أحدث الأخبار مع #صابرينالطعيمات


الغد
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الغد
جرش.. المطاعم السياحية تتنفس الصعداء بعد سلسلة من الخسائر
صابرين الطعيمات جرش- بدأت المطاعم السياحية بالتعافي التدريجي، إثر تحسن السياحة الداخلية وبدء توافد المتنزهين إلى محافظة جرش نهاية الأسبوع وطلاب المدارس والجامعات في أيام الدوام الرسمي، مما وفر فرص عمل لمتعطلين عن العمل في القطاع السياحي، وساهم في تشغيل بعض المطاعم السياحية المغلقة منذ أشهر طويلة، حتى وصل عدد المطاعم العاملة حاليا إلى 13 مطعما بعد أن كان 7 مطاعم خلال الأشهر الماضية. اضافة اعلان وكانت العديد من المطاعم السياحية في جرش أغلقت تماما أو توقفت عن العمل بسبب ضعف الحركة السياحية نتيجة الظروف السياسية التي شهدها الإقليم، إلا أن تحسن الحركة السياحية الداخلية من بعد عطلة عيد الفطر ولغاية الآن ساهم في تعافي عمل المطاعم السياحية في جرش، وعددها لا يقل عن 13 مطعما سياحيا، وفيها مئات من العاملين، ومن المتوقع أن تتحسن الحركة السياحية أكثر بعد عطلة عيد الأضحى وبدء موسم عودة المغتربين والعطلة الصيفية وموسم المهرجانات خلال الأسابيع المقبلة، وموسم المناسبات الاجتماعية وتخريج طلبة الجامعات. ويعول أصحاب المطاعم على موسم الصيف المقبل في تعويض جزء من خسائرهم وتغطية تكاليف العمل، لا سيما أنهم سيعملون على جذب الزوار إلى المطاعم السياحية من خلال الخصومات والعروض والتخفيضات. وخلال الأشهر الماضية، لم تفلح الإجراءات كافة التي اتخذها أصحاب المطاعم السياحية في جرش في الحد من الخسائر الفادحة التي لحقت بهم جراء توقف السياحة الداخلية والخارجية منذ بداية الحرب على غزة، وقد قاموا بالعمل بالحد الأدنى من العمالة، وتقديم عروض وخصومات وفعاليات ترفيهية وتوزيع جوائز وهدايا مجانية، إلا أن هذه الإجراءات باءت بالفشل ولم تنقذهم من خيار إغلاق المطاعم بشكل نهائي، إلا أن مرحلة التعافي التي يمر بها قطاع السياحة حاليا ستساهم نوعا ما في تنشيط عمل المطاعم السياحية وتشغيل العاملين فيها. جهود لتطوير عمل المطاعم ووفق المتحدث باسم أصحاب المطاعم ياسر شعبان، فإن "أصحاب المطاعم يبذلون قصارى جهدهم في سبيل الاستمرارية في العمل والحفاظ على سمعة منشآتهم، لضمان الحفاظ على مصادر رزق أصحابها والعاملين فيها، حيث سيتم في الفترة المقبلة تنشيط عملهم وتوسعته وتطويره". وأضاف أنهم "عانوا كثيرا من خسائر مادية فادحة خلال الأشهر الماضية، وتحملوا التزامات مالية كبيرة شهريا، تتمثل بمستحقات الضمان الاجتماعي والضرائب وفواتير المياه والكهرباء والإنترنت وأجور العمال والمباني والنقل وتكاليف الإنتاج التي ارتفعت أسعارها بنسبة لا تقل عن 50 %". وبين شعبان أنهم "يعملون حاليا من خلال العروض والتخفيضات والتوصيل المجاني للمنازل، بهدف الحفاظ على ديمومة العمل في مطاعمهم السياحية، إلا أن العمل لا يغطي جزءا بسيطا من تكاليف الإنتاج، وهم يعولون على الفترات المقبلة في تنشيط العمل وتطويره وتشغيل عدد عمال أكثر وجذب أفواج سياحية أكثر إلى مطاعمهم". وتوقع أن "تستعيد المطاعم الـ7 التي ما تزال تعمل بأقل طاقتها التشغيلية، بالإضافة إلى المطاعم الـ6 المغلقة، عملها النشط بعد تحسن الحركة السياحية، إثر بدء