أحدث الأخبار مع #صداقي


بلدنا اليوم
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- بلدنا اليوم
اتفاق المعادن بين أمريكا وأوكرانيا.. فرصة اقتصادية أم تصعيد جيوسياسي؟ (خاص)
قال الباحث والمحلل السياسي الكندي يوسف صداقي في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم إن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقتربان من توقيع اتفاق استراتيجي يمنح واشنطن حق الوصول إلى المعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية. وأشار إلى أن هذا الاتفاق يأتي في توقيت حساس على الساحة الدولية، حيث يتزامن مع التوترات المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، بالإضافة إلى المنافسة التجارية والتكنولوجية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين. بنود الاتفاق وأهدافه وأوضح صداقي، أن الاتفاق يتضمن عدة نقاط رئيسية تهدف إلى تأمين المعادن الاستراتيجية للصناعات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية، وفي الوقت نفسه، دعم الاقتصاد الأوكراني الذي يعاني من تداعيات الحرب البنود المهمة الاستثمار الأمريكي، في البنية التحتية للتعدين ستعمل الولايات المتحدة على تطوير المناجم ومعامل المعالجة في أوكرانيا، مما يعزز قدرة كييف على تصدير المعادن النادرة. تقاسم العائدات ستحصل أوكرانيا على ثلثي العائدات من عمليات التعدين، بينما تستحوذ الولايات المتحدة على الثلث المتبقي مقابل الدعم اللوجستي والتكنولوجي والمعدات العسكرية. إنشاء صندوق استثماري بقيمة 500 مليار دولار ستساهم أوكرانيا بنسبة 50% من عائدات بيع المعادن في هذا الصندوق، بينما ستشارك الولايات المتحدة دون فرض ديون إضافية على كييف. تأمين إمدادات المعادن لشركات التكنولوجيا والدفاع الأمريكية: مثل "تسلا" و"لوكهيد مارتن"، اللتين تعتمدان على المعادن النادرة في تصنيع بطاريات الليثيوم وأشباه الموصلات والتقنيات العسكرية. ضمانات أمنية لأوكرانيا طلبت كييف التزامًا أمريكيًا بتعزيز دفاعاتها، ما قد يشمل دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا إضافيًا. البعد الاقتصادي واشنطن تسعى لتقليل اعتمادها على الصين وأكد صداقي أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة من هذا الاتفاق هو تقليل اعتمادها على الصين في استيراد المعادن النادرة، حيث تهيمن بكين على أكثر من 60% من الإنتاج العالمي لهذه الموارد. ولفت إلى أن هذا يمنح الصين نفوذًا كبيرًا في الأسواق الدولية، خاصة في ظل النزاعات التجارية المستمرة مع واشنطن. على الجانب الآخر، شدد صداقي على أن الاتفاق يوفر لأوكرانيا فرصة اقتصادية مهمة، حيث سيخلق فرص عمل جديدة، ويساهم في إعادة بناء البنية التحتية، ويعزز مكانة كييف كمصدر رئيسي للمعادن النادرة في أوروبا والعالم. التداعيات السياسية والجيوستراتيجية وأشار الباحث إلى أن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى تصعيد التوترات على المستوى الدولي، حيث سيؤثر على مصالح كل من روسيا والصين: مع روسيا قد تعتبر موسكو هذه الصفقة تهديدًا مباشرًا لمصالحها، نظرًا لأنها ستعزز الوجود الاقتصادي وربما العسكري للولايات المتحدة في أوكرانيا. ولفت صداقي إلى أن روسيا قد تتخذ خطوات مضادة، مثل تعزيز نفوذها في أسواق المعادن والطاقة، أو حتى تصعيد عملياتها العسكرية. مع الصين تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين في استيراد المعادن