#أحدث الأخبار مع #طهرانوليدالحياليساحة التحريرمنذ يوم واحدسياسةساحة التحريرالشعوب تدفع الثمن… حين تتمادى الأوهام في طهران!وليد الحياليالشعوب تدفع الثمن… حين تتمادى الأوهام في طهران! بقلم: البروفيسور وليد الحيالي في زحمة التحولات الجيوسياسية التي تعصف بمنطقتنا، تتكرر الحقيقة القاسية ذاتها: الشعوب، لا الأنظمة، هي من تتحمل كلفة المغامرات السياسية والسياسات الخارجية غير المتزنة. ولعل ما نشهده اليوم من تزايد الضغوطات على إيران إقليمياً ودولياً، يشكل نذير مرحلة جديدة، لا يدفع ثمنها صنّاع القرار، بل المواطن الإيراني البسيط الذي لم يكن له يد في رسم السياسات ولا في تحديد أولويات الدولة. لقد قامت العقيدة السياسية للجمهورية الإسلامية منذ 1979 على التوسع الإيديولوجي واستثمار قضايا المنطقة لخلق حالة نفوذ عابر للحدود، متكئة على شعارات العدل والمقاومة، لكنها سرعان ما تحولت إلى أدوات ضغط وابتزاز سياسي، كرّست الانقسام وأشعلت النزاعات. وكان العراق، منذ عام 2003، أبرز ساحات هذا التدخل، حيث وُظّفت الطائفية والانقسام السياسي لإعادة تشكيل مراكز السلطة، بما يخدم أجندة إيران لا مصالح الشعب العراقي. تمادت طهران، بفعل غياب الردع الجاد، في توهمها بأن التوسع غير المحدود هو حق مشروع، متجاهلة أن للمنطقة توازنات دقيقة، ومصالح دولية متشابكة، وخطوطًا حمراء لا يمكن عبورها دون عواقب. إن سلوك الدولة الذي يستهين بهذه التوازنات سرعان ما يجد نفسه معزولًا، محاصرًا بالعقوبات، فاقدًا للمناورة. ما يحدث اليوم من تصعيد دولي، وانكفاء بعض حلفاء الأمس، وتنامي الأصوات المعارضة داخل إيران، هو نتيجة منطقية لسياسة خارجية لم تعبأ بالواقع الاقتصادي ولا بعمق الأزمات الاجتماعية في الداخل. لقد جُيّر الاقتصاد الإيراني لعقود لخدمة مشاريع الخارج، فيما عانى الداخل من التضخم، وشحّ الموارد، وتآكل البنية التحتية. والآن، حين تُوشك الكلفة أن تقع على كاهل المواطن الإيراني، لا يمكن للقيادة أن تتذرع بالمؤامرات الخارجية فقط. فالمتغيرات العالمية تفرض واقعية سياسية جديدة، لا مكان فيها للشعارات الجامدة، بل للرؤى المتزنة والتفاهمات التي تضع مصلحة الشعوب أولًا. لقد دفعت شعوب المنطقة، وفي مقدمتها العراق، أثمانًا باهظة بسبب التدخلات الإيرانية في مفاصل الدولة والمجتمع، واليوم يقترب الشعب الإيراني ذاته من دفع فاتورة المغامرة، لا بوصفه فاعلًا، بل ضحية. السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: هل تعيد طهران النظر في مقاربتها السياسية قبل فوات الأوان؟ أم أن عقيدة المكابرة والعناد ستستمر حتى الوصول إلى لحظة الارتطام النهائي؟ لقد علمنا التاريخ أن الأوهام السياسية، مهما طالت، لا تصمد أمام منطق التوازنات الدولية، وأن من يتجاهل سنن الجغرافيا السياسية يسقط، ولو بعد حين. إن العالم يتغير، ولا أحد في منأى عن المحاسبة. ومن يراهن على استضعاف الآخرين، سيتذوق ذات يوم مرارة الضعف. فالمعادلات الإقليمية لا ترحم من يتجاهل حدودها، ولا من يتجاوز دون حكمة خطوطها. 2025-06-14 The post الشعوب تدفع الثمن… حين تتمادى الأوهام في طهران!وليد الحيالي first appeared on ساحة التحرير.
