logo
#

أحدث الأخبار مع #شارعالأعشى»،

رمضان.. والدراما التلفزيونية
رمضان.. والدراما التلفزيونية

المدينة

time١٨-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المدينة

رمضان.. والدراما التلفزيونية

لا أعرفُ لماذا ارتبطَ رمضانُ بإنتاج هذا الكمِّ الهائل من المسلسلات، والبرامج الخاصَّة برمضانَ، كالمسابقات، والبرامج الحواريَّة، والبرامج الكوميديَّة، والمقالب... وغيرها.أحد عشر شهرًا تمرُّ مرور الكرام، رغم تتابع الفصول، والإجازات المدرسيَّة، والرسميَّة، والأعياد، إلَّا أنَّ تركيز صنَّاع الدراما يتمحور حول شهر رمضان، الشهر الفضيل الذي أُنزل فيه القرآن، وأيامه تنفرطُ وتمضي بسرعة، حتَّى أنَّك لا تشعر بانتصافه إلَّا وأنت تقترب من العشر الأواخر المزدحمة بالقيام، والتسوُّق، والاستعداد للعيد.في العام موسمان، تتمحور حولهما الدراما التركيَّة، الموسم الشتوي الطويل، موسم التَّنافس والصِّراع من أجل البقاء، والموسم الصيفي الذي يقدم له وجبات دراميَّة خفيفة شبابيَّة وكوميديَّة، لكنَّ الدراما العربيَّة لم تتَّعظْ، ولم تعتبرْ، لازالت المسلسلات والبرامج تتكدَّس في شهر رمضان الفضيل.الدراما التلفزيونيَّة هي التي تستأثر بالمتابعة، والتفاف الأُسرة حول الشَّاشة الفضيَّة؛ لأنَّ المسلسل يغذِّي فضول المشاهد، خصوصًا إذا تضافرت جميع عناصر العمل على الإبداع، ليس فقط الممثِّل، بل الجميع كالمنتج الذي يُنفق على العمل من وسع، اختيار القصَّة، المخرج الكفؤ، والممثِّلين الأساسيِّين أو الأبطال، وممثِّلي الدور الثاني والثالث، حتَّى الأخير «الكومبارس»، لابُدَّ أنْ يكون العمل محكمًا وجاذبًا، والشخصيَّات لديها الإمكانيَّات الجماليَّة والابداعيَّة والكاريزما لتُفجِّر الأحداث، كذلك تمتلك القدرة على التطوُّر.مسلسل، يعني أنَّ الأحداث من البداية للنهاية، لابُدَّ أنْ تمضي في خطٍّ دراميٍّ واحد، ونسيج متجانس لتحقيق نهاية تُشبع شغف المشاهد، وتعوِّض صبره، واحتمال المتابعة اليوميَّة؛ لأنَّ الدراما التلفزيونيَّة تكشف الواقع، وتعالج الحياة، أو أنَّ الدراما شكلٌ فنِّيٌّ للحياة.دور الفن يتجلَّى في التَّعبير عن الحاضر، وصدمة المجتمع بأفكار جديدة، وإحداث دهشة متَّصلة، توقع الأحداث، ومتعة الكشف عنها. يقول جوتة: «الفنُّ هو الفنُّ وليس الحياة»، والدراما: كسرٌ لمسيرة هذه الحياة، لذلك تشكِّل الدراما التلفزيونيَّة شغفًا متصاعدًا لدى الجمهور.للدراما تأثير فكري ونفسي وسلوكي على الجمهور المستهدف، ويمكن استحضار نموذج الدراما التركية وتأثيرها الإيجابي على السياحة؛ لأن الدراما التركية أصبحت صناعة فنية اقتصادية وسياحية، كذلك لديها القدرة على نشر اللغة والعادات والثقافة، أي أن الدراما صناعه فنية مدروسة ومتقنة، وليست تهريجاً ونقلاً للحوادث والأخبار الجدلية التي تحدث في المجتمع طبق الأصل.عندما أتابع مجبرة، أو دون تخطيط، المسلسلات التي تعرض على إحدى القنوات العربية بعد المغرب في شهر رمضان، يدهشني المستوى التهريجي لبعض المسلسلات، والترهل والسطحية للبعض الآخر، حتى الإخراج ضعيف جداً، وكأنه يخضع لمزاج الممثل، رغم كمية الفنيين الأجانب الذين تظهر أسماؤهم في التتر، لكن يبدو أن الموضوع ليس له علاقة بالإتقان.. ولكن مجاملة فلان وعلان على حساب الجودة، وسمعة الدراما العربية.المشكلةُ أنَّ تلك المسلسلات والبرامج تُعرض في وقت حيويٍّ، هو وقت اجتماع الأُسرة! لا شكَّ أنَّ هناك مسلسلات سعوديَّة مُتقنة، لكن لا أستطيعُ الكتابة عنها؛ لأنِّي لم أتمكَّن من مشاهدتها «حدِّي الثَّامنة» -كما هي العبارةُ المشهورةُ للنَّاقد والأكاديميِّ د. عبدالله الغذَّامي-، حقًّا «حدِّي الثَّامنة»، أصعدُ إلى غرفتي، وألتهي في أمور أُخْرى ليس من بينها متابعة المسلسلات، بالرغم من أنَّ رغبة مشاهدة «شارع الأعشى» تملَّكتني؛ لأنِّي قرأتُ رواية «غراميَّات شارع الأعشى»، وعقدنا قراءةً مقارنةً بين «شارع الأعشى، وشارع المحاكم»، قدَّمتها النَّاقدة الأستاذة «نادية خوندنة» في الصالون الثقافيِّ في أدبي جدَّة قبل سنوات.كذلك الزخم الإعلامي حوله، يوحي بأنَّه عمل يستحق المشاهدة، لكنَّ ضيق الوقت وازدحامه بكثير من الالتزامات يعيق متابعة هذا الكم الهائل من المسلسلات، لذلك أرى أنَّ التنافس الفصليَّ ربما يريح ويستريح، يريح المشاهد من الزحمة والتكدس، ويستريح من هذا الرَّكض السنويِّ للإنتاج الدراميِّ في رمضانَ.

