أحدث الأخبار مع #شعيبحليفي


كواليس اليوم
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- كواليس اليوم
شيخ الجبل يقرأ خط الزناتي بجبل ايروكان
متابعة: ابراهيم أدرار في لقاء ثقافي نظمته جمعية أبي يعزى يلنور للثقافة والتنمية، وجماعة مولاي بوعزة والمجلس الإقليمي لخنيفرة والمركز المغربي للبحث العلمي وتطوير الثقافات، بفضاء دار الشباب مولاي بوعزة، عصر يوم الخميس 8 ماي 2025. استهلّ جمال كريم اللقاء قائلاً: 'إنه لشرف لي أن أُسيّر جلسة الاحتفاء بحامل مشعل الهامش، المبدع شعيب حليفي، رفقة كوكبة من النقاد الذين غاصوا في أعماق إبداعاته الروائية 'في رحاب هذا الجبل، حيث تعانق الذاكرة ظلال الزعتر البري وتُزهر الأرواح بندى الحكاية، ينبثق موسم أبي يعزى يلنّور كإيقاع شعبي متجدد، يحملنا على صهوة التراث المغربي العريق، ويعبر بنا مسالك السرد الأصيل، حيث لا يكون الأدب مجرد كتابة، بل طقساً يستعيد به الإنسان هويته في فضاء يجمع بين الروحانية والواقع. في قلب هذه التظاهرة الغنية، يبرز شعيب حليفي كربّان ماهر، يفتح أمامنا بوابات 'الشيخ والجبل' لنرتقي معه في معارج المعنى، حيث يتحول الشيخ إلى رمز متعدد الجذور، ويتجلى الجبل شاهدا خالدا على أسئلة الإنسان وصراعاته. ثم يأخذنا عبر 'خط الزناتي'، في فسيفساء سردية تجعل من يوم واحد مرآةً لتشظيات الذاكرة المغربية، وتنسج خيوطاً دقيقة تجمع بين الأسطورة والتاريخ والخيال. هذا الموسم ليس مجرد لحظة احتفاء عابرة، بل وعد دائم بأن الذاكرة الشعبية حية، ما دام هناك من يكتبها، يقرؤها، ويعيد الاحتفال بها. وكأن أبا يعزى، من عليائه، يتابع هذه الجهود التي تبث الحياة في إرثه، عاماً بعد عام. وفي كلمته، عبر عصام أبا الحسن،الباحث و نائب رئيس جماعة مولاي بوعزة، عن سعادته وترحيبه، باسم الجماعة، بالحضور من داخل وخارج مولاي بوعزة في هذا الموعد الثقافي المميز، الذي خصص للاحتفاء بأحد الأصوات السردية البارزة في المشهد الأدبي المغربي، شعيب حليفي. يقول' إن حضوركم اليوم، من نقاد وأدباء ومهتمين بالشأن الثقافي، يعكس أهمية الكلمة ودورها في صون الذاكرة، وفي إعادة إحياء تراثنا الشعبي والفكري، خاصة من خلال مواسم كـ'موسم أبي يعزى يلنّور'، الذي لا نراه فقط مناسبة روحية، بل أيضاً لحظة ثقافية حية تُعبّر عن عمق انتمائنا لهذا الوطن، بتاريخه وأحلامه. في مداخلته، سلّط عبد الله بوغابة الضوء على التجربة الغنية والمتعددة الأبعاد لشعيب حليفي، الذي يزاوج بين كتابة الرواية والنقد ونصوص تحتفل بالتاريخ والذاكرة في تناغم سردي خاص. واعتبر بوغابة أن عنوان الكتاب 'الشيخ والجبل' يشكّل عتبة دلالية وإيحائية قوية، تتكامل مع العناوين الفرعية لتؤسس مشروعًا كتابيًا يكشف المسكوت عنه، ويمزج بين الباطن والظاهر في سيرة الشيخ أبي يعزى، الذي سكن سفح جبل إيروكان. ويرى بوغابة أن فصول الكتاب تمضي في نسق سردي إبداعي متدرج يواكب مسار الشيخ من الرعي والخلوة إلى الظهور والصدام مع السلطة، ما يعكس رحلة صوفية وتاريخية ذات دلالات رمزية. كما يشير إلى أسلوب حليفي الذي يتجاوز الحدود بين الأجناس، حيث تتداخل السيرة مع الرواية والتاريخ في سرد شاعري يتجاوز الرتابة، ويمنح النص حياة نابضة. ويؤكد بوغابة، في نهاية مداخلته، أن الكاتب يلتقط لحظات الكتابة باعتبارها طقسا وجوديا، يعود إلى الذات ليصغي إلى