logo
#

أحدث الأخبار مع #عبدالله_السويجي

الولاء والانتماء الآن..
الولاء والانتماء الآن..

صحيفة الخليج

timeمنذ 9 ساعات

  • سياسة
  • صحيفة الخليج

الولاء والانتماء الآن..

عبدالله السويجي الولاء والانتماء ليستا كلمتين بسيطتين، أو مفردتين عابرتين في اللغة الإنشائية، هما كلمتان تحملان موقفين يظهران في أوقات السلم والحرب، في الشدّة والرفاهية، حتى في الحزن والفرح، والكلمتان خلاصة لاستراتيجيتين وعصارة لإيمان متجذّر في الفرد والمجموع. ولعمري أننا في هذا الوقت بالذات في أمس الحاجة لتعزيزهما، وتكريسهما والأخذ بهما في سبيل الصمود النفسي والسياسي والمجتمعي، لأننا وإن كنا لسنا منخرطين في أي صراع مع أحد، إلا أننا على تخوم صراع خطر نرجو ألا يتطور أو يتصاعد أكثر، ونرجو أن تتراجع حدته باتجاه الاستقرار وعودة السلام إلى المنطقة. فدولة الإمارات العربية المتحدة عبر تاريخها ملتزمة بمبدأ السلام والاستقرار، وتعد السلام استراتيجية رئيسية في تعاملها مع دول العالم، وتسعى إلى ذلك بكل الوسائل لتوفير الاستقرار للجميع، وطالما لعبت هذا الدور منذ عام 1975 حتى يومنا، وحققت نتائج جيدة، ولا تزال تقرّب وجهات النظر بين المتنازعين والمتصارعين والمتقاتلين، إن كان في الحروب الأهلية أو في الحروب الإقليمية وغيرها. إنه مبدؤها ومسارها وسياستها وركيزتها في التعاطي مع الأزمات. ولا يخفى على أحد أنه في أوقات الصراعات والحروب، تنشط جهات وعصابات افتراضية وحقيقية تبدأ بنشر المعلومات المغلوطة والأخبار المختلقة التي تقع ضمن الأمنيات والطموحات، وذلك بهدف خلخلة الاستقرار، أو تقليل الثقة بين أركان الدولة، بين الشعب والقيادة، وهناك ما يُعرف بالطابور الخامس الذي يعمل وفق أجندة خارجية لإطالة الصراع وتوسيعه، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يُطلق عليه (الإعلام الجديد)، يصبح الوصول إلى الحقيقة صعباً، ويصبح التفريق بين الصواب والخطأ مرهقاً، بسبب مضاعفة نشاط الطابور الخامس، ويمتد هذا الأمر إلى الدولتين المتحاربتين أو الأطراف المتصارعة، إذ تشرع كل واحدة في بث أخبار وشائعات وقصص، وتبدأ في فبركة مشاهد باستخدام التقنية الحديثة وبواسطة الذكاء الاصطناعي، حتى يكاد أن يلتبس الأمر على الفرد ويمتد إلى المجتمع. وهنا يبدأ التحصين واتخاذ الخطوات الصحيحة للحفاظ على الولاء والانتماء، أي الإيمان بالوطن والقيادة، في مواجهة التدفّق الهائل من المعلومات والأخبار والتوقعات. وحفاظاً على الصفاء الذهني والانتمائي، لا بد للفرد من وضع ضوابط لنفسه يطبقها ويلتزم بها إلى حين اختفاء الغمة وانتهاء الأزمة، وأولها: اختيار القنوات الوطنية المتخصصة بتدفق المعلومات، وتصديقها، ونشرها بين الناس، وعدم الالتفات إلى القنوات الإعلامية الأخرى، أي عدم تصديقها في ما يتعلق بسمعة الدولة والقيادة، وثانياً، لا بد من تثقيف الفرد لنفسه حتى يكون قادراً على النقاش الواقعي، أو الحوار الافتراضي مع القنوات المعلوماتية الأخرى، ويكون التثقيف من خلال الاطلاع على تاريخ الدولة وسياساتها وإنجازاته. ومن خلال تاريخ القيادة وإنجازاتها المحلية والإقليمية والدولية، والاطلاع على ما تحقّق على أرض الواقع بالأرقام والبيانات، حتى يمتلك البرهان والدليل، ونظرياً، لا بدّ من الاطلاع على ثقافة الدولة والقيادة، وسياساتها واستراتيجياتها، وعلى مقولات القيادة وأقوالها وكيف أنها تُرجمت على أرض الواقع، وكيف أن الدولة، دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، قد حققت العيش الكريم لمواطنيها والمقيمين على أرضها، ووفّرت للجميع الأمن والأمان، ووفرت فرص العمل والتحسن المستمر وبناء الحياة الفردية والأسرية، وكيف أن الدولة أصبحت وجهة رئيسية للعيش والعمل. واستطراداً، لولا توفّر الأمن والأمان لما حققت الدولة سبقاً اقتصادياً جديداً في الأيام القليلة الماضية، إذ كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله على (إكس): «في تصويت دولي على الثقة في اقتصاد دولة الإمارات.. ووفقاً للتقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للدولة في آخر العام الماضي 167 مليار درهم (45 مليار دولار) بنمو 48% عن العام الذي سبقه..». وإن دلّ هذا على شيء فإنه يدلّ على الثقة باقتصاد الدولة، أي بمستوى الأمن والأمان في الدولة، أي بالاستقرار المجتمعي والوظيفي، أي بكيفية إدارة الدولة، أي بالقيادة، وهو أمر مهم للغاية. إن هذه الثقافة بما تنجزه الدولة وأبعاد هذه الإنجازات والبرامج والخطط والفلسفة والسياسات التي أدت إليها هي سلاح يحصّن النفس أولاً، ونردّ به على المغرضين ثانياً، وننقله إلى الأجيال الصاعدة ثالثاً. الولاء والانتماء يظهران في هذه الأيام، حيث القلق الذي لا يمكن إخفاؤه جراء ما يحدث على الحدود، ورغم ذلك نتمتع بإيمان شديد بقدرة قيادتنا الرشيدة على إدارة الأزمة، واتخاذ القرارات المناسبة والخطوات الحكيمة لإبعاد كل ما من شأنه أن يشكل خطراً على الدولة، وأن يهدّد الإنجازات التاريخية. لنقرأ عن الولاء ونبحر في مفهوم الانتماء، ونستخلص الأفكار والعبر ونبدأ بالكتابة عن المفردتين، وقد تكون دعوة لكل صاحب زاوية في صحيفة أو مساحة في وسيلة نشر، للكتابة بلغة عميقة فيها المنطق والعاطفة والإيمان والمحبة، وأن يعزّزوا هذه الصلة بين الوطن وعاشقيه، وهذا الرابط بين الأرض والإنسان، لتبقى إماراتنا عنواناً للأمان، وشعبنا رمزاً للولاء والانتماء..

