logo
#

أحدث الأخبار مع #شيلر

شيلر وسؤال ماهية التاريخ وجواب عن الطريقة الألمانية
شيلر وسؤال ماهية التاريخ وجواب عن الطريقة الألمانية

Independent عربية

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

شيلر وسؤال ماهية التاريخ وجواب عن الطريقة الألمانية

عندما قدم بيتهوفن سيمفونيته التاسعة للمرة الأولى عام 1823 في فيينا، فوجئ المستمعون، وكانوا من خيرة الذواقة والعارفين بالموسيقى السيمفونية، بجديد أدخله الموسيقي الأهم، في الحركة الرابعة، على سبيل الخاتمة، كان الجديد نشيداً غنائياً بأصوات الكورس، لم يسبق له مثيل في ذلك النوع الموسيقي، إذ إن الفن السيمفوني كان مقتصراً على الآلات تتفاعل وتتناغم في ما بينها وتتقاطع وتتجاور. إلا أنه هنا في هذه السيمفونية العجيبة لم يتورع بيتهوفن عن إدخال الكلام، كما يفعل كبار ملحني "الأوراتوريو"، وليس أي كلام بالطبع، كان ما لحنه بيتهوفن هنا، في نغم سيقول الدارسون إنه كان من أبسط ما وضع في تاريخه (إذ استخدم سلم "ري" كاملاً تقريباً من دون أي إضافات وتعقيدات). بدا واضحاً أن بيتهوفن إنما أراد أن يترك المكانة الأولى للنشيد نفسه، لأن النشيد كان من وضع فردريك شيلر، شاعره المفضل، وكان عنوانه "نشيد إلى الفرح" وهو النشيد نفسه الذي ستختاره أوروبا بعد أكثر من قرن ونصف القرن ناطقاً باسم مستقبلها، وكيف تراها لا تفعل والنشيد يقول "يا جذوة الفرح، أيها القبس الإلهي الجميل، يا بنت وادي الهناء، إنا لنرد قدسك نتلظى بنشوة حمياك، يا بنت ماء السماء؟". المهم أن بيتهوفن عبر في تلك الخطوة عن المكانة المحفوظة لشاعر ألمانيا الرومانسي الأكبر، ومع هذا لم يكن شيلر في حاجة إلى تلحين بيتهوفن كلماته الرائعة حتى يشتهر، فهو كانت له على الدوام مكانته، بفضل أشعاره ولكن، خصوصاً، بفضل مسرحياته التي لا تزال تجعل منه حتى اليوم واحداً من أكبر كتاب الدراما في التاريخ، وفي الأقل "شكسبير اللغة الألمانية". مكانة فضلى للتاريخ في معظم مسرحياته اهتم شيلر بالتاريخ، كما اهتم، مثل كل الرومانسيين، بالتعبير عن الطابع الإنساني للفن، وعن الهوة العميقة بين الواقع والمثل الأعلى، ثم خصوصاً عن الحرية والمسؤولية والعلاقة الكأداء بينهما. ولئن كان معظم أعمال شيلر، مؤسس تيار الرومانسية في الأدب الألماني خلال القرن الـ18 إلى جانب غوته، قد تناول التاريخ، فإن علم التاريخ نفسه لم يكن بعيداً من اهتمامات شيلر، فهو كان أصلاً من المتتلمذين على يد الفيلسوف كانط، ودرس التاريخ خلال حقبة من حياته، وكذلك وضع كثيراً من المؤلفات التاريخية. وبين مؤلفات شيلر التاريخية قد لا يكون كتابه، "ما هو التاريخ الكوني ولماذا يدرس؟" الأشهر بين مؤلفاته، ناهيك بأنه أيضاً أصغرها حجماً، لكن أهميته تكمن في أن قراءته تعطينا ألف مفتاح ومفتاح ليس فقط لفهم النظرة الرومانسية إلى التاريخ، بل خصوصاً لفهم أعمال شيلر نفسها (المسرحية بخاصة) وتحري أسباب كتابته لها وعلاقتها بالواقع. في هذا السياق تصدق هنا المقولة التي تفيد بأن "الأعمال الصغرى والثانوية للمبدعين الكبار هي دائماً الأقدر على أن تفسر لنا مغاليق أعمالهم الكبرى". افتتاح للتدريس الجامعي كان شيلر في الـ30 من عمره عام 1789 حين عين أستاذاً للتاريخ في جامعة ينا، وهو كتب هذا النص في العام نفسه على شكل محاضرة افتتاحية لدروسه التالية، ومن هنا كان من الواضح أن ثمة في النص طابعاً جديداً واستفزازياً رغب شيلر عبره أن يفاجئ تلامذته، ويؤكد هويته الإبداعية في التعارض مع مهنته الأكاديمية. وهكذا نجده يبدأ محاضرته محدداً التناقض الهائل بين نظريات "الاختصاصيين" الضيقة، وتفتح ذهن أصحاب "العقول الفلسفية" على اعتبار أن هؤلاء هم الوحيدون القادرون على الوصول إلى "أرحب التوليفات". وبعد ذلك من أجل شرح تصور للتاريخ الكوني يعود شيلر - وفق مفسري عمله الفذ هذا - إلى "جذور الإنسانية حين كان الإنسان مسحوقاً بين العبودية والجهل وضروب الغيبيات من جهة، وبين حرية لا حدود لها يتوق