logo
#

أحدث الأخبار مع #شخصيات_نخبوية

صالونات عمان مقابل الأحزاب
صالونات عمان مقابل الأحزاب

الغد

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الغد

صالونات عمان مقابل الأحزاب

أثناء وجودي في عمّان، أتشرف بكثير من الدعوات التي في مجملها تضم نخبا سياسية وإعلامية واقتصادية من ذوات إما مسؤولين حاليين أو سابقين وشخصيات نخبوية فاعلة ورجال أعمال وأردنيين عاديين يشاركون في الحوار ويطرحون آراءهم بلا وجل ولا تكلف. اضافة اعلان هي صالونات سياسية لكن ينقصها التنظيم، وما أسمعه في تلك الصالونات هو ما يفترض ان يكون مدار الحديث والجدل في الأحزاب السياسية التي لم تنضج بعد، او لم يصل نضجها على الأقل إلى مستوى تلك الصالونات والجلسات السياسية بامتياز وهي جلسات فيها أحاديث صريحة وواضحة بعيدة عن التنميق والتزويق. ما أريد قوله، أن نواة العمل الحزبي موجودة عند الأردنيين، جوهر الفكرة الحزبية، فتلك الجلسات تجمع من يتآلفون ولو بالحد الأدنى، والجدل في تلك الحوارات لا يخرج عن متفق عليه بين الحاضرين، مع ثوابت راسخة أساسها فكرة الدولة والعرش. النقد يصل إلى مستويات لا يمكن أن تسمعها في جلسة حزبية معلنة، أو بيان حزبي منمق ومليء بالديباجات التي تضيع الوقت وترفع الضغط. ومحصلة النقد هو الوصول إلى حلول وتفاهمات في مواضيع الجدل والحوار – وهي كثيرة جدا في الأردن- لكنها جميعا تتفق مؤخرا على أن الأردن في عين العاصفة الإقليمية، والكل قلق لكن مؤمن بفكرة الدولة كمؤسسات وقوانين. خطر لي في أكثر من عشاء لطيف مليء بتلك الحوارات أن ألخص الحديث "غير المنظم" والمداخلات العشوائية متيقنا أني سأخرج بمسودات أساسية لبرامج عمل أو خطط حقيقية في سياسات كثيرة ضمن قطاعات عديدة في الدولة الأردنية. ربما علينا أن نوحد جهودنا في تلك الصالونات أكثر في عملية تنظيمها دون الخروج عن طابعها العفوي والحميمي، لأنها تعطي زخما أكثر من الآراء الحصيفة لكنها كلها تضيع هباءا منثورا مع وداع آخر ضيف يغادر الجلسة. وربما أيضا على المسؤولين حتى في الصفوف الأولى من الدولة بدءا من رئيس الوزراء وانتهاء بباقي مسؤولي الدولة أن يشاركوا بين الحين والآخر في تلك الجلسات دون توجس ولا خوف، ما داموا يثقون بأنفسهم وقدراتهم، ولديهم دوما دعوة مفتوحة يطرحونها في كل مناسبة مفادها أنهم منفتحون للاستماع إلى كل ما هو مفيد في مصلحة الدولة. على الأقل تلك الجلسات والاستماع إلى المطروح فيها أجدى بكثير من ساعات التمجيد التي قد يسمعها مسؤول في اجتماع رسمي أو شبه رسمي وحتى حزبي، وقد يسمع حلولا أو يرى أزمات لم يكن يراها من زاويته "المكتبية" فتضيء له طريقه في العمل والمسؤولية. وقد تنشأ "بعفوية خالصة" تيارات سياسية قد تتبلور إلى أحزاب من هذه الجلسات بدلا من تبديدها في حديث الليل والسهر. وقد يكون مفيدا ان نتذكر أن فكرة الحزب نشأت أول مرة من جلسات شاي دافئة في أحد نوادي لندن التي كانت تضم "المؤلفة قلوبهم وآراؤهم" في جلسات تناقش الأوضاع العامة فنشأ حزب المحافظين وقابله في جلسات شاي حزب العمال المختلف عنه لكن المتفق معه دوما على مصلحة الدولة هناك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store