أحدث الأخبار مع #عادلالأحمدي


منذ 3 أيام
- سياسة
الرئيس اليمني في بغداد.. الرسالة وصلت
عادل الأحمدي لقد كان قرار المشاركة في القمة العربية بتمثيل رفيع المستوى (رئيس وعضوي مجلس قيادة)، مخاطرة بكل معنى الكلمة، وذلك لكون بغداد واقعة بنسبة ما، تحت نفوذ الحرس الثوري الإيراني الغريم الأول لليمن قيادة وشعبا. دار نقاش قبيل قرار المشاركة وتنوعت آراء أعضاء مجلس القيادة ومستشاري الرئيس بين مؤيد للمشاركة بتمثيل عالي المستوى وبين من يرى الاكتفاء بتمثيل منخفض، مثلا الاكتفاء بوزير الخارجية د. شائع الزنداني، وذلك من باب الحيطة، علما أن اليمن سبق وأن شارك في قمة سابقة ببغداد أواخر مارس 2012، بوزير الخارجية حينها د. أبوبكر القربي. الجميع أجمع على أنها مخاطرة في ظل طابع الغدر المعروف لدى إيران وديماغوجية أنصارها، وفي ذات الوقت ينبغي عدم ترك العراق والتعامل معه وكأنه بات حديقة خلفية للفرس، كما أنه من المهم استغلال الحدث وإعلانها مدوية مدوية من بغداد أن الشعب اليمني يرفض عبث الجماعات المخربة في بلداننا ويرفض أجندة داعميها. بغداد لنا، ودمشق لنا وبيروت لنا وصنعاء لنا.. هذا مدلول المشاركة العالية المستوى وخلاصة الخطاب الذي ألقاه الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي. من داخل بغداد، مدماك العروبة، وحامية البوابة الشرقية، أكد رئيس الجمهورية اليمنية صلابة الموقف اليمني الرافض لعبث الحوثي وداعميه. من داخل بغداد، جدد اليمن وقوفه مع فلسطين، قاطعا الطريق على المزايدات الجوفاء. من بغداد العروبة، أزجت كلمة اليمن شكرا لمصر العروبة، وتهنئة لسورية الجديدة، وعرفانا للسعودية والإمارات.. رغما عن أنف الباسيج. مخاطرة، لكنه موقف شجاع.. والرسالة وصلت. ومطلوب أن يكلل رئيس مجلس القيادة الرئاسي هذا النجاح بنجاح على الأرض تستأنف فيه الحكومة خدماتها للمواطنين وتعمل على تخفيف المعاناة بل وإنهائها، ولن تنتهي المعاناة الا بتحرير صنعاء وصعدة. هذا ما ينبغي علينا التركيز عليه، لا على خطأ بروتوكولي في المطار، يحدث لكثير من الوفود في العديد من المحافل على غفلة من الكاميرات. تعليقات الفيس بوك


٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
فهلوة المستميت الذي لا يستحي
عادل الأحمدي ينتابك العجب وأنت ترى فعايل الدعاية وقدرتها في قلب الحقائق وتشكيل القناعات بصورة مغايرة للواقع 180 درجة. شاهد الحال هو أحمد عوض بن مبارك، رئيس الوزراء المُقال الذي كان جاثوما على صدر الحكومة وأخطبوطا للفساد ولكنه نجح في تسويق صورة أخرى عند كثير من البعيدين عن مجريات الأمور، وساعده في ذلك مماحكات تيارات كانت تجد فيه كرتا للمقايضة. بداية نؤكد أن الفساد حاصل ومتصاعد ويهدر الطاقات والموارد، ولكن نؤكد وبكل ثقة أن بن مبارك لم يكن يوما محاربا للفساد بل كان حاميا له ولا أدل على ذلك من تمسكه المستميت بهامور الفساد أنيس باحارثة الذي كان يشغل 3 مواقع حكومية حساسة (مدير مكتب رئيس الوزراء، رئيس هيئة الأراضي، رئيس هيئة الاستثمار). لم يكن التمسك بالهامور باحارثة مجديا وصار محتما