمتاع بالحياة للجميع، بغض النظر عن الهوية أو العرق أو النوع"، بحسب القيّم على المعرض.
ابتكر ميد أسلوبًا فنيًا فريدًا سماه "الباروك الأسرع من الصوت" (Supersonic Baroque) – مزيج مذهل بين فنون العصور الوسطى الأوروبية والتصميم الصناعي المعاصر. في هذا الأسلوب، تتداخل الزخارف مع أضواء النيون، وتتلألأ الأسطح المعدنية للمركبات لتتحوّل إلى تحف فنية مستقبلية تحاكي الحلم والجمال معًا. الضوء في لوحاته ناعم وزجاجي، يُشبه مشهدًا مأخوذًا من عدسة كاميرا أو من حلمٍ ضبابي. وكان ميد يصف طريقته في بناء المشهد بأنها أشبه بـ"خريطة حاسوبية تناظرية"، لكنها دومًا تنبض بروح رسام كلاسيكي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد
"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

"هواية المستقبل": احتفاء بمهندس الخيال السينمائي سيد ميد

في نيويورك، يحتفي معرض "هواية المستقبل" (Future Pastime) بإرث واحدٍ من أكثر الشخصيات شهرة في عالم الخيال العلمي السينمائي الأميركي: سيد ميد (Syd Mead). المعرض، الذي استمر حتى 21 مايو/ أيار، قدّم رحلة بصرية عبر الزمن، حيث يلتقي الفن الصناعي بالخيال السينمائي، وتتحول التكنولوجيا من مجرد أدوات إلى لوحات نابضة بالحياة والضوء. وُلد ميد عام 1933 في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، وبدأ عشقه للرسم مبكرًا، متأثرًا بكتب القصص المصوّرة والمجلات الخيالية. بعد تخرجه من Art Center School في لوس أنجليس، دخل عالم التصميم الصناعي من بابه العريض، متعاونًا مع عمالقة مثل فورد، فيليبس، سوني، وجنرال إلكتريك، كما أنجز كتيبات ترويجية لصالح عدد من الشركات الأميركية. غير أن شهرته الحقيقية بدأت بدخوله عالم السينما عن طريق الصدفة، حين استعانت به الشركة المنتجة لفيلم "ستار تريك" (1979) لحل مشكلة بصرية وتصميم شخصية خيالية، ما وضع اسمه رسميًا على خريطة هوليوود. عندما كلّفه المخرج ريدلي سكوت بتصميم سيارة "ديكارد" في فيلم Blade Runner عام 1982، لم يكتفِ ميد برسم مركبة أنيقة ومتقدمة، بل شيّد مدينة كاملة تحيط بها، بكل تفاصيلها: البنايات، الإعلانات، الأزياء، الأضواء. وكما يقول القيّم على المعرض ويليام كورمان: "لم يكن قادرًا على ترك السيارة وحدها، بل كان عليه أن يبني عالمها بأكمله". لاحقًا، شارك سيد ميد في تصميم عوالم عدد من