«الشميسي» و«شارع الأعشى»… وجهان لسبعينات الرياض في دراما رمضان
«الشميسي» و«شارع الأعشى»… وجهان لسبعينات الرياض في دراما رمضان

الشرق الأوسط

time١١-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

«الشميسي» و«شارع الأعشى»… وجهان لسبعينات الرياض في دراما رمضان

تلتقي الرياض مع عقد التسعينات بحكايات مطوّلة... مدينة تتغير، شوارع تُعاد هندستها، بيوتٌ تنفتح على تحولات اجتماعية لم تشهدها من قبل، وأحياء تعكس قصصاً متباينة عن سكانها. وفي قلب هذا المشهد، تتنوّع الحكايات ما بين حي «الشميسي» السكني التقليدي، وحي «منفوحة» التاريخي الذي تختلط به الأحلام مع الموسيقى والسينما والتجارة. ومن هنا، تُعيد دراما رمضان 2025 إحياء هذه الأمكنة عبر مسلسلين سعوديين منتظرَين، هما «الشميسي» و«شارع الأعشى»، الأول دراما عائلية تتناول التحولات الطبقية والصراعات الأسرية، والآخر هو قصة تدور حول نساء المجتمع آنذاك وعلاقتهن بالفنون والأحلام في منفوحة، الحي الذي وُلد به الشاعر العربي ميمون بن قيس بن جندل الملقب بـ«الأعشى»، وارتبط اسمه بالمكان. البوستر الرسمي لمسلسل «الشميسي» المستوحى من أحداث حقيقية (شاهد) في السبعينات، كان حي الشميسي أحد الأحياء المليئة بالحياة في الرياض، حيث تُبنى البيوت بشكل متقارب، ويعرف الجيران بعضهم بعضاً بالاسم. وفي المسلسل يجد المشاهد نفسه داخل منزل عائلة سعودية تقليدية، من خلال قصة فهد الذي يواجه بعد وفاة والده عبئين ثقيلين: وصية يرفض أخواه تنفيذها، وسر دفنه والده مع أمه قبل رحيله. وهو عمل من بطولة: ريم عبد الله، وعبد الإله السناني، وعبد العزيز السكيرين، وبشير غنيم، وأحمد شعيب، وهبة الحسين، وعجيبة الدوسري وعبد الرحمن بن نافع. يصور العمل حي الشميسي، بتقاليده القديمة، رغم التحديث العمراني الذي كان يزحف نحو قلب الرياض، بما انعكس على المعالجة الدرامية التي تُظهر هذه الهوية في تفاصيل الحياة اليومية، من الأسواق التقليدية التي حكمتها عادات البيع القديمة، والأحياء السكنية التي حافظت على عاداتها الأصيلة، حيث يحاول المسلسل إعادة تلك الأجواء الاجتماعية، والنساء اللواتي يضعن أولويات الأسرة فوق كل شيء، والشباب الذين بدأوا يلمسون حدود عالمهم ويتساءلون إن كان بالإمكان تجاوزه. إلهام علي في دور «وضحى» بمسلسل «شارع الأعشى» (شاهد) أما الطرف الآخر من مدينة الرياض، فيوجد حي منفوحة، حيث كانت الحكايات تُحكى بطريقة مختلفة، والحياة لا تُختصر في جدران المنازل، بل في