عزله فاشترط بن مبارك أن يعزل معه مطيع دماج أمين عام مجلس الوزراء أحد أكفأ وأنزه الشخصيات الحكومية بشهادة الجميع. والغريب أن باحارثة ظل يمارس عمله من تحت الطاولة كمدير لمكتب بن مبارك حتى بعد عزله! بعد تعيينه رئيسا للوزراء، بدأ بن مبارك إجراءاته بتنصيب خبراء على الوزارات أشبه بدور المشرفين في سلطة الحوثي، وعمل على تقييد عمل الوزراء بطريقة أثارت استياء أغلب أعضاء الحكومة الذين قاطعوا جلسات المجلس فأشاع بن مبارك أن السبب هو قيامه بمحاربة الفساد، علما أن الوزراء المعترضين هم من كل التيارات والقوى. استمر بن مبارك بإنجاز الفهلوة وأفرغ الحكومة من محتواها وأوجد أزمة في الرواتب، وأشغل الرأي العام بالمعارك الثنائية وبث شائعات أنه يواجه حربا من رئيس وأعضاء مجلس القيادة لأنه شرع في اصلاحات جادة، حد زعمه. استقبلت خزينته نصف مليار دولار ولم يتعدل سعر الصرف ريالا واحدا بل ظل الارتفاع الجنوني سيد الموقف، وتدهورت الخدمات العامة الى حد لا يطاق. وجد نفسه مع الفشل وجها لوجه وظل يكابر وراح يمشي بالوقيعة بين المكونات، وحاول استمالة أطراف حتى لا ينعقد الإجماع الكافي لعزله. ليس هذا فحسب بل مضى زاعما أنه يواجه تحديات بسبب إصراره على عودة المسؤولين للداخل وبالطبع فإن جميع الوزراء الذين طالبوا بتغييره موجودون بالداخل أصلا. استفاد بن مبارك من بهلوانياته في كسب بعض الوقت ولكن فشله كان أوضح من عين الشمس وهنا وجد نفسه مضطرا لحيلة جديدة وهي القول إن الخلل في المؤسسة وليس في الأشخاص وأن تغييره لن يغير من الوضع شيئا. وحين تيقن من توقيع قرار عزله استبق القرار بنشر استقالة ممهورة بأثر رجعي علها تخلط الأوراق وتسهم في عزل الحكومة جمعاء لكن القرار الرئاسي جاء متجاهلا تلك الاستقالة المتأخرة وتم تعيين وزير المالية سالم صالح بن بريك خلفا له. لقد كانت الرفسة الأخيرة مقززة ولكن الغالبية سكت عنه بمبرر أن الرجل ذاهب فلا داعي للزفة. لم يكن قرار العزل مبهجا لكل من يعرف كارثية بن مبارك لأنه كان يستحق العزل والتحقيق وحرمانه من أية مناصب مستقبلية ولكن، وكما جرى العرف، تم تعيينه مستشارا لرئيس مجلس القيادة. لم يهدأ الرجل ولايزال يلعب من تحت الطاولة ويختلق الأكاذيب أملا في تعيينه بمنصب جديد، والحقيقة أن تعيينه كان خطيئة بالأساس، وأن أي ترضية له لا تعني إلا أن نقرأ الفاتحة على ما تبقى من بصيص أمل. تعليقات الفيس بوك


يمن مونيتور
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- مناخ
- يمن مونيتور
المطر.. بهجة اليمن (بانوراما الأرض والماء والسماء)
عادل الأحمدي إذا كانت مصر هِبَة النيل، فإنّ اليمن هبة المطر.. عليه قامت حضارته وثقافته ودينه وشدْوُه وهواه. لقد فطن اليمنيّ القديم إلى إقامة علاقة خاصة مع مزن السماء، فقام بحفظ مائه في السدود وهكذا استقر وتمدّن، فكانت معين وسبأ وحميَر وحضرموت وأوسان وقتبان. وكانت مأرب وبلقيس وأسعد الكامل ومئات التبابعة والمكاربة والأقيال. ورغم ابتعادهم عن ثقافة الجدود والسدود، إلا أن دوراً كبيراً لايزال يلعبه المطر في حياة اليمنيين، إذ المطر 