١٠-٠٥-٢٠٢٥
لعنة 'الذهب الأخضر' بالمغرب: كيف تحول حلم الثراء إلى كابوس!
أريفينو.نت/خاص
يمر قطاع إنتاج الأفوكادو المغربي بمنعطف حرج، حيث شهدت الصادرات تباطؤاً ملحوظاً منذ ديسمبر الماضي، على خلفية وفرة المعروض وانهيار الأسعار في الأسواق الدولية. وقد أدى ذلك إلى وضع صعب للعديد من المنتجين الذين كانوا قد أجلوا عمليات الجني على أمل انتعاش الأسعار، وهو رهان يبدو أنه كان خاسراً إلى حد كبير.
ووفقاً للبيانات التي نقلها موقع 'فريش بلازا' (FreshPlaza) المتخصص، فإن ما يقرب من 50% من المحصول الوطني لم يكن قد تم جنيه بعد في يناير 2025. ورغم استئناف عمليات القطف منذ ذلك الحين، لا تزال نسبة كبيرة من الإنتاج معلقة في البساتين، خاصة في منطقة الغرب التي تُعتبر استراتيجية لإنتاج هذه الفاكهة.
وفي هذا السياق، يؤكد السيد عبد الكريم العلاوي، رئيس جمعية منتجي الأفوكادو بمنطقة الغرب، أن 'عدداً كبيراً من المنتجين، لا سيما أولئك الذين يستغلون أكبر الضيعات، لم يقوموا بعد بجني الجزء الأكبر من إنتاجهم'. وأضاف أن 'موسم الحصاد يقترب من نهايته، لكن الأسعار لا تزال منخفضة بشكل يبعث على اليأس'.
وقد شجعت المحاصيل الجيدة للموسم السابق على توسع سريع في المساحات المزروعة بالأفوكادو، حيث انتقل المغرب من إنتاج 60,000 طن في موسم 2023/2024 إلى ما يقدر بين 100,000 و110,000 طن في موسم 2024/2025. ورغم أن هذه الديناميكية تبدو واعدة على المدى الطويل، إلا أنها تمارس ضغطاً كبيراً على قدرة استيعاب السوق الدولية على المدى القصير.
ويشير العلاوي إلى أن 'العرض يفوق الطلب بكثير، وسيحتاج السوق العالمي إلى وقت للتكيف مع هذه الكميات الجديدة'. وفي منطقة الغرب، معقل الإنتاج الوطني، تُقدر نسبة الفاكهة التي لا تزال على الأشجار بما لا يقل عن 10%، وذلك بسبب غياب الجدوى الاقتصادية الفورية لعملية الجني.
وأمام هذا الوضع، يجد المنتجون أنفسهم محاصرين بين تكاليف استغلال لا يمكن تقليصها وأسعار تصدير متدنية، مما لا يترك لهم خياراً سوى جني المحصول، طوعاً أو كرهاً. ويعترف العلاوي بأنه 'مهما كان الأمر، يجب جني الثمار هذا الشهر'، متوقعاً حدوث تغيير في التوجهات خلال الموسم المقبل.
ومن الممكن أن تؤثر القرارات التي سيتخذها المنتجون مستقبلاً على مواعيد الجني، بل وعلى استمرار بعض الفاعلين في هذا القطاع. ويؤكد العلاوي أن 'الصعوبات التجارية التي وُوجهت هذا الموسم ستؤثر حتماً على الخيارات الاستراتيجية للمنتجين، وقد يلجأ البعض إلى تقليص مساحاتهم المزروعة أو حتى مغادرة القطاع'.
وإذا كان المغرب قد نجح خلال السنوات الأخيرة في فرض نفسه كلاعب رئيسي في السوق العالمية للأفوكادو، فإن أزمة النمو الحالية تسلط الضوء على محدودية التوسع غير المنظم. وللحفاظ على تنافسية القطاع، سيكون من الضروري تنفيذ حلول هيكلية، تشمل تخطيط حجم الإنتاج، وتنويع الأسواق، والارتقاء بجودة المنتج، وتطوير آليات التعاقد مع المشترين الدوليين.