أبرز أفلام الخيال العلمي التي تحوّلت إلى علامات فارقة في تاريخ السينما، من بينها: "ترون" (TRON)، و"المخلوقات الفضائية" (Aliens)، و"عام 2010: السنة التي تواصلنا فيها" (2010: The Year We Make Contact)، وحتى "بليد رانر 2049" (Blade Runner 2049). وبفضل لمساته البصرية المتفردة، صار اسمه مرادفًا لفن بناء العوالم المستقبلية التي تبدو واقعية إلى حدّ الإرباك، بدقة تفاصيلها وقربها من المنطق العلمي. المعرض الذي نسّقه إيلون سولو وكورمان، يستعرض أعمال ميد التي أُنتجت بين السبعينيات وبداية الألفية الجديدة، مستخدمًا الغواش على الألواح، وهي تقنية تقليدية أتقنها بمهارة نادرة. لوحاته لا تصوّر فقط مدنًا طائرة ومركبات خارقة، بل حياة يومية تُمارس بأناقة مستقبلية. من سباقات الخيول التي تحلق فوقها طائرات درون، إلى سباقات الكلاب الميكانيكية العملاقة، ومن حفلات ديسكو نيونية في طوكيو إلى نزهات عبر المدارات الفضائية، تنبض كل لوحة بطاقة من الحنين، لا إلى الماضي، بل إلى مستقبل لم يتحقق بعد. ما يميّز رؤية ميد هو ابتعاده عن السرد الديستوبي القاتم الذي كثيرًا ما يقترن بأدب الخيال العلمي. فمع أنه شارك في رسم مشاهد لأفلام ذات طابع سوداوي، فإن أعماله الشخصية ظلت مفعمة بالأمل، حيث يُستخدم الذكاء الصناعي لتحسين جودة الحياة، لا للهيمنة عليها، وتتحول التكنولوجيا إلى وسيلة للاحتفال بالحياة، لا إلى تهديد. سينما ودراما التحديثات الحية الأخوان ناصر يرويان قصة غزة في مهرجان كان السينمائي شخصياته تمثل تنوعًا بشريًا ثريًا، بأزياء مستلهمة من مختلف الثقافات، وأجسام متناسقة تعكس تطورًا جمالياً وجسديًا، كأنها "دعوة للاستمتاع بالحياة للجميع، بغض النظر عن الهوية أو العرق أو النوع"، بحسب القيّم على المعرض. ابتكر ميد أسلوبًا فنيًا فريدًا سماه "الباروك الأسرع من الصوت" (Supersonic Baroque) – مزيج مذهل بين فنون العصور الوسطى الأوروبية والتصميم الصناعي المعاصر. في هذا الأسلوب، تتداخل الزخارف مع أضواء النيون، وتتلألأ الأسطح المعدنية للمركبات لتتحوّل إلى تحف فنية مستقبلية تحاكي الحلم والجمال معًا. الضوء في لوحاته ناعم وزجاجي، يُشبه مشهدًا مأخوذًا من عدسة كاميرا أو من حلمٍ ضبابي. وكان ميد يصف طريقته في بناء المشهد بأنها أشبه بـ"خريطة حاسوبية تناظرية"، لكنها دومًا تنبض بروح رسام كلاسيكي.

