أحدث الأخبار مع #طلالعوكل


قدس نت
منذ 16 ساعات
- سياسة
- قدس نت
هذه ليست «أمّ المعارك» ولا آخرها
بقلم: طلال عوكل بقلم طلال عوكل : لسوء حظّ العرب، أنّ تنعقد قمّتهم التي تحمل الرقم (34) بعد قمم الخليج، الباذخة، التي فشلت في التحضير الجيّد لقمّة بغداد. ليس أسوأ من حال الأمّة العربية، بأنها تنعقد بحضور 5 رؤساء وغياب 17، لا عذر لغيابهم في هذه المرحلة التاريخية سوى ما يشير إلى ضعف وانقسام الأمّة، وانكفاء معظم الأنظمة على قضاياها الوطنية الداخلية، ومصالحها الأنانية. قمة بغداد هي الثالثة منذ اندلاع حرب الإبادة الإجرامية والاقتلاع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، والضفة الغربية والقدس، طغى عليها جميعاً خطاب الإدانة والمطالبة، وإعفاء الذات العربية من العمل بينما لدى العرب ما يمكنهم من مواجهة العدوان، وتعزيز كرامتهم وحماية مصالحهم. العرب كلهم بالجملة من خلال قممهم الجمعية والثنائية والثلاثية، يطالبون المجتمع الدولي بأن يقدم لهم، ما لا يقدمونه لأنفسهم، وفي جوهر هذه المطالبات، يتطلّع العرب إلى واشنطن، التي تملك حصرياً الحلّ. كان بإمكان الـ 4 تريليونات دولار، والهدايا التي تلقّاها دونالد ترامب خلال زيارته الخليجية، أن تسدّ كلّ الثغرات التي تعاني منها عملية التنمية العربية. يفرح بعض العرب، بأنّهم كانوا الوجهة الأولى، التي يخرج إليها ترامب بعد انتخابه، دون حساب مشاركته في تأبين البابا فرنسيس. وربّما يعتقد هؤلاء أنهم ينتزعون دور اللوبي الصهيوني الأميركي في التأثير على سياسات الإدارة الأميركية، خصوصاً إثر التوتّر الذي يسود علاقات الأخيرة، برئيس حكومة الاحتلال وتجاوزه. نعم هذا مهم، وما جرى، يشير إلى أن المال العربي أخذ يحتل أولوية لدى ترامب الذي يسعى لملء خزانة بلاده، ولكن حذار من أن يعتقد أيّ عربي أن أميركا ستتخلّى تماماً عن دعمها وحمايتها لدولة الاحتلال في المدى المنظور. ولكن هذا الاستنتاج، كان ينبغي أن يدفع زعماء الخليج العربي، نحو استثمار سعي ترامب للحصول على أموالهم، في اتجاه خدمة القضية الفلسطينية التي اعتبرتها قمة بغداد، قضية العرب المركزية الأولى، ونحو وقف حرب الإبادة الهمجية الجارية. من يدري، فقد يكون زعماء الخليج الذين زارهم ترامب أثاروا معه قضية الحرب العدوانية على غزّة، وفتح مسار سياسي نحو «حل ّ الدولتين»، وربّما يكون قدم إليهم وعوداً بذلك، وأن ذلك يفسّر ما صرح به من وعود بعمل إيجابي الشهر القادم. وربّما أراد زعماء الخليج، وكل يبحث عن تعظيم دوره إقليمياً، أن ينسبوا أيّ مؤشّرات إيجابية مقبلة، من الإدارة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية، وحتى لا يذهب مثل هذا الإنجاز للقمة العربية. وقد تكون ما تخبّئه لقاءات ترامب بزعماء الخليج، من وعود أكثر مما ظهر على السطح من خلال وسائل الإعلام والتصريحات المتبادلة.. ولكن ألا تفضح الممارسات الإسرائيلية، على أرض الواقع أيّ وعود قدّمها ترامب. بمجرّد أن غادر الأخير المنطقة، صعّدت دولة الاحتلال عدوانها على القطاع وعلى نحوٍ غير مسبوق. معدّلات الشهداء تتجاوز يومياً الـ 100، وأعداد كبيرة من المصابين، وعودة إلى قصف المستشفيات، وخاصة في شمال القطاع والتي تعمل بالحدّ الأدنى، وتدمير ما تبقّى من بيوت كانت قد قصفتها في حملاتها التدميرية السابقة، بينما المجاعة تجتاح القطاع وتأكل ما تبقّى من لحم على الأجساد. دولة الاحتلال أرسلت وفدها إلى الدوحة، وبتوجيهات وصلاحيات محدودة، وتحت ضغط وتهديدات حربية عدوانية شديدة، ورفض كل الضغوط التي تدعو إلى إدخال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزّة. في الحقيقة فإن عملية توسيع العملية العسكرية العدوانية قد دخلت حيّز العمل منذ أيّام، مع حذر شديد من تقدم جيش الاحتلال خشية أن يتعرّض لخسائر كبيرة، والذي بدوره