إليها، من جهة ثانية". وشيلر يرى أن هذه الوضعية لا تمكن معارضتها إلا بالتعبير عما وصل إليه الإنسان من ثقافة حديثة أنقذته، أو هي في سبل إنقاذه، في ذلك الانسحاق. وكان من الواضح أيضاً أن شيلر إنما يسير أميناً في تفكيره مع نزعته المثالية، حين نراه يقول إن الثقافة الحديثة قد "نسفت الحواجز التي كانت تفصل بين الجماعات، أي نسفت كل تلك الأنانيات المعادية لبعضها بعضاً"، مما أدى إلى خلق "حيز كوزموبوليتي يوحد بين أصحاب العقول المفكرة". مراحل عبور الإنسانية بالنسبة إلى شيلر فإن التاريخ الكوني يرينا المراحل التي عبرتها الإنسانية لكي ترتقي من الوضعية البدائية التي كانت تعيش في أحضانها، وصولاً إلى وضعيتها الراهنة، غير أن هذا العرض يتيح لشيلر في الوقت نفسه أن يتحدث عن مختلف الطوابع والسمات الإثنية وعن مختلف مستويات الثقافة التي عبرتها الإنسانية. وإذ يفعل شيلر هذا، إنما يمكننا - وفق رأيه - من أن "نرى كيف أن كل تلك السلسلة من الأحداث والتعاقبات ليست في حقيقتها سوى حلقات من سلسلة طويلة تعتمد على مفهوم السبب والنتيجة والعلاقة في ما بينها". هنا يحذرنا شيلر قائلاً إن إدراك هذا الأمر وهذا التدرج التعاقبي السببي ليس متاحاً لأي كان "لأن العقول المتنورة والواعية هي الوحيدة التي يمكنها أن تدرك هذا كله في وحدته وسيرورته". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويتابع قائلاً إن "جمهرة الوثائق والوقائع التي تبدو للناظر إليها عشوائية تختلط في ما بينها، إنما هي القاعدة التي ينطلق منها التاريخ الكوني، ولكن في حركة عكسية، أي من الحاضر إلى الماضي، وهذا التاريخ لا يتوقف خلال مساره إلا عند ما يهمه حقاً من تلك الجمهرة". وما يهمه بالنسبة إلى شيلر يرتبط "بوضعيتنا الراهنة ونظرتنا الحالية إلى الأمور، ومع هذا بالنظر إلى التغيرات المتعاقبة وفقر المصادر التي يمكن الارتكاز إليها لن يكون هذا التاريخ نفسه الذي نتحدث عنه سوى شتات من مقاطع وجزئيات، فإن كنا لا نمتلك الروح الفلسفية المدركة لن يمكننا فهم أي شيء، ذلك أن هذه الروح هي التي بمؤازرة العقل الواعي توحد بين المقاطع والجزئيات في منظومة كلية تماثل بين كل عنصر وطبيعته العقلانية، رافعة كل ظاهرة إلى مستوى الفكرة الواعية". طموح مثالي فردريك شيلر إذ يعرض هذا كله ببساطة وحماسة لا يفوته أن يعلن في الوقت نفسه أن هذا الطموح المثالي للوصول إلى "تاريخ كوني حقيقي" لن يمكنه أن يتحقق إلا "في مستقبل بعيد"، غير أن كل خطوة في هذا السياق، إنما تكون إنجازاً على طريق الوصول إلى الكمال. ويخلص هنا إلى أن دراستنا حياة ومسار كل طاغية وكل أناني هي التي تعلمنا أن "الإنسان الأناني، إذ يتبع أهدافه القميئة، هو الذي يقود خطانا من دون وعي منه نحو الأهداف العليا"، وهو أمر يمكن أن نربطه بما كتبه ماركس لاحقاً حول "دور المجرم في صناعة التاريخ". ولد الكاتب والمفكر الألماني فردريك شيلر عام 1759، وأصدر عام 1781، حين كان بعد في الـ23، مسرحيته الأولى "اللصوص" التي نالت على الفور نجاحاً كبيراً، إذ قارن النقاد بين شخصيتها الرئيسة كارل فون مور، وبعض شخصيات شكسبير (ريتشارد الثالث والملك لير)، ووصلت شهرة شيلر يومها بسرعة إلى إنجلترا، حيث حياه كبار كتابها، ومنهم كولردغ، الذي سيكتب لاحقاً سوناتا خاصة بالشاعر الألماني. ومنذ ذلك الحين تتابعت أعمال شيلر بين مسرحيات وشعر ونصوص تاريخية، ومن أشهر تلك الأعمال مسرحية "الخديعة والحب" (1784) التي اقتبس منها فردي أوبرا "لويزا ميلر"، و"دون كارلوس" التي اعتبرت دائماً من أكبر الأعمال الدرامية الألمانية، و"ماريا ستيوارت" و"عذراء أورليان" و"ويليام تل". أما في مجال الشعر فأصدر مجموعات عدة، منها ما كتبه مع غوته، أما أشهر قصائده فقصيدة "الفنانون" التي تحدث فيها عن تأثير النزعة الإنسانية في الفن، وقد كتب شيلر أيضاً كثيراً من المؤلفات الفكرية والفلسفية ومن أهمها "تربية الإنسان الفنية" و"عن الشعر الساذج والعاطفي"، ومات عام 1805.