تعافي الحركة السياحية الخارجية والداخلية". وأوضح شعبان، أن "أغلبية المطاعم ما تزال تعمل بأقل طاقة تشغيلية"، مشيرا إلى أن "مطعمه السياحي كان يشغله ما يزيد على 100 عامل، فيما يعمل الآن في المطعم 20 عاملا فقط بنظام التناوب، في وقت تتراكم عليه أجور عمال وقروض مستحقة الدفع وفواتير مرتفعة القيمة"، في حين أكد أن "مطعمه أصبح مهددا بالإغلاق بين اللحظة والأخرى، لكنع يعول على تحسن الحركة السياحية وتعافي عمل المطاعم السياحية ما يرفع في الوقت ذاته عدد العمال". الحد من تراكم الديون والأجور إلى ذلك، قال أحمد ياسين، وهو أحد أصحاب المطاعم السياحية، إنه اضطر إلى إيقاف العمل بمطعمه السياحي منذ أشهر عديدة لتوقف الحركة السياحية والتجارية على المطاعم، وتراكم ذمم مالية عليه للعمال وأجور الأبنية وأثمان مستلزمات غذائية وضرائب وفواتير تُقدر قيمتها بعشرات آلاف الدنانير، مشيرا إلى أنه غير قادر على الإيفاء بها دون تحسن الحركة السياحية الخارجية والداخلية. وأكد أن قرار التوقف عن العمل أفضل من الاستمرار به، وذلك للحد من تراكم مديونية أكبر واستحقاقات مالية أكثر، مشيرا إلى أن هذا حال العشرات من المطاعم السياحية في مدينة جرش، وهي ثاني أكبر المدن السياحية على مستوى المملكة، إلا أن تحسن الحركة السياحية يتيح لهم فرصة العمل مجددا وتشغيل الكادر مجددا. وأضاف ياسين، أن إغلاق هذه المطاعم تسبب في إيقاف مئات من العاملين فيها عن العمل ومختلف النشاطات والفعاليات الرسمية والأهلية، بالإضافة إلى الفرص التسويقية للمنتجين في جرش، لافتا إلى "خسائر أصحاب هذه المطاعم ودمار مشاريعهم لكثرة المديونية التي يعانون منها وعجزهم عن تسديدها، إلا في حال انتعشت السياحة الخارجية، ودخلت مئات من (الجروبات) السياحية إلى المدينة الأثرية يوميا كما كانت قبل الحرب، والتي تنشط فيها السياحة الداخلية في هذه الفترة لاعتدال درجات الحرارة في المملكة مقارنة بالدول الأوروبية". وشدد على أن "القرارات الحكومية يجب أن تتوجه إلى دعم أصحاب المطاعم ماديا، وإعفائهم من الضرائب والفواتير المتراكمة واشتراكات الضمان، وغيرها من الالتزامات المالية التي تُقدر بعشرات آلاف الدنانير شهريا، ذلك أن العديد من المطاعم متوقفة عن العمل منذ عام تقريبا". "العمل السياحي متكامل ومترابط" ووفق الخبير السياحي وعضو لجنة الاستثمار في مجلس المحافظة الدكتور يوسف زريقات، "فإن الأوضاع الأمنية والسياسية، تنعكس بشكل مباشر على قطاع السياحة والعاملين فيه، ومن الطبيعي أنه في حال تحسنت الأوضاع السياسية في المنطقة تتحسن الحركة السياحية في المملكة، لا سيما بعد مرحلة التعطل الطويلة التي شهدها القطاع، والتي انعكست سلباً على آلاف من العاملين فيه". ويدعو زريقات، إلى "ضرورة أن يتم جذب الزوار من مختلف دول العالم بمختلف السبل، ومنها عمل عروض وخصومات على مختلف الخدمات وزيادة جودتها وتسويقها بشكل أفضل والإعلان عنها وفتح وتشجيع مجالات الاستثمار وتوفير فرص عمل وتجهيز المواقع وتنظيفها وترميم ما لحق به الأذى من تركه وهجره طيلة الأشهر الماضية". وبين، "أن العمل السياحي عمل متكامل ومترابط ويشمل كافة المنشآت التي ما تزال متاحة لتنشيط عملها في السياحة لكي تكون مجهزة لاستقبال الزوار في مختلف الظروف المناخية".