'ترمومتر' التفاؤل في أحاديث الأرياف والمدن والمؤثر الرئيس في مزاج الناس.. انهماره علامة البشرى يطفئ لهب القلوب وظمأ الزروع، وانقطاعه شارة نحس وبؤس، توقظ الإحباط وتبعث الشرور. في منتصف إبريل/نيسان من كل عام، يعقد اليمنيون أشواقهم إلى هذا الغيث المعلّق في كرم الله. في هذا التوقيت تبدأ السنة الزراعية الحميرية بشهر ذو الثابة، الذي حل في 13 ابريل، معلنا بدء العام الحميري الجديد 2137، وكل عام وأنتم بخير. يؤمن اليمني أن أسباباً علمية (مناخية) تتحكم في نزول المطر، لكنه يؤمن أنّ أمر توزيعه ونفعه ومنسوبه لا يزال بين أصابع القدر الإلهي يُسعد به قوماً وينذر آخرين. يحبسه إن شاء جل شأنه، أو ينزله مصحوباً بالريح والبرَد، أو يجعله غزيراً ممتداً تنشأ عنه الأضرار والسيول. ولأنّ المطر من السماء فلقد كان لارتباط حياة اليمنيين به أثر كبير في تديُّنهم منذ الأزل وتوجُّههم نحو السماء بالدعاء أملاً في استدرار الغيث، سواء عبر دين سماوي، أو عبر دين محلي مبتَكر، كما حدث في القرون الأولى، إذ كان اليمني القديم يقدس الشمس أو القمر، ويبتدع آلهةً مختصة بالمطر تُسمى 'آلهة الخصب'. وحينما تأمل اليمني مجرى السيول اهتدى الى ضرورة حجز المياه فكانت السدود أس الحضارة اليمنية التي ملأت مسروقات آثارها كل متاحف العالم. ويروى عن التبع أسعد الكامل إحصائية للسدود في منطقة 'يحصب' وحدها بلغت 80 سدا: وفي البقعة الخضراء من أرض يحصُبٍ ثمانون سداً تقذف الماء سائلا وكان ل'سيل العرِم' وانهيار سد مأرب العظيم أثر في إعادة التوزيع الديمغرافي للسكان إذ تسبب في الهجرة من السهول إلى منطقة المرتفعات الغربية الوعرة التي تستقطب السحب القادمة من المحيط الهنديّ والبحرين العربيّ والأحمر، فيما قطاع حضرموت، مأرب، شبوة، المهرة، والجوف؛ يشكل ثلثي المساحة في حين يتركز فيه أقل من نصف السكان، وذلك لأسباب عدة من ضمنها شحة المطر وعدم انتظام هطوله. يخاف اليمني جداً من الجفاف، وتنداح التأويلات المفسرة لأسباب الجدب والقحط، كما تنداح المعالجات العديدة وأهمها جلسات الاستغفار المتوالية، بصلوات وألحان وموّالات بديعة. وكذا ذبح قرابين من الماشية، ورميها لجوارح الطير بنفس طيبة. استقبال زخات المطر ورؤية اللوامع والبروق والسيل والساقية ورائحة الأرض بعد الرويّ.. كل ذلك يصنع في وجدان الفلاح اليمني نشوة شبيهة بـ'قوس قزح'، الناتج الفيزيائي عن تزامن الشمس والمطر. ولأن الرعد هو المقدمة الأولى للمطر، فإنّ لصوته في قلوب الفلاحين جلجلةً وانتعاشا.. يُطربهم، ويوقظ فيهم همّة الترحيب بعبارات ابتهاجية دُعائية تختلف موسيقاها من منطقة لأخرى، لكنها ذات مؤدى واحد وفق فلسفة المطر. يرتفع منسوب الصراعات والملاسنات في القرى الزراعية اليمنية كلما قل منسوب المطر، وعادة ما يأخذ موسم المطر الصيفي استراحة في شهري يونيو/حزيران، ويوليو/تموز، من كل عام. تليها 'أمطار أغسطس/آب' التي تعيد للأرض خضرتها وللناس هدوءهم. وصولا إلى سبتمبر/أيلول حيث 'ذو عَلّان' (اسم الشهر بالتقويم الحِمْيري القديم)، موسم الحصاد الذي يصبح فيه ضوء الشمس وردياً وحانياً على العيون. ويشغل المطر جزءاً لا بأس به من أحاديث الناس التلفونية للسؤال المعتاد من سكان المدن لسكان الريف: 'هل منّ الله عليكم بمطر؟'