شهادة صادمة.. مدير في "أبل" يعترض على عمولات متجر التطبيقات
شهادة صادمة.. مدير في "أبل" يعترض على عمولات متجر التطبيقات

العربية

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • أعمال
  • العربية

شهادة صادمة.. مدير في "أبل" يعترض على عمولات متجر التطبيقات

في تطور لافت، شهد فيل شيلر، المسؤول التنفيذي في شركة أبل والمشرف على متجر التطبيقات، في المحكمة بأنه أبدى مخاوفه بشأن العمولة التي فرضتها الشركة على المشتريات التي تتم خارج متجر التطبيقات. وأكد شيلر أن هذه الرسوم، التي حددتها "أبل" بنسبة 27%، قد تؤدي إلى علاقة عدائية مع المطورين وتفرض على الشركة دورًا جديدًا يشبه وكالة تحصيل الديون، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business". في عام 2021، قضت المحكمة بأن على "أبل" السماح للمطورين بربط تطبيقاتهم بطرق دفع خارجية، وهو ما أجبر الشركة على تعديل سياساتها. وعلى الرغم من ذلك، فرضت "أبل" عمولة على هذه المشتريات، مما أثار غضب العديد من المطورين، وعلى رأسهم تيم سويني، الرئيس التنفيذي لشركة Epic Games، الذي وصف القرار بأنه ضد روح الحكم القضائي. وخلال الجلسة، كشف شيلر عن النقاشات الداخلية في "أبل" حول كيفية تطبيق القرار بأقل ضرر على الشركة. وأظهرت وثائق المحكمة أن الشركة أجرت تحليلات مالية لمعرفة مدى تأثير القيود الجديدة على سلوك المطورين، حيث درست إمكانية تقليل عدد التطبيقات التي قد تلجأ إلى استخدام وسائل الدفع الخارجية عبر فرض شروط صارمة على عرض الروابط. تيم كوك في قلب النقاش كما تبين أن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل ، شارك بشكل مباشر في كيفية تحذير المستخدمين من التعامل مع منصات الدفع الخارجية. وناقش التنفيذيون في الشركة إضافة رسائل تنبيهية للمستخدمين تشير إلى مخاطر أمنية وخصوصية محتملة عند إجراء عمليات شراء خارج متجر التطبيقات. مع استمرار النزاع القضائي بين "أبل" و"Epic Games"، تتجه الأنظار إلى المحكمة لمعرفة ما إذا كانت القاضية ستعتبر أن "أبل" قد انتهكت أمرها السابق، مما قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية في سياسات متجر التطبيقات.