الغد
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- الغد
غابات ومحميات جرش تشهد حركة زوار نشطة.. وتعويل على "أردننا جنة"
صابرين الطعيمات جرش- تشهد غابات ومحميات محافظة جرش حركة سياحية نشطة كانت ازدادت وتيرتها خلال عطلة عيد الفطر، وتزامنا أيضا مع بدء فصل الربيع واعتدال درجات الحرارة، في حين من المتوقع أن تنتعش السياحة الداخلية والخارجية أكثر فأكثر خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، مما يتطلب تجهيز هذه المواقع وتنظيفها استعدادا لاستقبال المزيد من الزوار، وتوزيع الحاويات لضمان السيطرة على وضع النظافة فيها. اضافة اعلان وتحتاج غابات وأحراش ومحميات محافظة جرش، سنويا، إلى حملات التعشيب وحملات التنظيف وجولات مكثفة ورقابة مستمرة على المواقع التي تشهد حركة سياحية، لا سيما أن موسم السياحة الداخلية قد بدأ بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم التبقيل والإقبال على هذه السياحة المجانية مقارنة بالمشاريع السياحية التي يحتاج الدخول إليها إلى تكاليف مالية. ومن المتوقع أن ترتفع أعداد الزوار بشكل كبير كون وزارة السياحة والآثار تعتزم البدء بتفويج الزوار من خلال برنامج "أردننا جنة"، حتى يستفيد المواطنون من حملات التنزه بأسعار تشجيعية مناسبة وضمن برامج سياحية منظمة ومنوعة وهادفة وتشمل جميع أفراد الأسرة. بدورها، رفعت مديرية زراعة جرش جاهزيتها، خلال هذه الفترة، لاستقبال مئات من الزوار يوميا، حرصا على سلامة مواقع التنزه الحرجية التي يقصدها الزوار من مختلف مناطق المملكة وتوفير وسائل السلامة العامة ومراقبة حركة التنزه وجمع النفايات. توقع ارتفاع عدد الزوار وتوقعت مديرة زراعة جرش الدكتورة علا محاسنة، أن ترتفع أعداد الزوار إلى غابات دبين والمحميات الطبيعية، نظراً لاعتدال درجات الحرارة في جرش وتوفير مختلف الخدمات السياحية التي يطلبها الزوار، وقد بدأت الأفواج السياحية بزيارة غابات وأحراش جرش بشكل متزايد منذ أول أيام عيد الفطر. وأوضحت لـ"الغد"، أن مديرية الزراعة قد قامت بتجهيز الكوادر كافة ومراقبي الحراش والدوريات الحرجية بالتعاون مع الجهات المعنية لغاية توفير المستلزمات الأساسية كافة ومراقبة حركة التنزه لضمان سلامة المتنزهين، فضلا عن توزيع الحاويات وجمع النفايات من الأماكن التي يقصدها الزوار وتنظيم دخول وخروج الزوار من دون أي مشاكل أو تأخير. وأكدت محاسنة، أن عطلة عيد الفطر لم تشهد أي حالات اعتداء على الثروة الحرجية، لا سيما أن فرق المراقبة والدوريات تعمل على مدار الساعة في المواقع كافة، ومبدئيا انتهت الفترة التي يحتاج فيها المواطنون إلى الحطب للتدفئة، واعتدال درجات الحرارة يخفف الطلب على الحطب أصلا، نظرا لبدء فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء. وأضافت، أن كوادر مديرية الزراعة تعمل على مدار الساعة وضمن برنامج عمل متكامل، خاصة في هذه الفترة وقبل ذروة موسم التنزه في فصلي الربيع والصيف وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، لضمان تسهيل وصول الزوار إلى المواقع كافة من دون أي تأخير أو معوقات، ومتابعة الحفاظ على نظافة الموقع بشكل مستمر. وبينت محاسنة، أنه سيتم فتح خطوط النار وتفعيل خطة مكافحة الحرائق وتنظيف مواقع التنزه من الأعشاب والحشائش والمخلفات والنفايات، وتنظيم حملات جمع النفايات. وأشارت إلى أن ما يميز الأردن بشكل عام ومحافظة جرش خاصة هو اعتدال درجات الحرارة فيها والأجواء والطبيعة المميزة فيها، فضلا عن المواقع الأثرية المتعددة كذلك والخيارات الكثيرة في البرامج السياحية، لا سيما في المملكة التي تتمتع بالأمن والأمان مقارنة بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعاني منها دول عدة محيطة. خيارات سياحية متعددة يذكر أن محافظة جرش من المحافظات التي تتعدد فيها الخيارات السياحية وتتوفر فيها محميات وغابات ومشاريع سياحية ومطاعم بمختلف الدرجات ومدينة أثرية ووجود سد الملك طلال الذي أصبح وجهة سياحية مميزة، كلها أمور ستسهم في تنشيط الحركة السياحية، خصوصا السياحة البيئية وسياحة الغابات بداية فصل الربيع، لا سيما أنها تعد سياحة مجانية، في وقت يعاني فيه المواطنون ضغوطا اقتصادية. ووفق الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، فإن المواقع الحيوية في مدينة جرش التي يستخدمها المواطنون والزوار بحاجة إلى تنظيف وعناية واهتمام، خصوصا في هذه الفترة، حفاظا عليها من الحرائق مستقبلا، وانتشار الحشرات والقوارض، وحرصا على سلامة المتنزهين خلال فصل الصيف المقبل، الذي سيتوجه فيه المواطنون إلى السياحة البيئية المجانية، نظرا لظروفهم الاقتصادية. ويعتقد زريقات أن محافظة جرش ستكون وجهة سياحية داخلية مناسبة خلال هذه الفترة نظراً لأجواء الربيع فيها ومجانية التنزه وقربها من المحافظات الأخرى، وتكاليف التنزه فيها متواضعة مقارنة بالظروف الاقتصادية للمواطنين لتكون أفضل الخيارات للسياحة الداخلية والسياحة البيئية وسياحة المغامرات والمسارات. وأضاف، أن الغابات ما تزال غير جاهزة رغم تحسن الظروف الجوية ونمو مساحات واسعة من الأعشاب والحشائش التي تحتاج إلى تنظيف وتعشيب، لا سيما في المواقع التي يؤمها الزوار سنوياً للحفاظ على راحتهم وحرصاً على حياتهم من القوارض والحشرات السامة وتجنب نشوب الحرائق بعد انتهاء عمليات الشواء. تعويل على المسارات السياحية إلى ذلك، يعول سكان القرى والبلدات التي تمر بها المسارات السياحية على زوار المسارات السياحية للنهوض بواقعهم الاقتصادي من خلال إعداد قوائم الطعام، واستقبال الزوار، وإقامة البازارات، وتوفير مواقع مبيت مناسبة للزوار، وتشغيل أيد عاملة في هذه المواقع الموزعة على امتداد المسارات السياحية. في حين شرع عاملون في سياحة المسارات ببناء أكواخ في الجبال وتوفير مواقع مبيت مناسبة وقاعات بين الغابات في أجواء بيئية تناسب الزوار في كل الفصول وتتكيف مع درجات الحرارة. وكانت المسارات السياحية قد توقفت عن العمل، خلال الفترة الماضية، بسبب برودة الطقس والظروف السياسية التي يمر بها الإقليم، والتي انعكست سلبا على إقبال السياح والزوار، وتسببت في تدهور أوضاع القطاع السياحي. وترتبط سياحة المسارات باعتدال درجات الحرارة، كونها