صوتها في زمن تغمره العتمة والنسيان. ويخلص إلى أن حليفي لا يكتب عن التجربة، بل يجعل من الكتابة تجربة بحد ذاتها، يواجه بها المجهول. وتطرق أحمد أدجعي في مداخلته، الموسومة بعبقرية شعيب حليفي في رسم ملامح الهامش من خلال رواية خط الزناتي، لتعريف الرواية باعتبارها عالما غير محدود من المتخيل، ارتبط ظهورها بتعدد أنماط الحكي التي لا يختلف حولها اثنان من كل شعوب العالم، لينتقل بعد ذلك إلى تقديم قراءة نقدية حول رواية خط الزناتي، وخلص إلى أنّ الرواية تحاول أن تجيب عن تناقضات الواقع الهامشي، بحيث يواصل الكاتب التأسيس لذاكرة روائية مغايرة، فبعد رواياته 'زمن الشاوية' و'مجازفات البيزنطي' و'لا تنس ما تقول' وغيرها من الإبداعات، تأتي رواية 'خط الزناتي' لتشكل نقلة في السرد والتخييل والرؤية. تضم الرواية عشرة فصول تحكي عن يوم واحد من حياة البطل موسى الزناتي وباقي الشخصيات التي تتصارع فيما بينها لتصوير الحياة البدوية أو حياة بدو الشاوية. إنّ ما يميز الأديب شعيب حليفي كونه ظل وفيا لوسطه ومجاله الجغرافي الشاوية، فالكاتب يرصد الواقع المعقد لشخصيات من عالم الشاوية، هذه الشخصيات التي ترغب في الانعتاق لتحسين ظروفها، وعليه فيمكن القول أن الأديب شعيب حليفي نجح إلى حدّ كبير من خلال روايته في رسم ملامح الهامش بقريحته التخيلية وقدرته على ترجمة الواقع بأسلوب سردي فريد يتميز به. إنّ رواية خط الزناتي كنخلة كلّما لامسها إنسيّ تساقطت عليه رطبا، إنّها تحاصرنا بشساعة فضائها وغنى دلالاتها، فالقارئ لايجد بدّا من الاقتراب، منها والاستئناس بها، والتلذذ بفريد أسلوبها، وحكمة موضوعها، وواقعية خيالها. بعد ذلك تناول شعيب حليفي الكلمة ليتحدث عن الكتابة ودورها ومسؤولية الكاتب قبل أن ينتقل للحديث عن كتابه 'الشيخ والجبل: في سيرة بعض الزمن ، ما ظهر منه وما بطن'، والتي اعتبرها تركيبا ثقافيا لمرحلة تاريخية وانتقالية معقدة ومدهشة .. فيها مساحات مفتوحة ولا متناهية من التمثلات والتأويلات والاحتمالات ،وهي جميعها مرتبطة بكل ما كتبَ وبما سيكتبه، منذ رواية زمن الشاوية التي تضمّنت ملامح مما سيكتبه لاحقا بالتصريح والتلميح، فانكشف في كتاب 'سبع رسائل إلى بويا صالح بن طريف'، هذا الأخير الذي، كما يقول الكاتب، 'رماني في لُجّ من الاحتمالات حتى بدا معها الخيال مذهولا… من جوابين، الأول جاء في كتاب الشيخ والجبل؛ بينما جاء الجواب الثاني في رواية خط الزناتي' . ثم عاد ليقرأ من مقدمة سبع رسائل، ما يعتبره ميثاقا يحكم كتابته لهذا الكتاب: 'إن أي بحث يتعلق بالذاكرة، لا تكون الحقيقة وحدها صالحة للحسم في قضاياه وتفاصيله، لأن مقاربته في اتجاه واحد،تُعدُّ مغامرة في طريق مسدود يُراكم الالتباس والعجز عن بناء رؤية مُنصفة. ولعل اختيار إعادة قراءة كافة الوثائق، وترتيبها وتصنيفها هو خطوة، فقط، لبناء الصورة من خلال منطق الوقائع وإنْ كانت بعيدة عنا، رغم أن كل ذاكرة تترك أثرا صغيرا وعَتَمة ممتدة، ويحتاج الباحث إلى الدنو بشجاعة والغوص في تلك الظلال الصامتة التي تخفي الكثير. فخلف كل ما قيل.. هناك بالضرورة ما لم يُقل، ولكنه اختبأ وانزوى في زاوية من زوايا تلك المساحة السحرية'. ثم يضيف معلقا: 'قد أقول بأن طفرة الذاكرة بالنسبة لنا هي جوهر التحول الثقافي الذي سمح لنا بالتحرر من أحكام وقيود الاستعمار وفكر الطغاة والتوحش المغرم