النادرة، لذا فإن تأمين مصادر بديلة عبر أوكرانيا قد يقلل من نفوذ بكين على سلاسل التوريد العالمية. وأوضح صداقي أن بكين قد ترى في هذا الاتفاق خطوة عدائية، وقد ترد بإجراءات مضادة، مثل فرض قيود على تصدير المعادن أو تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع روسيا. داخل أوكرانيا هناك انقسام داخلي حول الاتفاق، حيث يرى البعض أنه خطوة إيجابية لتعزيز الاقتصاد، بينما يخشى آخرون من أن يؤدي إلى تعميق الاعتماد على الولايات المتحدة، خاصة في ظل مطالبة كييف بضمانات أمنية مقابل منح حقوق التعدين. ردود الأفعال الدولية وتوقعات المستقبل شدد صداقي على أن الاتفاق أثار ردود فعل متباينة عالميًا، حيث رحبت الأوساط الاقتصادية الأمريكية بهذه الخطوة باعتبارها ضرورية لأمن الإمدادات التكنولوجية والعسكرية، بينما أعربت بعض الأوساط السياسية عن مخاوفها من أن يؤدي تعزيز الوجود الأمريكي في أوكرانيا إلى تصعيد الصراع مع روسيا. و في الصين، فلم يصدر تعليق رسمي بعد، لكن من المتوقع أن يكون هناك قلق متزايد بشأن التأثير المحتمل لهذا الاتفاق على هيمنتها في سوق المعادن النادرة. واختتم صداقي حديثه بالقول إن الاتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن المعادن النادرة يمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا له تأثيرات واسعة على الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية. وبينما يمنح واشنطن فرصة لتقليل اعتمادها على الصين، فإنه قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع روسيا. أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن الاتفاق يوفر فرصة اقتصادية، لكنه قد يحمل تحديات سياسية وأمنية في المستقبل.


بلدنا اليوم
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- بلدنا اليوم
يوسف صداقي: أوكرانيا ترفض "صندوق المعادن" الأمريكي وتبحث عن بدائل استراتيجية (خاص)
قال الباحث والمحلل السياسي الكندي يوسف صداقي، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن أوكرانيا رفضت مؤخرًا طلبًا أمريكيًا بإنشاء "صندوق معادن" بقيمة 500 مليار دولار، مشيرًا إلى أن هذا الرفض جاء نتيجة عدة عوامل أساسية تتعلق بعدم تناسب المساعدات المقدمة مع المقابل المطلوب، وغياب الضمانات الأمنية، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على السيادة الوطنية. أسباب رفض أوكرانيا للصندوق الأمريكي أكد صداقي، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أوضح أن إجمالي المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا حتى الآن يبلغ حوالي 98.5 مليار دولار، وهو مبلغ أقل بكثير من الـ500 مليار دولار التي تطالب بها الولايات المتحدة كتعويض عبر الثروات المعدنية الأوكرانية. ولفت إلى أن هذا التفاوت الكبير يجعل العرض غير مقبول من وجهة نظر كييف، التي ترى أن المساعدات يجب أن تساهم في تطوير الاقتصاد، وليس مجرد استنزاف الموارد الطبيعية دون مقابل عادل. غياب الضمانات الأمنية أشار صداقي، إلى أن زيلينسكي شدد على أن العرض الأمريكي لم يتضمن ضمانات أمنية محددة لحماية أوكرانيا من العدوان الروسي، وهو عامل حاسم في أي اتفاق يمكن أن يؤثر على الموارد الاستراتيجية للبلاد. وأوضح أن أوكرانيا، لا يمكنها تقديم مواردها الطبيعية الضخمة في ظل عدم وجود التزام واضح بحمايتها من التهديدات الخارجية. الحفاظ على السيادة الوطنية لفت المحلل الكندي إلى أن الحكومة