تعتمد على السير على الأقدام بين الغابات والجبال والأودية وتحتاج إلى درجات حرارة معتدلة، وهي مرتبطة كذلك بسياحة المغامرات والسياحة البيئية. وقد بدأ فعليًا موسمها بالتزامن مع نمو المساحات الخضراء وبدء فصل الربيع بجمالية تجذب آلاف الزوار يوميًا، فضلاً عن أن هذه السياحة تشهد إقبالا كونها مجانية من دون أي تكاليف، باستثناء ما يحتاجه الزوار من مأكل ومشرب يومي عادي، ومنهم من يستثمر هذه السياحة في البحث عن الأعشاب الطبية والبرية. ورغم فترة الركود التي تمر بها الأنماط السياحية الحديثة، إلا أن العاملين في المسارات قاموا بتطويرها وتنظيمها وتحسين هذه الصناعة من خلال مشاريع سياحية حديثة منظمة ومطورة، منها استراحات وأكواخ وشاليهات تتناسب مع هذا النمط السياحي في مختلف الفصول، وتتناسب مع التغير المناخي في المنطقة، في محاولة منهم لإنعاش هذه الصناعة والنهوض فيها.


الغد
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- الغد
جرش.. مطالب باستئناف أعمال التنقيب في المواقع الأثرية لتوفير فرص عمل
صابرين الطعيمات جرش- يطالب آلاف من خريجي السياحة والآثار في محافظة جرش، بضرورة استئناف العمل في أعمال التنقيب في العديد من المواقع الأثرية المهمة، التي تحتاج إلى فرق وعمالة من خريجي السياحة والآثار، مثل موقع الحمامات الشرقية، الذي توقفت أعمال التنقيب فيه منذ نحو 6 أعوام، رغم أهمية الموقع والاكتشافات الأثرية التي عثر عليها فيه العام 2018، فيما لم يجب مسؤول الإعلام بوزارة السياحة وكذلك مدير آثار جرش على اتصالات "الغد" للحصول على ردود أو توضيحات. اضافة اعلان وأكد عدد من الخريجين، أنهم منذ سنوات درسوا تخصصات السياحة والآثار بمختلف فروعها، نظرا للأهمية السياحية والأثرية في مدينة جرش والميزات السياحية للمحافظة وعدد الزوار السنوي لمواقعها الأثرية وأعمال التنقيب التي تقام فيها على مدار العام، إلا أن أعمال التنقيب متوقفة منذ سنوات، خصوصا في موقع الحمامات الشرقية، فيما بقية المواقع داخل المدينة الأثرية، أعمال التنقيب والترميم فيها محدودة ولا تحتاج إلى عدد كبير من العمال والفنيين. كما تطرقوا إلى الانتكاسات التي يتعرض لها قطاع السياحة في كل فترة، مثل جائحة كورونا، ومن ثم الأحداث التي يمر بها الإقليم، مؤكدين في الوقت ذاته، أن عدد فرص العمل المتوفرة لا يتجاوز 50 فرصة سنويا من مخصصات مجلس المحافظة، وأغلبها لأعمال التنظيف وتعشيب الموقع الأثري فقط، ومدة كل عقد لا تتجاوز 6 أشهر في أحسن الظروف، وهي فرص مؤقتة ولا تغطي 15 % من نسبة الخريجين في السياحة. غياب فرص العمل بدورها، قالت خريجة السياحة والآثار منال بني مصطفى إنها تخرجت منذ 17 عاما بتخصص السياحة والآثار، ولغاية الآن لم تحصل على فرصة عمل في مجال السياحة، حالها كحال آلاف من الخريجين، نظرا لعدم توفر فرص عمل في مجال السياحة والآثار في جرش، وتعرض القطاع لانتكاسات عدة وتوقف أعمال التنقيب والترميم والصيانة. وأكدت بني مصطفى "أن آلافا من أبناء جرش درسوا تخصصات السياحة والآثار للاستفادة من الميزات السياحية والأثرية للمحافظة، ولكن دون