نزع الأسلحة مهمة صعبة
نزع الأسلحة مهمة صعبة

صحيفة الخليج

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صحيفة الخليج

نزع الأسلحة مهمة صعبة

عبدالله السويجي بعد كل حرب كونية أو إقليمية أو حتى أهلية يبرز مصطلح نزع السلاح كبند من بنود أي خطة سلام، وغالباً ما يكون هذا البند لخلق حالة من الاطمئنان بين الأطراف، أو لدى الطرف المنتصر، وأعتقد أن وضع هذا البند (نزع السلاح)، ما هو إلا شكل إجرائي أكثر منه عملية جوهرية، يرضي غرور بعض الأطراف. ففي خلال الحروب الكونية أو الإقليمية، تكون الدول قد وزّعت السلاح على شعوبها لتشكيل جبهة داخلية قد تساهم في المعركة إذا ما تخلخل ميزان القوى، أو إذا ما أرادت الدولة، في حال هزيمتها، تشكيل عصابات مسلحة لخوض حرب عصابات ضد الطرف الآخر. أما في الحروب الأهلية، فأحد أسباب نشوب تلك الحروب هو انتشار السلاح بين الجميع، لا سيّما المدنيين، إضافة إلى التجييش والحشد العقائدي أو الفكري ونشر الضغينة بين طبقات المجتمع وأطيافه. فالحروب الأهلية غالباً ما تغذّت على الضغائن والأحقاد والتمييز ومصادرة الحقوق وغيرها من محاولات الاستئثار بالسلطة واحتكار تجارة ما أو سلطة ما، والحديث عن نزع السلاح في هذه الحالة هو ضرب من الخيال لأن السلاح موجود في كل بيت، ونزعه سيكون عملية معقّدة جداً، إضافة إلى وسائل الإخفاء والتمويه والتهريب. وفي كل الأحوال، في الحروب الكونية أو الإقليمية أو الأهلية، ستكون عملية نزح السلاح عملية صعبة للغاية قد تستغرق سنوات طويلة، إلاّ إذا سلّم الناس أو الأطراف أسلحتهم عن طيب خاطر. هنالك سلاح غير البنادق والصواريخ والقذائف، ويشكّل خطراً أكبر من السلاح العادي. فكل الحروب قامت على سياسات تستند إلى قناعات وإيديولوجيات، وهذه الأخيرة إما أن تكون مدنية أو دينية، أي أنها تلتصق بوجدان الشعوب وقناعاتهم ومبادئهم، وهذا السلاح لا يمكن تسليمه ولا يمكن تخزينه في أي مكان، ومن الصعب مصادرته من الناس، فكيف يمكن نزع الإيمان بالطائفة والمذهب والعقيدة، إنها عملية أشبه بالمستحيلة، وإذا ما اتفقت الأطراف على نزعها فسيستغرق الأمر سنوات طويلة وربما أجيالاً، لأنها تتطلب تفصيل مناهج تعليمية جديدة يؤمن بها الناس، حيث لن يكونوا مطالبين بنزع عقائدهم وطوائفهم ومذاهبهم، بل سيخضعون لبرامج تعلي من ثقافة التسامح وقبول الآخر واحترامه بل والدفاع عنه إذا لزم الأمر. وهذه العملية تربوية فكرية فلسفية حياتية وجدانية إنسانية، ولن تتم بمجرد اتخاذ قرار أو وضع استراتيجيات. وأجزم أن العالم الذي لا يزال يشهد حروباً وقلاقل واضطرابات حدودية أو داخلية هو عالم لا تزال فيه بعض جاهلية حقوقية، ونسبة