logo
#

أحدث الأخبار مع #عبدالرحمنکورکی

نظام إيران: التفاوض لكسب الوقت
نظام إيران: التفاوض لكسب الوقت

كواليس اليوم

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • كواليس اليوم

نظام إيران: التفاوض لكسب الوقت

بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* النظام الديني الحاكم في إيران، منذ أيامه الأولى في السلطة، لم يؤمن يومًا بالسلام، أو الحرية، أو الديمقراطية، أو التعايش السلمي، بل إن هيكله وأسسه قائمان على نزعة الحرب، والقمع الداخلي، وتصدير الإرهاب، والعنف الأيديولوجي. سجل هذا النظام على مدى أربعة عقود حافل بالاغتيالات، والتفجيرات، وإشعال الحروب خارج حدود إيران، وبالأخص ضد القوة الرئيسية للمقاومة الإيرانية، أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. بالنسبة لهكذا نظام، لا يُعد التفاوض أداة لحل النزاعات، بل وسيلة لتعزيز السلطة وكسب الوقت؛ وقت للتسلح، وتوسيع النفوذ، وإضعاف الخصم، وتغيير موازين القوى لصالحه، وفي النهاية، ضمان بقاء الديكتاتورية الدينية في إيران. تجربة مفاوضات هذا النظام مع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، أظهرت بوضوح أن سلطات إيران لم تأتِ إلى طاولة المفاوضات بنية صادقة لحل المشكلات. فعندما تكون القوة بيده ويستطيع فرض هيمنته، يوافق على التفاوض. لكن إذا شعر أن الطرف الآخر يتحدث بثبات ومن موقع قوة، فإنه إما يتراجع أو يلجأ إلى مناورات خادعة. ويُعد مسار المفاوضات النووية مثالًا واضحًا لهذه التكتيكات. فقد كانت هذه المفاوضات، منذ البداية، تهدف إلى كسب الوقت لتطوير برامج سرية للأسلحة النووية. لم يتخلَ هذا النظام قط عن سعيه لامتلاك القنبلة النووية. فقد حاول مرات عديدة، بالغش والتستر والخداع، إخفاء مشروعاته التسليحية عن أعين المؤسسات الدولية. لكن المقاومة الإيرانية لعبت دورًا رائدًا وحاسمًا في كشف المراكز السرية لتطوير البرامج النووية. المعلومات الدقيقة التي نشرتها منظمة مجاهدي خلق شكلت أساسًا للعديد من التحقيقات وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد أشاد مسؤولون غربيون، وحتى رؤساء الولايات المتحدة، صراحةً، ودون ذكر اسمها، بدور المقاومة الإيرانية في كشف الأنشطة النووية السرية للنظام. اليوم، تغيرت الظروف الدولية والإقليمية بشكل كبير لصالح مواجهة نظام إيران. سقوط نظام بشار الأسد الديكتاتوري في سوريا، والتدهور الحاد لنفوذ حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، وتهميش الحشد الشعبي في العراق، تُظهر بوضوح أن أذرع النظام الوكيلة تتهاوى واحدًا تلو الآخر. يقبع النظام الآن في أضعف موقف تاريخي له. فقدان النفوذ الإقليمي، مقرونًا بالضغوط الداخلية، يُضيّق خناق الحصار السياسي والاجتماعي على النظام. لكن الأزمة الأعمق التي يواجهها النظام ليست في الخارج، بل في الداخل. أثبتت الانتفاضات الشعبية الواسعة في أعوام 2017 و2019 و2022 أن غالبية الشعب الإيراني ترفض هذا النظام. هتافات 'الموت للديكتاتور' لم تستهدف فردًا بعينه، بل نظام الملالي بأكمله ومبدأ ولاية الفقيه. في هذه الظروف، تبرز القوة الرئيسية التي تمثل هذه الانتفاضات وتنظمها، وهي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وبالأخص 'وحدات الانتفاضة' التي باتت نشطة في جميع أنحاء البلاد. هذه الشبكة المقاومة داخل إيران تؤدي دور 'القوة الميدانية'، وهو عنصر حاسم يفتقر إليه العديد من معارضي النظام في الخارج. أدرك الشعب الإيراني جيدًا أن مستقبل بلادهم مرهون بالإطاحة بهذا النظام. إنهم يطالبون بجمهورية ديمقراطية غير دينية. ومن هنا، يبرز المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بخطته المكونة من عشر نقاط، والتي تشمل فصل الدين عن الدولة، وتكافؤ الحقوق بين النساء والأقليات والقوميات المضطهدة، وسيادة القانون، والانتخابات الحرة، كالبديل الجاد والشعبي والشرعي الوحيد في الساحة السياسية الإيرانية. من ناحية أخرى، وصلت 'سياسة المهادنة' التي اتبعتها الدول الغربية لسنوات إلى طريق مسدود تمامًا. أجمع الجميع على أن هذا النظام لا يمكن إصلاحه ولا ترويضه. لقد حان الوقت لكي يتخلى الغرب عن الرهان على مفاوضات عقيمة، ويدعم الشعب الإيراني ومقاومته. إدراج قوات الحرس التابعة لخامنئي في قوائم المنظمات الإرهابية، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة الشرعية، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام إرهابي حتى النخاع، هي خطوات حيوية لدعم إرادة الشعب الإيراني بصدق. الكلمة الأخيرة في النهاية، سواء استسلم نظام إيران للتسوية أو اختار طريق الحرب، فإن أفق المستقبل في إيران واضح: هذا النظام سيسقط، وسيحل محله حكم قائم على الحرية وحقوق الإنسان وإرادة الشعب. قد يكون عام 2025 عامًا حاسمًا في تحديد مصير إيران، عامًا يضع فيه الشعب الإيراني، بمقاومته، نقطة النهاية لكل أشكال الديكتاتورية في بلادهم. *** *کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني

لماذا يخشى خامنئي من التفاوض؟
لماذا يخشى خامنئي من التفاوض؟

كواليس اليوم

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • كواليس اليوم

لماذا يخشى خامنئي من التفاوض؟

بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* أجاب خامنئي علانيةً في 8 مارس 2025، رداً على رسالة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إجراء مفاوضات بالرفض. فلماذا هذا الرفض؟ ألم تكن سياسة ' التفاوض' إحدى أدوات سياسة هذا النظام لضمان بقاء الديكتاتورية؟ قال خامنئي: 'إن بعض الحكومات القوية تصر على التفاوض. وتفاوضهم ليس لحل القضايا، بل للهيمنة. التفاوض بالنسبة لهم وسيلة لطرح مطالب جديدة. فالقضية ليست مجرد قضية نووية حتى يتحدثوا الآن عن القضايا النووية. إنهم يطرحون مطالب جديدة، وهي مطالب لن تجدَ لها استجابةً من جانب إيران على الإطلاق'. ما هي الحقيقة؟ أولى الحقائق هي أن نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران يعيش في أضعف نقطة من وجوده، نظراً لأن هذا النظام يواجه أزمات لا تُحصى على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث تحتل أزمة 'الإطاحة' رأس قائمة هذه الأزمات. ولهذا السبب يتهرب من التفاوض مع أي طرف خارجي؛ لأنه يعلم أنه لم يعد هناك مخرج له ليواصل الخداع أكثر من ذلك ويجد من يصدق أقواله. إن رفض خامنئي لـ 'التفاوض' هو نتاج وثمرة الظروف الراهنة للنظام الديني المتهاوي لولاية الفقيه. عند النظر إلى العام الماضي، نجد أن هذا النظام قد فقد أيضًا الديكتاتورية الحاكمة في سوريا، بشار الأسد، وقواته بالوكالة في المنطقة، ولا سيما حزب الله. ونتيجة لذلك، فقد أيضاً 'الهلال' الذي كان يرسمه ويعمل على استكماله، ويفقد المزيد منه يومًا بعد يوم! الوضع الضعيف والهش! ما يراه خبراء الشأن الإيراني أكثر أهمية هو الوضع الهش والمتزعزع والضعيف للغاية للديكتاتورية داخل حدود إيران. وهذا ما يعلمه علي خامنئي قبل أي شخص آخر. ففي أي لحظة، يمكن أن تسقط هذه الديكتاتورية على أيدي الشعب الإيراني ووحدات المقاومة، حيث قد تكون 'شرارة' واحدة كافية لبداية هذا المصير الحتمي. لذلك، فإن النظام الديكتاتوري الديني الحاكم في إيران يرى نهايته قبل الجميع، ويعيش كل يوم لحظات 'هلاكه' المحتوم. بالتوازي مع اقتراب سقوط الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران، أفلتت سياسة 'التفاوض' أيضًا من قبضة هذا النظام، وهو يتهرّب من الخوض فيها. في سياسة هذا النظام، تكون المفاوضات جيدة عندما تكون في اتجاه بقاء هذا النظام. ربما تكون المفاوضات حول 'القنبلة الذرية' هي أفضل مثال على ذلك. لقد أساء النظام الإيراني استخدام هذه السياسة إلى أقصى حد ممكن فيما يتعلق بـ'الأسلحة الذرية' و'المشاريع النووية'. خامنئي عدو التفاوض! أليس الواقع أن هذا النظام كان يهدف من وراء هذه السياسة، بالتوازي مع تطبيقها، إلى حيازة 'السلاح النووي'، ورهن مصائر شعوب العالم الأخرى؟! لذلك، فإن مصير 'سياسة التفاوض' لنظام الملالي في الماضي يشهد على حقيقة أن الديكتاتورية الحاكمة في إيران هي عدو لـ 'التفاوض'؛ لأنها حتى النخاع معادية للتعايش السلمي والسلام والأمن في المنطقة والعالم. قال خامنئي في خطابه: 'يقولون: لا تفعلوا كذا، ولا تلتقوا بفلان، ولا تذهبوا إلى مكان الفلاني، ولا تنتجوا الشيء الفلاني، ولا يجب أن يتجاوز مدى صواريخكم الحد المحدد'. وهذا هو هدفهم من التفاوض'. كما أضاف: 'إنّهم يكررون اسم التفاوض أيضًا، وذلك لخلق ضغط على الرأي العام، قائلين: 'الطرف الآخر مستعد للتفاوض، فلماذا لستم مستعدين؟'