جدوى، فلا يوجد أي فرص عمل في مجال السياحة إلا تشغيل بعض العمالة في المطاعم السياحية التي تعمل بشكل جزئي وبأقل طاقة إنتاجية". بدوره، قال الدليل السياحي حسن عتمة "إن عدد العاملين في مجال السياحة من أبناء محافظة جرش لا يتجاوز 100 عامل، منهم تجار السوق الحرفي وأدلاء سياحيون وبعض العمال في المطاعم السياحية، رغم وجود آلاف الخريجين في مجال السياحة والآثار في جرش، القادرين على العمل في مجال التنقيب مع البعثات الدولية وأعمال الصيانة والترميم وخدمة الزوار في الموقع". وأضاف عتمة "أن العديد من المواقع السياحية في جرش تحتاج إلى تنقيب وترميم وتأهيل، منها موقع الحمامات الشرقية وباقي المواقع الأثرية داخل وخارج المدينة الأثرية التي ما تزال بحاجة إلى تنقيب وترميم وصيانة وتأهيل". وفي المقابل، تسعى بلدية جرش الكبرى، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، إلى ضم موقع الحمامات الشرقية الأثرية وسط مدينة جرش إلى قائمة التراث العالمي "اليونسكو"، ليكون ثامن موقع أردني يدخل القائمة بعد أم الجمال والبترا وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط. وشهد موقع الحمامات الشرقية، خلال العقد الماضي، تطورا كبيرا من حيث الالتفات إلى المكان والاهتمام به، حيث زارته بعثات أجنبية للتنقيب، وتم استخراج المئات من القطع الأثرية والتماثيل القديمة نادرة الوجود على مستوى العالم، ما زاد الأمل بأن يكون جديرا بدخول قائمة التراث العالمي مثل العديد من المواقع الأثرية في الأردن. أهمية موقع الحمامات الشرقية ووفق رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم "كان تم شمول موقع الحمامات الشرقية، الذي تعود ملكيته للبلدية ووزارة الأوقاف، في مشروع تطوير جرش السياحي، حيث تم تبليط أرضياته وساحاته الممتدة من الجسر الروماني إلى حيث شارع بور سعيد. وأقيم على طرفه الغربي المطل على مجرى نهر الذهب مسرح يطل على تلك الفضاءات الرحبة الجميلة، وعلى خاصرته تم ترميم واجهات المسجد الهاشمي الذي أمر ببنائه وتم تشييده في عهد الراحل الملك عبد الله المؤسس". ويعد موقع الحمامات الشرقية وسط مدينة جرش السكنية، من المواقع الأثرية المهمة التي كانت ضمن مدينة الديكابوليس، وبقي هذا الموقع، الذي يفصله مجرى نهر الذهب عن المدينة الأثرية، بعيدا عن أعمال الصيانة والترميم التي شهدتها المدينة الأثرية عبر العقود الثلاثة الماضية، باستثناء إجراء الحفريات العرضية في الموقع. وتتكون الحمامات من ثلاث قاعات رئيسية مسقوفة بأقبية، أكبرها يقع في الجهة الغربية ويمتد باتجاه شمال-جنوب، بالإضافة إلى بركة ماء كشف عنها خلال أعمال التنقيب العامين 2017-2018، وتقع البركة في الجهة الشمالية من الحمام وتمتد إلى داخل الصالة الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية. وتحيط بالبركة أروقة محمولة على أعمدة من الطراز الكورنثي، إذ عثر على أعمدة وتيجان وعناصر أفقية "الطبان"، وتماثيل. وتعد هذه الحمامات من أكبر المعالم في المدينة القديمة، كما أنها المبنى الرئيسي الوحيد من الفترة الرومانية الذي أقيم على الضفة