logo
#

أحدث الأخبار مع #عبدالسلامالمجالي،

سلطان الحطاب : أم الجامعات الأردنية مبروك
سلطان الحطاب : أم الجامعات الأردنية مبروك

أخبارنا

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • أخبارنا

سلطان الحطاب : أم الجامعات الأردنية مبروك

أخبارنا : حين طالعت، الرأي، صباحاً، خفق قلبي بشدة وأنا اقرأ خبر تهنئة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين، للجامعة الأردنية بحيازتها على المرتبة 324 عالمياً في تصنيف QS، وقد كانت الجامعات العربية جميعاً من قبل خارج سور ال 50 جامعة، وهو سقف الاحصاء المعمول لهذا السلم. التهنئة نقلها معالي رئيس الديوان الملكي، يوسف العيسوي، أبو حسن، لرئيس الجامعة الدكتور المميز نذير عبيدات. أما سرّ خفقان قلبي، فلأني أحد خريجي هذه الجامعة في كلية الآداب عام 1973، وقد كنت من خريجي الدفعة الثامنة، وقد تخرجنا على يدي جلالة الملك الراحل الحسين، الذي كان حريصاً على ملاقاة الطلاب في ذلك الزمن وتسليمهم شهادات التخرج من يده. ما زلت اعتز بهذه الجامعة الأولى التي لم يكن عندنا غيرها، وكانت هي الباكورة، وقد جاءت ولادتها عام 1962، وكان رئيسها الأول هو الراحل الدكتور ناصر الدين الأسد، في حين كان تخرجنا في زمن رئاسة الدكتور عبد السلام المجالي، رحمه الله، والذي استلم الرئاسة من الدكتور عبد الكريم خليفة رحمه الله. كانت الأردنية جامعة بكل معنى الكلمة، وكان من حق طلابها ان يفخروا بالانتساب اليها، فلم تكن جامعة اكاديمية فقط، بل كانت حرماً جامعياً متكاملاً مشغولاً بالحوار والثقافة والفن ومعملاً ومصنعاً لصناعة أجيال الأردنيين وإعادة انتاج شخصياتهم وتأهيلهم، فكانت الجامعة مصدرة للإيجابيات، بعد أن ينخرط طلابها في التحصيل العلمي، وكان دورها الاجتماعي في تغيير المجتمع كبيراً، فقد صدرت دورات التطوع والخدمة، وعالجت الكثير من التشوهات الاجتماعية. ولم يكن يسمح نتاج... توفر الحوار المتوازن الحقيقي بأي صراعات أو تحزبات أو عصبية ونفور، وما زلت أذكر استاذنا الدكتور سري ناصر، عالم الاجتماع وهو يأخذنا الى حيّ نزال بعمان لتأسيس مظلات للمواطنين، الذين ينتظرون في مواقف الباصات، وغير ذلك من نشاط، كما أذكر معسكر التدريب العسكري للطلاب في حرم الجامعة على السلاح والذي أقامته القوات المسلحة الأردنية لتدريبنا، فقد عشنا حياة الجيش وطبيعة عيشه قبل أن تفرض خدمة العلم رسمياً في الأردن. في الجامعة كنا ننخرط في المسرح ونعكس مشاكل المجتمع ومناقشتها، وكان للجامعة فرقها الرياضية، بالكاد كان يملك الطلاب سيارات خاصة وأفضلهم من كان أهله أن ملكوا سيارة يوصلونه أو يوصلونها... فقد كان الجميع ياتون الى الجامعة بالباصات وكنا ندفع أجرة، قرشين، من الموقف عند سبيل الحوريات في سقف السيل حتى الجامعة ونعود بنفس الأجرة. كان في الجامعة مطاعمها وقاعاتها لخدمة الطلاب، فقد كانت مطاعم الجامعة في القاعة العباسية والأموية، حيث تقدم وجبات الطعام اليومية بسعر لا يزيد عن عشرة قروش يتضمن اشكالاً من الطعام يجري اختيارها وكذلك الحلوى. لم نكن ندفع رسوماً او أقساطا على الاطلاق، وقد لحقنا آخر سنة قبل التخرج، نظام الساعات المعتمدة، الذي أدخله الدكتور عبد السلام المجالي، وقد وجد معارضة من بعض الطلاب والاساتذة، حيث أن النظام قبله كان نظام السنة الواحدة والصف أشبه بالصف الدراسي، يتواصل الطلاب في نفس الفصل طوال السنة. كانت العلاقات الداخلية البينية بين الطلاب ممتازة، وكانت الجامعة مختلطة ونادراً ما ترتدي الطالبات البنطلون، فقد كانت ملابسهن من الفساتين والتنانير، ولم تكن الطالبات يلبسن على رؤسهن الاشارات أو الاغطية، وأذكر أن طالبة من بيت المصري ذهبت مع أمها للعمرة وعادت بعدها الى الفصل وقد غطت راسها باشارب ابيض في وضع بسيط وعادي، ولم نكن نالف ذلك، وأذكر أنني وزميلي عايد أبو لبدة، الذي كان يجلس الى جواري خلف زميلتنا، قال لي ما رأيك، فقلت مازحاً على مسمع زميلتنا (وحياة النبي اللي زرته أن هذا الغطاء غريباً وليس جميلاً عليك) فذهبت واشتكت لرئيس القسم الدكتور محمود إبراهيم، رحمه الله، فاستدعانا، وقال اذهبوا احضروا اولياء أموركم، ولما كان صعباً علينا ذلك، توجهنا الى مكتب العميد الدكتور محمود السمرة ليتوسط لنا ويوقف الانذار الموجه لنا في حال لم تسامحنا الزميلة. وبالفعل، توسط لنا الدكتور محمود السمرة، رحمه الله وطلب زميلتنا واستأذنها أن تسامحنا حتى لا نعاقب وطلب منا الاعتذار لها، وقد كان. كانت الجامعة الأردنية التي نعتز بها مصنعاً للرجال. اليوم صباحاً انهالت عليّ الذكريات وخفق قلبي باعادة اعتبار التفوق للأردنية، التي قادتها شخصيات اكاديمية مميزة من رجالات الدولة وقد عمل في الجامعة انذاك اساتذة أردنيون وعرب من مصر ولبنان وسوريا والعراق، وما زالنا نعتز بهم وبتدريسهم..... مبروك للجامعة الاردنية الأم والشكر موصول لجلالة الملك الذي وضع والده الحسين العظيم الراحل حجر الأساس لها بعد عطش شديد، لجامعة وطنية أردنية حتى اصبحت فخراً لنا جميعاً داعين ان يستمر تقدمها للأمام وأن تحطم الأرقام القياسية في التفوق، فقد ظلت وفية لرسالتها تتقدم وما زالت تحدو كل الجامعات الأردنية وكثير من العربية.لاــ الراي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store