أجبر سكّان الشمال على مغادرة وإخلاء بيوتهم المدمّرة وخيامهم باتجاه مدينة غزّة، وباشر في قصف وقتل كل من يتحرك في تلك المنطقة. الحديث عن الاستعداد لتوسيع العملية العسكرية، يعني أن سكان القطاع سيواجهون ما هو أقسى من الجاري رغم صعوبته في حال لم يتمّ التوصل إلى اتفاق وفق الشروط الإسرائيلية، ويبدو أن نتنياهو حصل على وقت إضافي لإتمام مهمّة التدمير والعدوان التي يقوم بها جيشه بتحقيق «الانتصار الكامل» بتغطية من الإدارة الأميركية. في الواقع، فإن ثمّة أملاً في التوصل إلى اتفاق تهدئة جزئي، بوعد أميركي، لأن تنتهي بوقف الحرب الكارثية. ولكن متى كانت واشنطن صادقة في وعودها وتعهداتها، فلقد كانت الضامن للاتفاق السابق الذي مزّقه نتنياهو. أما الوسطاء العرب فإنهم لا يملكون الاستعداد، رغم أنهم يملكون القدرة على ضمان التزام دولة الاحتلال بأيّ اتفاق. الثابت أن نتنياهو وائتلافه الحكومي لا يرغبون في وقف الحرب، طالما أنها ستكون نهاية الائتلاف ورئيسه كما أصبح الجميع يدرك بما في ذلك كثير من الإسرائيليين. وبالرغم من ذلك، لا بأس في أن تبدي حركة حماس مرونة كافية، للتوصل إلى اتفاق ينقذ الأرواح، فهذه ليست «أمّ المعارك» ولا هي آخرها. فلسطين باقية، وأهلها باقون، وحقوقهم لا تسقط بالتقادم. ومرّة أخرى بعد الألف، لا يمكن أن يكون حال الفلسطينيين كما حال العرب، الممزّقين، والمتصارعين على النفوذ على حساب الشعوب العربية، فإذا كانوا قدوة النضال من أجل الحرّية، فإن عليهم أن يقدّموا درساً في الوحدة، والتحصين. فليحمِ الفلسطينيون مصالحهم وحقوقهم كما يفعل كل نظام عربي. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت


قدس نت
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- قدس نت
الكلّ في انتظار ترامب
بقلم: طلال عوكل يمكن للمراقبين والمحلّلين أن يمضوا في تحليلاتهم وتوقّعاتهم وتقييماتهم للآثار التي ترتّبت عن مجريات حرب الإبادة، والحروب العنصرية التي يتعرّض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزّة خصوصاً، يمكن لهؤلاء أن يتحدّثوا عن الزلزال التي أحدثته غزّة على المستوى العالمي، وما نجم عن ذلك الزلزال المستمرّ من إنجازات تاريخية عظيمة، كما يمكن لآخرين أن يتحدّثوا عن نكبة ربما أكثر إيلاماً من نكبة العام 1948، وأن يكثروا في تحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن ذلك. لقد هزمت السردية الفلسطينية السردية الإسرائيلية، وأطاحت بها على نطاق واسع، ولكن ثمّة ما يستدعي من الكلّ العمل بما يتجاوز الإدانة والاستنكار من أجل وقف هذه الحرب العدوانية المجنونة، وإدخال المساعدات بكل أشكالها وأنواعها لأهالي القطاع، وعلى نحو عاجل. وفيما يحذّر الكثير من المسؤولين الأمميّين والنشطاء والسياسيين، من الاقتراب أكثر من مرحلة المجاعة، فإن الوقائع على الأرض تتحدّث بوضوح شديد عن أن الناس دخلوا مرحلة المسغبة منذ أسابيع، بلغني أن الناس بدأت في خلط المعكرونة مع البرغل وقليل من الدقيق لصناعة الخبز، وحين اختفى البرغل أخذوا يستبدلونه بالعدس الأصفر (المجروش)، مع أنّ أسعار هذه المواد غالية جداً، ولم تعد في متناول أيدي مئات الآلاف فضلاً عن أنها أصبحت شحيحة. بكى صديقي العزيز، صاحب الدمعة المتحجّرة، حين سألته عن كيفية تدبُّر أمور الطعام، وبكت زوجته ابنة مخيم تل الزعتر – لبنان، التي عاشت مذبحة ذلك المخيم في (12-8-1976)، إبّان الحرب الأهلية اللبنانية. من مفارقات الزمان، أن يتّفق مئات آلاف الإسرائيليين ممّن يتظاهرون، كل يوم، مع الفلسطينيين في القطاع، فالطرفان يطالبان بوقف الحرب كل لأسبابه، وينتظران الحلّ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ربما من الطبيعي أن يطالب إسرائيليون ترامب بالتدخّل ويراهنون عليه لوقف جنون حكومتهم العنصرية المتطرفة، ولكن من غير