"مهمة مستحيلة: الحساب الأخير" قد يكون "فيلم الصيف الأكثر كآبة"
"مهمة مستحيلة: الحساب الأخير" قد يكون "فيلم الصيف الأكثر كآبة"

BBC عربية

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • BBC عربية

"مهمة مستحيلة: الحساب الأخير" قد يكون "فيلم الصيف الأكثر كآبة"

بينما يترقب كثيرون من عشاق هوليوود أفلام الصيف باعتبارها فرصة للهروب من واقع متوتر ومشحون عالمياً، فإن الجزء الثامن من سلسلة "مهمة مستحيلة"، الذي يحمل عنوان "الحساب الأخير"، يُقدّم تجربة عكس ذلك تماماً. الفيلم، الذي يُرجّح أن يكون ختاماً لمسيرة إيثان هانت بقيادة توم كروز، يُعدّ الأكثر كآبةً وقتامة في تاريخ السلسلة. بعيداً عن أجواء التشويق المرحة أو المغامرات المليئة بالحيوية، يأتي هذا الجزء كبيان سينمائي سوداوي، ينشغل بأسئلة الهاجس النووي، وسرعة انهيار الحضارة الحديثة. صحيح أن كروز يواصل أداءه البدني الجريء – بين قتال بملابس النوم ومشاهد تعلّق جديدة بطائرات – لكنّ هذه اللحظات لا تُخفّف من الجو العام القاتم، بل إن الفيلم يُهدد بأن يكون "أشد أفلام الصيف إحباطاً"، لا بسبب رداءته، بل بسبب ما يحمله من طابع تشاؤمي كثيف. يفتتح الفيلم بجملة تنذر بالكارثة: "الحقيقة تتلاشى، والحرب تقترب"، يتبعها مشاهد لصواريخ تنطلق ومدن تُسحق، لا حوارات ذكية، ولا مزاح، بل فلسفة سطحية عن المصير والاختيار، حتى موسيقى السلسلة الشهيرة تم استبدالها بألحان أوركسترالية ثقيلة ومظلمة. وما يثير الاستغراب أن هذا الانحراف الحاد في نغمة الفيلم جاء من نفس الفريق الذي قدّم الجزء السابق "Dead Reckoning"، والذي تميّز بخفة ظل، ولمسات من الرومانسية والغموض، وإن كان ضمن الحدود المعتادة لأفلام كروز، أما في "الحساب الأخير"، فتجري الأحداث في أماكن مغلقة، أنفاق وكهوف وأعماق بحر، وكأن الفيلم يغوص حرفياً ومجازياً في العتمة. قد يتوقع البعض أن مشهداً لتوم كروز وهو يركض بين الانفجارات أو يتدلى من طائرة يكفي ليُعيد الحيوية إلى أي فيلم أكشن، لكن في "الحساب الأخير"، حتى هذه اللحظات لا تنقذ العمل من طابعه الخانق، إذ يخيم على الفيلم شعور مستمر بالتهديد والدمار، ويبدو أن ما تبقى من الأمل يتم سحقه عمداً في كل مشهد. الحوارات هنا ليست أدوات للتقريب بين الشخصيات أو لإضفاء بعض المرح كما اعتدنا في أجزاء السلسلة السابقة، بل تتحول إلى خطب ثقيلة عن "الاختيار والمصير"، وكأننا أمام محاضرة عن نهاية العالم لا فيلم صيفي من إنتاج ضخم. التحوّل الحاد في توجه السلسلة يبدو وكأنه انعطافة غير محسوبة، ففي الجزء السابق، رغم كل التوتر، كانت هناك مساحات خفيفة من المزاح، ولمسات من البهجة البصرية، ومشاهد في مدن أوروبية نابضة، أما في هذا الجزء، فالفيلم يكاد يختنق في عتمة أنفاقه، وأعماق بحره، وسط ألوان باهتة لا حياة فيها، وصوت موسيقي جنائزي لا يمت بصلة للّحن الشهير الذي طالما رافق السلسلة. كل ذلك يُثير تساؤلاً مشروعاً: هل هذا هو المسار الذي تستحقه سلسلة "مهمة مستحيلة"؟ وهل كان من الضروري أن تُختم بهذا النوع من الكآبة البصرية والعاطفية؟ يُهدر الفيلم جزءاً غير متناسب من مدته – التي تقترب من ثلاث ساعات – في مشاهد متكررة لأشخاص يجلسون في غرف مظلمة، يشرحون القصة لبعضهم البعض بهمس خافت وكأنهم يتآمرون في جنازة، مراراً وتكراراً، يُجبَر المشاهد على متابعة هذه الحوارات الثقيلة، المتكلفة، المليئة بالتحذيرات المبهمة. ولو أُطلق على الفيلم اسم "الشرح الذي لا ينتهي"، لكان ذلك أكثر دقة من "الحساب الأخير". عادةً ما تُقطع هذه المشاهد بلمحات من الماضي (فلاش باك)، أو من المستقبل (فلاش فورورد)، وأحياناً – على طريقة