#أحدث الأخبار مع #عبدالعزيزعبدالهاديحسنالأحبابيصحيفة الشرقمنذ يوم واحدمنوعاتصحيفة الشرقالحج تزكية للنفوس في مدرسة التوحيد0 عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي في مدرسة الحج العظمى، حيث تتجرد الأرواح من زخارف الدنيا، تبنى القيم وتهذب النفوس، وتعاد صياغة الإنسان على فطرة التوحيد. ليس الحج طقوسًا جامدة، بل رحلة تغيير حقيقية، ومدرسة أخلاقية تربوية، يتخرج منها الحاج بروح جديدة ونفس نقية وعقل مستنير. الحج تجرد من المال والمكانة واللباس، قال الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ (البقرة:197)، فنهى الله عن كل ما يشوه صفاء النفس ويكسر هيبة العبادة، لأنه موسم تربية وتطهير. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (رواه البخاري وسلم)، وهذا يعنى أن أعظم مكاسب الحج ليست فقط سقوط الفريضة، بل سقوط الذنوب وبناء قلب جديد، يعي حق الله وحق الناس. في عرفات، يقف الملايين سواسية لا يميزهم لون أو جنسية أو رتبة، تذوب الأنا، وتولد أمة التوحيد على صعيد واحد. هناك تزرع قيم المساواة والرحمة، والتجرد والإخلاص، والتسامح والتوبة. وفي رمي الجمرات يتعلم الحاج أن الحياة صراع دائم مع الشيطان، وأن على الإنسان أن يرجم الغواية كلما ظهرت، ويجدد ولاءه لطريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وفي السعي بين الصفا والمروة تغرس معاني الصبر واليقين، استلهاماً من مشهد هاجر عليها السلام، وهي تسعى لأجل حياة ابنها. وليس عجيبًا أن الحج يأتي في أشهر حرم عظيمة، هي شهور السلام وتعظيم الحرمات. ففيها تعظم الدماء والأعراض، وتغلق أبواب الفتن، وتفتح نوافذ الطهر والسلام مع النفس والناس. إن الحج في جوهره عملية إصلاح شامل، تبدأ بالقلب وتمتد للسلوك. وحين يعود الحاج إلى وطنه، لا يعود مجرد مسافر، بل رسول قيم، وحامل نور، ومصدر قدوة، ومثال تغيير. اللهم كما بلغتنا هذه الأشهر الحرم، وفتحت لنا أبواب الخير فيها، فبلغنا حج بيتك الحرام، واكتب لنا فيها التزكية والقبول، واهدِ قلوبنا إلى ما تحب وترضى، وبارك لنا في ديننا ودنيانا، واجعلنا من الحجاج المبرورين، الذين تقبل أعمالهم وتغفر ذنوبهم، وترفع درجاتهم، يا أرحم الراحمين. مساحة إعلانية
صحيفة الشرقمنذ يوم واحدمنوعاتصحيفة الشرقالحج تزكية للنفوس في مدرسة التوحيد0 عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي في مدرسة الحج العظمى، حيث تتجرد الأرواح من زخارف الدنيا، تبنى القيم وتهذب النفوس، وتعاد صياغة الإنسان على فطرة التوحيد. ليس الحج طقوسًا جامدة، بل رحلة تغيير حقيقية، ومدرسة أخلاقية تربوية، يتخرج منها الحاج بروح جديدة ونفس نقية وعقل مستنير. الحج تجرد من المال والمكانة واللباس، قال الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ (البقرة:197)، فنهى الله عن كل ما يشوه صفاء النفس ويكسر هيبة العبادة، لأنه موسم تربية وتطهير. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (رواه البخاري وسلم)، وهذا يعنى أن أعظم مكاسب الحج ليست فقط سقوط الفريضة، بل سقوط الذنوب وبناء قلب جديد، يعي حق الله وحق الناس. في عرفات، يقف الملايين سواسية لا يميزهم لون أو جنسية أو رتبة، تذوب الأنا، وتولد أمة التوحيد على صعيد واحد. هناك تزرع قيم المساواة والرحمة، والتجرد والإخلاص، والتسامح والتوبة. وفي رمي الجمرات يتعلم الحاج أن الحياة صراع دائم مع الشيطان، وأن على الإنسان أن يرجم الغواية كلما ظهرت، ويجدد ولاءه لطريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وفي السعي بين الصفا والمروة تغرس معاني الصبر واليقين، استلهاماً من مشهد هاجر عليها السلام، وهي تسعى لأجل حياة ابنها. وليس عجيبًا أن الحج يأتي في أشهر حرم عظيمة، هي شهور السلام وتعظيم الحرمات. ففيها تعظم الدماء والأعراض، وتغلق أبواب الفتن، وتفتح نوافذ الطهر والسلام مع النفس والناس. إن الحج في جوهره عملية إصلاح شامل، تبدأ بالقلب وتمتد للسلوك. وحين يعود الحاج إلى وطنه، لا يعود مجرد مسافر، بل رسول قيم، وحامل نور، ومصدر قدوة، ومثال تغيير. اللهم كما بلغتنا هذه الأشهر الحرم، وفتحت لنا أبواب الخير فيها، فبلغنا حج بيتك الحرام، واكتب لنا فيها التزكية والقبول، واهدِ قلوبنا إلى ما تحب وترضى، وبارك لنا في ديننا ودنيانا، واجعلنا من الحجاج المبرورين، الذين تقبل أعمالهم وتغفر ذنوبهم، وترفع درجاتهم، يا أرحم الراحمين. مساحة إعلانية