منذ 6 أيام
من "البصمة إلى الزحام".. موظفو بغداد أمام رحلة يومية شاقة (صور)
شفق نيوز – بغداد
رغم المشاريع الكبرى التي أطلقتها الحكومة العراقية مؤخراً لفكّ الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد، لا يزال آلاف الموظفين يعيشون سباقاً يومياً مع الزمن، في محاولة للوصول إلى دوائرهم قبل أن تُسجَّل 'البصمة' التي توثّق تأخرهم عن الدوام الرسمي.
وتقول رجاء الدليمي، وهي موظفة في دائرة الكهرباء، لوكالة شفق نيوز، إنها 'تخرج من منزلها عند الساعة السادسة والربع صباحاً على أمل أن تصل إلى عملها قبل الثامنة'، مضيفةً أن 'الطريق الذي لا يستغرق أكثر من 10 دقائق في أيام العطل والجمعة، قد يمتد لساعة أو أكثر خلال أيام الدوام بسبب الزحام الخانق'.
وأوضحت أن 'الحكومة أنشأت جسراً قريباً لتقليل الضغط'، لكنّها أكدت أن 'الشارع ما زال مزدحماً لأنه يضم جامعات أهلية ومركز شرطة ومصرف، ما يضاعف من كثافة السير'.
طيبة هادي، وهي موظفة في إحدى رياض الأطفال، قالت من جانبها لوكالة شفق نيوز، إنها 'لا تلاحظ فرقاً ملموساً حتى الآن'، مشيرة إلى أن 'الزحام لا يقلّ إلا في أوقات بعيدة عن الذروة'.
ولفتت إلى أن 'أجور سيارات الأجرة لا تزال مرتفعة في ساعات الدوام، وأحياناً تصل إلى الضعف، ما يدلّ على أن الأزمة مستمرة'.
بالمقابل، تؤكد السلطات ان ما يحدث هو 'مرحلة انتقالية' نحو حلول طويلة الأمد، إذ شهدت العاصمة مؤخراً حملة عمرانية واسعة أطلقتها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بالتعاون مع شركات محلية وأجنبية، شملت تنفيذ مجسّرات وأنفاق في الشوارع الرئيسية.
ويؤكد العميد عمار وليد، أحد المسؤولين السابقين في قطاع المرور، للوكالة، أن 'هذه المشاريع، عند اكتمالها، ستسهم في تقليل الزخم بنسبة تقارب 30%'، موضحاً أن 'العمل يجري على عدة محاور، تشمل إنشاء بنى تحتية جديدة، وتفعيل الكاميرات لضبط المخالفات، وتعزيز الالتزام المروري، وتطوير وسائل النقل الجماعي مثل المترو والقطار المعلّق'.
وأضاف أن 'الحكومة باشرت فعلاً بتقسيم أوقات الدوام الرسمي لتقليل ذروة الحركة'، مشدداً على أن 'هذا النهج، إذا ما استمر، سيُحدث فرقاً واضحاً في حياة المواطنين'.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي مصطفى أكرم حنتوش لوكالة شفق نيوز، إن 'مشاريع لجنة الجهد الخدمي حققت نجاحاً باهراً مقارنة بالسنوات السابقة'، منوها إلى أن 'الحكومات السابقة أنفقت مئات المليارات على أرصفة يعاد تبليطها سنوياً، بينما الآن تُنفَّذ بنى تحتية حقيقية بأقل من 3 تريليونات دينار، وبأثر ملموس'.
بدوره، أكد عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية، حيدر الحسناوي، للوكالة، أن 'مشاريع فكّ الاختناقات المرورية في بغداد تحقق تقدماً متفاوتاً من منطقة إلى أخرى'، مشيراً إلى أن 'بعض المشاريع نُفذت وحققت أثراً إيجابياً، بينما لا تزال مناطق أخرى تعاني من الزحام بسبب عدم إنجاز المشاريع فيها'.
وتابع الحسناوي أن 'الاختناقات ترتبط بالعقد المناطقية واختلاف طبيعة كل منطقة'، داعياً إلى 'ضرورة استكمال المشاريع المتوقفة، وإضافة مجسّرات جديدة عند التقاطعات الحيوية'. وأكد أن 'مشروع المترو إذا نُفذ بجدية، فسيُحدث نقلة نوعية في معالجة الزحام'.
من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، نبيل الصفار، إلى أن 'المشاريع المنجزة حتى الآن ساهمت في التخفيف من الزحام عند بعض التقاطعات'، مضيفاً أن 'المواطن بدأ يلمس تحسناً فعلياً في حركة السير في عدد من المواقع'.
وبيّن الصفار، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن 'العمل مستمر ضمن الحزمة الأولى، إلى جانب الشروع ببعض مشاريع الحزمة الثانية، سواء من قبل الوزارة أو أمانة بغداد'، مشيراً إلى أن 'هذه المشاريع ستُحدث تحوّلاً كبيراً في انسيابية السير، لا سيما مشاريع الجسور الستة التي ستربط جانبي الكرخ والرصافة، مثل جسر الجادرية الثاني، وجسر غزة في الزعفرانية، وجسر الصرافية الثاني، وجسرين موازيين للجسر المعلّق، وجسر الكريعات في الكاظمية'.
واستدرك بالقول إن 'العاصمة لم تشهد بناء جسر عابر لنهر دجلة منذ أكثر من 30 عاماً'، لافتاً إلى أن 'هذه الجسور الجديدة ستوفّر محاور ربط حيوية وتساهم بشكل مباشر في تفكيك الاختناقات المرورية'.
وأوضح أن 'عدد العقد المرورية المشخّصة في العاصمة يتجاوز 60 تقاطعاً'، مبيناً أن 'مشاريع إضافية ستُطلق بعد استكمال الأعمال الجارية وتوفير التخصيصات المالية'.
وكشف المتحدث باسم الوزارة عن 'بدء العمل فعلياً بمشروع الطريق الحلقي الرابع'، موضحاً أن 'الجهود تركز حالياً على فتح المسارات الخاصة به'، واصفاً إياه بأنه 'أحد أهم المشاريع الاستراتيجية الداعمة لخطة فك الزحامات داخل بغداد'.
وختم الصفار حديثه بالتأكيد على أن 'هناك تقييماً مشتركاً لهذه المشاريع يجري بشكل مستمر، بالتنسيق مع مديرية المرور العامة وأمانة بغداد، وبإسناد مباشر من الحكومة المركزية، لضمان التنفيذ الفاعل وتحقيق الأثر المطلوب على أرض الواقع'.