مسلسل "لوست" – بلقطات جانبية تُظهر شخصيات أخرى في غرف مظلمة مشابهة، تهمس بنفس القصة بنفس اللهجة المرهقة. ولكن بدل أن تُضفي هذه التقطيعات شيئاً من الحيوية على السرد، فإنها توحي بأن المخرج كريستوفر ماكوايري وفريقه عجزوا عن تسيير القصة فعلياً، فلجأوا إلى تفكيك المشاهد إلى لقطات صغيرة ومبعثرة، على أمل ألا نلاحظ ذلك. وربما كان من الممكن تجاوز هذه الأجواء القاتمة، لو كان "الحساب الأخير" فيلماً ذكياً بحق، أو يحمل عمقاً درامياً حقيقياً، لكن للأسف، هو مجرد مثال جديد على السذاجة التي يمكن أن تصل إليها أفلام هوليوود الضخمة. القصة، التي تُكمل ما بدأ في الجزء السابق "Dead Reckoning"، تدور حول كيان ذكاء اصطناعي يُدعى "الكيان" (The Entity)، استولى على الإنترنت، ويخطط لإطلاق هجوم نووي عالمي يُفني البشرية. لا نعرف لماذا يريد فعل ذلك، ولا كيف عرف الأبطال بهذه الخطة، لكن لا بأس... المهم أن إيثان هانت (توم كروز) قادر على إنقاذ العالم، بكل بساطة، عبر نقر جهازين صغيرين ببعضهما، وفجأة، يصبح "الكيان" مجرد "لا شيء". من بين هذه "الأجهزة" الحاسمة، هناك صندوق يحتوي على الشيفرة المصدرية لـ"الكيان"، وهو الآن غارق في غواصة محطمة في قاع البحر – ولهذا نشهد مشهد غوص طويل في الأعماق. ورغم أن المشهد يستحق الإشادة من حيث الأجواء الغامضة، فإنه لا يحظى بأي نقطة على مقياس الإثارة. (إلى أي مدى يمكن للمشاهد أن يصبر على لقطة طويلة لشخص يسبح في مياه مظلمة بلا أي ملاحقة؟). أما الجهاز الثاني – الذي يحتاجه إيثان لتدمير "الكيان" – فهو "حبّة السم"، أو ما يُشبه وحدة تخزين صغيرة (USB)، اخترعها صديقه لثر (فيغ ريمز). وفي عالم "مهمة مستحيلة"، هذه الحبّة ليست مجرّد أداة تقنية، بل هي أهم قطعة في تاريخ البشرية. يمكنها حرفياً إنقاذ العالم. ومع ذلك، ما الذي يفعله إيثان بهذه القطعة المصيرية؟ يتركها – ببساطة – في جيب صديقه فاقد الوعي، والذي لا يحرسه أحد، مما يسمح للشرير غابرييل (إيساي موراليس) بسرقتها بكل سهولة. والمفارقة الكبرى أن الفيلم لا يتوقف عن تمجيد بطله، فبين خطب هامسة تتحدث عن "بطولاته الخالدة"، وبين مشاهد أرشيفية تعرض لقطات من الأجزاء السابقة، يكاد المرء يشعر أن إيثان على وشك تسلّم جائزة عن مجمل أعماله. لكن في وسط كل هذا الإطراء، لا أحد يجرؤ على الإشارة إلى مدى غبائه عندما ترك أهم جهاز في العالم في مكان مكشوف. قبل أن يصل الفيلم إلى المشهد الوحيد الذي قد يُغري المشاهد بإعادة تكراره– المشهد الذي تصدر ملصق العمل، حيث يتمسك توم كروز بطائرة ذات جناحين في الجو – عليك أن تتجاوز عدداً لا يُحصى من الثغرات السردية والمفارقات العبثية في الحبكة. نعلم جميعاً أن كروز ينفّذ مشاهده الخطرة بنفسه، وينفذها ببراعة لا شك فيها، لذا إن كنت من عشاق رؤية وجهه وهو يُعصر تحت ضغط الرياح على ارتفاع شاهق، فربما تستمتع بهذا العرض البهلواني الجديد. لكن رغم كل ذلك، لا يحمل المشهد جديداً يُذكر؛ فهو مزيج من مطاردة المروحية في فيلم Fallout، ومشهد الطائرة الشاحنة في Rogue Nation. والسؤال هنا: طائرة ذات جناحين؟ فعلاً؟ يبدو أن صناع الفيلم قرروا أنه لم يبق وسيلة نقل لم يستعملوها في هذه السلسلة الممتدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فاضطروا لاستخدام الطائرة ذات الجناحين كحل أخير. وإذا ما تقرر إنتاج جزء تاسع، فربما نراهم يقودون دراجات من طراز القرن التاسع عشر داخل حديقة عامة، وهو ما يجعل تسويق هذا الفيلم باعتباره "الخاتمة الكبرى" للسلسلة أمراً منطقياً. المؤسف فقط أن وداع "مهمة مستحيلة" كان بهذا القدر من الجدية... والسخافة في آن واحد.