بقتل الخصوصية وخلق نموذج ذاكرة مترفة بالتوحد واللاإختلاف. كتبتُ عن أبي يعزى لأنه واحد منا حمل أحلام التاريخ السفلي بجراحه التي حوّلها على طريق سار فيها مع الآخرين. أما بالنسبة لرواية خط الزناتي، يستطرد شعيب حليفي بأن الخيال الروائي ليس إنتاجا خارج حياتنا ، بل هو غوْص غميس ونادر وعجيب في صميم الحياة، وخط الزناتي الذي يعود في الأصل إلى رجل من هذا العالم السفلي عبد الله الزناتي ترك فكرة أصبحت جملة مرمية بين كائنات العالم السفلي يتداولها الناس تفكها أو تعظيما من بين أفكار أخرى تولد وتحيا ثم تنام أو تموت. في خط الزناتي حكايات كل الكائنات التي تحيا في يوم واحد ومكان واحد،بأفكار ورؤى مختلفة في لحظات صامتة ونقط عمياء تكشف عن صور العالم من أسفل وصدى صخب وعنف العالم من أعلى.في خط الزناتي يصبح التذكر سحرا يحوّل اليوم الواحد إلى ألف عام، لأن قوة الذاكرة وزخمها في حركيتها وقدرتها على التخفي والانتقال عبر الحكي والخيال المتوارث.


النهار نيوز
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار نيوز
المعرض الدولي للكتاب بالرباط (جناح مكتبة السلام الجديدة) : «مدن الأحلام» لبوشعيب خلدون..
آبريس بوشعيب خلدون /متابعة خاصة : في احتفال شعري تشكيلي فريد، وضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط، شهد جناح مكتبة السلام الجديدة لحظة مميزة من لحظات الإبداع المغربي، تمثلت في تقديم ديوان "مدن الأحلام"، الإصدار الشعري الأول للفنان والإعلامي بوشعيب خلدون. تجربة شعرية غير تقليدية يتقاطع فيها الحرف مع اللون، والرؤية الفنية مع الإحساس الإنساني، ليشكل هذا العمل منعطفاً جديداً في مسار خلدون الإبداعي، الذي طالما كان متميزاً بتعدديته وتكامله بين التعبير البصري واللغوي.بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط، وبجناح مكتبة السلام الجديدة، وبحضور ثلة من أصدقاء الفنان وعشاق الشعر، تم الاحتفاء بديوان مدن الأحلام الذي صدر عن مكتبة السلام الجديدة، وجاء في مائة صفحة وتضمن 51 قصيدة، لوحة الغلاف للفنان بوشعيب خلدون وصمم غلافه الفنان عمر كولالي. في خطوة تُبرز تعددية إبداعاته، أصدر الفنان التشكيلي والإعلامي والشاعر المغربي بوشعيب خلدون ديوانه الشعري الأول تحت عنوان "مدن الأحلام"، ويعكس هذا الإصدار رحلة إبداعية شاملة توظف الفن البصري إلى جانب التعبير الشعري لتصوير الأحلام والطموحات الإنسانية...إهداء يحمل معاني الوفاء افتتح بوشعيب خلدون ديوانه بإهداء عاطفي جاء فيه: "إلى روح والدي الطاهرة… إلى أمي نور من الله… إلى زوجتي التي تتحمل جنون الفنان وتقلبات مزاجه… إلى قطعة مني، بل وكلّي، أبنائي يحيى وملاك…" رسالة مليئة بالمحبة والتقدير لأسرته، تعكس عمق الروابط التي تلهم إبداعاته. شعيب حليفي: الشاعر الذي يرسم أحلامه قدم الكاتب والناقد المغربي شعيب حليفي للديوان بكلمات تسلط الضوء على خصوصية تجربة بوشعيب خلدون، قائلاً: "بوشعيب خلدون يكتب بروح الشاعر ويرسم بروح الفنان. في ديوانه 'مدن الأحلام'، نكتشف تعددية فنية تعكس خيالاته الشعرية التي تتحول إلى مطر يروي الأرض لتنبت من جديد أحلاماً طازجة." وأشار حليفي إلى أن القصائد تتميز ببنائها المفتوح على الذات والأمكنة، مؤكداً أن الديوان يطرح أسئلة عميقة عن الوجود والحب والطموح. من الشعر إلى الرسم.. اندماج الإبداع