#أحدث الأخبار مع #صوتالعاصفةشبكة أنباء شفا١١-٠٥-٢٠٢٥ترفيهشبكة أنباء شفايوسف القزاز : صوت فلسطين الذي لا ينطفئ ، بقلم : المهندس غسان جابريوسف القزاز : صوت فلسطين الذي لا ينطفئ ، بقلم : المهندس غسان جابر في سجل الإعلام الفلسطيني، تتلألأ أسماء صنعت الفرق وسط الركام والرماد، وكان لها الصوت الأوضح في خضم العواصف السياسية والعسكرية. من بين هؤلاء يقف الإعلامي الفلسطيني يوسف القزاز، الرجل الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الإعلام الوطني المقاوم، وصوتًا صادقًا عبر أثير الإذاعة، لم يهادن، ولم يساوم، بل بقي وفياً لفلسطين الكلمة، وفلسطين الحقيقة. النشأة والبدايات وُلد يوسف القزاز في بلدة دورا جنوب مدينة الخليل عام 1945، في زمن مضطرب شهد نكبة الشعب الفلسطيني. ومنذ شبابه، اختار أن يكون جزءًا من الحكاية لا راويًا من بعيد. انخرط في صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلاً وناشطًا قبل أن يصبح إعلاميًا، حيث أدرك مبكرًا أن الكلمة قد توازي الرصاصة في ميدان المواجهة، وربما تتجاوزها حين تحمل الحقيقة وتُعبّئ الوجدان. من 'صوت العاصفة' إلى 'صوت فلسطين' بدأ القزاز مسيرته الإعلامية كمذيع في إذاعة 'صوت العاصفة' في القاهرة، الذراع الإعلامية لحركة 'فتح'، ثم واصل العمل بها عندما انتقلت إلى بيروت، حيث كانت تبث من قلب المعركة. وفي بيروت، كان أحد المؤسسين الأوائل لإذاعة 'صوت فلسطين'، التي كانت تبث من مواقع الفدائيين، وسط ظروف قصف وحصار، لتحمل صوت الأرض واللاجئين والكرامة المهدورة. تميّز القزاز بأسلوبه الإذاعي الحيّ والميداني، إذ لم يكتفِ بتقديم الأخبار بل رافق الفدائيين في ساحات المواجهة، وجعل من الإذاعة منصةً للمقاومة، وصوتًا من قلب الحدث لا من خلفه. مدير عام إذاعة 'صوت فلسطين': تحديث الرؤية عُيّن يوسف القزاز لاحقًا مديرًا عامًا لإذاعة 'صوت فلسطين'، وهناك بدأ مرحلة جديدة من العمل المؤسسي والتطويري، حيث وضع خطة استراتيجية لتوسيع نطاق البث، شملت: الانتقال إلى البث 24 ساعة بدلاً من 18، وتنسيق البث بين الضفة الغربية وقطاع غزة. إطلاق برامج باللغة العبرية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، بهدف إيصال الرواية الفلسطينية إلى المجتمع الإسرائيلي والعالم. تحديث البنية التقنية للإذاعة بدعم من دول شقيقة كالإمارات، التي قدمت مرسلات حديثة لتقوية بث 'صوت فلسطين' على موجات FM والأقمار الصناعية مثل 'هوت بيرد' و'تل ستار'. توسيع المحتوى الوطني من خلال إدماج الأغاني الثورية التي كانت تؤديها الفرقة المركزية التابعة للفدائيين، والتي شارك في إنتاجها كبار الملحنين مثل مهدي سردانة وعبد العظيم محمد. صوت الثورة والوجدان الوطني حرص القزاز على أن تبقى الإذاعة تجسيدًا حيًا لهوية الشعب الفلسطيني ونضاله، فكانت افتتاحية 'صوت فلسطين' اليومية موسيقى مقتبسة من البولونيز لشوبان، اقترحها الرئيس الراحل ياسر عرفات، لما تحمله من رمزية نضالية عميقة. هذه اللمسات جعلت الإذاعة جزءًا من التشكيل الثقافي والوطني للجيل الفلسطيني الجديد. تحديات الاعتقال والاحتلال لم تكن مسيرة القزاز مفروشة بالورود؛ فقد اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات إداريًا وفعليًا، وخاض إضرابات عن الطعام احتجاجًا على الاعتقال، في وقت تعرضت فيه عائلته للتهديد والاعتداء. رغم ذلك، لم يتوقف عن العمل الإعلامي، بل حول الاعتقال إلى منصة جديدة للتحدي وإيصال رسالة الأسرى والمظلومين إلى العالم. نقد الواقع وتطوير الهيئة لم يكن القزاز رجل مؤسسة تقليدي، بل صاحب رأي وموقف. انتقد تأخر قناة الجزيرة في دعم هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، ودعا إلى شراكة حقيقية في التدريب وتوفير الأجهزة والبرامج. كما أشاد بجهود الوزير نبيل شعث في إدخال الثقافة إلى الإعلام، مشيرًا إلى ضرورة إشراك المسرح والدراما في البرامج الوطنية. الإرث الإعلامي استمر يوسف القزاز في العطاء حتى سنوات عمره الأخيرة، قبل أن يرحل بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا إعلاميًا يُعد من الأعمدة الأساسية التي بُني عليها الإعلام الفلسطيني المعاصر. لقد كان أحد القلائل الذين جعلوا من الإذاعة صوتًا للوطن والحرية، لا مجرد وسيلة اتصال. نقول أن يوسف القزاز لم يكن مجرد إعلامي، بل مناضل بالكلمة، وفارس في معركة الوعي، وركن من أركان الإعلام الفلسطيني المقاوم. إرثه لا يُقاس فقط بعدد البرامج أو ساعات البث، بل بقدرته على ترسيخ البعد الوطني في وجدان المستمع الفلسطيني والعربي، في وقت كانت الكلمة فيه معركة. في زمن يُساق فيه الإعلام إلى الترفيه والسطحية، يبقى صوت يوسف القزاز نداءً لضمير الإعلاميين: أن تكونوا مع الشعب، لا على الهامش. م. غسان جابر (القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)
شبكة أنباء شفا١١-٠٥-٢٠٢٥ترفيهشبكة أنباء شفايوسف القزاز : صوت فلسطين الذي لا ينطفئ ، بقلم : المهندس غسان جابريوسف القزاز : صوت فلسطين الذي لا ينطفئ ، بقلم : المهندس غسان جابر في سجل الإعلام الفلسطيني، تتلألأ أسماء صنعت الفرق وسط الركام والرماد، وكان لها الصوت الأوضح في خضم العواصف السياسية والعسكرية. من بين هؤلاء يقف الإعلامي الفلسطيني يوسف القزاز، الرجل الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الإعلام الوطني المقاوم، وصوتًا صادقًا عبر أثير الإذاعة، لم يهادن، ولم يساوم، بل بقي وفياً لفلسطين الكلمة، وفلسطين الحقيقة. النشأة والبدايات وُلد يوسف القزاز في بلدة دورا جنوب مدينة الخليل عام 1945، في زمن مضطرب شهد نكبة الشعب الفلسطيني. ومنذ شبابه، اختار أن يكون جزءًا من الحكاية لا راويًا من بعيد. انخرط في صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلاً وناشطًا قبل أن يصبح إعلاميًا، حيث أدرك مبكرًا أن الكلمة قد توازي الرصاصة في ميدان المواجهة، وربما تتجاوزها حين تحمل الحقيقة وتُعبّئ الوجدان. من 'صوت العاصفة' إلى 'صوت فلسطين' بدأ القزاز مسيرته الإعلامية كمذيع في إذاعة 'صوت العاصفة' في القاهرة، الذراع الإعلامية لحركة 'فتح'، ثم واصل العمل بها عندما انتقلت إلى بيروت، حيث كانت تبث من قلب المعركة. وفي بيروت، كان أحد المؤسسين الأوائل لإذاعة 'صوت فلسطين'، التي كانت تبث من مواقع الفدائيين، وسط ظروف قصف وحصار، لتحمل صوت الأرض واللاجئين والكرامة المهدورة. تميّز القزاز بأسلوبه الإذاعي الحيّ والميداني، إذ لم يكتفِ بتقديم الأخبار بل رافق الفدائيين في ساحات المواجهة، وجعل من الإذاعة منصةً للمقاومة، وصوتًا من قلب الحدث لا من خلفه. مدير عام إذاعة 'صوت فلسطين': تحديث الرؤية عُيّن يوسف القزاز لاحقًا مديرًا عامًا لإذاعة 'صوت فلسطين'، وهناك بدأ مرحلة جديدة من العمل المؤسسي والتطويري، حيث وضع خطة استراتيجية لتوسيع نطاق البث، شملت: الانتقال إلى البث 24 ساعة بدلاً من 18، وتنسيق البث بين الضفة الغربية وقطاع غزة. إطلاق برامج باللغة العبرية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، بهدف إيصال الرواية الفلسطينية إلى المجتمع الإسرائيلي والعالم. تحديث البنية التقنية للإذاعة بدعم من دول شقيقة كالإمارات، التي قدمت مرسلات حديثة لتقوية بث 'صوت فلسطين' على موجات FM والأقمار الصناعية مثل 'هوت بيرد' و'تل ستار'. توسيع المحتوى الوطني من خلال إدماج الأغاني الثورية التي كانت تؤديها الفرقة المركزية التابعة للفدائيين، والتي شارك في إنتاجها كبار الملحنين مثل مهدي سردانة وعبد العظيم محمد. صوت الثورة والوجدان الوطني حرص القزاز على أن تبقى الإذاعة تجسيدًا حيًا لهوية الشعب الفلسطيني ونضاله، فكانت افتتاحية 'صوت فلسطين' اليومية موسيقى مقتبسة من البولونيز لشوبان، اقترحها الرئيس الراحل ياسر عرفات، لما تحمله من رمزية نضالية عميقة. هذه اللمسات جعلت الإذاعة جزءًا من التشكيل الثقافي والوطني للجيل الفلسطيني الجديد. تحديات الاعتقال والاحتلال لم تكن مسيرة القزاز مفروشة بالورود؛ فقد اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات إداريًا وفعليًا، وخاض إضرابات عن الطعام احتجاجًا على الاعتقال، في وقت تعرضت فيه عائلته للتهديد والاعتداء. رغم ذلك، لم يتوقف عن العمل الإعلامي، بل حول الاعتقال إلى منصة جديدة للتحدي وإيصال رسالة الأسرى والمظلومين إلى العالم. نقد الواقع وتطوير الهيئة لم يكن القزاز رجل مؤسسة تقليدي، بل صاحب رأي وموقف. انتقد تأخر قناة الجزيرة في دعم هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، ودعا إلى شراكة حقيقية في التدريب وتوفير الأجهزة والبرامج. كما أشاد بجهود الوزير نبيل شعث في إدخال الثقافة إلى الإعلام، مشيرًا إلى ضرورة إشراك المسرح والدراما في البرامج الوطنية. الإرث الإعلامي استمر يوسف القزاز في العطاء حتى سنوات عمره الأخيرة، قبل أن يرحل بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا إعلاميًا يُعد من الأعمدة الأساسية التي بُني عليها الإعلام الفلسطيني المعاصر. لقد كان أحد القلائل الذين جعلوا من الإذاعة صوتًا للوطن والحرية، لا مجرد وسيلة اتصال. نقول أن يوسف القزاز لم يكن مجرد إعلامي، بل مناضل بالكلمة، وفارس في معركة الوعي، وركن من أركان الإعلام الفلسطيني المقاوم. إرثه لا يُقاس فقط بعدد البرامج أو ساعات البث، بل بقدرته على ترسيخ البعد الوطني في وجدان المستمع الفلسطيني والعربي، في وقت كانت الكلمة فيه معركة. في زمن يُساق فيه الإعلام إلى الترفيه والسطحية، يبقى صوت يوسف القزاز نداءً لضمير الإعلاميين: أن تكونوا مع الشعب، لا على الهامش. م. غسان جابر (القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)