. وأضاف خامنئي على الفور، قائلاً: 'هذا ليس تفاوضًا، إنه إملاءٌ وقهرٌ، بالإضافة إلى جوانب أخرى لا مجال لبحثها هنا الآن'. مع اقتراب زمن سقوط الديكتاتورية في إيران، تخرج 'أدوات السياسة' واحدة تلو الأخرى من يد هذا النظام. الشعب الإيراني يرفض الديكتاتورية في بلاده. لقد أطاح بديكتاتورية الشاه، وها هو الآن حاضر في الساحة لإسقاط الديكتاتورية الدينية. إنه شعب لم يكل ولم يستسلم فحسب، بل أصبح أقوى وأكثر تجهيزًا وخبرة واستعدادًا! لقد عانى الشعب الإيراني من حكم الاستبداد الملكي والاستبداد الديني. دونالد ترامب يطلب التفاوض مع خامنئي جاءت تصريحات خامنئي بعد أن قال الرئيس الأمريكي في مقابلة مع قناة 'فوكس بيزنس' المتلفزة التي بُثت في 7 مارس 2025، حول المشروع النووي لنظام الملالي: 'هناك طريقتان للتعامل مع إيران. إما عسكريًا، أو التفاوض. وأنا أفضل التفاوض؛ لأنني لا أسعى إلى الإضرار بإيران. لقد كتبت لهم رسالة قلت فيها: آمل أن تقبلوا بالتفاوض؛ لأنه إذا اضطررنا للتدخل عسكريًا، فسيكون ذلك شيئًا مروعًا لهم'. وكان ترامب قد أعلن قائلًا: 'لقد وصلنا إلى المراحل النهائية مع النظام الإيراني، ونحن الآن على مشارف النهاية تمامًا. ولا ينبغي السماح لهذا النظام بالحصول على السلاح النووي. إنّني أرجّحُ إبرام تسويةٍ سلميةٍ على الخيار الآخر، غير أنّ الخيار الآخر سيحل هذه المشكلة كذلك'. المواجهة الرئيسية تدور داخل إيران! الآن، وبعد مرور أيام قليلة على إعادة طرح 'التفاوض'، نشهد استمرار هذه المواجهة الحسّاسة والخطيرة.الآن، بعد مرور عدة أيام على إعادة طرح موضوع 'التفاوض'، نشهد استمرار هذه المواجهة الحساسة والمصيرية. خامنئي، الذي يحاول الالتفاف حول المواجهة الرئيسية بين النظام الديني والشعب الإيراني، ويحاول التظاهر بأن الشعب الإيراني يقف في صف الولي الفقيه! بينما يعلم الجميع جيدًا أن رعب خامنئي الحقيقي هو من إسقاط النظام الديكتاتوري الديني على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. رعب خامنئي من التفاوض مع أمريكا قال خامنئي في 12 مارس 2025: 'نحن هذا العام أقوى مما كنّا عليه العام الماضي!'. وأضاف في هذا الخطاب، مشيرًا إلى الإدارة الأمريكية الجديدة: 'إن الدعوة إلى التفاوض والتعبير عن الرغبة فيه ليسا سوى تضليلٍ للرأي العام…إلخ. لن يفضي الحوار مع الإدارة الأمريكية إلى إلغاء العقوبات، أي أنه لن يرفعها فحسب، بل سيزيد من إحكام قبضة الحصار، وسيزيد الضغط. إن التفاوض مع هذه الإدارة سيزيد الضغط… إلخ. إنهم يطرحون مطالب جديدة، وتوقعات جديدة، ومطالب جديدةً مُبالغًا فيها، وستصبح المشكلة أكبر مما هي عليه اليوم. لذلك، فإن التفاوض لن يحل أي مشكلة، ولن يفك أي عقدة'. الكلمة الأخيرة! إن يقظة الشعب والمقاومة الإيرانية واستعدادهما لأداء دور محوري في التطورات القادمة المتعلقة بإيران، أمرٌ ضروري ومُلح في هذه الظروف المصيرية. والآن، تتجه أنظار جميع أفراد الشعب نحو المقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة المنتشرة في جميع أنحاء إيران. وما هو مؤكد ولا يمكن إنكاره هو أن سقوط الديكتاتورية وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران سيصبح حقيقة قريبًا! *** *کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store