الشرقية من الوادي، بين منفذي الجسرين القديمين اللذين يقطعان نهر الذهب. وبنيت هذه الحمامات بالقرب من عين القيروان المهمة. وكما هو معروف، تعد مدينة جرش من أهم المدن الأثرية في العالم، ويعود تاريخها إلى زمن تأسيسها في عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد. وتنعمت هذه المدينة بالهدوء والاستقرار والسلام، وتأثرت كثيرا بالحضارة الرومانية، وأصبحت من المدن العشر (الديكابوليس)، حيث ما تزال المدينة القديمة محافظة على معالمها من شوارع أعمدة ومسارح وكنائس وهياكل وحمامات وأسوار تعود لمختلف العصور. وسبق أن أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف تماثيل جديدة في موقع الحمامات الشرقية بمدينة جرش، في موقع حفرية البعثة الفرنسية في الحمامات الشرقية العام 2018، وأوضحت حينها أن البعثة سجلت خلال هذا الموسم اكتشاف ثلاثة تماثيل هي آلهة المسارح، وتمثال يمثل آلهة النبيذ (ديونسوس)، وآنية برونزية تستخدم لحفظ العطور، وأجزاء مختلفة لتماثيل مجهولة الهوية، مؤكدة أن هذه الاكتشافات في موقع أثري، مثل الحمامات الشرقية، تعد ذات أهمية كبيرة جدا ليس فقط في الأردن ولكن على مستوى العالم. حملات تنظيف وصيانة ومن الجدير بالذكر أن مديرية آثار جرش تنفذ، باستمرار، حملات تنظيف وصيانة واسعة لموقع الحمامات الشرقية، بهدف الحفاظ على نظافة الموقع الذي يقع في الوسط التجاري والحد من العبث فيه بمختلف الأشكال. والبلدية والأوقاف هما من تملكان الموقع، وتقع عليهما مسؤولية تنظيفه وحمايته ومنع أي عبث فيه بمختلف الطرق وبالتعاون مع الجهات المعنية، في حين تقدم مديرية الآثار المساعدات المطلوبة كافة لأي جهة في سبيل الحفاظ على الآثار والمواقع الموجودة فيها. كما تقدم البلدية كل التسهيلات والدعم اللازم لنجاح الموقع وباقي المواقع الأثرية التي تمتلكها، خصوصا مشروع التنقيب الذي تقدمه الحكومة الفرنسية من خلال منظماتها المختلفة، لا سيما أنه مع وجود مشاريع عدة تم وضع الفكرة الأساسية لها، مثل تطوير السوق التراثي القديم ومنطقة امتداد الوادي، وتوأمة بلدية جرش الكبرى مع مدينة نيس الفرنسية كاقتراح تم التوافق عليه سابقا مع السفير الفرنسي. إلى ذلك، أكد مصدر مطلع في آثار جرش أن البعثات الأجنبية عملت على التنقيب في موقع الحمامات الشرقية عبر أعوام طويلة وكان آخرها العام 2018، وقد تم العثور على قطع أثرية وتماثيل مهمة جدا، وهي معروضة في مركز الزوار ومتحف آثار جرش. ولفت إلى أن البعثة الفرنسية كانت اكتشفت قبل بضعة أعوام تمثالا باسم "أفروديت" من زمن الرومان، ويبلغ ارتفاع الجزء المكتشف منه نحو 164 سم، والتمثال موجود حاليا في متحف جرش، في حين توقع الخبراء الفرنسيون آنذاك أن الجزء الآخر الذي يمثل شقه العلوي تم التنقيب عنه بالموقع نفسه لاحقا، حيث يبلغ طوله نحو متر ونصف المتر، بينما أظهرت الكتابات التي اكتشفتها البعثة على قاعدة التمثال أنه يمثل آلهة الحب عند الرومان، حيث يعد هذا التمثال أكبر تمثال لآلهة الحب "العشق والجمال" تم اكتشافه حتى الآن، بينما تم كشف نسخة أصغر حجما منه بمنطقة بيسان في فلسطين.