اكسبوجر 2025 يأخذ زواره في رحلة عبر بورتريه شولر للشخصيات العالمية
اكسبوجر 2025 يأخذ زواره في رحلة عبر بورتريه شولر للشخصيات العالمية

الشارقة 24

time٢٣-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشارقة 24

اكسبوجر 2025 يأخذ زواره في رحلة عبر بورتريه شولر للشخصيات العالمية

الشارقة 24: تألق المصور مارتن شولر أبرز مصوري البورتريه المعاصرين في العالم، في الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، كأحد الأسماء اللامعة في الحدث، حيث قدّم فن البورتريه المعاصر ببراعة استثنائية، ومن خلال عدسته الفريدة، أضاء شيلر صور بعض الشخصيات العالمية المرموقة، مثل القائدة السياسية أنجيلا ميركل والنجم الرياضي ليونيل ميسي، لم تكن الصور التي التقطها مجرد تجسيد لمهارته الفنية، بل كانت أيضاً وسيلة تواصل مع الجمهور الذي كان يتوق للتعرف على جانب إنساني من هؤلاء الأيقونات، وبينما تدفق المعجبون للاستمتاع بمشاهدة أعماله، تحول المهرجان إلى احتفالية مميزة، تحكي القصص الرائعة وراء تلك الوجوه الشهيرة. وفي حديثه لـ "الشارقة 24" شارك شيلر رؤاه حول تطور فن البورتريه قائلاً: "عندما بدأت رحلتي كمصور، كانت المجلات في قمة مجدها"، في إشارة إلى الفترة التي كانت فيها وسائل الإعلام المطبوعة تحتل مكانة مرموقة في تشكيل الرأي العام. وعند التطرق للوضع الراهن للتصوير الفوتوغرافي، أكد شيلر على أهمية المهرجانات مثل "اكسبوجر" في دفع التطور الفني للصور، قائلاً: "كل هذه الصور المذهلة تم التقاطها لصالح المجلات، ولكن مع تراجع أهميتها، أصبحت هذه المنصات والمعارض ذات قيمة كبيرة للمصورين". وأشار شيلر إلى العزلة التي يشعر بها الكثير من المصورين عندما تبقى أعمالهم غير مرئية، مضيفاً: "قد يكون ذلك محبطاً للغاية، لذلك، أنا من أشد المعجبين بمهرجان اكسبوجر لأنه يوفر فرصة رائعة للمصورين لعرض أعمالهم ومشاركتها مع العالم". كما شدد مارتن شيلر على أهمية أن يركز المصورون الشباب على بناء مجموعات متكاملة من الأعمال الفنية، بدلاً من الاكتفاء بالصور الفردية فقط، وأوضح أنه في عصرنا الحالي، حيث نواجه فيضاً من الصور يومياً، قد تفقد الصور الفردية قيمتها، لكنه أضاف أن تطوير فكرة معينة والعمل عليها بشكل متكامل قد يثير اهتمام الجمهور ويستمر في التأثير. وفي ختام حديثه، عبر شيلر عن امتنانه للمنظمين، قائلاً: "شكراً للجميع على تنظيم هذا المهرجان الاستثنائي، إنه أكثر أهمية من أي وقت مضى للمصورين لإنشاء روايات ذات مغزى".