الطبيعي، وإن كان منطقياً، أن يراهن الفلسطينيون على ترامب لوقف مجزرة الإبادة، والتدمير، والتجويع، وسياسة التعطيش التي تنتهجها دولة الاحتلال في القطاع. لقد أبدى الفلسطينيون خشيتهم من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، فهو من اتخذ قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس، التي أعلن اعترافه بسيادة دولة الاحتلال عليها. في نظر الفلسطينيين، فإن شخصية وسياسة ترامب تتماهى مع شخصية وسياسة نتنياهو، وكلاهما يتّسم بالتطرف الشديد تجاه القضية الفلسطينية وشعبها. هذا التلاقي بين جمهور واسع من الإسرائيليين، وآخر واسع من الفلسطينيين ليس في غزّة وحسب، ينطوي على فقد الأمل بالمؤسسات الدولية، وبالمنظومة العربية والإسلامية التي عقدت قمتين خلال حرب الإبادة، دون أن تخرج قراراتها من القاعات التي جمعتهم. إذا كان العرب والمسلمون لا يعترفون بتقصيرهم وعجزهم وتواطؤهم، ويغطّون ذلك بفيضٍ من التصريحات والبيانات، والمتحدثين الرسميين، وأكاذيب الإعلاميين، فإن جوزيب بوريل، المسؤول السابق عن السياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، قد تجرّأ على قول الحقيقة أو جزء منها، نصف القنابل التي تسقط على رؤوس الغزّيين هي أوروبية، وأن أوروبا مقصّرة ولم تبذل جهداً لوقف حرب الإبادة الجماعية، كما صرّح بذلك بوريل. أوروبا تشهد المزيد من المطالبات التي تتقدّم بها دول أعضاء في الاتحاد لمراجعة اتفاقيات الشراكة التجارية مع دولة الاحتلال، التي تنتهك شروط الاتفاقية، وبعضها مثل فرنسا، ومن خارج الاتحاد بريطانيا، لا تزال متردّدة في الاعتراف بدولة فلسطين. يبدو أن مفتاح السرّ موجود لدى واشنطن، فإن فعلت لحقت بها الكثير من الدول الأوروبية، ودول العالم. ترامب الذي يعتمد سياسة قفزات الكنغر، لا يزال يلقي بمفاجآته التي يرهق المحلّلين والمتابعين في معرفة أو التقرّب من معرفة كنهها. لعلّ إعلانه قبل أيام عن تصريح مهمّ جداً إزاء قضية مهمة جداً، قبل وصوله إلى الخليج الذي اعتمد انتماءه العربي، واحداً من الإعلانات التي أشعلت التكهّنات. البعض ذهب إلى الاعتقاد بأن الأمر يتعلّق كأولوية من بين احتمالات، بأنه سيعلن الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، خصوصاً أن المرحلة الرابعة من المفاوضات تجري قبل يوم أو اثنين من وصوله إلى محطته الأولى في الخليج العربي. على كلّ حال، لم ينجح أي محلّل سياسي في أن يحصر الاحتمالات بواحد أو اثنين، وبعضهم يتحدث عن ثلاثة احتمالات ويمضي حتى الخمسة من دون أن يعي ذلك. هل سيعلن عن تطبيع العلاقات الإسرائيلية السورية واللبنانية، أم أن الأمر يتعلق باحتمال التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزّة يرمي به في وجه نتنياهو وحكومته المتطرفة. على أن هناك من توقّع أن يعلن عن اعترافه بدولة فلسطينية، خصوصاً بعد الفجوات التي تتّسع بين ترامب ونتنياهو والتي تشير إلى افتراق مهمّ في المصالح. كل شيء متوقّع من ترامب، والإسرائيليون يعبّرون عن مخاوف حقيقية، إزاء إمكانية تحوّل السياسة الأميركية عن مواصلة ربط مصالحها بمصالح دولة الاحتلال ودورها الذي يتراجع في المنطقة. وفق الإعلانات المتكرّرة من الإدارة الأميركية، فإن الأميركيين قد قرروا إعادة تنشيط سياستهم ومصالحهم في المنطقة من بوابة من يملكون المال، وأنهم جادّون جدّاً في التوصّل إلى اتفاق مع إيران يضمن ألا يكون برنامجها النووي عسكرياً. وفي انتظار ما ستسفر عنه زيارة ترامب، الذي تجاهل على غير العادة الدولة العبرية، فإن ما سينجم عنها، سيرسم ملامح المستقبل القريب للمنطقة، وقضاياها المهمة، وأيضاً يرسم ملامح قدرة العرب على استثمار إمكانياتهم وثرواتهم، التي تستحوذ على جزء كبير من اهتمامات الإدارة الأميركية. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت