logo
نزع الأسلحة مهمة صعبة

نزع الأسلحة مهمة صعبة

صحيفة الخليج١٢-٠٥-٢٠٢٥

عبدالله السويجي
بعد كل حرب كونية أو إقليمية أو حتى أهلية يبرز مصطلح نزع السلاح كبند من بنود أي خطة سلام، وغالباً ما يكون هذا البند لخلق حالة من الاطمئنان بين الأطراف، أو لدى الطرف المنتصر، وأعتقد أن وضع هذا البند (نزع السلاح)، ما هو إلا شكل إجرائي أكثر منه عملية جوهرية، يرضي غرور بعض الأطراف. ففي خلال الحروب الكونية أو الإقليمية، تكون الدول قد وزّعت السلاح على شعوبها لتشكيل جبهة داخلية قد تساهم في المعركة إذا ما تخلخل ميزان القوى، أو إذا ما أرادت الدولة، في حال هزيمتها، تشكيل عصابات مسلحة لخوض حرب عصابات ضد الطرف الآخر. أما في الحروب الأهلية، فأحد أسباب نشوب تلك الحروب هو انتشار السلاح بين الجميع، لا سيّما المدنيين، إضافة إلى التجييش والحشد العقائدي أو الفكري ونشر الضغينة بين طبقات المجتمع وأطيافه.
فالحروب الأهلية غالباً ما تغذّت على الضغائن والأحقاد والتمييز ومصادرة الحقوق وغيرها من محاولات الاستئثار بالسلطة واحتكار تجارة ما أو سلطة ما، والحديث عن نزع السلاح في هذه الحالة هو ضرب من الخيال لأن السلاح موجود في كل بيت، ونزعه سيكون عملية معقّدة جداً، إضافة إلى وسائل الإخفاء والتمويه والتهريب. وفي كل الأحوال، في الحروب الكونية أو الإقليمية أو الأهلية، ستكون عملية نزح السلاح عملية صعبة للغاية قد تستغرق سنوات طويلة، إلاّ إذا سلّم الناس أو الأطراف أسلحتهم عن طيب خاطر.
هنالك سلاح غير البنادق والصواريخ والقذائف، ويشكّل خطراً أكبر من السلاح العادي. فكل الحروب قامت على سياسات تستند إلى قناعات وإيديولوجيات، وهذه الأخيرة إما أن تكون مدنية أو دينية، أي أنها تلتصق بوجدان الشعوب وقناعاتهم ومبادئهم، وهذا السلاح لا يمكن تسليمه ولا يمكن تخزينه في أي مكان، ومن الصعب مصادرته من الناس، فكيف يمكن نزع الإيمان بالطائفة والمذهب والعقيدة، إنها عملية أشبه بالمستحيلة، وإذا ما اتفقت الأطراف على نزعها فسيستغرق الأمر سنوات طويلة وربما أجيالاً، لأنها تتطلب تفصيل مناهج تعليمية جديدة يؤمن بها الناس، حيث لن يكونوا مطالبين بنزع عقائدهم وطوائفهم ومذاهبهم، بل سيخضعون لبرامج تعلي من ثقافة التسامح وقبول الآخر واحترامه بل والدفاع عنه إذا لزم الأمر.
وهذه العملية تربوية فكرية فلسفية حياتية وجدانية إنسانية، ولن تتم بمجرد اتخاذ قرار أو وضع استراتيجيات. وأجزم أن العالم الذي لا يزال يشهد حروباً وقلاقل واضطرابات حدودية أو داخلية هو عالم لا تزال فيه بعض جاهلية حقوقية، ونسبة ثقافة التسامح فيه ضعيفة إلى درجة تهدّد الأمن والسلم الداخلي أو الإقليمي. والجميع يعلمون أن ثقافة التسامح ونشرها ليست عملية سهلة، وتتطلب استعداداً اجتماعياً وروحانياً، هي عملية مستمرة ودائمة، ويجب مواكبة الأجيال الصاعدة ووضعها ضمن المناهج التعليمية، إضافة إلى الثقافة الأسرية والمجتمعية.
لقد استغرقت المجتمعات المستقرة التي تؤمن بثقافة التسامح زمناً طويلاً تضمن نشر توعية بشأن الحقوق والواجبات وتطبيق القانون، ونعني بالحقوق شموليتها ومن بينها حق الاختلاف وحق الاختيار وعدم التدخل في شؤون الغير، ثم تمر الشعوب بممارسة تلك الحقوق لزمن طويل يصبح بعد ذلك أسلوب حياة للكبار والصغار، وهنا يسود الاطمئنان ويتم التأكد من نزع ذاك السلاح المتمثل بالسلاح الفكري، ويجب التوضيح هنا أن الإيمان بالإيديولوجيات والمذاهب سيستمر، ولكن بصيغة أخرى تؤكد عدم المصادرة ونبذ الكراهية وتأصيل ثقافة السلام والحوار، وهذا الأمر هو ما يشغل المنظمات الدولية التي تعمل من أجل السلام، أو تلك المعنية بتمكين الإنسان من فهم الحقوق والواجبات.
هنالك سلاح آخر لا يطالب القادة بسحبه هو السلاح الإلكتروني، وهو عبارة عن البرمجيات الخطرة التي تستطيع قرصنة أنظمة عسكرية متطورة، أو وزارات الدفاع، وهناك برامج لقرصنة محطات توليد الطاقة ومحطات تكرير المياه، ومحطات الكهرباء، وأولى تلك المحطات المفاعلات النووية، وكل مصنع يعمل بطريقة ذكية، يمكن قرصنة تلك المؤسسات والأنظمة وتعطيلها أو تدميرها، ولم نسمع بأحد، دولة كانت أو فرداً، يطالب بنزع هذه الأسلحة لصعوبة الفعل، فنزع هذه الأسلحة الإلكترونية يكاد يوازي نزع السلاح الإيديولوجي في صعوبته، لكنه بالتأكيد أسهل.
صحيح أن المؤتمرات الذكية تطالب بالتصدي للمقرصنين من خلال وضع برامج حماية قوية ووضع قوانين رادعة، لكن كل ذلك لا يكفي، لأن القرصنة غالباً ما لا تكون فردية، وإنما تتبنّاها الدول بشكل مباشر أو غير مباشر، وبواسطتها تحدث عمليات الابتزاز، إذ إن هذه البرمجيات الخطرة تملكها دول متطورة ولديها مصالح كبيرة.
كنتيجة، من السهل نزع السلاح الفردي، المسدسات والبنادق والقذائف الصاروخية وغيرها، لكن من الصعب نزع السلاح الإيديولوجي، ويبقى السلاح الإلكتروني الذي يجب الاتفاق على نزعه، وهذا يتطلب اتفاقات ومعاهدات بين القوى المعنية ذات الأهداف الكبرى، أما المقرصنون الأفراد فيمكن التحكم بهم بسهولة، كما أعتقد. والأهم من كل ذلك نزع سلاح الحقد والكراهية والتمييز من النفس البشرية، وإذا ما نجح الإنسان في نزع ذلك السلاح، سيتم نزع الأسلحة الأخرى آلياً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدارة الأزمات بمنطقة قم: هجوم إسرائيلي جديد على منشأة فوردو النووية
إدارة الأزمات بمنطقة قم: هجوم إسرائيلي جديد على منشأة فوردو النووية

الإمارات اليوم

timeمنذ 41 دقائق

  • الإمارات اليوم

إدارة الأزمات بمنطقة قم: هجوم إسرائيلي جديد على منشأة فوردو النووية

قال المتحدث باسم مركز إدارة الأزمات في منطقة قم الإيرانية، اليوم الاثنين، إن منشأة فوردو النووية، تعرضت لهجوم إسرائيلي جديد، بعد يوم واحد من الضربات الأميركية التي استهدفت المنشأة، بينما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر أمني تأكيده أن الهجوم الإسرائيلي، استهدف طريق الوصول إلى المنشأة وليس المنشأة نفسها. وشدد المسؤول الإيراني، حسبما نقلت وكالة أنباء "تسنيم"، على أنه "لا خطر على سكان المنطقة" بسبب الضربات التي تتعرض لها المنشأة، فيما أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى أن الوكالة الاممية "لا تستطيع أن تحدد حالياً مدى الضرر الذي لحق بالمفاعلات النووية تحت الأرض في منشأة فوردو". وأضاف غروسي، أن القصف الأميركي ربما ألحق أضراراً جسيمة بأجزاء من منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، المقامة في عمق جبل، "غير أنه ليس بوسع أحد حتى الآن تحديد مدى هذه الأضرار".

الهجوم الأميركي على إيران يفاقم الضبابية الاقتصادية
الهجوم الأميركي على إيران يفاقم الضبابية الاقتصادية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 43 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

الهجوم الأميركي على إيران يفاقم الضبابية الاقتصادية

وقد يكون الجانب السلبي للهجمات هو الأسهل في تحديده ويشمل احتمال ارتفاع أسعار الطاقة واستمرار إحجام الأسر والشركات عن الإنفاق. وقالت إيلين زينتنر كبيرة الاقتصاديين في مورغان ستانلي أمس الأحد إنه مع توقع تباطؤ الاقتصاد الأميركي تحت ضغط الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ، فإن ارتفاع أسعار النفط الناتج عن الصراع "قد يشكل ضغطا قويا على قدرة الأسر على الإنفاق... وقد يبطئ ذلك الناتج المحلي الإجمالي أكثر". وهناك أيضا سيناريو أكثر تفاؤلا إذا مهدت الهجمات الطريق لاستقرار في المنطقة في نهاية المطاف. وبعد الهجمات قال محللون في يارديني ريسيرش "التنبؤ بالتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مسألة صعبة... ومع ذلك، تشير سوق الأسهم الإسرائيلية إلى أننا قد نشهد تحولا جذريا في الشرق الأوسط بعد نزع السلاح النووي من إيران". وبلغ مؤشر تل أبيب الرئيسي في إسرائيل أعلى مستوى له على الإطلاق بعد الهجمات. ومع ذلك من الواضح أن سوق العمل الأميركية تفقد زخمها حتى مع توقع تزايد ضغوط التضخم. وستؤثر البيانات المُقرر صدورها يوم الخميس بشأن طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة على تقرير الوظائف الشهري لوزارة العمل لشهر يونيو. ومن المتوقع أن تظهر بيانات ستنشر الجمعة أضعف نمو في إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة منذ يناير. وبينما يتوقع أيضا أن تظهر أن التضخم يقترب من هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ اثنين بالمئة، يتوقع العديد من مسؤولي المجلس أن تساهم الرسوم الجمركية في ارتفاع الأسعار في الأشهر المقبلة. وقد يؤجج الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة التضخم. وسيواجه باول ضغوطا بسبب هذا الاحتمال، بالإضافة إلى تداعيات أخرى لتطورات الشرق الأوسط، خلال شهادة تستمر يومين أمام الكونغرس بداية من غد الثلاثاء أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب ثم يوم الأربعاء أمام لجنة القطاع المصرفي بمجلس الشيوخ. أبقى مسؤولو مجلس الاحتياطي الأسبوع الماضي سعر الفائدة الرئيسي عند نطاقه الحالي بين 4.25 بالمئة إلى 4.50 بالمئة، وبينما أشار صانعو السياسات إلى أنهم يعتقدون أن الظروف الاقتصادية ستبرر على الأرجح خفضين في أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري، قال باول إن تلك التوقعات غير مقنعة بالنظر إلى حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية.

ظلام ومرض وانفلات أمني.. عائدون للخرطوم يروون قصصا مروعة
ظلام ومرض وانفلات أمني.. عائدون للخرطوم يروون قصصا مروعة

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 43 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

ظلام ومرض وانفلات أمني.. عائدون للخرطوم يروون قصصا مروعة

غير أن العودة جاءت صادمة، بالنسبة لإبراهيم إذ وجد العاصمة في حال كارثي، في ظل انعدام شبه كامل لخدمات المياه والكهرباء ، وتراكم كثيف للنفايات، وحطام المباني التي تعرضت لدمار كبير، إضافة إلى الفوضى الأمنية في الشوارع والخراب التام للأسواق، مما جعل أحياء العاصمة، التي كانت تعجّ يوما بالحياة، تبدو وكأنها بيوت أشباح يصعب العيش فيها تماما. وفي الواقع، لا يزال حلم العودة إلى الخرطوم ، التي هجَرها أكثر من 8 ملايين من سكانها البالغ عددهم نحو 8 ملايين نسمة، حلما بعيد المنال في ظل انعدام أساسيات الحياة من أمن وصحة وخدمات وغذاء وتعليم، وسط توقعات بكارثة بيئية كبرى جراء الدمار الشامل الذي طال شبكات الصرف الصحي ، وتراكم النفايات، وانتشار الأمراض المرتبطة بالتلوث البيئي. وقدّر خبراء تكلفة إعادة إعمار ما دمرته الحرب في العاصمة الخرطوم بنحو 300 مليار دولار. وتحوّلت معظم مناطق المدينة المدمَّرة إلى مناطق غير صالحة للحياة، حيث تعرّض أكثر من 60 بالمئة من المناطق السكنية ومنشآت البنية التحتية والمباني الرئيسية لدمار كلي أو جزئي، كما طال الدمار أكثر من 4 جسور، و200 مبنى عام وتاريخي، ومئات الآلاف من المنازل، نتيجة القصف الجوي الكثيف. مشاهد كارثية بدت العودة، بالنسبة لإبراهيم، أشبه بإلقاء النفس في مكان مهجور، ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم تعد الخرطوم مدينة صالحة للحياة. كل شيء فيها أصبح غريبا، حتى الشوارع لا تجد فيها حياة، وكل ما تراه مجموعة من الصبية المسلحين الجالسين على أطراف الطرقات يمارسون كل أنواع الانتهاكات على المارة". ويضيف: "الأمن أصبح معضلة كبيرة داخل العاصمة، في ظل انتشار عدد كبير من المجموعات المسلحة التي يصعب التعرف على هويتها، وسط توتر أمني كبير يحيط بكل مكان، ويمكن أن يعرض حياتك للخطر في أي لحظة". ويصف إبراهيم أوضاع القلة القليلة التي تعيش في العاصمة بـ"المأساوية"، ويقول: "تسير أحيانا مسافة كيلومتر كامل دون أن تقابل أي شخص في الشارع، وحتى إن قابلت أحدهم، فستلاحظ عليه فوراً الإرهاق والتعب وضعف البنية الجسمانية". وانتقد إبراهيم الحملات الإعلامية التي تدعو الناس للعودة إلى الخرطوم، واعتبرها دعوات "كاذبة" تخفي وراءها أجندات لا تعني السكان الباحثين عن الأمن والغذاء والدواء، وهي جميعها مقومات تفتقر إليها الخرطوم حالياً، حسب تعبيره. ومثل إبراهيم، يعكس محمد خير، العائد إلى منطقة بحري شمال الخرطوم، أوضاعا مأساوية أيضا، مشيرا إلى امتلاء الشوارع بالسيارات المحروقة وأعمدة الكهرباء المتساقطة، ويقول: "في ظل انقطاع الكهرباء، وارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الناموس والذباب، يصبح الحصول على ساعة نوم واحدة كأنه حلم بعيد المنال". تعيش أكثر من 80 بالمئة من مناطق العاصمة الخرطوم، التي تبلغ مساحتها نحو 22 ألف كيلومتر مربع، بلا مياه أو كهرباء أو خدمات صرف صحي، في حين تستفيد بقية المناطق بخدمات محدودة ولساعات قليلة. وفي ظل تدمير أكثر من 70 بالمئة من المرافق الصحية كليا أو جزئيا، يواجه نحو 90 بالمئة من السكان صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية، مع انتشار واسع لأمراض غريبة أدت إلى وفاة الآلاف خلال الأسابيع الماضية. وشهد قطاع الكهرباء دمارا هائلا شمل نحو 70 بالمئة من المحطات والخطوط، وما يقارب 60 بالمئة من خطوط الجهد العالي، و80 بالمئة من شبكات التوزيع داخل الأحياء، خاصة الكوابل الأرضية. وتُعد أزمة الصرف الصحي واحدة من أبرز التحديات التي قد تعيق عودة الحياة إلى طبيعتها، خصوصا في أحياء وسط الخرطوم. ووفقا لـ مناهل الجاك، نائبة مدير هيئة الصرف الصحي بولاية الخرطوم، فإن معظم محطات معالجة الصرف تعرضت لدمار يصعب معالجته في المدى القريب. وأشارت، في تسجيل صوتي متداول، إلى ضياع السجلات والخرائط التي كانت تُستخدم في عمليات إعادة الإعمار، قائلة: "تدمرت معظم المباني الإدارية التابعة للهيئة، بما في ذلك غرف التحكم والسجلات، والخرائط التي تعود إلى المراحل الأولى من إنشاء شبكات الصرف الصحي في وسط الخرطوم ومنطقة الخرطوم بحري". إضافة إلى التفلتات الأمنية التي تشهدها الخرطوم بسبب انتشار أكثر من 15 فصيلا مسلحا في شوارعها، تعتبر الألغام غير المنفجرة من أخطر التهديدات التي تواجه العائدين. فقد أكد تقرير أممي أن 10بالمئة من القذائف التي أُطلقت خلال عامي القتال لم تنفجر. وبحسب مرصد النزاعات والبيئة الأوروبي، فقد سقطت أكثر من مليوني قذيفة في العاصمة وحدها، بمعدل نحو 2800 قذيفة يوميا. وأثارت قرارات أصدرتها السلطات مؤخرا بعودة الموظفين إلى أعمالهم في ولاية الخرطوم جدلاً كبيراً في أوساط النقابات المهنية، التي اعتبرتها تهديداً مباشراً لحياة العاملين. وفي الواقع، يشكل تردي الأوضاع الأمنية، والانتشار الواسع للمتفجرات، والجثامين المتحللة في الأحياء وساحات المدارس والجامعات والميادين العامة، وتفشي الأوبئة، خطرا كبيرا على العائدين. وتلخص حنان الأمين مدثر، استشارية أنظمة المياه والبيئة وتغير المناخ، بعضاً من هذه التهديدات في تلوث مياه الشرب، وتفشي الأمراض، وانتشار القوارض والحشرات والحيوانات المصابة بالسعار، إضافة إلى الجثث المتحللة. وتقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "معدلات التلوث العالية وبقايا الجثث المدفونة في الأحياء والطرقات العامة تؤدي إلى انتشار البكتيريا الضارة في الهواء، وقد تختلط هذه الملوثات بشبكات مياه الشرب والصرف الصحي، ما يؤدي إلى تفشي أمراض خطيرة مثل الكوليرا والحميات".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store