logo
#

أحدث الأخبار مع #صدامالحضارات

تساؤلات في سياق الحرب الإيرانية الإسرائيلية
تساؤلات في سياق الحرب الإيرانية الإسرائيلية

24 القاهرة

timeمنذ 7 ساعات

  • سياسة
  • 24 القاهرة

تساؤلات في سياق الحرب الإيرانية الإسرائيلية

دعونا نخرج من دائرة الجدل القائم في الوقت الراهن حول الحرب الحالية بين طهران وتل أبيب، المتمثل في رؤيتين، إحداهما تعتبر هذه الحرب صراعًا بين ظالمين وظالمين، والأخرى تراها تهمّ الوطن العربي والإسلامي، وربما منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ويتحتم معها تجاهل الفوارق بين السنة والشيعة؛ لنقف على مسافة مناسبة من الحالة تمكننا من رؤية أبعادها بوضوح، ومراقبة العناصر الفاعلة فيها، ومن ثم محاولة التوصل إلى إجابات لمجموعة من التساؤلات تسهم في بناء تقييم موضوعي لهذه الحرب، والتأسيس لتصور منطقي لمآلاتها، وتتمثل تلك التساؤلات فيما يأتي: هل أمريكا والغرب وإسرائيل ينظرون إلى سكان الوطن العربي والإسلامي من رؤية يفرقون فيها بين السنة والشيعة مثل الجدل القائم بين أبنائه الآن، أم أنهم يضعون الجميع في سلة واحدة ويساوون بينهم في الرؤية؟ ويمكن الاسترشاد في الإجابة عن هذا السؤال بالاطلاع على صورة العالم العربي والإسلامي لدى النخبة الغربية كما شكلتها في وعيهم كتابات مفكريهم أمثال فرانسيس فوكوياما صاحب كتاب "نهاية التاريخ والرجل الأخير"، وصموئيل هنتنجتون صاحب كتاب "صدام الحضارات.. إعادة صنع النظام العالمي"، وجان فرانسوا رافيل صاحب كتاب "الانتعاش الديمقراطي"، وجان فرانسوا دارو.. وغيرهم. هل القمع الذي عاناه السوريون من نظام بشار الأسد بمساعدة عناصر حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني إبان الثورة السورية عام 2012م، كان في إطار صراع سياسي بين نظام حاكم ومعارضين له، أم كان على أساس خلاف مذهبي بين السنة والشيعة؟ وهل كان ثمة اضطهاد شيعي للسنة في سوريا قبل عام 2012م؟ وهل النظام الإيراني لا يقمع معارضيه من الشيعة؟ وهل الأنظمة السنية لا تقمع معارضيها من السنة؟ ويمكن الاسترشاد في الإجابة عن هذا السؤال بالعودة إلى موقف الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي السني الشافعي الأشعري من الثورة السورية ونظام بشار الأسد آنذاك، وأيضًا بمراجعة التركيبة المذهبية لنزلاء سجون بشار الذين تم تحريرهم بعد رحيله. هل أمريكا والغرب يُلزِمون أنفسهم ويُلزِمون إسرائيل أيضًا بمبادئ وقوانين ميثاق الأمم المتحدة منذ تمت صياغتها في سان فرانسيسكو عام 1945، أم أنهم أول المنتهكين لتلك المبادئ والأعراف والقوانين الدولية؟ وهل توجد دولة أوروبية توجه إدانة إلى إسرائيل في الحرب الحالية أو تطلق تصريحات محايدة تجاه طرفي الصراع؟ وقد كتبت سابقًا أن الدلائل تشير إلى أن هذه الحرب تُدار مجرياتها بتواطؤ إسرائيلي أمريكي غربي وفق مراحل محسوبة. هل يتصور شخص عاقل أن الإسرائيليين على قدر من السذاجة بحيث يمكنهم المبادرة بالهجوم على إيران دون استعداد تام مسبق على المستوى العسكري والمدني للرد الإيراني، الذي جربوا جزءًا منه خلال الأشهر الماضية في إطار تداعيات الأحداث في غزة؟ وبناءً عليه، هل يمكن أن تكون المنشآت التي تتعرض لقصف الصواريخ الإيرانية حاليًا قد تُركت دون أن يتم إخلاؤها من كل ما هو مهم إلى مخابئ حصينة، ريثما يتم امتصاص الرد الإيراني؟ هل كل شعوب العالم - فضلًا عن الزعماء والحكام - يرون إسرائيل من نفس منظور الشعوب العربية والإسلامية، القائم على اعتبارها كيانًا مغتصبًا لأرض ومقدسات ليس له حق فيها، أم أنهم يرونها دولة عادية يتعاملون معها من منظور براجماتي، يحكمه تبادل المصالح، ويسافرون إليها للعمل والاستثمار والسياحة، وربما الدراسة؟ ويتفرع عن هذا السؤال تساؤل آخر: هل من يرحلون عن إسرائيل جراء الحرب الحالية كلهم مواطنون إسرائيليون، أم أن معظمهم جاليات من دول أخرى؟ هل المكون البشري لسكان إسرائيل، الذين يبلغ عددهم 10 ملايين نسمة، كلهم ضمن مجموعات مهاجرين يهود تركوا أوطانهم وجاءوا من أصقاع الأرض المختلفة ليستوطنوا "أرضًا بلا شعب" ويؤسسوا الدولة العبرية في فلسطين، أم أن بين المواطنين الإسرائيليين من هم في الأصل عرب من أبناء فلسطين، ومنهم يهود كانوا مواطنين فلسطينيين قبل عام 1948، وليس لهم أوطان قديمة يرحلون إليها؟ هل تجد إيران حلفاء حقيقيين من دول العالم على استعداد للدخول في حرب لمساندتها في مواجهة إسرائيل والغرب وأمريكا، سوى أذرعها المتمثلة فيما تُطلق عليها حركات المقاومة في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟ وهل يمكن أن يتجاوز موقف باكستان - مثلًا - وهي الدولة السنية، تزويد طهران ببعض المعدات والأسلحة، وربما يكون ذلك في إطار اتفاق تقليدي خاص بصفقات سلاح، في حين أنها - باكستان - لم تُبدِ أي تحرك فعلي تجاه أحداث غزة وسكانها السنة؟ إن محاولة البحث عن أجوبة موضوعية للأسئلة السابقة قد تفضي إلى تبنّي موقف عقلاني تجاه الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وإيران، يتسق مع الهوية الوطنية والقومية، ولا تؤثر فيه الدوافع العاطفية أو المذهبية، وإنما يحتكم إلى التاريخ ومعطيات الواقع في تفسير الأحداث واستنتاج ما يمكن أن تسفر عنه هذه الحرب. أمريكا: لا نخطط لعملية عسكرية ضد إيران حاليا تزامنًا مع الحرب بين إيران وإسرائيل| وزير الصحة يوجه بحصر جميع الأدوية.. وتقييم سلاسل التوريد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store