يحمل الديوان توقيعاً خاصاً، حيث تتداخل الكلمات مع الألوان في نصوص شعرية مفتوحة على التفاصيل اليومية والأحلام الإنسانية. يقول خلدون في إحدى قصائده: "ما بين الكاف والنون كن فيكون ما بين الفاء والنون إبداع ولون قل إنسان يرفض العيش بمنطق السجون حر عربي مسلم وإنسان لا تغيره السنون." مقالاتنقديةتحتفيبالإصدار• عصمت شاهين دوسكي، الناقد والشاعر العراقي، وصف الديوان بأنه "نافذة تنفتح على الذات الإنسانية، تجمع بين الحلم والواقع برؤية عميقة تُثري التجربة الشعرية المغربية." • مجدي بكري، الصحفي المصري، أشاد بشخصية خلدون المتعددة المواهب، واصفاً إياه بـ"صاحب السبع صنايع"، ومثمناً إسهاماته في الشعر والفن التشكيلي والصحافة. • حسن بيريش، الكاتب والإعلامي المغربي، رأى في الديوان "تجربة متميزة تمزج بين الحبر والريشة، حيث تتحول الكلمة إلى لوحة فنية وتصبح اللوحة قصيدة ناطقة." • رسالة بوشعيب خلدون من "مدن الأحلام" : «مدن الأحلام ليست فقط مجموعة من النصوص، بل هي انعكاس لرؤية تجمع بين الفن التشكيلي والشعر. كل قصيدة هي محاولة لإعادة صياغة العالم من حولنا برؤية مختلفة، حيث يمتزج الحلم بالواقع واللون بالكلمة." وأضاف: "أطمح من خلال هذا الديوان إلى تقديم تجربة جديدة تربط بين الثقافات وتعزز قيم الجمال والتسامح والحب." رسالة إنسانية في قالب شعري بصري يمثل ديوان "مدن الأحلام" نموذجاً إبداعياً فريداً، حيث يتخطى حدود الشعر التقليدي ليقدم تجربة بصرية وشعرية متكاملة. يعكس العمل رؤية خلدون التي تتجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية، ليصل برسائله الإنسانية إلى القلوب في كل مكان».وعن هذا الاصدار قال الصحافي رشيد ساسي صحافي سابق بقناة بين سبور وصديق بوشعيب خلدون الذي حضر توقيع الديوان: في "مدن الأحلام"، لا نكون أمام ديوان شعري فقط، بل داخل عالم متكامل من الجماليات المتعددة، حيث تنصهر الكلمة واللون في بوتقة واحدة، في تجربة غير مسبوقة في المشهد الثقافي المغربي والعربي. فبوشعيب «خلدون، هذا الفنان الذي راكم تجربة مميزة بين الإعلام والفن التشكيلي، يخطو خطوة جديدة نحو القصيدة، ولكن بخياله البصري المشبع بالألوان، وروحه الإنسانية المفتوحة على الحلم والحياة.ما يميز "مدن الأحلام" هو ذلك الانسجام العضوي بين الكلمة والصورة، فكل قصيدة هي لوحة، وكل لوحة تهمس بشعرها الخاص. يواصل بوشعيب خلدون إعادة تعريف موقع الفنان في المجتمع، من خلال مشروع شعري بصري يحمل رسالة إنسانية شاملة، حيث تتجاوز القصيدة حدود اللغة لتصبح مساحة تلاقي بين الحلم والواقع، بين الذات والعالم».ارتسامان نقديان عن الديوان:1. ارتسام فني: يبدو ديوان "مدن الأحلام" كمرآة مزدوجة، تعكس في آنٍ واحد أحاسيس الشاعر وتجليات الفنان. فكل نص هو امتداد لخط لوني، وكل لوحة هي امتداد لنبض شعري. إن خلدون لا يرسم لوحاته لاحتوائها في الكتاب، بل كأنه يقول لنا: انظروا كيف تتحول القصيدة إلى صورة، وكيف ينبض اللون بالحرف. 2. ارتسام إنساني: الجانب الإنساني في هذا الديوان يطغى على تفاصيله كلها، من الإهداء المؤثر إلى قصائد تحاكي الحلم والمقاومة والحرية. في زمن الضجيج والسطحية، يمنحنا خلدون مساحة للتأمل في ما هو جوهري: العائلة، الحب، الحرية، والكرامة. "مدن الأحلام" ليست مدن وهمية، بل هي إمكانية مستمرة للحياة كما ينبغي أن تكون.