ثقافة التسامح فيه ضعيفة إلى درجة تهدّد الأمن والسلم الداخلي أو الإقليمي. والجميع يعلمون أن ثقافة التسامح ونشرها ليست عملية سهلة، وتتطلب استعداداً اجتماعياً وروحانياً، هي عملية مستمرة ودائمة، ويجب مواكبة الأجيال الصاعدة ووضعها ضمن المناهج التعليمية، إضافة إلى الثقافة الأسرية والمجتمعية. لقد استغرقت المجتمعات المستقرة التي تؤمن بثقافة التسامح زمناً طويلاً تضمن نشر توعية بشأن الحقوق والواجبات وتطبيق القانون، ونعني بالحقوق شموليتها ومن بينها حق الاختلاف وحق الاختيار وعدم التدخل في شؤون الغير، ثم تمر الشعوب بممارسة تلك الحقوق لزمن طويل يصبح بعد ذلك أسلوب حياة للكبار والصغار، وهنا يسود الاطمئنان ويتم التأكد من نزع ذاك السلاح المتمثل بالسلاح الفكري، ويجب التوضيح هنا أن الإيمان بالإيديولوجيات والمذاهب سيستمر، ولكن بصيغة أخرى تؤكد عدم المصادرة ونبذ الكراهية وتأصيل ثقافة السلام والحوار، وهذا الأمر هو ما يشغل المنظمات الدولية التي تعمل من أجل السلام، أو تلك المعنية بتمكين الإنسان من فهم الحقوق والواجبات. هنالك سلاح آخر لا يطالب القادة بسحبه هو السلاح الإلكتروني، وهو عبارة عن البرمجيات الخطرة التي تستطيع قرصنة أنظمة عسكرية متطورة، أو وزارات الدفاع، وهناك برامج لقرصنة محطات توليد الطاقة ومحطات تكرير المياه، ومحطات الكهرباء، وأولى تلك المحطات المفاعلات النووية، وكل مصنع يعمل بطريقة ذكية، يمكن قرصنة تلك المؤسسات والأنظمة وتعطيلها أو تدميرها، ولم نسمع بأحد، دولة كانت أو فرداً، يطالب بنزع هذه الأسلحة لصعوبة الفعل، فنزع هذه الأسلحة الإلكترونية يكاد يوازي نزع السلاح الإيديولوجي في صعوبته، لكنه بالتأكيد أسهل. صحيح أن المؤتمرات الذكية تطالب بالتصدي للمقرصنين من خلال وضع برامج حماية قوية ووضع قوانين رادعة، لكن كل ذلك لا يكفي، لأن القرصنة غالباً ما لا تكون فردية، وإنما تتبنّاها الدول بشكل مباشر أو غير مباشر، وبواسطتها تحدث عمليات الابتزاز، إذ إن هذه البرمجيات الخطرة تملكها دول متطورة ولديها مصالح كبيرة. كنتيجة، من السهل نزع السلاح الفردي، المسدسات والبنادق والقذائف الصاروخية وغيرها، لكن من الصعب نزع السلاح الإيديولوجي، ويبقى السلاح الإلكتروني الذي يجب الاتفاق على نزعه، وهذا يتطلب اتفاقات ومعاهدات بين القوى المعنية ذات الأهداف الكبرى، أما المقرصنون الأفراد فيمكن التحكم بهم بسهولة، كما أعتقد. والأهم من كل ذلك نزع سلاح الحقد والكراهية والتمييز من النفس البشرية، وإذا ما نجح الإنسان في نزع ذلك السلاح، سيتم نزع الأسلحة الأخرى آلياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store