ترامب يفرض رسوماً بنسبة 100% على الأفلام غير الأميركية
ترامب يفرض رسوماً بنسبة 100% على الأفلام غير الأميركية

العربي الجديد

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

ترامب يفرض رسوماً بنسبة 100% على الأفلام غير الأميركية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الأحد، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، زاعماً أن هوليوود قد حلّ بها "الدمار" بسبب اتجاه الاستديوهات الأميركية وصناع الأفلام للعمل خارج البلاد. وجاء الإعلان عبر منصته تروث سوشال، حيث كتب ترامب: "صناعة السينما في أميركا تحتضر بسرعة كبيرة. تقدم الدول الأخرى كل أنواع الحوافز لجذب صانعي الأفلام والاستديوهات بعيداً عن الولايات المتحدة. هوليوود والعديد من المناطق داخل الولايات المتحدة تتعرض للدمار. هذا جهد منظم من دول أخرى، وبالتالي هو تهديد للأمن القومي". وكان ترامب قد لمّح إلى هذه السياسة خلال خطاب تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، حين قال: "بدلاً من أن نفرض الضرائب على مواطنينا لنُثري دولاً أخرى، سنفرض الرسوم والضرائب على الدول الأجنبية لنُثري مواطنينا". ومنذ ذلك الحين، أعلن عن رسوم صارمة طاولت سلعاً متنوعة، من بينها منتجات أوروبية، مثل النبيذ والبيرة، إضافة إلى تهديدات بفرض رسوم على واردات من جزيرة نائية في القطب الجنوبي لا يسكنها سوى البطاريق. سوشيال ميديا التحديثات الحية ترامب ينشر صورة منشأة بالذكاء الاصطناعي وهو بزي بابا الفاتيكان أوضح ترامب أنّ هذه الرسوم تهدف إلى "إنقاذ هوليوود من موت سريع"، مشيراً إلى أن الإنتاج السينمائي الأميركي يعاني بسبب الإضرابات العمالية وحرائق الغابات في كاليفورنيا، فضلاً عن المنافسة الحادة من الحوافز الضريبية في دول مثل كندا والمملكة المتحدة. وأضاف الرئيس الأميركي في منشوره: "إنها (الأفلام)، إلى جانب كل شيء آخر، أداة للرسائل الدعائية والبروباغندا! لهذا السبب، فإنني أُخول وزارة التجارة والممثل التجاري الأميركي (جيميسون جرير) البدء فوراً في إجراءات فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الأفلام القادمة إلى بلادنا والتي تم إنتاجها في دول أجنبية. نريد أن تُصنع الأفلام في أميركا مجددًا!". رغم غياب التفاصيل التطبيقية الدقيقة حتى اللحظة. تأثيرات رسوم ترامب المتوقعة على صناعة السينما من المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع كبير في تكاليف إنتاج الأفلام داخل الولايات المتحدة، خاصة أن عدداً من الاستديوهات الكبرى تعتمد على مواقع تصوير أجنبية للاستفادة من الحوافز المالية. وقد تنعكس هذه الزيادات على أسعار التذاكر، ما قد يحد من الإقبال الجماهيري ويؤثر سلباً على إيرادات شباك التذاكر الأميركي . وأعلنت الصين نيتها فرض حظر شامل على استيراد الأفلام الأميركية، في خطوة قد تُلحق خسائر جسيمة بهوليوود. فالسوق الصينية تُعد من الأكبر عالمياً، إذ تجاوزت إيرادات الأفلام الأميركية فيها 2.6 مليار دولار عام 2019. وحذرت تقديرات اقتصادية من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى خسائر سنوية تتجاوز 3.3 مليارات دولار، ما سيؤثر سلباً على استديوهات الإنتاج الأميركية، التي تعتمد بشكل متزايد على الأسواق العالمية لتعويض انخفاض الإيرادات المحلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store