هل أسواق الإسكان في حالة انهيار؟
هل أسواق الإسكان في حالة انهيار؟

الاقتصادية

time١١-٠٢-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الاقتصادية

هل أسواق الإسكان في حالة انهيار؟

يطمح عديد من الناس إلى امتلاك مسكن خاص بهم، لكن تكاليفه أصبحت باهظة بشكل متزايد ولا توجد قضايا اقتصادية مثيرة للجدال مثل الإسكان . إن المخاوف بشأن القدرة على تحمل التكاليف تشكل أولوية قصوى بالنسبة إلى العديد من الناس، وخاصة الشباب، حيث تبدو طموحات امتلاك المسكن بعيدة المنال بشكل متزايد . هل أسواق الإسكان معطلة؟ لقد انتقد توماس كارليل، الفيلسوف في القرن التاسع عشر، خبراء الاقتصاد لتكرارهم "العرض والطلب" كإجابة لكل سؤال . ولكن يجب أن تكون هذه نقطة البداية لأي تفسير للارتفاع المستمر في أسعار المساكن: حيث يعمل نمو الدخل والسكان على تعزيز الطلب على المساكن، وما لم يستمر العرض، تستمر أسعار المساكن في الارتفاع . يدرك خبراء الاقتصاد أن الإسكان يختلف عن المنتجات الأخرى التي يشتريها الناس . فالإسكان عملية شراء واستثمار طويلة الأمد -بالنسبة إلى معظم الناس، أكبر ما يمكن أن يقوموا به- ويتم تمويله عادة عن طريق الاقتراض . وهذا له عاقبتان مهمتان. أولاً، يجعل الطلب على الإسكان حساسًا للتوقعات والروايات الاجتماعية حول أسعار المساكن في المستقبل . يشتهر الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل روبرت شيلر برصد الفقاعات في سوق الإسكان التي تحركها توقعات غير واقعية لأسعار المستقبل في 2003، لاحظ شيلر أن أسعار المساكن في الولايات المتحدة كانت غير متوافقة بشكل كبير مع دخول الناس والإيجارات، ما يشير إلى أن الأسعار لم تكن مدعومة بالأساسيات الاقتصادية . والنتيجة الثانية هي أن الطلب على المساكن حساس لتوافر وتكلفة الائتمان العقاري. إن التخفيف في معايير الإقراض يمكن أن يمنح دفعة قوية لأسعار المساكن، كما حدث في الفترة التي سبقت الأزمة المالية العالمية في 2008 و2009، لكن حتى بدون تغييرات في معايير الإقراض، يمكن أن تكون هناك تأثيرات تضخيم مرتبطة بتوافر الائتمان، ومع ارتفاع أسعار المساكن، تزداد أيضًا قيمة العقارات المرهونة للمقرضين كضمان، ما قد يدفع البنوك إلى تمديد المزيد من الائتمان، ما يؤدي إلى تضخم سوق الإسكان. وأشار شيلر إلى أن المفهوم الخاطئ بأن أسعار المساكن ترتفع دائمًا أدى إلى الإقراض والاستثمار المحفوف بالمخاطر وقد أدت هذه الممارسات، جنبًا إلى جنب مع بيع القروض عالية المخاطر كأوراق مالية، إلى تفاقم التأثير عندما تم الكشف عن حقيقة عدم استقرار السوق إن تضخيم الطلب يقطع شوطاً طويلاً في تفسير ارتفاع أسعار المساكن، ولكن قيود العرض تؤدي دوراً لا يقل أهمية . يمكن تفسير ارتفاع أسعار المساكن إلى حد كبير بحقيقة بسيطة مفادها أن هناك عددًا قليلاً جدًا من المنازل المعروضة للبيع. القوى العالمية تتشكل أسواق الإسكان بشكل متزايد من خلال قوى خارج حدود الدولة تعمل تدفقات رأس المال من المشترين الأجانب على تعزيز الطلب على المساكن في عديد من البلدان ​​وتتحرك هذه التدفقات من خلال عوامل عدة، مثل: زيادة الثروة، وخاصة في الأسواق الناشئة، وأسعار الفائدة المنخفضة تاريخيًا بين عامي 2008 و2021، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن العائد من خلال وضع مدخراتهم في العقارات، وتدفقات رأس المال إلى أسواق الإسكان الآمنة. على سبيل المثال، أظهر الباحثون أن الأسعار في سوق الإسكان الراقية في لندن تميل إلى الارتفاع مع التغيرات الجيوسياسية. إن المخاطر الاقتصادية كبيرة في حين تفيد هذه الاتجاهات العالمية بعض أصحاب العقارات الأكثر ثراءً، فإنها غالبًا ما تجعل من الصعب على السكان المحليين الحصول على موطئ قدم على سلم الإسكان، ما يدفع صناع السياسات إلى فرض قيود على مشتري العقارات الأجانب وتنظيم الإيجارات قصيرة الأجل للسياح في 2018، أقرت نيوزيلندا قانونًا يحظر على الأجانب شراء بعض العقارات السكنية . إدارة السوق باختصار، في حين لا يتراجع خبراء الاقتصاد عن الطلب والعرض كإطار لتفسير أسواق الإسكان، فإنهم يدركون أن تضخيم الطلب - بسبب توقعات الأسعار، وتوافر الائتمان، وتدفقات رأس المال - جنبًا إلى جنب مع قيود العرض الصارمة يمكن أن يؤدي إلى اختلالات كبيرة بين الطلب والعرض وعلى نحو متزايد، تتكامل هذه السياسات مع سياسات التحوط الكلي لضمان سلامة النظام المالي كله وتشمل السياسات المستخدمة في كثير من الأحيان وضع حدود لنسب خدمة الدين إلى الدخل، وهو ما يمنع الأسر من الاقتراض بقروض عقارية أكبر مما ينبغي نسبة إلى دخلها، وحدود لنسب القروض إلى القيمة، وهو ما يقيد حجم قروض الرهن العقاري نسبة إلى قيم الممتلكات وبالتالي يتطلب فعلياً سداداً أولياً أدنى . كما تدير البنوك المركزية أسواق الإسكان من خلال رفع أسعار الفائدة على السياسات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادات في أسعار الرهن العقاري وقروض الإسكان الأكثر تكلفة ولكن بما أن رفع أسعار الفائدة من شأنه أن يؤثر في جميع القطاعات الأخرى في الاقتصاد، وليس الإسكان فقط، فإن السياسة النقدية تعد أداة غير دقيقة لإدارة أسواق الإسكان .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store