.. ووفقا لنوعية الإجابة يتم اتخاذ قرارات زيارة القرية وإقامة الأعراس.. وفي سيّاق شبيه، لن تعدم من يظهر جذله الشديد بنزول المطر رغم أن لا أرض لديه ولا شجر، إنما يفرح لأنّ 'القات' سيرخص سعره بنزول المطر. على أنّ هذا القات صار يلتهم في يمن اليوم، كثيراً مما احتفظت به الأرض من ماء المطر المودع في جوف الأرض منذ مئات السنين. وما حل القات بساحة قوم إلا أصبح ماؤهم غورا. شني المطر يا سحابة إلى ذلك، يشكل المطر جزءاً من عوامل الإلهام في الفن اليمني، إذ تبدأ كثيرٌ من الأغاني اليمنية بدعاء نزول المطر، كما هو حال بعض أغاني أيوب طارش العبسي وفيصل علوي ومحمد حمود الحارثي وغيرهم. وتعد أغنية المطر الأثيرة التي تبثها القنوات اليمنية أيام نزول المطر، هي معزوفة 'الحُب والبُن' من كلمات مطهر الإرياني وألحان وأداء الفنان الكبير علي بن علي الآنسي. إلى جانب مجموعة هائلة من 'الزوامل' و'المهايد' و'المهاجل' و'الرزفات' وأغاني 'البالة' و'الدان'. ويتنوع المناخ اليمني في عموم محافظات البلاد تنوعاً كبيراً بين مناطق صحراوية قاحلة لا تصل إليها الأمطار إلا نادراً، لكن مخزونها الجوفي لا بأس به، وأخرى تنعم بمنسوب لا بأس به من المطر. وتتفرع ميازيب الأمطار في المستطيل الجبلي غربي اليمن ليصب بعضها جهة الصحراء الشرقية، والبعض الآخر جهة الوديان الساحلية المؤدية للبحر الأحمر، كوديان 'مور' و'سهام' و'رماع'. بينما يصب البعض الثالث جهة خليج عدن والبحر العربي وفي ذلك يقول عثمان أبو ماهر: شلال وادي بنا شل العقول وشل لابين زغاريد الحقول أخبرني أحد أعيان مديرية آنس بذمار أن ثمة منزلاً في المنطقة يعد الحد الفاصل بين الماء الذاهب شرقا والسيول المتوجهة نحو تهامة، وأن في سطح المنزل ميزابين يضخ كل منهما في جهة معاكسة للآخر. الماء والظمأ.. مفارقة موجعة ونتيجة الارتفاع المتصاعد للسكان والاستهلاك المتزايد للمياه بات اليمن واحداً من أفقر دول العالم مائياً، رغم استقباله 30 مليار متر مكعب من مياه الأمطار سنوياً. في حين لا تتسع السدود الحالية سوى لـ80 مليون متر مكعب من هذه الكمية. تعتبر الأمطار المصدر الرئيس للمياه لأغلب سكان المرتفعات الجبلية، ومؤخراً جفت العديد من العيون المائية نتيجة استنزاف المخزون الجوفي دون أن يبدع العقل اليمني المعاصر آليات حجز تعمل على تعويض هذا الفاقد من المخزون الجوفي، وفي هذا السياق تلمع مبادرات مجتمعية تستحق الثناء. وإزاء هذا المعضل لابد من انتعاش المبادرات الفردية لصنع الحواجز والخزانات، إذ لا يصح أن يشاهد اليمني السيول تمر طيلة أشهرٍ من أمام بيته، ويقضي الأشهر الباقية في استجلاب الماء على رؤوس النساء والأطفال وظهور الحمير.. والحديث هنا عن حلول جزئية لا تسد مسد الحلول العملاقة. ينتظر اليمنيون بفارغ الصبر اليوم الذي يستعيدون فيه دولتهم وحياتهم، كي يستأنفوا دورة المجد بدءاً من الماء الذي جعل الله منه 'كل شيء حي'.