الأوكرانية أكدت أنها لا ترغب في أن تصبح مجرد مركز لاستخراج المواد الخام لصالح الدول الأجنبية. وشددت كييف على أن أي استثمار في الموارد الأوكرانية يجب أن يتضمن فوائد متبادلة وضمانات تحمي مصالح أوكرانيا وسيادتها. عوامل أخرى وراء الرفض الأوكراني الخوف من استغلال الموارد لصالح أطراف خارجية أوضح صداقي أن أوكرانيا تمتلك واحدة من أغنى احتياطيات المعادن في أوروبا، بما في ذلك الليثيوم والنيكل والتيتانيوم والكوبالت، وهي معادن استراتيجية للصناعات التكنولوجية والعسكرية. وأكد أن كييف قد تكون قلقة من أن يؤدي إنشاء هذا الصندوق إلى وضع ثرواتها المعدنية تحت سيطرة أمريكية غير مباشرة. ضغوط أوروبية للحفاظ على التوازن في الاستثمار أشار صداقي إلى أن بعض الدول الأوروبية قد تكون مارست ضغوطًا على أوكرانيا لمنع منح الولايات المتحدة نفوذًا واسعًا على الموارد الأوكرانية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي للحفاظ على استثماراته وتأمين المعادن الحيوية دون تدخل أمريكي قد يخلق عدم توازن في الشراكات الاقتصادية. الخوف من رد فعل روسي لفت المحلل السياسي إلى أن أي اتفاق اقتصادي كبير مع الولايات المتحدة قد يُفسَّر في موسكو على أنه خطوة نحو تعزيز النفوذ الأمريكي في أوكرانيا، مما قد يدفع روسيا إلى تصعيد عسكري جديد أو فرض عقوبات أكثر صرامة على كييف. تأثير الرأي العام الأوكراني أكد صداقي أن الصفقات الاقتصادية الضخمة التي تشمل موارد طبيعية غالبًا ما تثير جدلاً داخل الدول المعنية، وقد يكون هناك قلق لدى القيادة الأوكرانية من أن مثل هذه الصفقة قد تُفسَّر على أنها "بيع للثروات الوطنية"، مما قد يؤثر سلبًا على شعبية الحكومة. رغبة أوكرانيا في فرض شروطها الخاصة أشار صداقي إلى أن رفض العرض الأمريكي قد يكون وسيلة تفاوضية من كييف للحصول على شروط أكثر فائدة، سواء من الولايات المتحدة أو من شركاء آخرين، مثل الاتحاد الأوروبي أو الصين. أولويات مختلفة في استراتيجيات إعادة الإعمار أوضح المحلل السياسي أن أوكرانيا قد ترى أن هناك أولويات أخرى أكثر إلحاحًا في إعادة الإعمار، مثل إصلاح البنية التحتية أو تعزيز القدرات الدفاعية، بدلاً من الدخول في شراكة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة في قطاع التعدين. البدائل المطروحة لدعم إعادة الإعمار تنويع الشراكات الدولية قال صداقي إن أوكرانيا تعمل على جذب استثمارات من دول أخرى، بما في ذلك دول الخليج، حيث يمكنها مقايضة المعادن الهامة بما تقدمه هذه الدول من دعم مالي ولوجستي في عملية إعادة الإعمار. استخدام الأصول الروسية المجمدة أوضح المحلل السياسي أن بعض الدول الغربية تدرس إمكانية استخدام الأموال والأصول الروسية المجمدة للمساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا، رغم التحديات القانونية والدولية التي قد تعترض تنفيذ هذا الخيار. نحو دعم مستدام لإعادة الإعمار أكد صداقي أن أوكرانيا تسعى من خلال هذه البدائل إلى تأمين الدعم اللازم لإعادة إعمار بنيتها التحتية واقتصادها، مع التأكيد على الحفاظ على سيادتها ومصالحها الوطنية. وأضاف أن كييف تحاول الموازنة بين الحاجة إلى الدعم المالي والاستثماري وبين حماية ثرواتها الطبيعية من الاستغلال غير العادل. ومن خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية واستغلال الموارد المتاحة بذكاء، قد تتمكن أوكرانيا من تحقيق انتعاش اقتصادي طويل الأمد يعزز مكانتها على الساحة الدولية.