المقاهي، والأسواق، وعروض الأفلام، وهو ما يبدو ظاهراً في مسلسل «شارع الأعشى» الذي صدر قبل أيام إعلانه الترويجي الأول، وتبدو النساء فيه وهن يحلمن بعالم يتجاوز حدود الحارة، حيث تتابع البطلة أفلاماً عربية، وتحلم أن يكون لها مكان في ذلك العالم، حتى لو كان مجرد مقعد في قاعة عرض تضيئها شاشة عملاقة. هذا المسلسل يأتي من الرواية الأصلية للكاتبة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى»، وهي قصة عن فتاة تعيش في منفوحة وتحلم بالحب، والحياة، والتحرر من القيود الاجتماعية. ومن خلال الدراما، نرى كيف أن الحلم يمكن أن ينشأ حتى في الأزقة البسيطة، التي تُباع فيها الصحف، وتُسمع الأغاني، ويجتمع الشباب لمناقشة الأفلام. منفوحة لم تكن فقط مكاناً، بل حالة ذهنية، حيث يمكن للمرء أن يتخيل نفسه في أماكن أخرى، ولو عبر شاشة السينما. وفي «شارع الأعشى» يلحظ المشاهد ذلك، من خلال الفتيات اللواتي يجرؤن على الحلم، رغم التحديات الاجتماعية، وكذلك السينما والموسيقى بصفتها وسيلةً للهرب، وليس مجرد ترفيه، إلى جانب الطموح الذي يصطدم بجدران المجتمع، لكن يبقى له صوت في الأفق. وهو مسلسل من بطولة: إلهام علي، وخالد صقر، وريم الحبيب، وتركي اليوسف، وعائشة كاي، ولمى عبد الوهاب وبراء عالم، ونجوم آخرين. ورغم أن كلا العملين يتناول الفترة نفسها وتدور أحداثهما في المدينة ذاتها، فإن المقاربة بينهما تكشف عن زاويتين متباينتين تماماً للحياة في الرياض خلال السبعينات، بما يُظهر تنوّع المشهد الاجتماعي ما بين بيئة وأخرى، كما أن المرأة تأتي بالعملين بصفتها العنصر الرئيس والمحرك للقصة؛ ما يجعل هذه المسلسلات لا تتحدث عن الماضي فحسب، بل يمكن عدَّها محاولة فهم لحياة السعوديين في تلك الحقبة، وفرصة لاكتشاف ماضي الرياض بكل تناقضاته الجميلة. ومن المنتظر أن يكون رمضان هذا العام ليس مجرد موسم درامي، بل رحلة عبر الزمن إلى الرياض في السبعينات، حيث لكل حي حكاياته الخاصة التي تستحق أن تروى، من «شارع الأعشى» إلى «الشميسي» مروراً بالمسلسل الذي سبق عرضه «العاصوف» الذي كان هو الآخر قد تناول بجزئه الأول فترة مفصلية عاشتها الرياض في السبعينات، من طفرة اقتصادية غيّرت وجه المدينة، إلى لحظات مفصلية انعكست على تفاصيل الحياة الاجتماعية. وما يجمع هذه الأعمال هو قدرتها على إعادة إحياء الرياض القديمة، بمشاهدها وأصواتها وحكاياتها، ما بين الحنين إلى الماضي والانجذاب نحو المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store