ساحة التحريرمنذ يوم واحدسياسةساحة التحريرالشعوب تدفع الثمن… حين تتمادى الأوهام في طهران!وليد الحياليالشعوب تدفع الثمن… حين تتمادى الأوهام في طهران! بقلم: البروفيسور وليد الحيالي في زحمة التحولات الجيوسياسية التي تعصف بمنطقتنا، تتكرر الحقيقة القاسية ذاتها: الشعوب، لا الأنظمة، هي من تتحمل كلفة المغامرات السياسية والسياسات الخارجية غير المتزنة. ولعل ما نشهده اليوم من تزايد الضغوطات على إيران إقليمياً ودولياً، يشكل نذير مرحلة جديدة، لا يدفع ثمنها صنّاع القرار، بل المواطن الإيراني البسيط الذي لم يكن له يد في رسم السياسات ولا في تحديد أولويات الدولة. لقد قامت العقيدة السياسية للجمهورية الإسلامية منذ 1979 على التوسع الإيديولوجي واستثمار قضايا المنطقة لخلق حالة نفوذ عابر للحدود، متكئة على شعارات العدل والمقاومة، لكنها سرعان ما تحولت إلى أدوات ضغط وابتزاز سياسي، كرّست الانقسام وأشعلت النزاعات. وكان العراق، منذ عام 2003، أبرز ساحات هذا التدخل، حيث وُظّفت الطائفية والانقسام السياسي لإعادة تشكيل مراكز السلطة، بما يخدم أجندة إيران لا مصالح الشعب العراقي. تمادت طهران، بفعل غياب الردع الجاد، في توهمها بأن التوسع غير المحدود هو حق مشروع، متجاهلة أن للمنطقة توازنات دقيقة، ومصالح دولية متشابكة، وخطوطًا حمراء لا يمكن عبورها دون عواقب. إن سلوك الدولة الذي يستهين بهذه التوازنات سرعان ما يجد نفسه معزولًا، محاصرًا بالعقوبات، فاقدًا للمناورة. ما يحدث اليوم من تصعيد دولي، وانكفاء بعض حلفاء الأمس، وتنامي الأصوات المعارضة داخل إيران، هو نتيجة منطقية لسياسة خارجية لم تعبأ بالواقع الاقتصادي ولا بعمق الأزمات الاجتماعية في الداخل. لقد جُيّر الاقتصاد الإيراني لعقود لخدمة مشاريع الخارج، فيما عانى الداخل من التضخم، وشحّ الموارد، وتآكل البنية التحتية. والآن، حين تُوشك الكلفة أن تقع على كاهل المواطن الإيراني، لا يمكن للقيادة أن تتذرع بالمؤامرات الخارجية فقط. فالمتغيرات العالمية تفرض واقعية سياسية جديدة، لا مكان فيها للشعارات الجامدة، بل للرؤى المتزنة والتفاهمات التي تضع مصلحة الشعوب أولًا. لقد دفعت شعوب المنطقة، وفي مقدمتها العراق، أثمانًا باهظة بسبب التدخلات الإيرانية في مفاصل الدولة والمجتمع، واليوم يقترب الشعب الإيراني ذاته من دفع فاتورة المغامرة، لا بوصفه فاعلًا، بل ضحية. السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: هل تعيد طهران النظر في مقاربتها السياسية قبل فوات الأوان؟ أم أن عقيدة المكابرة والعناد ستستمر حتى الوصول إلى لحظة الارتطام النهائي؟ لقد علمنا التاريخ أن الأوهام السياسية، مهما طالت، لا تصمد أمام منطق التوازنات الدولية، وأن من يتجاهل سنن الجغرافيا السياسية يسقط، ولو بعد حين. إن العالم يتغير، ولا أحد في منأى عن المحاسبة. ومن يراهن على استضعاف الآخرين، سيتذوق ذات يوم مرارة الضعف. فالمعادلات الإقليمية لا ترحم من يتجاهل حدودها، ولا من يتجاوز دون حكمة خطوطها. 2025-06-14 The post الشعوب تدفع الثمن… حين تتمادى الأوهام في طهران!وليد الحيالي first appeared on ساحة التحرير.